بوابة الوفد:
2024-10-06@18:35:57 GMT

شرفت يا «نيكسون بابا»

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

لا أدرى لماذا تذكرت كلمات أغنية شرفت يا نيكسون بابا التى كتبها أحمد فؤاد نجم وغناها الشيخ أمام كسخرية من مظاهر الاحتفال التى أقامها الحكام العرب ابتهاجاً بقدوم الرئيس الأمريكى نيكسون إلى المنطقة.. تذكرت كلماتها وأنا أتابع سيل الأخبار حول تشريف وقدوم بعثة صندوق النقد الدولى لمراجعة التزامات مصر اللى هى طبعاً خفض الجنيه وإطلاق غول الغلاء وغيرها من الإجراءات النى تسببت فى خراب دول قبلنا.

الشيخ إمام قديماً سخر من زيارة نيكسون وغنى شرفت يا نيكسون بابا يا بتاع الووترجت، نسبة إلى فضيحة ووترجت التى تورط فيها الرئيس الأمريكى قبل زيارته لدول الشرق الأوسط ويقول الشيخ إمام: عملولك هيصة وزفة سلاطين الفول والزيت، وكأن كلمات الأغنية تنطبق على بعثة صندوق النقد الدولى التى تعطفت أخيراً وسوف تصل مصر.. طبعاً مع الفارق فلا يوجد سلاطين ولا يحزنون حالياً، وإنما توجد حكومة ضبطت دقات قلبها وقلب مصر على هذه الزيارة.

انظر لسلوك الحكومة وعدم فتحها لأى ملفات انتظاراً لهذه الزيارة، ولم تحرك حتى ساكناً لتخفيض نظرة المؤسسات الدولية للاقتصاد المصرى حتى وصلنا إلى نظرة تقترب من حد أننا على وشك الإفلاس والتعثر.

لقد نفذت الحكومة المصرية كل شروط المحروس البنك والصندوق، فالجنيه لم يعد حتى قادراً على الصمود ليوم واحد أمام الدولار، وكل يوم ارتفاع فى سعر الدولار إلى ما لا نهاية.

وأقدمت الحكومة على بيع الأصول المصرية وبعضها أصول كانت تحقق أرباحاً كبيرة مثل محفظة الشركات العقارية والأسمدة وشركة فورى والشرقية للدخان وغيرها.

وهناك شركات قفزت أرباحها بعد بيعها بشهور ولا أدرى ما الذى يجعل شركة خاسرة تتحول فجأة إلى الربح بمجرد بيعها.

خلاصة القول إن زيارة وفد صندوق النقد واستكمال القرض الذى حصلت مصر منه على شريحة واحدة لا يستحق كل هذا ولن يكون حل مشكلة الديون باستدانة جديدة.

الحلول الحقيقية هى مسئولية الحكومة، إما محاولة التنصل من المشكلة وتعقيدها أكثر، وتسليمها بعد ذلك لحكومة جديدة فهذه ليست إلا سياسة أرض محروقة وهروب من المسئولية وترحيلها وليس التصدى لها.

سيأتى وفد صندوق النقد وسوف يتم الموافقة على القرض ولكن السؤال ماذا بعد؟ الإجابة عند الحكومة ومن قبلها البرلمان الذى وافق طبقاً للدستور على كل القروض السابقة دون أن يسأل حتى كيف سيتم سداد هذه الديون.

إنه الملف الأصعب الآن والتحدى الذى لا مفر منه، وعلينا جميعاً أن نناقش ونعرف إلى أين نحن ذاهبون.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شرفت الرئيس نيكسون فضيحة صندوق النقد

إقرأ أيضاً:

