130 ضابطا إسرائيليا لنتنياهو: نرفض عودة سكان شمال غزة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ما يقارب 130 من القادة والضباط الإسرائيليين الذين شاركوا في القتال في غزة وجهوا رسالة لصناع القرار في تل أبيب، تطالب برفض عودة النازحين إلى بيوتهم في شمال القطاع قبل عودة المحتجزين الإسرائيليين.
ودعا الموقعون على الرسالة الموجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، إلى مواصلة منع عودة حوالي مليون فلسيطيني إلى منازلهم في شمال القطاع، ما دام لم يطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين الـ136 لدى حركة "حماس".
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن من بين الموقعين رؤساء أركان ألوية وفرق وقادة كتائب احتياط، حيث قالوا في الرسالة "لقد احتشدنا منذ حوالي 100 يوم وحاربنا في كل الاتجاهات لصالح الأهداف التي حددتموها لنا، وهي إطلاق سراح المختطفين وتدمير حماس. ونود أن نعرب عن تقديرنا للطريقة التي اتبعتها الحملة التي يتم إدارتها وقيادتها من قبل قادة غير جديرين"، وفق تعبيرهم.
وقال الضباط الإسرائيليون: "لسوء الحظ، الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية فشلا في ترجمة الانتصارات التي تحققت بشق الأنفس على المستوى التكتيكي إلى نصر واضح وساحق على المستوى النظامي والإستراتيجي".
وذكر الضباط في الرسالة أنه كان مقررا لهم في بداية القتال أن تحقيق الأهداف سيستغرق وقتا. "لكن يجب أن نتأكد من أن الإنجاز الوحيد الذي تحقق في الحملة حتى المرحلة الحالية لن يضيع من بين أيدينا، وهو السيطرة على الأرض. لقد قمنا، في خطوة غير مسبوقة، بإجلاء معظم السكان من مدينة غزة، وخلق سيطرة عملياتية على أجزاء واسعة من المدينة. ويجب أن نحافظ على هذا الإنجاز من أجل استمرار القتال".
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن نتنياهو عن هدفين أساسيين لتلك الحرب تمثلا في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة المحتجزين الإسرائيليين، لكن كلا الهدفين فشل في تحقيقهما حتى اليوم.
ورغم توغل جيش الاحتلال في مناطق بشمال قطاع غزة وأخرى في الوسط والجنوب فإن المقاومة الفلسطينية تكبد القوات المتوغلة خسائر فادحة يوميا، كما واصلت إطلاق صواريخها باتجاه تل أبيب ومدن وبلدات إسرائيلية ومستوطنات غلاف غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أكاديمي أمريكي: نتنياهو في خطر ولديه استراتيجية تضليل بشأن الأسرى
أكد أكاديمي أمريكي، أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه خطرا سياسيا، ويتبع استراتيجية تضليل بشأن الأسرى وحرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة.
وذكر أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بواشنطن بوعز اتزيلي في مقال نشره موقع "ويللا" العبري، إنّ "خطرا سياسيا كبيرا يهدد نتنياهو يتمثل في إنهاء الحرب على غزة".
ووجه اتزيلي انتقادا شديدا إلى نتنياهو، بسبب محاولته فصل مصير الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس عن ملف وقف إطلاق النار في قطاع غزة. للحفاظ على مصالحه السياسية.
وأوضح أن نتنياهو يتقن خطاب "فرّق تسد"، حيث يظهر نفسه كمفاوض شرس يسعى لتحقيق "أفضل صفقة" ممكنة لتحرير الأسرى، بينما هو يتجاهل مسألة أن استمرار العمليات العسكرية يعرض حياتهم للخطر.
وقال: "نتنياهو يصنع وهما بأنه يحارب من أجل الرهائن، بينما الحقيقة أن القتال أدى إلى مقتل 41 منهم على الأقل بعد أسرهم أحياء".
وأضاف أن استطلاعات الرأي تظهر بشكل متواصل أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين تفضل اتفاقا يعيد الأسرى على مواصلة الحرب، لكن نتنياهو يواصل إيهام الجمهور بخطاب مفصول عن الواقع، محولا الانتباه كل مرة عن الصفقة المطروحة أو تجاهل تصريحات حماس بشأن استعدادها لإطلاق سراح الرهائن مقابل إنهاء القتال.
وتوقف اتزيلي عند رسالة طياري سلاح الجو الإسرائيلي ورسائل الدعم التي وقعها عشرات الآلاف من جنود الاحتياط والمواطنين، معتبراً إياها ضربة قاسية للخطاب الرسمي الذي يروّج له نتنياهو.
وقال: "هذه الرسائل كسرت حاجز الوهم. لقد أكدت أن عودة الرهائن مرهونة بوقف الحرب، وأن هذا المطلب ليس رفضاً بل تعبير عن مصلحة أمنية وإنسانية عليا".
وأشار إلى أن الرسائل نجحت في تفكيك "الفصل الخطابي الزائف" ما بين الأسرى والحرب، ووضعت القيادة الإسرائيلية أمام معادلة أخلاقية واضحة: "إما إنهاء الحرب وإعادة الرهائن، أو استمرار النزيف والمعاناة من أجل مكاسب سياسية ضيقة."
واستشهد الكاتب بشهادات مسؤولين أمنيين سابقين، بينهم رئيس سابق لجهاز "الشاباك"، ممن أكدوا أن نتنياهو لا يسعى فعليا لإتمام صفقة، بل "يفاوض من أجل التفاوض، من أجل كسب الوقت".
وتابع: "الرجل يعرقل الحلول ثم يعود بعد فترة ويخرق الاتفاقات لاستئناف القتال بذريعة تحرير الرهائن، بينما هو من رفض الخطة في الأساس."
وفي ختام مقاله، شدد اتزيلي على أن إنهاء الحرب لا يجب أن يُنظر إليه كثمن أو تنازل، بل كمصلحة وطنية وأمنية لإسرائيل، قائلا: "جميع الخبراء يعلمون أن الانتصار العسكري الكامل على تنظيم مثل حماس غير ممكن. الحل يكمن في إيجاد بديل سياسي وحكيم، وضمان أمن فعّال ومستدام."
وأكد أن نتنياهو يدرك هذا الواقع جيدا، لكنه يرفض الاعتراف به علنا لأن ذلك "لا يخدم بقاءه كسياسي"، مضيفا أن محاولته لفصل قضية الحرب عن قضية الأسرى "لن تنجح هذه المرة"، فالشعب "بدأ يرى الحقيقة ويميز الكذب عن الواقع".
وقال: "الشعب سيتجاوز خطاب التخويف، وسينهي الحرب، ويعيد الرهائن. لا يوجد طريق آخر".