الجزيرة:
2025-01-31@10:39:07 GMT

قمة مجموعة 77 والصين.. تنافس صيني أميركي في أفريقيا

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

قمة مجموعة 77 والصين.. تنافس صيني أميركي في أفريقيا

كمبالا- "الصعود الجماعي لدول الجنوب لا يمكن إيقافه، رغم أن البيئة الخارجية متزايدة التعقيد"، اقتباس مما قاله نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو كوة تشونغ، في اجتماعات قمة مجموعة 77 والصين، التي تضم حاليا 134 دولة، وتأسست عام 1964، وتعد التكتل الأكبر تحت مظلة الأمم المتحدة.

وطغى على افتتاح القمة المسماة بـ"قمة الجنوب" في كمبالا بأوغندا، ما أطلق عليه ليو كوة تشونغ استمرار نفوذ "النظام الاقتصادي والسياسي الدولي القديم، في تقويض السلم والتنمية الدوليين"، وسط إجماع من المشاركين على أهمية تغيير النظام المالي والاقتصادي العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية.

وتعقد القمة في أفريقيا التي تشهد تنافسا متزايدا بين القوى الكبرى للدخول إليها، كل بحسب أولوياته، فبالنسبة للصين، تشكل القارة ركنا أساسيا في مبادرتها "الحزام والطريق"، وتهدف القمة لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتنمية بين الدول الأعضاء، وتطوير التكنولوجيا ونقلها، وردم الهوة العلمية بين دول الشمال والجنوب.

مجموعة 77 + الصين تعد التكتل الأكبر تحت مظلة الأمم المتحدة. (الفرنسية) الصين في أفريقيا

تعد الصين الشريك التجاري والمستثمر الأبرز في أوغندا، حيث ضخت بكين خلال عام واحد فقط أكثر من 131 مليون دولار على شكل استثمارات مباشرة في الدولة التي تدخل ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، ووفدت بكين إلى السوق المحلية ليس بوصفها مستثمرا خارجيا ينتظر عائدات سريعة، بل أتت بأكثر من 200 شركة صينية وأدمجتها في السوق المحلية.

وكانت الصين قد أطلقت عام 2013 مبادرة "الحزام والطريق" التي تعد بديلا حديثا وأكثر تشعبا، برا وبحرا، لطريق الحرير التاريخي، وتريد الصين من المبادرة تعزيز تجارتها الخارجية، وتمكين بضائعها من الوصول إلى الأسواق حيث تشاء.

ونمت تجارة بكين الخارجية بمعدلات مطّردة منذ بداية الألفية الحالية، وسجلت بنهاية عام 2022 صادرات سنوية بنحو 3.6 تريليونات دولار، أما حجم الناتج المحلي الإجمالي، وهو المقياس النقدي لمجموع القيمة السوقية لكل السلع والخدمات المنتجة في فترة زمنية محددة، فقدر بنحو 17.7 تريليون دولار عام 2023، بمعدل نمو سنوي وصل إلى 5% بحسب مركز الإحصاء الصيني.

ولخدمة مشروع نهوضها وتحقيق فصول طريق تجارتها، استثمرت الصين في أكثر من 3 آلاف مشروع بتكلفة تزيد على 7 تريليونات دولار حتى الآن، وارتفع حجم استثمارات الصين في القارة مما يقارب 75 مليون دولار عام 2003 إلى 5 مليارات دولار عام 2021، ووصل مجموع ما استثمرته بكين في أفريقيا بين الأعوام 2003 و2020 قرابة 46 مليار دولار.

وتحرص بكين على تنويع استثماراتها في أفريقيا بما يتلاءم مع احتياجاتها وأهدافها، لاسيما في قطاعات حيوية وإستراتيجية أيضا، من تأهيل البنية التحتية لا سيما طرق النقل البري وتأهيل الموانئ التجارية البحرية، مرورا بالاستثمار في قطاع التعدين واستخراج المعادن الثمينة، والزراعة والتصنيع والإنتاج وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وبحسب أرقام البنك الدولي، تحمل الصين قرابة 20% من ديون أفريقيا، وقدمت لدول القارة قروضا بنحو 696 مليار دولار على مدى 20 عاما، وخلال العام الماضي، وقعت الصين عقودا لمشاريع جديدة في أفريقيا بنحو 28.4 مليار دولار.

تعد الصين الشريك التجاري والمستثمر الأبرز في أوغندا، الدولة المستضيفة للقمة (الفرنسية) الولايات المتحدة في أفريقيا

في المقابل قدرت صادرات الولايات المتحدة عام 2022 بنحو 3.01 تريليونات دولار، بحجم ناتج محلي إجمالي وصل إلى 27.97 مليار دولار، وبمعدل نمو سنوي بحوالي 2.8%، وإن كانت الولايات المتحدة لا تحتاج لأسواق جديدة، لكنها حتما تبحث عن أي فرصة تقتنصها لكسر شوكة بكين أو على الأقل البقاء في الصدارة.

