مجمع عُمان الثقافي.. منارة إشعاع فكري وصرح بارز في منجزات النهضة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
العمانية: يمثل مجمع عُمان الثقافي الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- اليوم بوضع حجر أساسه بمرتفعات المطار في محافظة مسقط، إضافة جديدة وإنجازا حضاريا وثقافيا وعلميا وفكريا عمانيا، وكيانا مؤسسيا ليكون صرحا من صروح عُمان الحديثة.
وسيحتوي المجمع على ثلاث مؤسسات وطنية مهمة في منشأة واحدة، وسيكون بمثابة مساحة حيوية مخصصة لجمع وحفظ وعرض الفنون والثقافة الحية والتاريخية والمعاصرة في سلطنة عمان.
ويتكون مبنى مجمع عُمان الثقافي من 3 مبان رئيسة (المسرح الوطني، والمكتبة الوطنية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية)، إضافة إلى 8 مبان لمرافق المجمع، وتبلغ تكلفة الإنشاء 147 مليونا و800 ألف ريال عماني، بمساحة إجمالية لأرض المشروع تبلغ 400 ألف متر مربع، فيما تبلغ مساحة البناء الإجمالية لمكونات المشروع 80 ألفا و200 متر مربع.
وسيسهم المجمع في النهوض بالعمل الثقافي والأدبي والمسرحي والبحثي وتعزيز الأنشطة والفعاليات والبرامج وتطوير مجالات العمل وحفظ الذاكرة الوطنية لتاريخ وإنجازات سلطنة عمان، ويشتمل على عدد من المكونات وهي: المسرح الوطني والمكتبة الوطنية ومكتبة الأطفال ودار الفنون ودار السينما والمنتدى الأدبي وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وقاعات للفنون التشكيلية، إضافة إلى توفر خدمات المطاعم والمقاهي والحديقة العامة.
وتتمثل أهداف المجمع في النهوض بالعمل الثقافي والأدبي، وتطوير مجالات الأنشطة، وتعزيز خطط الوزارة، وتسهيل تنفيذ الاستراتيجية الثقافية لخدمة المجتمع، وسيقوم المجمع بالإشراف والمتابعة للمراكز والمؤسسات الثقافية الحكومية والأهلية، والعمل على بناء قدراتها وتمكينها من أداء أدوارها ورفع كفاءاتها وقدراتها وتطوير الخطط والبرامج لتلك المراكز في المحافظات وولايات سلطنة عمان، بالإضافة إلى توفير خدمات البحث العلمي والفكري للدارسين والباحثين من خلال مؤسستين مهمتين هما: (هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والمكتبة الوطنية). وستعمل المكتبة الوطنية بالمجمع التي ستبنى على مساحة 23 ألفا و500 متر مربع على اقتناء الإنتاج الأدبي والفكري، ووضع المواصفات والمعايير، وجمع البيانات وإعداد قواعد لها، وستقوم المكتبة التي لديها القدرة على استيعاب ما يصل إلى مليون مجلد بدور مهم في خدمة الباحثين وتبادل مصادر المعلومات محليا ودوليا، وستسهم في رفع كفاءة المكتبات الأهلية القائمة وتوفير الخبرة الفنية اللازمة لتطوير مجالات عملها.
ويسعى المسرح الوطني بالمجمع الذي سيبنى على مساحة 16 ألفا و500 متر مربع بقاعة تتسع لـ(ألف مقعد) إلى النهوض بالخطط والبرامج المسرحية ووضع البرامج التدريبية لإحداث نقلة نوعية في تطوير مجالات العمل المسرحي وتعزيز أدوار المسرح على الساحة العمانية والعربية والدولية وتنمية وتطوير قدرات الشباب وإتاحة الفرص لتدريبهم.
