لجريدة عمان:
2025-02-23@07:04:08 GMT

سوشي

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

كنا في تجمّع في أحد مقاهي مسقط الجميلة، حين قرّر البعض منا تناول العشاء، اخترنا طبق سوشي، وكعادة العمانيين فقد دعونا الحاضرات لمشاركتنا الوجبة، لكن كانت النظرات وحدها تجيب بأن قبول الدعوة ليس واردا، حاولنا إقناع امرأتين ممن لم يسبق لهما تجربة الوجبة قبل ذلك، لكن الرفض كان حاسما، وبعد محاولات عدة استطعنا إقناع إحدى المرأتين بالتجربة، فيما استمرت الأخرى بالرفض.

اللقاء كان عبارة عن تجمّع لمجموعة تشترك في جلسات تغيير أسبوعية، لهذا كنا نصر على المرأتين بالتجربة، بعد يومين تفاجأنا بالمرأة التي جرّبت الوجبة ترسل لنا في مجموعة (الواتساب) صورة لها ووالدتها من المطعم ذاته، فقد عادت بوالدتها للتجربة. استوقفني الموضوع كثيرا، خاصة أن كل نقاشاتنا السابقة طوال الشهور الماضية كانت حول التغيير، والذي يتطلب المبادرة وأخذ زمام الأمور والتغلب على العادات، المدهش أن كثيرا من القوانين التي نضعها لأنفسنا جاءت من معتقدات تبنّيناها ولم نجرّبها ربما بأنفسنا، يذهلني في مثل هذه المواقف قوة العقل الذي يركب تجربة متكاملة من الخيال وحده، فلم يسبق لكلتا المرأتين تجربة السوشي لكنهما تمكنتا من خلق نكهة ورائحة وملمس للوجبة بالخيال.

لا أقصد بكتابتي لهذا الموضوع تجربة السوشي بالطبع، أو أي شيء لا نحبه، لكن ما أريد قوله إنه يجب ألا نحرم أنفسنا من التجارب الجديدة التي قد تفتح لنا أبوابا من المتعة، وأحيانا كثيرة تلك الأبواب التي لا نطرقها هي التي تخفي وراءها مفتاح البهجة والنجاح الذي نسعى له.

الدرس الثاني الذي تعلمته من هذا اللقاء، هو فائدة الاختلاط بأناس من خارج دائرتك المألوفة؛ لأن أي لقاء مَهما كان عابرا سيعلمك أمرا لم تكن تعرفه، وسيفتح لك بابا لم تعرف حتى بوجوده يوصلك لمبتغاك، وقد ينبهك لممارسة خاطئة لم يجرؤ أحد ممن حولك أن ينبهك إليها.

شخصيا مع كل لقاء جديد تُفتح لي آفاق واسعة من التجربة والمعرفة والتمكين، لم أكن حتى لأتخيلها.

لذا جرب فالمتعة تكمن في التجربة، وخالط الناس فقد خلقت مخلوقا اجتماعيا لسبب.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عمسيب: ما الذي يضيرك إن كنت أنتمي إلى تحور جيني معين؟

في هذا البلد الذي يعاني من عصاب جماعي، يبدو أن مشاركة نتيجة فحص جيني—وهو أمر متاح في كل دول العالم—تصبح وكأنك تلوّح بعلم أحمر أمام ثور هائج.

لقد قلتها سابقًا،الهوية العربية في السودان تخضع لتسلط حقيقي من جماعات منظمة ، والمساحة الشخصية تبدو معدومة إذا قررت مشاركة مثل هذه المعلومات التي تعزز هذه الهوية .

كيف يمكن أن يكون نشر نتيجة فحص جيني على صفحتي الشخصية أمرًا مستفزًا إلى درجة تجعل البعض يلجأ إلى شتمي ؟!

هذا ليس مجرد أمر غريب، بل هو انعكاس واضح للأزمة التي يواجهها العرب في شمال السودان ووسطه—مأزق وجودي يجعل التعبير عن الذات محفوفًا بالاساءة و الشتائم.
ما الذي يضيرك إن كنت أنتمي إلى تحور جيني معين؟

ما الذي يستفزك إن كان لي أبناء عمومة من كبرى الأسر الشريفة في العراق؟
ما المشكلة في أن يعبّر الإنسان عن هويته الخاصة وسرديته الشخصية على صفحته الخاصة
و ليس على جدار منزلك، ولا على شاشة هاتفك، وليس باسمك ؟
هناك الكثير على المحك .. الكثير .

عبدالرحمن عمسيب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • عمسيب: ما الذي يضيرك إن كنت أنتمي إلى تحور جيني معين؟
  • البدوي الذي يشتم رائحة الثلج ..!
  • "كنز" و"وفر إكس" تحدثان نقلة نوعية في مكافآت الكاش باك
  • قصة المعلم الإسباني الذي وقع في حب السعودية .. فيديو
  • لماذا تشعر برغبة في تدخين السجائر بعد الطعام؟.. الأسباب ونصائح للعلاج
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • موسم «السمك الناشف» ينطلق فى البحر الأحمر.. الوجبة الشعبية
  • محمد رضا «معلم السينما» الذي أضحك الأجيال
  • تحديثات مثيرة تعزز تجربة الرسائل المباشرة على إنستجرام