ويعتبر 50% من الأميركيين أن الصين هي عدو بلادهم الأول، بحسب استطلاع أجراه معهد "غالوب" بداية العام الماضي، أما على المستوى الرسمي، فتبقى بكين مصدر قلق فعلي لواشنطن، ويصب ممر "لوبيتو" في خانة الصراع على التفوق والتمدد والسيطرة على صناعات التكنولوجيا والاستحواذ على العناصر الثمينة.

وكانت الولايات المتحدة قد أطلقت مبادرة "ممر لوبيتو" مقابل "طريق الحرير" الجديد الصيني، وهو طريق تجاري يربط زامبيا والكونغو الديمقراطية، اللتان تعتبران من أهم مصادر المعادن الحيوية في وسط أفريقيا، ويمتد عبر خط سكة حديد يصل إلى ميناء على ساحل الأطلسي في أنغولا، لنقل المعادن المستخدمة في إنتاج السيارات الكهربائية.

ويأتي إطلاق المباردة بعد تسجيل انخفاض ملحوظ في تدفق الاستثمارات الاميركية منذ عام 2010 إلى القارة، وسجل إجمالي الاستثمارات الأميركية في أفريقيا بين الأعوام 2003 و2020 قرابة 46 مليار دولار أميركي.

وكانت واشنطن قد أقرت عام 2000 قانون "أغوا" التجاري، الذي يتيح دخول سلع من دول أفريقية إلى الولايات المتحدة وفق سلم إعفاءات وحوافز، لكن المشكلة بالنسبة لدول أفريقية تكمن في كيفية استخدام واشنطن لهذا القانون، فقد شطبت واشنطن أواخر العام الماضي دولة أوغندا من لائحة الدول المستفيدة منه، على خلفية إقرار كمبالا قانونا يتعلق بالمثلية.

آنذاك، انتقد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني المقاربة الأميركية وقال "إن الدبلوماسية الصينية القائمة على عدم التدخل في شؤون الدول، أفضل بكثير من ازدواجية المعايير الغربية"، وأضاف جملة مفتاحية في مقاربة الصين لأفريقيا "لقد ساندت الصين الدول الأفريقية خلال كفاحها ضد الاستعمار، قبل أن تأتي بوصفها مستثمرة إلى القارة".

ولا يبدو أن الصراع على الموقع الإستراتيجي، وعلى المعادن النادرة، وعلى طرق التجارة سيحسم قريبا، فهو يمثل صراع نفوذ بين قوتين عالميتين، ربما اختلفت أدواته، لكنه لا يزال يمثل أساس الصراعات تاريخيا، لكن المتغيرات الجيو إستراتيجية التي تشهدها دول في أفريقيا، والتي حدت بالفعل من نفوذ دول غربية على رأسها فرنسا، إضافة إلى آلية عمل الصين في القارة، قد لا تكون عناصر طمأنة بالنسبة لواشنطن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة ملیار دولار فی أفریقیا الصین فی

إقرأ أيضاً:

حرب الرقائق بين الولايات المتحدة والصين تشتعل مجددا بسبب «ديبسيك»

صدمة في أمريكا تسبّب بها التطبيق الصيني الجديد ديبسيك، خاصة أنّ تكلفته أقل بكثير من شات جي بي تي، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للحديث عن أنّ التطبيق الصيني «جرس إنذار» لسيليكون فالي الأمريكية، بعد أن تسبّب في انخفاض كبير بسوق الأسهم التكنولوجية عالميا.

المهندس باسم بشري، خبير تكنولوجي واستشاري معهد تكنولوجيا المعلومات للاتصالات وإنترنت الأشياء، قال إنّ الذكاء الاصطناعي دائما ما كانت تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة أشهر شركات التكنولوجيا والتطبيقات مثل شركة أوبن إيه آي صاحبة تطبيق «شات جي بي تي» وهي الأشهر وتطبيقها الأكثر استخداما، يليها شركة جوجل الأشهر بتطبيقي «جيميناي» و«إيه آي ستوديو»، وشركة مايكروسوفت صاحبة تطبيق «بارد».

ديبسيك يكسر الاحتكار الأمريكي لسوق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

«بشرى» أضاف لـ«الوطن»، أنّ سوق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ظل لسنوات قاربت على الـ10 حكرا للشركات الأمريكية خاصة خلال آخر 3 سنوات، التي شهدت حرب الرقائق الإلكترونية بين الصين والولايات المتحدة، ورغم أنّ الشركات الأمريكية نالت شهرة خاصة في المجال خلال آخر عامين، لكن هناك دول طورت تطبيقات وإن كانت لا تزال ليست بنفس القوة لمنافستها الأمريكية.

