مركز «استدامة» ينظم برنامجا تدريبيا لقيادات مديرية الشؤون الصحية بكفر الشيخ
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
نفذ مركز استدامة بديوان عام محافظة كفر الشيخ، برنامجًا تدريبيًا تحت عنوان «تمهير»، والمُصمم للقيادات التنفيذية بمديرية الشؤون الصحية بالمحافظة، وتستفيد منه 39 قيادة تنفيذية، وذلك بنظام اليوم التدريبي الكامل من الساعة 9.30 صباحًا حتى 2.30 ظهرًا، بتوجيهات اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ.
رفع الكفاءة المهنية والإدارية لمديري الإدارات الصحيةويستهدف البرنامج، رفع الكفاءة المهنية والإدارية لمديري الإدارات الصحية ومديري المستشفيات بالمحافظة، ضمن مخطط برامج استدامة لرفع كفاءة الجهاز الإداري بالمحافظة، لسد الاحتياجات التدريبية لتلك الفئة المستهدفة.
ويُقدم البرنامج على مدار 4 أيام تدريبية من الأحد 21 حتى الأربعاء 24 يناير 2024، ويتضمن العديد من المحاور وهي الأمن القومي، والانتماء الوظيفي، والتواصل الفعال في بيئة العمل، والإصلاح الإداري وإدارة التغيير، والتميز في خدمة العملاء، والحوكمة والمتابعة الداخلية للمنظومة الصحية.
كيفية مواجهة الشائعات وسُبل التصدي لهاوتناول اليوم الأول من البرنامج محوري «الأمن القومي، والولاء والانتماء الوظيفي»، وقدمه الدكتور طاهر نصر، المحاضر بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية والأكاديمية الوطنية للتدريب، وتناول الإرهاب الفكري ومقاومته، وكيفية مواجهة الشائعات وسُبل التصدي لها، والوعي الذاتي وأهمية تعزيز الولاء المؤسسي والمجتمعي.
وفي المحور الثاني من اليوم التدريبي، جرى تناول «الاتصال الفعال في بيئة العمل»، وقدمه كريم السماحي، مدير مركز استدامة للتدريب والتطوير مدرب معتمد NTA ومدرب بوزارة التنمية المحلية، واستعرض مفهوم الاتصال الفعال، وسُبل تعزيز قدارت التواصل في بيئة العمل، وأساليب استخدام التواصل في الإقناع، وفن إدارة الخلاف، كما تناول سُبل تعزيز مهارات الإنصات الفعال، وانعكاس التواصل الفعال على الإنتاجية الوظيفية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كفر الشيخ مركز استدامة دورة تدريبية الوحدات الصحية المستشفيات صحة كفر الشيخ
إقرأ أيضاً:
الاحتراق الوظيفي في بيئة العمل
راشد الفزاري
في بيئة العمل المتسارعة اليوم يُعد الضغط جزءًا لا يتجزأ من الحياة المهنية، لكن عندما يتراكم هذا الضغط دون حلول أو دعم، فإنه قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ الاحتراق الوظيفي، وهذه الحالة لا تؤثر فقط على أداء الموظف، بل تمتد آثارها إلى الصحة النفسية والجسدية، مما ينعكس سلبًا على بيئة العمل ككل.
الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإجهاد الجسدي والعقلي والعاطفي، تحدث نتيجة التعرض المستمر للضغوط المهنية دون وجود دعم كافٍ أو فترات راحة مناسبة، يشعر الموظف في هذه الحالة بالإرهاق والتشاؤم وانعدام الدافع، مما يؤثر على إنتاجيته ويجعله يفقد المتعة في أداء مهامه اليومية، وغالبًا ما يكون الاحتراق الوظيفي عملية تدريجية، حيث يبدأ بإرهاق خفيف ثم يتفاقم مع مرور الوقت، حتى يصل إلى مرحلة يشعر فيها الموظف بعدم القدرة على المواصلة.
ولا يقتصر الاحتراق الوظيفي على ضغط العمل وحده، بل هناك العديد من العوامل التي تسهم في تفاقمه، ومن أبرزها ضغوط العمل المفرطة، عندما تتراكم المهام دون تخطيط أو تنظيم، يصبح الموظف غير قادر على تحقيق التوازن بين الإنتاجية والصحة النفسية، بالإضافة إلى عدم العدالة في بيئة العمل وغياب الشفافية في توزيع المهام أو التقييم غير العادل للأداء يشعر الموظفين بالإحباط، كما أن قلة التقدير والتحفيز أحد الأسباب، عندما لا يجد الموظف اعترافًا بجهوده أو مكافآت تناسب أدائه، يفقد الحافز للعطاء، كما أن التوازن بين العمل والحياة الشخصية وعدم القدرة على الفصل بين العمل والوقت الشخصي يؤدي إلى إجهاد مستمر، مما يزيد من احتمالية الاحتراق الوظيفي.
ويمكن القول بأن أنظمة المكافآت غير المنصفة سبب آخر للاحتراق الوظيفي عندما يشعر الموظف بأن جهوده لا تُترجم إلى مكافآت عادلة، فإنَّ ذلك يقلل من الدافع للعمل، وهذا يقع عند وجود الإدارة غير الفعالة، ومع وجود القائد الذي لا يتفهم احتياجات موظفيه أو لا يوزع المهام بإنصاف قد يسهم بشكل غير مباشر في زيادة الضغط عليهم، ولا يمكن أن ننكر بأن الظروف الشخصية الطارئة أحيانًا قد تكون سببًا آخر، عندما يمر الموظف بظروف شخصية قاسية مثل فقدان أحد الأحباء أو مشكلات صحية، يزيد من حدة الاحتراق الوظيفي، خاصة إذا لم يجد دعمًا من بيئة العمل.
ولمواجهة هذه المشكلة، لا بد من وجود إجراءات وقائية وعلاجية تساعد على خلق بيئة عمل أكثر توازنًا وصحة، على مستوى الإدارة ضرورة تعزيز ثقافة التواصل ويجب على القادة أن يكونوا أكثر انفتاحًا لسماع مشكلات الموظفين ومساعدتهم في حلها، كما من الضروري إعادة توزيع المهام بعدالة والتأكد من أن كل موظف يحصل على نصيبه العادل من العمل، دون تحميله فوق طاقته، بحامل أهمية توفير برامج دعم نفسي عبر إنشاء برامج للمشورة النفسية لمساعدة الموظفين على التعامل مع الضغوط بطريقة صحية.
أما على مستوى الموظف ضرورة إدارة الوقت بذكاء وتقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة، وتحديد الأولويات لتجنب الإرهاق وأخذ فترات راحة منتظمة حتى في أوقات الضغط، يمكن لفترات الاستراحة القصيرة أن تساعد في استعادة النشاط، ويحب طلب المساعدة عند الحاجة، ولا بأس في التحدث مع المدير أو الزملاء عند الشعور بالإرهاق، فالعمل بروح الفريق يسهم في تقليل الضغط، ومن المهم الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية وتخصيص وقت للعائلة والهوايات يساعد في تخفيف آثار التوتر.
في الأخير يجب على كل قائد أن يدرك أن نجاح المؤسسة يعتمد على صحة وراحة موظفيها، فالموظف الذي يشعر بالتقدير والتحفيز سيكون أكثر إنتاجية وعطاءً، والاحتراق الوظيفي ليس مجرد مشكلة فردية، بل هو تحدٍّ مؤسسي يجب التعامل معه بجدية. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فإن الاهتمام بالموظفين ليس فقط مسؤولية أخلاقية، بل هو استثمار في نجاح المؤسسة على المدى البعيد.