تقرير أممي: 15% من السكان في اليمن يعانون شكلاً من أشكال الإعاقة بسبب الصراع المستمر منذ 9 سنوات
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
كشف تقرير أممي حديث أن قرابة خمسة ملايين شخص في اليمن، أو ما نسبته 15٪ من السكان في اليمن، يعانون شكلاً من أشكال الإعاقة بسبب الصراع المستمر في البلاد منذ نحو تسع سنوات، وما أفرزه من آثار مدمرة على المجتمع، في الوقت الذي تستعد فيه مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً لخوض مرحلة جديدة من الحرب، وتكثيف زراعتها للألغام في عدد من المناطق خصوصاً مناطق محافظة الحديدة غربي اليمن.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، أكد في تقرير له، صدر عنه مؤخراً، وتطرق عن الوضع الإنساني، أن التقديرات العالمية تشير إلى أن حوالي 4.9 مليون شخص أو 15% من السكان في اليمن يعانون من أحد أشكال الإعاقات، ومن المرجح أن يكون الرقم الفعلي أعلى بكثير بسبب آثار الصراع، مثل انتشار الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب.
وبين التقرير الأممي، أن الأزمة طويلة الأمد في اليمن خلفت عدداً لا يحصى من النازحين والجرحى والمصابين بصدمات نفسية، ومن بين السكان المتضررين أشخاص من ذوي الإعاقة، بمن في ذلك الذين يعانون من إعاقات جسدية أو عقلية، وكل هؤلاء يواجهون مجموعة معقدة من التحديات، مشيراً إلى أن الصراع والكوارث الطبيعية أدت إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة.
وأوضح التقرير، أنه يتم في كثير من الأحيان استبعاد المعاقين أو المصابين بإعاقات، من المشاركة الكاملة في مجتمعاتهم أو تجاهلهم أثناء عمليات الإخلاء في حالات الطوارئ، مما يعرضهم لمخاطر متزايدة تتعلق بالسلامة.
وأضاف، إن "الافتقار إلى بيانات شاملة عن الإعاقة -لا سيما في المناطق الخاضعة لجماعة الحوثيين بشمال البلاد- يعيق فهم احتياجاتهم والتحديات التي يواجهونها، وخاصة النساء والفتيات، الأمر الذي يجعل أوضاعهم صعبة للغاية، حيث غالباً ما يتم تجاهل احتياجاتهم"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأشار التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون عوائق كبيرة أمام إدماجهم، وتتفاقم هذه العوائق بسبب انهيار الدعم المجتمعي، والصراع، والصعوبات الاقتصادية، ونقص الخدمات، وانتشار الوصم والعزلة الاجتماعية.
وتضمن التقرير الإشارة إلى أن النظرة العامة الإنسانية في عام 2023م كشفت أن "89% من الأشخاص ذوي الإعاقة يشعرون بعدم الاحترام من قبل مجتمعاتهم، و95% لا يشعرون بالراحة في الوصول إلى خدمات المياه في مخيمات النازحين، و91% لم تتم استشارتهم بشأن خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والمأوى المقدمة في مواقعهم".
وأفاد التقرير، أن التمييز والعوائق التي يواجهونها عند الوصول إلى الخدمات والمساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية تزيد من خطر اعتماد آليات التكيف السلبية، إضافة إلى أن الخدمات المتخصصة لهم نادرة، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
واعتمد التقرير أيضاً على دراسة سابقة، حيث قال: "وأشارت دراسة أجرتها منظمة العفو الدولية عام 2022م إلى انخفاض كبير في المنظمات المحلية التي تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب الصراع، كما تواجه العديد منها تحديات في تقديم المساعدة والحماية للأشخاص ذوي الإعاقة، وجمع البيانات وإجراء تقييمات الاحتياجات".
وشدد مكتب الـ"أوتشا" في ختام تقريره، على ضرورة مواصلة أعضاء المجتمع الإنساني الاستجابة المنصفة لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وعلى قدم المساواة مع بقية أفراد المجتمع، باعتبار أن تعزيز المشاركة المتساوية والوصول والحقوق لهؤلاء لأشخاص جزء مهم من أهداف العمل الإنساني، إذ "لا ينبغي احترام الأشخاص ذوي الإعاقة وإعلامهم فحسب، بل يجب أيضاً أن يصبحوا مشاركين نشطين في الاستجابة الإنسانية".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الأشخاص ذوی الإعاقة فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
عقد من الحرب في اليمن: أكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية في كارثة غير مسبوقة
مرّ عقد من الزمن على الحرب الأهلية اليمنية بين جماعة أنصار الله الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من المملكة العربية السعودية، ولا تزال مأساة المدنيين، لاسيما الأطفال منهم، تتزايد سنة بعد أخرى. حيث يعاني أكثر من مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد، وفقًا لمنظمة اليونسيف.
نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يوم الثلاثاء 25 مارس/آذار، الذي يصادف ذكرى مرور 10 سنوات على الحرب في اليمن، تقريرًا يسلط الضوء على الوضع المأساوي للأطفال، مشيرة إلى التهديدات المستمرة جراء الغارات الجوية وارتفاع معدلات سوء التغذية بشكل غير مسبوق.
وقال ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز: "نحن بحاجة إلى التحرك بسرعة".
وأضاف "قضيت الأيام الثلاثة الماضية في الحديدة، حيث رأيت الناس يفترشون الشوارع وأطراف الطرقات، يتسولون طلبا للمساعدة. لقد أنهكهم اليأس، لكن لا يمكننا الاستسلام".
اليونسيف تنشر تقريرها عن حالة الأطفال السيئة في اليمن في ذكرى مرور 10 سنوات على الحربوأشار هوكينز في حديثه للصحفيين، إلى أن الصراع خلف كارثة ألحقت دمارا واسعا بالاقتصاد ونظام الرعاية الصحية والبنية التحتية.
وأضاف: "حتى في فترات تراجع العنف، تظل التداعيات الهيكلية للنزاع، خصوصا على الفتيات والفتيان، قاسية"، مؤكدا أن أكثر من نصف سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
Relatedبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يحذر من مجاعة وشيكة في اليمنفيديو: وفاة "طفلة المجاعة" التي حولت أنظار العالم صوب الوضع الانساني باليمنالنزاع في اليمن جرح ينزف: من هم أطراف الحرب؟تحلّ ذكرى الحرب في اليمن هذا العام وسط تعقيدات إنسانية وسياسية متزايدة، حيث لا يتجاوز تمويل أنشطة اليونيسف 25%، وسط تحذيرات من صعوبة الحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات. يأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري كبير بين صنعاء وواشنطن، عقب استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، وما تبعه من استئناف الحوثيين لما يصفونه بعمليات "إسناد غزة".
خلال شهر آذار قبل 10 سنوات، أطاحت جماعة أنصار الله الحوثيين المدعومة من إيران بالرئيس عبد ربه منصور المدعوم من السعودية، واستولت على عدة مناطق في البلاد، منها ميناء الحديدة على البحر الأحمر، الذي يشكل نقطة حيوية لإدخال المساعدات. عقبها، استمر التصعيد في البلاد، خاصة بعد تشكيل الرياض تحالفًا عسكريًا لشن غارات جوية قالت إنها تستهدف مواقع للحوثيين.
في نيسان 2022، توسطت الأمم المتحدة لهدنة في البلاد، تقلصت على إثرها العمليات العسكرية الكبيرة، لكنها لم تتوقف تمامًا.
وعن ذلك، لفت هوكينز إلى أن الصراع لا يزال يحصد أرواحًا بشكل متواصل، مؤكدًا أن ثمانية أطفال لقوا حتفهم في الغارات الجوية الأخيرة في شمال اليمن.
وقال ممثل "اليونيسف": "لقد تضررت الموانئ والطرق الحيوية، وهي شرايين الحياة للغذاء والدواء، وتعرضت للتدمير والحصار".
وتابع: "لقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تزيد عن 300 في المائة خلال العقد الماضي، مما أدى إلى زيادة الجوع وسوء التغذية". حتى أصبح يعاني كل طفل من بين طفلين دون سن الخامسة من سوء التغذية، "وهي إحصائية لا مثيل لها تقريبًا في جميع أنحاء العالم".
كما سلط هوكينز الضوء على المخاطر التي تواجه الأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على العلاج، لاسيما أولئك الذين "يسكنون في أماكن بعيدة عن تقديم الخدمات في المناطق النائية في أعالي الجبال وفي أعماق الوديان في شمال اليمن."
وقال إن بعض المناطق، بما في ذلك غرب البلاد، سجلت معدلات سوء التغذية الحاد بنسبة 33 في المائة.
وعلاوة على ذلك، أكد ممثل المنظمة الأممية أن حوالي 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة تعاني حاليًا سوء التغذية في اليمن، ووصف الأمر بأنه "حلقة مفرغة من المعاناة بين الأجيال".
وختم هوكينز حديثه قائلًا: "إنها ليست أزمة إنسانية، ليست حالة طوارئ. إنها كارثة... حيث سيموت الآلاف".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "خلل بسيط".. هكذا وصف ترامب فضيحة نشر خطة العمليات العسكرية على سيجنال هل يؤيد البريطانيون إنشاء جيش أوروبي يضم المملكة المتحدة؟ مشاهد مؤثرة لسكان غرب "أم درمان" عقب استعادة الجيش السوداني السيطرة على المنطقة سوء التغذيةمجاعةالسعوديةحروباليمنالحوثيون