أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد، أن بلاده لن تسمح بأي تهديد لدولة الصومال، وذلك بعد أن قالت إثيوبيا إنها ستبحث فكرة الاعتراف باستقلال منطقة "أرض الصومال" ضمن اتفاق سيتيح لأديس أبابا الاستفادة من ميناء بحري.

وقال السيسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الصومالي، حسن شيخ محمود، في القاهرة: "مصر لن تسمح لأحد بتهديدها (الصومال) أو المساس بأمنها.

.. محدش ( لا أحد) يجرب مصر ويحاول يهدد أشقاءها خاصة لو طلبوا منها التدخل".

وأضاف الرئيس المصري: "رسالتي لإثيوبيا... محاولة القفز على أرض من الأراضي لمحاولة السيطرة عليها لن يوافق أحد على ذلك"، مضيفا أن التعاون في مجال التنمية هو استراتيجية أفضل.

من جهته، قال الرئيس الصومالي: "لن نسمح لهذه الأراضي بأن يستولي عليها بلد آخر بما في ذلك إثيوبيا، بدون موافقة الصومال ذات السيادة". 

الرئيس المصري التقى رئيس الصومال في القاهرة

وكان الرئيس الصومالي التقى أيضا خلال زيارة لمصر، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، السبت.

وصرح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن أبو الغيط أكد له على الموقف العربي من مذكرة "التفاهم للشراكة والتعاون" الموقعة بين اثيوبيا وإقليم "أرض الصومال" بموجب القرار رقم 8988 الصادر عن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري يوم 17 يناير.

وأوضح المتحدث أن القرار "أعلن التضامن الكامل مع الدولة الصومالية وتأييد موقفها باعتبار هذه المذكرة باطلة ولاغية وغير مقبولة، ورفض أي آثار مترتبة عليها سواء قانونية أو سياسية أو تجارية أو عسكرية"، مؤكدا "تأييد وتضامن الجامعة العربية الكامل مع كافة الخطوات الدبلوماسية التي تقوم بها الصومال لمواجهة هذه الخطوة الخطيرة".

ويوم الأربعاء، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في بيان، إن إثيوبيا "باتت مصدرا لبث الاضطراب في محيطها الإقليمي". وخلال اجتماع وزاري لجامعة الدول العربية في القاهرة، حذر شكري من تداعيات "السياسات الأحادية" لإثيوبيا، ودعا إلى احترام سيادة الصومال ووحدة أراضيه.

مصر تدخل على خط الأزمة "الصومالية-الإثيوبية".. وتوقعات بشأن الخطوة المقبلة تعكس تصريحات وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الأخيرة بشأن إثيوبيا مدى عمق الخلافات بين البلدين بشأن ملف المياه والأمن الإقليمي، وأثارت تساؤلات جديدة بشأن كيفية إدارة القاهرة لعلاقتها بأديس أبابا

وأعلنت منطقة "أرض الصومال" استقلالها عن الصومال، عام 1991، لكنها لم تحظ باعتراف دولي.

ووقعت "أرض الصومال" وإثيوبيا مذكرة تفاهم في الأول من يناير تنص على السماح لأديس أبابا باستئجار ميناء على البحر الأحمر، ولكن لم توضع بعد اللمسات النهائية عليها حتى الآن. 

وستستأجر أديس أبابا بموجب الاتفاق 20 كيلومترا من الأراضي الساحلية حول ميناء بربرة على خليج عدن لمدة 50 عاما لأغراض عسكرية وتجارية.

ويمثل الاتفاق دعما لإثيوبيا الحبيسة، لكنه أثار غضب الصومال. ويقع الميناء الرئيسي الحالي الذي تستخدمه إثيوبيا لصادراتها البحرية في دولة جيبوتي المجاورة.

وعن تصريحات السيسي، قالت وكالة رويترز إنها "أقوى تصريحات حتى الآن بخصوص هذه الأزمة تخرج عن مصر التي لديها علاقات فاترة بالفعل مع إثيوبيا، وتشير إلى احتمال انجرار القاهرة إلى نزاع أثار فصلا جديدا من التوتر في منطقة القرن الأفريقي المضطربة".

ولم يرد ممثلون عن إثيوبيا حتى الآن على طلبات للتعليق على تصريحات السيسي.

والخميس الماضي، رفضت وزارة الخارجية الإثيوبية البيان الصادر عن الجامعة العربية ووزير الخارجية المصري بشأن الاتفاق، وجاء على لسان المتحدث الرسمي باسم الوزارة، ملس الم، في إيجاز صحفي قوله إن بيان الجامعة وشكري "غير مقبول"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية.

وأضاف أن البيان" أثبت أن الجامعة العربية أظهرت تقويض مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية" مؤكدا أنه "أنه ليس من العار على إثيوبيا أن تثير مسألة الوصول إلى البحر، إذ أن العديد من الدول لديها موانئ في أرض الصومال".

وقال المتحدث إن "تصريح وزير الخارجية المصري الذي اتهم إثيوبيا بأنها باتت مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة هو أيضا افتراء وغير مفيد، مضيفا أن إثيوبيا دولة عملت بجد من أجل السلام والاستقرار في المنطقة".

ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية، الأربعاء، عن مدير شؤون الدول المجاورة بالوزارة، زيريهون أبيبي، إن إثيوبيا "ستواصل تعزيز التكامل الإقليمي على أساس المنفعة المتبادلة"، مشيرا إلى أنها ساهمت في تعزيز التكامل مع الدول المجاورة من خلال بناء البنية التحتية، ولديها تجارة عبر الحدود مع جميع الدول المجاورة تقريبا.

وأضاف أبيبي أن بلاده "لعبت دورا رئيسيا في إحلال السلام في الصومال وجنوب السودان من خلال تطبيق مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، وفي الصومال على وجه الخصوص، كانت مشاركة إثيوبيا في إحلال السلام عميقة، وقد ساهمت بشكل كبير في تعزيز السلام واستقراره".

وشدد على "الحاجة إلى العمل نحو التكامل الإقليمي على أساس المنفعة المتبادلة".

وقالت وزارة الخارجية الصومالية، الخميس، إنه "لا مجال لوساطة" في خلافها مع إثيوبيا، ما لم تنسحب أديس أبابا من مذكرة التفاهم "غير القانونية، وتعيد التأكيد على سيادة الصومال ووحدة أراضيه".

ويشكل طموح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، المعلن لتأمين الوصول إلى البحر الأحمر، مصدرا للتوتر بين إثيوبيا وجيرانها، ويثير مخاوف من نشوب صراع جديد في القرن الأفريقي، وفق رويترز.

وفي أكتوبر، قال آبي أحمد، إن وجود إثيوبيا "مرتبط بالبحر الأحمر"، مضيفا أنه "إذا كنا (دول القرن الأفريقي) نعتزم العيش معا في سلام، فعلينا أن نجد طريقة للتشارك المتبادل مع بعضنا البعض بطريقة متوازنة".

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد، أن التوترات بين إثيوبيا والصومال ينبغي أن تحلّ بـ "الحوار"، وفق فرانس برس.

وقال غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الأوغندية، كمبالا، في سياق قمة مجموعة الـ77 والصين: "نسترشد دائما بمبادئنا. ومبادئنا تقوم على الوحدة والسيادة وسلامة الأراضي في البلدان، بما في ذلك الصومال". وأردف: "نأمل أن يشكل الحوار سبيلا لتجاوز الوضع القائم".

وإثر اجتماع استثنائي الخميس، دعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيغاد" في الشرق الأفريقي إثيوبيا والصومال إلى "خفض التصعيد" وإلى "حوار بناء"، مع التشديد على "احترام السيادة والوحدة وسلامة الأراضي" في الصومال.

وأكد البيان الختامي للاجتماع أنه "يجب أن يكون أي اتفاق أو ترتيب بموافقة حكومة الصومال".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الخارجیة المصری أرض الصومال

إقرأ أيضاً:

من هنأ الشرع ومن امتنع.. هذه مواقف الدول العربية الجديدة تجاه سوريا

تلقى الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي تولى رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، تهاني رسمية من عدة دول عربية، بينما استقبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في أول زيارة لقائد دولة إلى دمشق منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.

وجاءت التهاني من قطر والسعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والأردن واليمن وفلسطين والبحرين، في خطوات تعكس دعمًا عربيًا للمرحلة الانتقالية الجديدة في سوريا. 

