سرّب أسرارا خطيرة عن التدخل الأميركي في فيتنام.. ما قصة إلسبيرغ مع أوراق البنتاغون؟ وماذا كان عقابه؟
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
في خريف عام 2006 بدأت وسائل الإعلام تتداول مصطلح "المنبهون"، وكان ذلك بمناسبة انطلاق موقع ويكيليكس في تسريب كم هائل من الوثائق السرية لأجهزة دول عبر العالم. فما قصة دانيال إلسبيرغ (المنبه الأول) مع أوراق البنتاغون؟
وبحسب الخبراء فإن التاريخ يحفظ للأميركي إلسبيرغ بأنه رائد المنبهين منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، حيث حصل هذا المحلل السابق في وزارة الخارجية الأميركية على وثائق سرية عن حرب فيتنام، لتجد طريقها إلى صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست".
وتابع برنامج "المرصد" 2023/7/17 قصة تسريبات إلسبيرغ التي أربكت إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون، ودوائر المخابرات الأميركية، لكن القضاء برأه في النهاية بعد محاكمة استمرت نحو سنتين.
وعُرفت قضية إلسبيرغ حينها بقضية "أوراق البنتاغون"، حيث كانت تلك الوثائق المسربة تكشف تورط الولايات المتحدة في حرب طويلة وخاسرة في فيتنام. وكان هدف إلسبيرغ أن يكشف للأميركيين زيف الرواية الرسمية.
وتابع البرنامج وقائع مغامرة إلسبيرغ الذي رحل مؤخرا عن عمر ناهز 92 عاما، والذي بدأت حكايته مع حرب فيتنام عام 1966، حين أُرسل إلى هناك بصفته محللا تابعا لوزارة الخارجية الأميركية لتوثيق التقدم العسكري للقوات الأميركية هناك.
وسرعان ما أدرك المحللون هناك أن الحرب في فيتنام ميؤوس منها ولكن إلسبيرغ شعر بخيبة أمل كبرى وهو يرى أنه لا يمكن استمرار المعركة وإرسال المزيد من القوات للحرب الخاسرة.
وعاد إلسبيرغ من فيتنام والتحق بمؤسسة راند السياسية المؤثرة ذات العلاقات الهائلة في الوصول إلى المعلومات السرية. ونسخ آلاف الصفحات من تقرير سري للغاية عن التدخل الأميركي طويل الأمد في فيتنام.
وبعد تسرب التقرير للصحافة، انهالت ضغوط إدارة الرئيس الأميركي حينها ريتشارد ليكسون على الصحيفتين لوقف النشر. وبدأ البحث عن صاحب التسريب الخطير، فكان بذلك العالم أمام أول قضية "منبه" في التاريخ.
وبعد أن سدت منافذ الهروب لم يكن أمام إلسبيرغ إلا أن يسلم نفسه في بوسطن في 28 يوليو/تموز عام 1971 في قضية تسريبه أسرار خطيرة عن تورط الولايات المتحدة في مغامرة عسكرية امتدت من حرب الهند الصينية إلى فيتنام وكلفت آلاف القتلى بدون هدف واضح، وواجه بعد ذلك حكما بالسجن لمدة 115 عاما بتهمة التآمر وسرقة وثائق رسمية وانتهاك ما يعرف بقانون التجسس.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بريطانيا… ودموع التماسيح
▪️شاءت الاقدار أن تمتحن بريطانيا في بحر هذا الأسبوع لتسقط سقوطا مروعا في امتحان القيم الانسانية المشتركة وتجلت للعالم المأساة الكبيرة بأن من يدعون حماية المدنيين والحفاظ علي مبادئ حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة ما هم ألا أدوات للتآمر تنتهج المعايير المزدوجة للحفاظ علي السلم والامن الدوليين ، وإنكشف غطاءهم ما بين أحبولة حماية المدنيين في السودان وحماية المدنيين في غزة…فبانت ما بينهما عوراتهم وعوارهم..وذرف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي دموع التماسيح (Corocodile tears) فبعد صدمته من الفيتو الروسي هرف وزير الخارجية البريطاني وجن جنونه ليتحدث بما أملي عليه من دولة الاستعمار الجديد Neocolonialism ودون أن يطرف له جفن ولم تنبث بريطانيا ببنت شفه بشأن مشروع القرار أمام مجلس الأمن حول غزة،،مما يؤكد بجلاء خطل آليات الحفاظ علي السلم والامن الدوليين مما يستوجب تحركات جاده لاصلاح المنظومة الدولية وبصفة خاصة إصلاح مجلس الأمن الدولي بواسطة الدول والشعوب المحبة للسلام .