وسيعمل المسرح الوطني على إدماج النشاط المسرحي بشكل واسع في النشاطات والبرامج الطلابية وفي المناهج الدراسية، والإسهام في الإشراف ومتابعة البرامج والأنشطة المسرحية بالتنسيق مع الجمعيات والفرق المسرحية، والعمل على جعل المسرح أداة فاعلة في خدمة برامج وأهداف الحكومة من خلال العمل على نشر الوعي بين أفراد المجتمع، إضافة إلى إقامة المهرجانات المسرحية المحلية والعالمية داخل سلطنة عمان.
وستبنى دار الفنون بالمجمع على مساحة 3 آلاف و500 متر مربع، وستعمل على تطوير وتحسين قدرات الشباب من خلال ما ستقوم به الدار من دراسة الاحتياجات والمتطلبات للنهوض بالفنون الشعبية، وتنمية قدرات الشباب في مجال الرسم والفنون التشكيلية، وتشجيع الفنانين التشكيليين وغيرهم من خلال توفير برامج تدريبية ومعامل وأدوات لمساعدتهم في بناء قدراتهم الذاتية، وتنظيم المعارض الفنية وعرضها لأفراد المجتمع، إضافة إلى تطوير البرامج والأنشطة في مجال الموسيقى، وتوفير الدعم لتنمية قدرات ومواهب الشباب في هذا المجال.
وسيسهم المنتدى الأدبي بالمجمع في النهوض بالجوانب الأدبية وعقد الندوات الأدبية وإصدار الكتب الخاصة بالأدباء والكتاب، حيث سيبنى على مساحة 3 آلاف و500 متر مربع.
وستعمل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية التي تعد أحد المباني الرئيسة بالمجمع على مساحة 22 ألفا و500 متر مربع، على استغلال الوثائق في التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لسلطنة عمان عبر العصور وتشجيع البحث العلمي والإبداع الفكري وحفظ إنجازات الوزارات وهيئات الدولة وإنجازات المجتمع للذاكرة الوطنية لسلطنة عمان. ومن بين أهداف الهيئة أن تسهم الوثائق في المناهج التعليمية للتعليم العام والتعليم العالي وإعداد نظام عصري لإدارة الوثائق في سائر الجهات الحكومية لتحفظ بذلك إنجازات الدولة والمجتمع، كما ستعمل على إرساء منظومة إدارة المستندات والوثائق الإلكترونية بتنفيذها أكبرَ مشروع في التحول الرقمي نظام «وصول».
كما ستسهم الهيئة في مجال البحوث والدراسات التاريخية من خلال الإصدارات التي توفرها، وغرس القيم والهوية الوطنية وتعزيزها من خلال الخطط والبرامج والمعارض الوثائقية والإصدارات العلمية والفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الوثائق والمحفوظات الوطنیة المسرح الوطنی سلطنة عمان إضافة إلى على مساحة من خلال
إقرأ أيضاً:
مركز المستقبل.. منارة فكرية رائدة تصنع المعرفة وتستشرف آفاق المستقبل
أبوظبي – الوطن
نظم مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة جلسة حوارية بعنوان “دراسات المستقبل وسلسلة كتب المستقبل والموقع الإلكتروني الإنجليزي”، وذلك ضمن مشاركته في الدورة الرابعة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، المُقام بمركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) خلال الفترة من 26 إبريل إلى 5 مايو 2025، تحت شعار “مجتمع المعرفة… معرفة المجتمع”.
وأدار الجلسة الإعلامي الدكتور عبدالرحمن الشميري، بمشاركة الأستاذ علي صلاح، رئيس تحرير سلسلة دراسات المستقبل، والأستاذ عبداللطيف حجازي، رئيس تحرير سلسلة كتب المستقبل، والأستاذة نورهان مختار، رئيس التحرير التنفيذي لموقع المستقبل باللغة الإنجليزية، بحضور الأستاذ حسام إبراهيم، المدير التنفيذي للمركز، ونخبة من الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي والإعلامي.