وأشار إلى أنّ هناك قوانين للشركات في الولايات المتحدة تنظم عملها وتضمن عدم نقل التكنولوجيا للخارج إلا بموافقات وشروط صعبة، لتحافظ على وجود فجوة كبيرة بينها وبين أي دولة تكنولوجيا، ما يضمن لها الريادة والتفوق، ورغم كل هذه التحوطات نجحت شركتين صينيتين في البزوغ.

وأوضح: «كل من شركتي ديب سيك وكين الصينيتين قويتان وأعدتا مفاجاة للعالم بتطبيقات نافست التطبيقات الأمريكية للذكاء الاصطناعي، ولأنهما صينيتين فالشركتين تعملان منذ سنوات بالتأكيد في سرية على تطوير تطبيقات ذكاء صناعي تمتلك مميزات عن منافستها الأمريكية، استطاعت من خلالها جذب جزء غير قليل من قاعدة عملاء الشركات الأمريكية سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، بفضل تقنيات متطورة جعلت تكلفة التطوير والتصنيع أقل وبالتالي انخفاض تكلفة الاستخدام والتشغيل والتعلم».

واستطرد: «بطبيعة الحال المستخدم سيتحول أو ينتقل للمنتج الأرخص من ناحية التكاليف والاستخدام والأسهل في التعلم، على الأقل في البداية وهو ما حدث مع التطبيق الصيني، وإن كانت لا تزال واجهة التطبيق الصيني بحاجة إلى التطوير وأصعب في الاستخدام مقارنة بشات جي بي تي، ولكن التحول للتطبيق الصيني أحدث بالفعل ارتباكا للشركات الأمريكية وتأثر سعر أسهمها في البورصات العالمية لأن سعر السهم يتحدد وفقا للعوائد الاستثمارية للشركة صاحبة الأسهم إضافة إلى التوقعات بشأن أرباحها المستقبلية».

عيوب ومميزات التطبيق تظهر مع الوقت

وتوقع أنّه بعد قليل من الوقت الأمور ستتوازن لأن لكل تطبيق عيوب ومميزات وستحدث مقارنة تفصيلية وتفضيلية بين التطبيقين، لكن لابد من صدمة قوية بدايةً، ما انعكس على سوق الأسهم التكنولوجية، والصين اليوم متقدمة في الذكاء الاصطناعي وتصنيع أقمار صناعية متقدمة للغاية بل وتمتلك أسهم بالمحطة الفضائية الدولية وتعد الولايات المتحدة مساهم رئيسي فيها، ولكن من بين المساهمين الصين.

وأضاف أنّ الصين تخطط لبناء وإنشاء محطة فضائية خاصة بها يكون لها اليد العليا فيها وتساهم بكامل التمويل والإدارة، وهي الدولة التي تم فرض حظر على استخدامها الرقائق الإلكترونية الخاصة بالذكاء الاصطناعي منذ نحو 3 إلى 4 سنوات ولكنها نجحت في تطوير رقائق خاصة بها بالتأكيد أو على أقل تقدير اكتشاف طريقة لاستخدام الرقائق التقليدية بعيدا عن التكنولوجيا الأمريكية ولكن لا يعلم أحد يقينا ما فعلت إلى أن حدثت المفاجأة المدوية بالإعلان عن التطبيق المنافس لشات جي بي تي.

ويرى أنّ الحرب قديما كانت على الموارد المادية من البترول والذهب، وتحولت لحروب على الموارد الطبيعية وأهمها الماء، وحاليا هي حرب معلوماتية وتكنولوجية، ولا نغفل التحذير من حروب الجيل الخامس التي تتضمن استخدام التقنيات الحديثة في تزييف المحتوى وبثه على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر معلومات كاذبة يراد بها إحداث بلبلة بين الجماهير، وهو ما حذرت منه القيادة السياسية فى العديد من المناسبات وبالتالى صار تعلم التكنولوجيا وتطويرها وتطويعها حاجه أمنية أساسية للدول.

مقالات مشابهة

  • فودافون تنافس Starlink.. تجربة ناجحة لأول مكالمة فيديو عبر الأقمار الصناعية
  • «هواوي» تطلق هاتفاً بمواصفات مميزة و«علي بابا» تنافس نماذج  «الذكاء الاصطناعي» الشهيرة
  • كاتب أميركي: الزخم الغريب وراء سعي ترامب للاستحواذ على جزيرة غرينلاند
  • الرئيس الكيني: أفريقيا أصبحت مسرحا للإرهاب ويجب العمل لإحلال السلام
  • حرب تكنولوجية بين أمريكا والصين.. من تيك توك إلى ديب سيك وأزمة رقائق تايوان
  • حرب الرقائق بين الولايات المتحدة والصين تشتعل مجددا بسبب «ديبسيك»
  • انسحاب 3 دول من مجموعة "إيكواس" في غرب أفريقيا
  • ملوك أفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه ينطلق في أبوظبي
  • السيسي يؤكد أهمية دور المؤسسات القضائية في ضمان أمن واستقرار أفريقيا
  • ديب سيك.. تطبيق صيني يهدد الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي