عربي21:
2025-01-31@06:57:51 GMT

حرية الملاحة من قناة السويس إلى باب المندب

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

لا تزال البحار تحتفظ بموقعها المتميز على خريطة التفاعلات الجيوسياسية في العالم وقدرتها على إعادة رسم مسار الأحداث الكبرى، فمن يسيطر على البحار الكبرى يمتلك أوراقا هامة في السياسية والاقتصاد؛ حدث هذا مع دور روسيا في البحر الأسود ومحاولة الولايات المتحدة السيطرة على بحر قزوين، وهو ما تحاول أن تقوم به جماعة أنصار الله الحوثية في البحر الأحمر الآن.



خصوصية دخول البحار في الصراع الدائر حاليا في غزة أنه يُدخل طرفا مهما في القانون الدولي في أتون هذا الصراع، وهو القانون الدولي للبحار. فهذا القانون هو تعبير عن أحد فروع القانون الدولي والذي له حساسية؛ لكونه يمس من جهة حركة التجارة العالمية ومن جهة أخرى لأنه يتحرك داخل فضاء مشاع هو المياه الإقليمية والدولية. ونظرا لطبيعة المصالح المشتركة لكافة الدول في انتظام حركة الملاحة الدولية، بقيت البحار خارج معظم دوائر الصراع إلا حين تتعاظم الأمور.

لم تكن هناك أية إرادة دولية للبلدان المطلة على البحر الأحمر في أن تستخدم نفوذها لتحقيق أية مكاسب سياسية دولية نظرا لهذا الموقع الاستراتيجي، وبقي الاستخدام الوحيد لهذه الميزة الجغرافية الفريدة هو تعبير الدول عن حماية حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر كنوع من تقديم أوراق اعتماد لدى القوى الكبرى والمؤسسات الدولية. كان هذا حتى أتت عمليات جماعة أنصار الله الحوثية ضد السفن التي لديها تعامل مع إسرائيل لتقلب هذه المعادلة
أحد التعبيرات المهمة عن هذا الأمر هو افتتاح قناة السويس في مصر ودورها الرئيس في الاقتصاد المصري حاليا، وهو فرع من سلاحها ذي الحدين في التعبير عن الاستقلال الوطني من جهة، وبما تمثله من مطمع استعماري ودولي نظرا لموقعها الاستراتيجي، من جهة أخرى. الأمر نفسه ينطبق على مضيق باب المندب الآن بعد أن امتدت الحرب الدائرة في غزة إليه.

وإذا كانت قناة السويس هي البوابة الشمالية للبحر الأحمر وباب المندب هو البوابة الجنوبية له، فنحن هنا نتحدث عن بحيرة عربية إسلامية خالصة فيما عدا جزء صغير تحاول إسرائيل أن يكون لها منفذ عليه، إذا أخذنا في الاعتبار حكم الواقع فيما يخص مسلمي إريتريا البالغ عددهم نصف عدد السكان. وهذا يشابه إلى حد بعيد وضع البحر المتوسط إبان الخلافة الأموية التي استطاعت أن تجعل منه بحيرة إسلامية بعد أن استفاد المسلمون من خبرتهم ما قبل الإسلام في الأمور البحرية، والتي زاد منها تأسيس أول أسطول بحري في عهد الخليفة الراشد سيدنا عثمان بن عفان.

لم تكن هناك أية إرادة دولية للبلدان المطلة على البحر الأحمر في أن تستخدم نفوذها لتحقيق أية مكاسب سياسية دولية نظرا لهذا الموقع الاستراتيجي، وبقي الاستخدام الوحيد لهذه الميزة الجغرافية الفريدة هو تعبير الدول عن حماية حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر كنوع من تقديم أوراق اعتماد لدى القوى الكبرى والمؤسسات الدولية. التفكير الغربي في مصير باب المندب لن ينفصل عن تفكيره في مصير قناة السويس، وذلك لأن الأمر أكثر ارتباطا بالحاضر منه بالتاريخ. ولهذا فإن الهجمات الأمريكية والبريطانية على جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن تحمل تفكيرا سياسيا جديدا في التعامل مع هذين المنفذين؛ لأن المعادلة السياسية الإقليمية القديمة يبدو أنها تغيرت الآن وتحتاج إلى تعامل مختلف كان هذا حتى أتت عمليات جماعة أنصار الله الحوثية ضد السفن التي لديها تعامل مع إسرائيل لتقلب هذه المعادلة.

يختلف الوضع الراهن عن مشكلة القراصنة في الصومال قديما، وذلك لأن هذه المشكلة كانت مرتبطة بغياب شبه كامل للدولة في الصومال وغياب أي تسيس لعمليات القرصنة، ناهيك عن عدم ارتباط الفاعلين الأساسيين في الصومال آنذاك بقوى كبرى مثل ارتباط جماعة أنصار الله الحوثية بإيران، بالإضافة إلى أن الاحتلال الإنجليزي لمصر ولليمن كان في جزء كبير منه هو محاولة السيطرة على هذين المنفذين البحريين المهمين واللذين لا يزالان يحملان أهمية كبيرة في حركة الشحن والتجارة الدولية.،

إن التفكير الغربي في مصير باب المندب لن ينفصل عن تفكيره في مصير قناة السويس، وذلك لأن الأمر أكثر ارتباطا بالحاضر منه بالتاريخ. ولهذا فإن الهجمات الأمريكية والبريطانية على جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن تحمل تفكيرا سياسيا جديدا في التعامل مع هذين المنفذين؛ لأن المعادلة السياسية الإقليمية القديمة يبدو أنها تغيرت الآن وتحتاج إلى تعامل مختلف. ولا يتعلق الأمر باحتلال مباشر على النهج القديم، ولكنه يفرض إعادة التفكير في المخاطر الجيوسياسية في هذين الملفين واحتمالات إفلاتهما من الوضع القائم المسالم والدخول على خط المواجهة والضغط، وهو ما لا تسمح به القوى الكبرى التي تملك نفوذا على معظم دول البحر الأحمر.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الملاحة قناة السويس الحوثيين قناة السويس البحر الاحمر الملاحة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قناة السویس باب المندب تعامل مع فی مصیر من جهة

إقرأ أيضاً:

انضمام فرقاطة إيطالية لمهمة "أسبيدس" لحماية الملاحة في البحر الأحمر

أعلنت مهمة (أسبيدس) البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي انضمام فرقاطة إيطالية جديدة لأسطوله الحربي في البحر الأحمر، المكلف بحماية وتأمين ممرات الملاحة الدولية في المنطقة من هجمات الحوثيين.

 

وقالت المهمة -في تدوينة على حسابها في منصة "إكس"-  إن الفرقاطة الإيطالية (ITS MARTINENGO) وطاقمها، ستلعب دورا حاسما في مهمتنا من خلال دعم حرية الملاحة في جميع أنحاء منطقة العمليات".

 

 

وأكدت أن "أسبيدس" تتمتع بمهمة دفاعية تماماً، وتساهم في الاستقرار والازدهار الإقليمي من خلال حماية السلع المشتركة العالمية.

 

وتقود مهمة "أسبيدس" منذ أكثر من 11شهراً عمليات بحرية دفاعية لتأمين حركة الملاحة الدولية من هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الاحمر وخليج عدن والمياه المحيطة.


مقالات مشابهة

  • نشرة التوك شو: الموعد المتوقع لعودة الملاحة في قناة السويس إلى مستوياتها الطبيعية
  • رئيس قناة السويس: مؤشرات إيجابية على بدء عودة الاستقرار إلى البحر الأحمر
  • رئيس قناة السويس: مؤشرات البحر الأحمر إيجابية وجاهزون لاستقبال السفن
  • قناة السويس تبحث مع ٢٣ جهة ملاحية عالمية تطورات الوضع بالبحر الأحمر
  • رئيس قناة السويس: الظروف مهيأة لعودة الملاحة البحرية بالبحر الأحمر
  • الفريق ربيع: قناة السويس حريصة على التواصل المباشر والفعال مع كافة عملائها.. والتوكيلات الملاحية شركاء نجاح لنا
  • انضمام فرقاطة إيطالية للأسطول الأوروبي ''أسبيدس'' في البحر الأحمر
  • انضمام فرقاطة إيطالية لمهمة "أسبيدس" لحماية الملاحة في البحر الأحمر
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • سفن تجارية تبدأ باختبار العودة إلى البحر الأحمر