ومن جهته، عبّر الإعلامي الدكتور عبدالرحمن الشميري في بداية الجلسة عن بالغ تقديره لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، مشيداً بالدور الحيوي الذي يقوم به المركز في إثراء الساحة البحثية والفكرية، سواء على الصعيد المحلي أو في المحافل الدولية، معرباً عن شكره لإدارة المركز وكافة العاملين فيه، لما يبذلونه من جهود متواصلة للارتقاء بمستوى البحث العلمي وتعزيز الحضور العربي في ميادين الفكر والتحليل الاستراتيجي.
وأكد الشميري أن إصدارات المركز تمثل علامة فارقة في المشهد البحثي العربي، لما تتسم به من عمق في المعالجة، ودقة في التحليل، ومهنية عالية في الطرح، مما يجعلها مرجعاً موثوقاً لصناع القرار والباحثين والمهتمين بقضايا المنطقة والعالم، مشدداُ على أهمية الدور الذي يضطلع به المركز في بناء مجتمع المعرفة، من خلال مواكبته لأبرز التطورات والمتغيرات العالمية، وإنتاجه لمحتوى علمي رصين يسهم في تعزيز الفهم الموضوعي للتحديات والفرص الإقليمية والدولية.
ومن جانبه، أكد الأستاذ علي صلاح، رئيس تحرير سلسلة “دراسات المستقبل”، أن مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة يحرص بصورة دائمة على التفاعل العميق مع التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم، معتبراً أن هذا التفاعل ينبع من طبيعة المركز الأكاديمية والبحثية الراسخة، موضحاً أن المركز يتمتع بقدرات بحثية معترف بها على المستوى العلمي، ويعتمد على منهجيات أكاديمية دقيقة تغطي مختلف مجالات الدراسات والبحوث.
وأضاف علي صلاح أن مركز المستقبل يركز بشكل خاص على رصد وتحليل الظواهر الجديدة والتحولات الكبرى التي من شأنها أن تشكل اتجاهات عامة قد تؤثر على مستقبل المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن المركز لا يقتصر في اهتماماته على جانب واحد، بل يتعامل مع التطورات عبر مختلف المجالات المعرفية، سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية، مع الالتزام الكامل بالرؤية الشمولية والمستقبلية التي تميز العمل البحثي الرصين.
وبيّن علي صلاح أن مركز المستقبل لا يكتفي برصد وتحليل التطورات بشكل تقليدي، بل يسعى دائماً إلى تقديم إضافة نوعية حقيقية في كل عمل بحثي يقوم به. وأكد أن الهدف الرئيسي لكل دراسة أو بحث يصدر عن المركز هو تقديم محتوى جديد ومبتكر يثري المعرفة ويضيف قيمة علمية متميزة للمجتمع الأكاديمي وصناع القرار والمهتمين بالشأن العام.
وأضاف علي صلاح أن مركز المستقبل يحرص أيضاً على إيصال مخرجاته البحثية إلى الجمهور عبر قنوات متعددة، سواء من خلال إصداراته المطبوعة ضمن سلسلة “كتب المستقبل”، أو عبر موقعه الإلكتروني الذي يمثل منصة حيوية لنشر التحليلات والدراسات إلى أوسع شريحة ممكنة من القراء والمهتمين.
وأوضح الأستاذ عبداللطيف حجازي، رئيس تحرير سلسلة “كتب المستقبل”، أن هذه السلسلة، التي أطلقها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في عام 2019، تمثل إحدى المبادرات البحثية الرائدة التي تهدف إلى تعزيز المحتوى الفكري والأكاديمي في العالم العربي.
وأشار إلى أن السلسلة نجحت، منذ انطلاقتها، في إصدار نحو 45 كتاباً ومطبوعة علمية متنوعة، تناولت عبرها مجموعة واسعة من الموضوعات والقضايا الحيوية، بما في ذلك الشؤون الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والتكنولوجية، وهو ما يعكس حرص المركز على تغطية مختلف أبعاد المشهد الإقليمي والدولي.
