كيف أصبحنا بهذا الحال ؟
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا مواقفنا الدبلوماسية ترقى إلى المستوى المنشود الذي بلغته جنوب أفريقيا وبوليفيا وإسبانيا وبلجيكا وأيرلندا وإسكتلندا في التضامن مع الشعب الفلسطيني. .
ولا حماسنا الجماهيري يرقى إلى مستوى حماس الشعوب الزاحفة حول العالم في عز البرد والصقيع للمطالبة بوقف إطلاق النار على قطاع غزة. .
ولا صحفنا وفضائياتنا تفاعلت مع الكوارث والمآسي والفواجع والويلات التي يتعرض لها اهلنا هناك في كل دقيقة (باستثناء القلة القليلة من الفضائيات). .
ولا ندري كيف خفتت أصوات المشايخ من الفرقتين، ولم نعد نسمع لهم همساً ولا همهمة إلا في حالات نادرة. بل صدحت أصوات بعضهم في التحريض على المقاومة وفي توجيه الوخزات إلى أبي عبيدة ورفاقه. .
انظروا الآن إلى حكومة مصر التي افتضح أمرها في تجويع الشعب الفلسطيني بعدما اتهمتها إسرائيل بغلق بوابات المعبر، ومع ذلك ظلت حكومتها مصرة على موقفها ولم تسمح بدخول قوافل المساعدات التي طال انتظارها في الصحراء. فاصبحت حكومة السيسي متواطئة وشريكة في جريمة الإبادة الجماعية. .
قبل بضغة أيام كانت برلمانية إسبانية تحمل مجسماً لطفل فلسطيني مكفّن انتصاراً لأهلنا في غزة. وكان الرئيس البرازيلي يحمل على كتفه الكوفية العربية، وتقدم اكثر من 100 محام تشيلي بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم الصهيونية في غزة. واعلنت جمهورية جنوب أفريقيا غلق سفارتها في تل أبيب. لكننا لم نر رئيسا عربيا وضع الكوفية حول عنقه، ولم نسمع بدولة عربية قطعت علاقتها بإسرائيل. ولم نر وقفة برلمانية صارمة لمحاسبة البلدان العربية المشاركة في حصار غزة على الرغم من كل الأدلة على تورط مصر والأردن في حملات التجويع والتعطيش. ولم نر موقفا مشرفاً وقفته الجامعة العربية لنصرة اهلنا في غزة. بل على العكس تماما فقد كان أمينها العام في طليعة المتحاملين على المقاومة حينما وصف رجالها بالارهابيين. .
لا ادري كيف اصبحنا بهذا الحال ؟. وكيف مزقتنا معاول السياسة إلى فريقين: فريق متفرج وآخر متواطئ باستثناء القلة القليلة من الشعب العربي. .
كلمة اخيرة أقولها للإعلام العربي الذي يقود الآن أشرس الحملات ضد المقاومة: إن لم تكونوا أسودا تزأر بالحق فلا تكونوا كلاباً تنبح بالباطل. .
ظلت الأبواق المأجورة تحاول تعليم الناس كيف تموت المشاعر الوطنية، فعلمتهم غزة كيف تحيا الكرامة، فكل الشكر والامتنان إلى أهلنا في غزة لأننا تعلمنا منهم كيف يكون الثبات. وتعلمنا أن الجنود الحقيقيين يتخرجون من سورة الأنفال ومن حلقات تحفيظ القرآن الكريم، لا من الكليات الحربية. رأينا جنودك بلا بدلات أنيقة، ولا نجوم على الأكتاف، ولا نياشين على الصدور، ولكنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله علية. . .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمين العام المساعد لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية: نتطلع إلى تكامل اقتصادى عربى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور أحمد الشريف الأمين العام المساعد لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية وممثل السودان، تطلعه إلى تكامل اقتصادى عربي فى مواجهة التحديات الراهنة التي أثرت بالسلب على رفاهية الشعوب العربية ، مطالبا ببذل كافة الجهود لوقف الحروب والصراعات في الدول العربية والتوجه نحو البناء والاستقرار.
وأشار على هامش مشاركته فى الدورة العادية رقم 118 على المستوى الوزاري، التى عقدتها الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، فى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، إلى ضرورة مواجهة التحديات والظروف الاستثنائية التى تمر بها المنطقة العربية، وصولا إلى تحقيق الاستقرار المنشود لجميع الشعوب العربية .
من جانبه أكد الدكتور محمد عبد الرحيم على، الرئيس التنفيذى لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب ، أن هناك تعاون مشترك وتنسيق عالى مع كافة الاتحادات العربية النوعية المتخصصة العاملة تحت مظلة مجلس الوحدة الاقتصادية العربية من أجل بحث قضايا التنمية فى الدول العربية.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر كافة الجهود العربية من أجل مواجهة التحديات والأزمات التى تمر بها منطقتنا العربية، والتى تستوجب العمل بكل جهد وإخلاص للنهوض بالأمة العربية وتحسين مستوى معيشة شعوبها .
وأكد على شكره وتقديره لجمهورية مصر العربية وخاصة الرئيس عبدالفتاح السيسى لما تقوم به مصر العربية من الدفاع عن القضايا العربية، مشيرا إلى أنه وجه الشكر لمصر قيادة وحكومة وشعبا للوقوف بجوار الشعب السودانى فى محنته وأزمة الحرب هناك، مؤكدا أنه نقل تحيات كافة أصحاب العمل فى السودان للرئيس عبدالفتاح السيسى؛ حيث عبر للدكتور طارق شعراوى مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، عن عظيم شكره لما تقدمه مصر إلى الشعب السودانى الذى فر من الحرب إلى بلده الثانى مصر، مقدرا جهود كافة المؤسسات فى مصر على استقبال اللاجئين السودانيين ومعالمتهم أفضل معاملة وتقديم يد العون ليهم ، مشيرا أن الشعب السودانى لا ينسى تلك المواقف النبيلة من الشعب المصرى مدى الحياة .
من جانبه أشار عبد الوهاب البرهان، عضو وفد السودان المشارك فى اجتماعات الدورة الوزارية التى عقدتها الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية ، أن السودان يقدر وقوف الدول العربية فى محنته وخاصة مصر قلب العروبة النابض بالإضافة إلى مواقف جمهورية الصومال الفيدرالية التى أثبتت أن الشعوب العربية على قلب رجل واحد نحو استقرار السودان ووقف الحرب الدائرة هناك ، مشيرا إلى تقديره إلى جميع مندوبى ليبيا والأردن واليمن على دفع عجلة التعاون العربى المشترك إلى الأمام .