من داخل مخيمات النزوح، وعلى إيقاع قصف الاحتلال الإسرائيلي المُتواصل، تصدح حناجر الغزيين بالزغاريد، تعبيرا عن ولادة حُب جديد، وانطلاق حفل الزفاف، ضاربين عرض الحائط مشاهد المعاناة والألم، ورافضين للانكسار، رغم الحرب والدمار.

على الرغم من الأسى الذي يشهده الغزيين داخل مخيمات النزوح، إلا أنهم قادرين على رسم ملامح الصمود، والرفض القاطع لكافة محاولات التهجير؛ وبث روح الأمل، من قلب الظلمة التي يعيشها القطاع.



مُتمسّكين بالرغبة في البقاء
رصدت "عربي21" عدد من حفلات الزفاف، التي ذاع صيتها في القطاع، منذ يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أبطالها شباب مُتمسّكين بالرغبة في البقاء، وتأسيس أسرة بأحلام وطموحات، في ظل الحرب المستعرة.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Nada Essam ELshafeey‎‏ (@‏‎nadaelshafeey‎‏)‎‏
محمد مدحت عبد العال هو واحد من أبرز الشباب الفلسطيني، الذي ذاع صيت زواجه من ابنة عمّه ياسمين، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية؛ حيث وثّقت الصور، زفافه، داخل مدرسة تأوي النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة.

ويقول عبد العال، الذي نزح من وسط غزة إلى مدينة رفح، في ظل استمرار عمليات الاحتلال الإسرائيلي، وتواصل القصف الأهوج، إن "منزل الأسرة تم قصفه فى بداية الحرب، ما دفعنا للنزوح إلى مستشفى الشفاء الطبى، ظنا منهم أنها آمنة، ولن تتعرض للقصف، لكن مع استهدافه، اتجهنا إلى وادي غزة وتحديدا مدرسة إيواء دير ياسين جنوب غزة".
حفل زفاف في مدرسة تؤوي نازحين في رفح جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/lZ5rAWcLbD — Roya News (@RoyaNews) January 15, 2024
وأضاف العريس الفلسطيني الشاب: "كان هناك اتفاق بيني وبين زوجتي، قبل الحرب، بالسفر لأداء فريضة العمرة بدلا من إقامة حفل زفاف، إلا أن حلمنا لم يتحقق، فقد تم تدمير منزل الزوجية، مع اندلاع الحرب"، مردفا: "قررت الزواج فى هذه المدرسة، لأنه لم يبقى لنا منزل، ولا نعلم موعد عودتنا إلى المناطق التي ننتمي إليها".

زواج في المخيم
لأنهم يُحبّون الحياة، ويرفضون الخضوع لأمر الواقع، الذي يحتّم عليهم الاستمرار في المعاناة، إثر الحرب المُستعرة، قرّروا رسم ملامح الأمل بدلا من الألم الذي لا ينتهي؛ وأخذوا عهدا على أنفسهم بالصمود والبقاء.
الحبّ في المخيّم.. حفل زفاف جديد من داخل مخيّمات النّزوح في #غزّة#أخبار_المشهد #فلسطين pic.twitter.com/7rjihTgSiC — Al Mashhad المشهد (@almashhadmedia) January 19, 2024
رغم قتل الاحتلال الإسرائيلي لطموحه في إقامة حفل زفاف كبير، إلا أنه لم يلغي الفكرة، وفي ظل الحرب المستمرة، قرّر الشاب الفلسطيني، محمد الغندور، الزواج داخل مخيم للنازحين بمدينة رفح على الحدود المصرية.

ورسم الغندور ملامح الفرحة، من قلب ما يعتريهم من دمار، حيث احتفل الشاب الفلسطيني وعروسته في المخيم، وسط البعض من أقاربهم، وكذا معارفهم الكُثر من النازحين الغزيّين.

ونحو خيمة مزينة بمصابيح ملونة، اصطحب الغندور زوجته شهد، التي كانت ترتدي ثوبا أبيض وحجابا مزينين بتطريزات تقليدية حمراء، والزغاريد تحيط بهما. وذلك بعد أن دمّر الاحتلال منزلهم الذي كان مجهّزا لاستقبالهم، بعد الحفل الكبير الذي كانا يطمحان إليه. 