وأكد عبداللطيف أن سلسلة “كتب المستقبل” تسعى إلى تقديم محتوى أكاديمي وتحليلي رصين يتسم بالدقة والعمق، ويعتمد على منهجيات بحثية متطورة تراعي التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم. وأضاف أن السلسلة تركز بشكل خاص على تحليل التحولات الجارية في المنطقة والعالم، من منظور استشرافي يهدف إلى استكشاف التداعيات المستقبلية لهذه التحولات، بما يسهم في دعم صناع القرار والباحثين والجمهور العام برؤى علمية موثوقة.
وبدورها، أوضحت الأستاذة نورهان مختار أن الموقع الإنجليزي لمركز المستقبل يمثل الذراع الإلكترونية لنشاطاته الفكرية، ويهدف إلى إيصال الرؤى العربية إلى الجمهور الغربي. وأضافت أن الموقع يعتمد على ترجمة التحليلات من اللغة العربية، بالإضافة إلى مقالات حصرية يكتبها باحثون متخصصون باللغة الإنجليزية، مشيرةً إلى مبادرة “صوت الشباب الخليجي” التي أطلقها الموقع قبل عام ونصف، لاستقطاب الشباب الخليجي لطرح رؤاهم حول قضايا المنطقة.
ومن جانبه أكد الأستاذ حسام إبراهيم، المدير التنفيذي لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، في ختام الجلسة على أن المركز يولي أهمية كبرى لتعزيز شراكاته الدولية، حيث يعمل على التعاون مع العديد من دور النشر العالمية المرموقة، بهدف إصدار ونشر كتب علمية وأكاديمية عالية الجودة.
ونوّه حسام إبراهيم إلى أن الإنجازات التي حققها المركز في هذا الإطار ما كانت لتتحقق لولا الكفاءة العالية لفريق العمل، الذي يضم نخبة من الباحثين والمحررين والخبراء المتخصصين في مجالات متعددة، والذين يعملون بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف البحثية والمعرفية للمركز.
وشهد جناح مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب لعام 2025 إطلاق مجموعة متميزة من الإصدارات الجديدة بلغ عددها 10 إصداراً نوعياً. وتضمنت القائمة كتاب “قياس الرأي العام: بصيرة المجتمعات وصنّاع السياسات” من تأليف الدكتور ماجد عثمان والدكتورة حنان جرجس، وكتاب “الطاقة في عصر الذكاء الاصطناعي” بتحرير الأستاذ علي صلاح والأستاذ إبراهيم الغيطاني، بالإضافة إلى كتاب “الرمال المتحركة: تحولات الردع في الشرق الأوسط” بتحرير الأستاذ أحمد عليبه. كما شملت الإصدارات كتاب “التنافس على المحيط الهندي وصناعة نظام عالمي جديد” للكاتبة دارشانا م. بارواه، الذي يأتي ضمن سلسلة الكتب المترجمة التي يقدمها المركز. إلى جانب ذلك، طرح المركز العدد التاسع والثلاثين من دورية “اتجاهات الأحداث”، والعدد الرابع من مجلة “اتجاهات آسيوية”، والعدد السابع من “التقرير الاستراتيجي” السنوي بعنوان “حالة الإقليم: التفاعلات الرئيسية في الشرق الأوسط 2025”. وشملت الإصدارات أيضاً الأعداد 23 و24 و25 من سلسلة “دراسات المستقبل”، والعدد الأول من سلسلة “اتجاهات استراتيجية”، بما يعكس التزام المركز بتقديم محتوى بحثي ومعرفي متجدد يواكب قضايا المنطقة والعالم.
ويأتي هذا التنوع في الإصدارات تأكيداً لالتزام مركز المستقبل بتقديم محتوى بحثي نوعي يسهم في تعزيز الفهم العلمي والبحثي للقضايا الإقليمية والدولية.