زيارة أمير قطر إلى دمشق
زار أمير قطر تميم بن حمد دمشق أمس الخميس، حيث التقى بالشرع في قصر الشعب. وهنأه بمناسبة "انتصار الثورة السورية" وتوليه رئاسة المرحلة الانتقالية.
الرئيس أحمد الشرع يهدي الشيخ تميم بن حمد عباءة ويُلبسه إياها في اجتماع الأمس

فيديو يُظهر الودية في مباحثات سوريا وقطر بالأمس#سوريا #قطر pic.twitter.com/4uaN3fFMa9 — تمام أبو الخير (@RevTamam) January 31, 2025
وأكد الأمير القطري على "الحاجة الماسة لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري"، مشددًا على أهمية تعزيز الاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية. وأضاف أن قطر ستواصل دعمها للشعب السوري لتحقيق أهدافه في بناء دولة تسودها العدالة والحرية. 


وجاءت هذه الزيارة بعد يوم من إعلان الإدارة السورية الجديدة، الأربعاء الماضي، تعيين أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية، وإصدار قرارات تاريخية تشمل حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، وحل مجلس الشعب وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور السابق.

وأعربت الخارجية القطرية عن ترحيبها بهذه الخطوات، مؤكدة على ضرورة "احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبر عن جميع المكونات دون إقصاء". 

رسائل تهنئة من الدول العربية
كما جّه رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي مساء الجمعة تهنئة رسمية إلى أحمد الشرع بمناسبة توليه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية.

وقال السيسي في تغريدة على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: "أتوجه بالتهنئة للسيد أحمد الشرع لتوليه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية، وتمنياتي له بالنجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار".
أتوجه بالتهنئة للسيد/ أحمد الشرع لتوليه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الإنتقالية ، وتمنياتي له بالنجاح في تحقيق تطلعات الشعب السورى نحو مزيد من التقدم والإزدهار — Abdelfattah Elsisi (@AlsisiOfficial) January 31, 2025
جاءت تهنئة السيسي في ظل موقف مصري متردد إزاء التطبيع الكامل للعلاقات مع النظام السوري الجديد، حيث لا تزال القاهرة توازن بين مصالحها الإقليمية وموقفها الداعم للحل السياسي في سوريا.


وعلى الرغم من إعادة فتح قنوات التواصل الدبلوماسي بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، إلا أن الموقف المصري لم يصل بعد إلى حد الاعتراف الكامل بالنظام الجديد أو تعزيز العلاقات الثنائية بشكل واضح.

وكما بعث قادة عرب برسائل تهنئة إلى الرئيس الشرع، حيث هنأه ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، معربين عن تمنياتهم له بالتوفيق في قيادة المرحلة الانتقالية.
#خادم_الحرمين_الشريفين و سمو #ولي_العهد يهنئان الرئيس أحمد الشرع بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية. #واس pic.twitter.com/P8h2jQqsgn — واس الأخبار الملكية (@spagov) January 30, 2025
كما هنأه رئيس الإمارات محمد بن زايد، وأمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، وسلطان عمان هيثم بن طارق، والملك الأردني عبد الله الثاني، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي. 

من جهته، هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره السوري، مؤكدًا على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. كما بعث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة برسالة تهنئة، متمنيًا للشعب السوري التقدم والازدهار. 

فيما لم تهنئ دول عربية الرئيس السوري الجديد٬ مثل تونس والجزائر والمغرب.


في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، سيطرت الفصائل السورية على دمشق ومدن أخرى، منهية 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 عامًا من حكم أسرة الأسد.

وفي اليوم التالي، تم تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية لإدارة المرحلة الجديدة، مما يمثل بداية فصل جديد في تاريخ سوريا بعد سنوات من الصراع الدموي.

مقالات مشابهة

  • من هنأ الشرع ومن امتنع.. هذه مواقف الدول العربية الجديدة تجاه سوريا
  • «العربية للطيران» تدشن رحلاتها الافتتاحية بين الشارقة وأديس أبابا
  • السفير حسام زكي: العراق تستضيف القمة العربية في أواخر أبريل
  • "العربية" تدشن 3 رحلات أسبوعية مباشرة من الشارقة إلى أديس أبابا
  • وزير الخارجية يسلم رسالة من الرئيس السيسي إلى نظيره اللبناني لزيارة مصر
  • "الخارجية": تضامن ودعم مصري مع الجمهورية اللبنانية في هذا التوقيت العصيب
  • باحث مصري يتوقع مواجهة عسكرية مع اسرائيل بسبب ترامب
  • ترامب يوجه رسالة إلى الدول الأعضاء في مجموعة بريكس.. ما هي
  • تيسير مطر: الرئيس السيسي «أب لكل المصريين» ولن نقبل المساس به تصريحًا أو تلميحًا
  • مدبولي: اتفاق "مصري عراقي" على رفض أي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم لأي دولة أخرى