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎قناة الغد Alghad TV‎‏ (@‏‎alghadtv‎‏)‎‏
وقال العريس الشاب: "كل شي راح، كل ذهبها راح، وكل ملابسها راحت، كله راح؛ الله يعوض علينا"؛ فيما قالت والدة العروسة: "كان حلمي أنه نعمل لها أحلَى فرح، أحلى حاجة في الدنيا".


وأضافت: "يعني في أحلام كتير كنت أنا وياها نقعد ونخطط لها، وبدّي أعمل وبدي أسَوي، والحمد لله، وجهزنا الجهاز وفرحت عليه؛ وراح كله، كله راح بالقصف؛ يعني كل ما تتذكر هالشغلة بتقعد تعيط".

وعلى الرغم من الحنين لكل ما تم قصفه، إلا أن ملامح الرضى لم تغفل العروسين، ولا الحضور المحيط بهم، وغطّت أصوات الفرح والزغاريد على صوت القصف، ورقص الكبار والصغار، بعضا من الزمن، في سرقة للفرح، وهم على الخيام.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مخيمات النزوح غزة غزة مخيمات النزوح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حفل زفاف

إقرأ أيضاً:

«الهجرة الدولية»: حرب السودان تتسبب في نزوح نحو «12» مليون شخص

تشمل هذه الإحصائية 8.6 مليون شخص نزحوا داخل السودان، بينما لجأ 3.1 مليون آخرين إلى الدول المجاورة هربًا من النزاع وانعدام الأمن. 

الخرطوم: التغيير

تسببت الحرب الدائرة في السودان منذ اندلاعها في أبريل 2023 بنزوح وتهجير 11.7 مليون شخص، وفقًا لتقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة.

وتشمل هذه الإحصائية 8.6 مليون شخص نزحوا داخل السودان، بينما لجأ 3.1 مليون آخرين إلى الدول المجاورة هربًا من النزاع وانعدام الأمن.

وفي نوفمبر الماضي، شهدت ولاية الجزيرة نزوح أكثر من 393 ألف شخص، نتيجة لتصاعد الاشتباكات العنيفة والهجمات التي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني.

واندلعت الحرب في السودان بعد تصاعد الخلاف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ البلاد الحديث.

وتسببت الحرب في تدمير المدن والقرى والبنية التحتية، وشملت آثارها أعمال عنف طالت المدنيين في عدة ولايات، أبرزها الخرطوم ودارفور وكردفان.

وأجبر النزاع الملايين على الفرار من منازلهم، حيث لجأ عدد كبير إلى المناطق الأكثر أمنًا داخل السودان، مثل ولايات الجزيرة ونهر النيل، في حين عبر آخرون الحدود إلى دول مجاورة كتشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.

وترافق النزوح مع تفاقم الأزمات الإنسانية، مثل نقص الغذاء والرعاية الصحية والتعليم، ما دفع المنظمات الإنسانية إلى التحذير من كارثة طويلة الأمد ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لوقف الحرب وتقديم المساعدات اللازمة.

الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئين والنازحين منظمة الهجرة الدولية

مقالات مشابهة

  • ملامح العداء تظهر.. دمشق تعين سلفياً إيرانياً مسؤولا عن الشؤون الإيرانية في سوريا
  • «الهجرة الدولية»: حرب السودان تتسبب في نزوح نحو «12» مليون شخص
  • مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح"
  • بالفيديو .. شاهد لحظة القبض على الشبيح ابراهيم فران والملقب بـجيمي الذي تسبب باعتقال الكثير من المواطنين في جبلة
  • آثار الدمار الذي خلفه نظام الأسد بمدينة حرستا بريف دمشق
  • شاهد.. أطفال يدرسون وسط القبور والدمار في خان يونس
  • الجزيرة ترصد حجم الدمار في مخيم اليرموك بعد سقوط الأسد
  • من هو شريك قيصر الذي سرّب صور التعذيب في سوريا؟ (شاهد)
  • مواجهة جديدة بين هليفي ونتنياهو.. من هو الضابط احتياط فينتر الذي أثار الخلاف هذه المرة؟ 
  • روايات مؤلمة.. مخيمات النازحين تفترش ساحات وشوارع مدينة غزة