العمانية: يمثل مجمع عُمان الثقافي الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- اليوم بوضع حجر أساسه بمرتفعات المطار في محافظة مسقط، إضافة جديدة وإنجازا حضاريا وثقافيا وعلميا وفكريا عمانيا، وكيانا مؤسسيا ليكون صرحا من صروح عُمان الحديثة.

وسيحتوي المجمع على ثلاث مؤسسات وطنية مهمة في منشأة واحدة، وسيكون بمثابة مساحة حيوية مخصصة لجمع وحفظ وعرض الفنون والثقافة الحية والتاريخية والمعاصرة في سلطنة عمان.

ويتكون مبنى مجمع عُمان الثقافي من 3 مبان رئيسة (المسرح الوطني، والمكتبة الوطنية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية)، إضافة إلى 8 مبان لمرافق المجمع، وتبلغ تكلفة الإنشاء 147 مليونا و800 ألف ريال عماني، بمساحة إجمالية لأرض المشروع تبلغ 400 ألف متر مربع، فيما تبلغ مساحة البناء الإجمالية لمكونات المشروع 80 ألفا و200 متر مربع.

وسيسهم المجمع في النهوض بالعمل الثقافي والأدبي والمسرحي والبحثي وتعزيز الأنشطة والفعاليات والبرامج وتطوير مجالات العمل وحفظ الذاكرة الوطنية لتاريخ وإنجازات سلطنة عمان، ويشتمل على عدد من المكونات وهي: المسرح الوطني والمكتبة الوطنية ومكتبة الأطفال ودار الفنون ودار السينما والمنتدى الأدبي وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وقاعات للفنون التشكيلية، إضافة إلى توفر خدمات المطاعم والمقاهي والحديقة العامة.

وتتمثل أهداف المجمع في النهوض بالعمل الثقافي والأدبي، وتطوير مجالات الأنشطة، وتعزيز خطط الوزارة، وتسهيل تنفيذ الاستراتيجية الثقافية لخدمة المجتمع، وسيقوم المجمع بالإشراف والمتابعة للمراكز والمؤسسات الثقافية الحكومية والأهلية، والعمل على بناء قدراتها وتمكينها من أداء أدوارها ورفع كفاءاتها وقدراتها وتطوير الخطط والبرامج لتلك المراكز في المحافظات وولايات سلطنة عمان، بالإضافة إلى توفير خدمات البحث العلمي والفكري للدارسين والباحثين من خلال مؤسستين مهمتين هما: (هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، والمكتبة الوطنية). وستعمل المكتبة الوطنية بالمجمع التي ستبنى على مساحة 23 ألفا و500 متر مربع على اقتناء الإنتاج الأدبي والفكري، ووضع المواصفات والمعايير، وجمع البيانات وإعداد قواعد لها، وستقوم المكتبة التي لديها القدرة على استيعاب ما يصل إلى مليون مجلد بدور مهم في خدمة الباحثين وتبادل مصادر المعلومات محليا ودوليا، وستسهم في رفع كفاءة المكتبات الأهلية القائمة وتوفير الخبرة الفنية اللازمة لتطوير مجالات عملها.

ويسعى المسرح الوطني بالمجمع الذي سيبنى على مساحة 16 ألفا و500 متر مربع بقاعة تتسع لـ(ألف مقعد) إلى النهوض بالخطط والبرامج المسرحية ووضع البرامج التدريبية لإحداث نقلة نوعية في تطوير مجالات العمل المسرحي وتعزيز أدوار المسرح على الساحة العمانية والعربية والدولية وتنمية وتطوير قدرات الشباب وإتاحة الفرص لتدريبهم.

وسيعمل المسرح الوطني على إدماج النشاط المسرحي بشكل واسع في النشاطات والبرامج الطلابية وفي المناهج الدراسية، والإسهام في الإشراف ومتابعة البرامج والأنشطة المسرحية بالتنسيق مع الجمعيات والفرق المسرحية، والعمل على جعل المسرح أداة فاعلة في خدمة برامج وأهداف الحكومة من خلال العمل على نشر الوعي بين أفراد المجتمع، إضافة إلى إقامة المهرجانات المسرحية المحلية والعالمية داخل سلطنة عمان.

وستبنى دار الفنون بالمجمع على مساحة 3 آلاف و500 متر مربع، وستعمل على تطوير وتحسين قدرات الشباب من خلال ما ستقوم به الدار من دراسة الاحتياجات والمتطلبات للنهوض بالفنون الشعبية، وتنمية قدرات الشباب في مجال الرسم والفنون التشكيلية، وتشجيع الفنانين التشكيليين وغيرهم من خلال توفير برامج تدريبية ومعامل وأدوات لمساعدتهم في بناء قدراتهم الذاتية، وتنظيم المعارض الفنية وعرضها لأفراد المجتمع، إضافة إلى تطوير البرامج والأنشطة في مجال الموسيقى، وتوفير الدعم لتنمية قدرات ومواهب الشباب في هذا المجال.

وسيسهم المنتدى الأدبي بالمجمع في النهوض بالجوانب الأدبية وعقد الندوات الأدبية وإصدار الكتب الخاصة بالأدباء والكتاب، حيث سيبنى على مساحة 3 آلاف و500 متر مربع.