▪️مفهوم حماية المدنيين ،الذي تتباكي عليه الدول الكبري غير المأتمنة علي حماية البشرية، تم تنظيمه بموجب إتفاقيات جنيف الأربعة للعام 1946 وبروتوكولاتها الإضافية وهي في حقيقة الأمر معاهدات دولية تتضمن اهم القواعد التي تحد من وحشية الحروب وحماية الأشخاص المدنيين اللذين لا يشاركون في القتال وهذه الاتفاقيات هي المؤسسة للقانون الدولي الإنساني ويشمل تعريف الحماية في القانون كل الأنشطة التي تؤدي الي احترام حرية الإنسان الاساسية
▪️ إن الخطوة البريطانية الفاشلة ، وهي حاملة القلم بشأن قضايا السودان بمجلس الأمن، وحاملة القلم هي تسمية لا تخلو من وصايا في حد ذاتها حيث جرت العادة أن يتولي بعض الأعضاء الدائميين كفرنسا أن تكون حاملة القلم للدول التي استعمرتها في الغرب الافريقي وبريطانيا للدول التي استعمرتها في الوسط والجنوب الافريقي،،هذا النظام الظالم والمتعالي يتطلب من الدول النظر فيه واعادة تقديم مقترحات ورؤية جديدة بعيدة عن الرؤية الدونية والنظرة الاستعمارية الجديدة وربما الأجدي أن تتولي لجان مختارة من عضوية المجلس بين الدائمة وغير الدائمة أو عبر المجموعات الجغرافية في نيويورك تقديم مشروعات القرارات لدولها، وهذه فكرة تحتاج للتداول والتطوير وستجد مقاومة بلاشك من بريطانيا وامريكاوفرنسا، أن الخطوة البريطانية ما هي في حقيقة الأمر ألا سيناريو جديد معد أرادوا له أن يبدأ متزامنا مع رئاسة بريطانيا لمجلس الأمن لشهر نوفمبر، وكان مقدرا لها تنظيم زيارة لبورتسودان تحت رئاسة بريطانيا لتقوم بدورها بتجيير الزيارةلمخططها الاثم والخروج بتوصيات بعد الزيارة تدعم إحبولة التدخل الانساني لحماية المدنيين ولم تتم الموافقة علي هذه الزيارة والتي خطط لها بليل ليبدأ سيناريو التدخل العسكري بعدها بقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع بحجة التدخل الإنساني لحماية المدنيين أو مايعرف بمسؤلية الحماية (responsibility to protect ) كما حدث إبان حقبة الرئيس الأمريكي بيل كلنتون الذي أمر ذات صباح ببدء امريكا عملية إستعادة الأمل في الصومال
(Operation restore hope)
في العام ١٩٩٣ ،وبعد دخول جحافل اليانكي شواطئ الصومال عبر المحيط الهندي صدر قرار مجلس الأمن لحفظ ماء الوجه لاحقا والذي أنشأ عملية الأمم المتحدة في الصومال والتي عرفت بعملية اليونصوم (UNOSOM) وذلك بعد أشتداد الحرب بين الجنرال علي مهدي والذي كان يمثل قبائل الهوية في الصومال والجنرال محمد فرح عيديد والذي كان يمثل قبائل الهبرقدر، ومن ثم أصبحت قضية التدخل الدولي للأغراض الانسانية وحماية المدنيين من المفاهيم التي جري تطورها بحجة حماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية من كافة أشكال التهديد والاعتداء ، وهذا الحق قصد به أستثناء من القاعدة الأساسية والعامة للقانون الدولي والتي تنادي باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية باعتبارها من المرتكزات الراسخة التي تقوم عليها مبادئ القانون الدولي والعلاقات الدولية المعاصرة.
▪️الولايات المتحدة وبريطانيا تعلمان جيدا إلي أين يهرب المدنيون في السودان من بطش وتنكيل المليشيا المتمردة واللوذ بالمناطق الآمنة التي ينتشر بها الجيش السوداني ويحتمي به ، ويفر المواطنون من المليشيا كفرار السليم من الاجرب ،وكيف يستقبل الشعب السوداني قواته واجهزته النظامية والمستنفرين وهي تزود عن حياضه وحماه في كل المناطق والمحاور العسكرية، ولكن عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا، ،حفظ الله البلاد من مكر الماكرين وأعزها وهي تخوض معركة الكرامة التاريخية الفاصلة.
السفير أنس الطيب الجيلاني
إنضم لقناة النيلين على واتساب