لا أدرى لماذا تذكرت كلمات أغنية شرفت يا نيكسون بابا التى كتبها أحمد فؤاد نجم وغناها الشيخ أمام كسخرية من مظاهر الاحتفال التى أقامها الحكام العرب ابتهاجاً بقدوم الرئيس الأمريكى نيكسون إلى المنطقة.. تذكرت كلماتها وأنا أتابع سيل الأخبار حول تشريف وقدوم بعثة صندوق النقد الدولى لمراجعة التزامات مصر اللى هى طبعاً خفض الجنيه وإطلاق غول الغلاء وغيرها من الإجراءات النى تسببت فى خراب دول قبلنا.
الشيخ إمام قديماً سخر من زيارة نيكسون وغنى شرفت يا نيكسون بابا يا بتاع الووترجت، نسبة إلى فضيحة ووترجت التى تورط فيها الرئيس الأمريكى قبل زيارته لدول الشرق الأوسط ويقول الشيخ إمام: عملولك هيصة وزفة سلاطين الفول والزيت، وكأن كلمات الأغنية تنطبق على بعثة صندوق النقد الدولى التى تعطفت أخيراً وسوف تصل مصر.. طبعاً مع الفارق فلا يوجد سلاطين ولا يحزنون حالياً، وإنما توجد حكومة ضبطت دقات قلبها وقلب مصر على هذه الزيارة.
انظر لسلوك الحكومة وعدم فتحها لأى ملفات انتظاراً لهذه الزيارة، ولم تحرك حتى ساكناً لتخفيض نظرة المؤسسات الدولية للاقتصاد المصرى حتى وصلنا إلى نظرة تقترب من حد أننا على وشك الإفلاس والتعثر.
لقد نفذت الحكومة المصرية كل شروط المحروس البنك والصندوق، فالجنيه لم يعد حتى قادراً على الصمود ليوم واحد أمام الدولار، وكل يوم ارتفاع فى سعر الدولار إلى ما لا نهاية.
وأقدمت الحكومة على بيع الأصول المصرية وبعضها أصول كانت تحقق أرباحاً كبيرة مثل محفظة الشركات العقارية والأسمدة وشركة فورى والشرقية للدخان وغيرها.
وهناك شركات قفزت أرباحها بعد بيعها بشهور ولا أدرى ما الذى يجعل شركة خاسرة تتحول فجأة إلى الربح بمجرد بيعها.
خلاصة القول إن زيارة وفد صندوق النقد واستكمال القرض الذى حصلت مصر منه على شريحة واحدة لا يستحق كل هذا ولن يكون حل مشكلة الديون باستدانة جديدة.
الحلول الحقيقية هى مسئولية الحكومة، إما محاولة التنصل من المشكلة وتعقيدها أكثر، وتسليمها بعد ذلك لحكومة جديدة فهذه ليست إلا سياسة أرض محروقة وهروب من المسئولية وترحيلها وليس التصدى لها.
سيأتى وفد صندوق النقد وسوف يتم الموافقة على القرض ولكن السؤال ماذا بعد؟ الإجابة عند الحكومة ومن قبلها البرلمان الذى وافق طبقاً للدستور على كل القروض السابقة دون أن يسأل حتى كيف سيتم سداد هذه الديون.
إنه الملف الأصعب الآن والتحدى الذى لا مفر منه، وعلينا جميعاً أن نناقش ونعرف إلى أين نحن ذاهبون.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شرفت الرئيس نيكسون فضيحة صندوق النقد
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد يتفق مع مصر على صرف 1.2 مليار دولار ضمن اتفاق الإقراض
أعلن صندوق النقد الدولي -أمس الثلاثاء- أنه توصل إلى اتفاق مع مصر يتيح صرف شريحة بقيمة 1.2 مليار دولار للقاهرة.
وقالت إيفانا فلادكوفا هولار، التي ترأست وفد صندوق النقد الدولي للتفاوض مع السلطات المصرية، إن مصر واصلت "تنفيذ سياسات رئيسية تحافظ على استقرار الاقتصاد الكلي رغم التوترات الإقليمية المستمرة التي تتسبب بانخفاض حاد في إيرادات قناة السويس".
وأضافت، في بيان، "اتفق الموظفون والسلطات على الحاجة إلى تسريع الإصلاحات لتحسين بيئة الأعمال وضمان أن يصبح القطاع الخاص المحرك الرئيسي للنمو. وفي هذا الصدد، ثمة حاجة إلى.. الحد من مشاركة الدولة في الاقتصاد، وزيادة ثقة القطاع الخاص لمساعدة مصر على جذب الاستثمار الأجنبي وتطوير إمكاناتها الاقتصادية الكاملة".
وتابعت: "مواصلة تنفيذ جهود ضبط الأوضاع المالية سيكون ضروريا للحفاظ على القدرة على تحمل الديون وخفض تكاليف الفوائد الكبيرة".
وقال الصندوق إن الجانبين توصلا إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب تسهيل الصندوق الممدد.
صندوق النقد الدولي أجاز على مستوى الخبراء صرف الشريحة الرابعة من القرض البالغ 8 مليارات دولار (رويترز) مزيد من الإصلاحاتوأشارت فلادكوفا هولار أيضا إلى أن خطط السلطات المصرية لتبسيط النظام الضريبي كانت جديرة بالثناء، ولكن "ستكون ثمة حاجة إلى مزيد من الإصلاحات لتعزيز جهود تعبئة الإيرادات المحلية".
إعلانوأضافت: "ثمة حاجة إلى حزمة إصلاحات شاملة لضمان قيام مصر بإعادة بناء الاحتياطات المالية للحد من نقاط الضعف المتعلقة بالديون، وإيجاد مساحة إضافية لزيادة الإنفاق الاجتماعي، وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية".
ولا يزال الحصول على التمويل بالمراجعة الرابعة يحتاج إلى موافقة المجلس التنفيذي للصندوق.
وعُقدت المناقشات التي بلغت ذروتها بالإعلان عن الاتفاق، من السادس إلى 20 نوفمبر/تشرين الثاني شخصيا قبل أن يتم استكمالها افتراضيا.