وستعمل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية التي تعد أحد المباني الرئيسة بالمجمع على مساحة 22 ألفا و500 متر مربع، على استغلال الوثائق في التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لسلطنة عمان عبر العصور وتشجيع البحث العلمي والإبداع الفكري وحفظ إنجازات الوزارات وهيئات الدولة وإنجازات المجتمع للذاكرة الوطنية لسلطنة عمان. ومن بين أهداف الهيئة أن تسهم الوثائق في المناهج التعليمية للتعليم العام والتعليم العالي وإعداد نظام عصري لإدارة الوثائق في سائر الجهات الحكومية لتحفظ بذلك إنجازات الدولة والمجتمع، كما ستعمل على إرساء منظومة إدارة المستندات والوثائق الإلكترونية بتنفيذها أكبرَ مشروع في التحول الرقمي نظام «وصول».

كما ستسهم الهيئة في مجال البحوث والدراسات التاريخية من خلال الإصدارات التي توفرها، وغرس القيم والهوية الوطنية وتعزيزها من خلال الخطط والبرامج والمعارض الوثائقية والإصدارات العلمية والفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الوثائق والمحفوظات الوطنیة المسرح الوطنی سلطنة عمان إضافة إلى على مساحة من خلال

إقرأ أيضاً:

مركز علاج الإدمان بإمبابة من وكر للمخدرات إلى منارة علاج عالمية.. كيف حدث ذلك؟

10 آلاف متر مساحة غير مُستغلة منذ زمن بعيد بمنطقة إمبابة في محافظة الجيزة، كان يستخدمها الاحتلال الإنجليزي في الماضي كمخيمات عسكرية، ثم تطور الأمر لتكون مرتعا لتعاطي المخدرات يوما بعد يوم، في أروقة مبانيها المُتهدمة والمُتهالكة.

لم تقف الدولة المصرية أمام هذه المنطقة مكتوفة الأيدي، خاصة مع زيادة نسب التعاطي بالمنطقة، وقررت تحويلها إلى منارة علاجية تُقدم خدمة العلاج المجاني للتعافي من الإدمان بالمجان، وفي سريعة تامة.

بداية قصة المركز

روى الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، القصة الكاملة لمركز علاج الإدمان بإمبابة، موضحا لـ«الوطن» أن المنطقة التي أُقيم عليها المركز كانت تُتسخدم كمخيمات في أيام الاحتلال الإنجليزي، مضيفا «بعد ذلك أصبحت المنطقة خالية من أي عمل جيد، وباتت مرتعا لتعاطي المواد المخدرة في مبانيها المُتهالكة تماما»، مؤكداً أن الدولة المصرية مُمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي حرصت على تغيير الوضع رأسا على عقب وإنشاء مركز علاج على مستوى عالمي.

أنشئ المركز على مساحة 10 آلاف متر، كأحد أكبر المراكز العلاجية المتخصصة في علاج الإدمان في الشرق الأوسط وأفريقيا، وجرى التأثيث بسواعد المتعافين، ويعمل به 160 عاملا، وفقا لتصريحات عمرو عثمان الذي أكد أن المركز به 4 عيادات خارجية وأماكن انتظار نموذجية للمرضى تسع 70 مريضا.

أقسام المركز من الداخل

يشتمل مبنى مركز علاج الإدمان بإمبابة، حسب ما رواه مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، على مبنى الحجز الداخلي والذي يتضمن قسم سحب السموم والتأهيل وقسم كامل لعلاج الإناث، فضلاً عن قسم لعلاج المراهقين وآخر للتشخيص المزدوج «نفسي وإدمان».

تعددت وتنوعت مكونات المركز ما بين غرف إدارية وقاعات علاج جماعي وصالة ألعاب رياضية، فضلاً عن تنس طاولة وقاعة حاسب آلي ومسجد ومغسلة وقاعة اجتماعات وغرف العلاج بالفن والموسيقي.

إشادات بمستوى الخدمة 

منذ تشغيل المركز تجريبيا العام الماضي، استطاع تقديم خدمات علاجية متميزة، حسب ما أكده عثمان، إذ وصل إجمالي عدد المستفيدين 21 ألفا و914 مترددا، منهم 5191 حالة جديدة و16 ألفا و723 حالة متابعة، كما بلغ عدد الذكور المترددين 4894 والإناث 211 والمراهقين 86.

وفي زيارة للدكتورة غادة والي، وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة بفيينا، للمركز، أشادت بمستوى الخدمات المُقدمة به، مؤكدة أنه يتبع المعايير العالمية سواء في الإنشاء أو مستوى الخدمات المقدمة في سرية تامة وبالمجان.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • إضافة استثمارات بأكثر من 7 ملايين ريال في جنوب الباطنة
  • العاملون بسكك حديد مصر: إقرار مشروع قانون العمل الجديد أبرز مطالبنا من الحكومة
  • خبير يكشف عن موعد الملء الخامس لسد النهضة
  • أمانة الشرقية تناقش أعمال رصد التشوهات البصرية وتزيل مخلفات البناء
  • خبير : تعويض المليار الأول والتخزين الخامس لسد النهضة الاثيوبي في 20 يوليو
  • استفادة جمعية من مرحلتين للتخييم خارج اطار القانون يخلف استياء وسط جمعيات التخييم
  • اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم تعقد ورشة عمل حول "حماية التراث".. تفاصيل
  • إزالة 83 ألف حالة تعدٍّ خلال 10 سنوات.. سويلم يتابع أعمال تطوير وحماية نهر النيل وفرعَيه -صور
  • مركز علاج الإدمان بإمبابة من وكر للمخدرات إلى منارة علاج عالمية.. كيف حدث ذلك؟
  • جامع حٍسْلْ .. منارة تاريخية توشك يدّ الإهمال على هدّمها