الفاجعة

إنها النوائب التى حلت بلبنان بعد أن سلطت عليها اسرائيل حربا شرسة أبادت البشر والحجر. إنها لبنان الدولة التى عرفت الحروب أكثر من أى دولة أخرى، ولا تريد المزيد منها. فهي لا تزال تحمل ندوب الحرب الأهلية من 1975 إلى 1990، والحرب بين إسرائيل وحزب الله في 2006. بيد أن التصعيد الأخير مع إسرائيل يعد أسوأ من الحروب السابقة، فلقد تكبدت البلاد عددا هائلا من الخسائر البشرية فى انفجار الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الاتصال اللاسلكية، وفى موجة الاغتيالات التى استهدفت قادة عسكريين فى حزب الله، وفى غارات جوية مدمرة بالقنابل الخارقة للتحصينات التي أودت بزعيم حزب الله "حسن نصرالله" في السابع والعشرين من الشهر الماضى. ولهذا فإن ما يحدث اليوم يعد الأسوأ الذى تشهده البلاد.

الحزن ساد أرجاء لبنان بسبب الصدمة التى مُنى بها الجميع من جرّاء العدد الهائل من الضحايا المدنيين، والصدمة الأكثر وقعا من جراء صمت المجتمع الدولى وكأن ما يحدث على الأرض اللبنانية لا يعنى أى شىء. وهو ما دعا محافظ بيروت إلى أن يقول: بأنه "صُدم من عدد الضحايا المدنيين، ومن صمت المجتمع الدولى الذى ترك العنان لإسرائيل كى تمارس جرائمها على مرأى من العالم دون أن يحرك أحد ساكنا". عائلات عديدة قضت الليالى فى العراء هربا من الغارات الإسرائيلية فى الضاحية الجنوبية معقل حزب الله. ولا يعرف هؤلاء ما إذا كانوا سيعودون إلى بيوتهم بسلام أم سيتم اجتثاثهم ليصبحوا تحت الأنقاض من جراء عاصفة الغارات التي تشنها إسرائيل على لبنان.

انتشر اللبنانيون فى ساحة العراء خارج منازلهم هربا من القصف الإسرائيلي الذي أباد البشر والحجر. ظهرت بيروت فى مشهد جديد مأساوى.. متاجر أبوابها مغلقة، الشقق تبدو فارغة، أعمدة الدخان ترتفع فى سماء الضاحية، الطائرات المسيرة فى السماء تمارس الانقضاض، أناس فى الساحات يعتريهم الخوف من أن يطالهم دمار الإبادة. حزب الله لم يراقب تحركات المواطنين الذين انتشروا فى الشوارع. انصب تركيزه أكثر على الخطر على حدوده.

لقد تحول لبنان إلى منطقة حرب. وما يخشاه الكثيرون أن تتوسع هذه الحرب لتشمل الشرق الأوسط كله. أسئلة كثيرة تطرح نفسها. ما الذي سيحل بالمنطقة الآن؟ وما هي التطورات التي قد تحدث فى لبنان؟ هل سيرد حزب الله على إسرائيل بقوة؟ وهل يستطيع ذلك؟ هل تتدخل إيران أم أنها مع ما تبدو عليه حتى الآن ليست فى عجلة من أمرها للرد؟ هل سيتحرك أعوان إيران الآخرون فى العراق وسوريا واليمن فى محاولة للمشاركة والرد على جرائم إسرائيل المستمرة؟ لا أحد يعلم ما الذى قد يحدث بعد هذه الفاجعة التي حلت بالدولة اللبنانية.

ولا شك أن مقتل "حسن نصر الله" المفاجئ فى السابع والعشرين من الشهر الماضى قد شكل نقطة تحول جيوسياسية مدمرة، بل وقد يؤدى إلى تعميق الأزمة فى المنطقة، أو يمثل بداية نهايتها وهذا سيعتمد على الحكمة التي تتصرف بها حكومات الدول خلال الأيام القليلة المقبلة لاسيما حكومة الرئيس الأمريكى "جو بايدن". ومن الممكن أن يؤدى عرض القوة الأمريكية، إلى جانب تحذير إيران، والضغط الدبلوماسى الأمريكى على إسرائيل إلى إرساء الأساس لإنهاء الأعمال العدائية، وإطلاق سراح رهائن حماس فى غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.واليوم تعقد الآمال على أن تكون الضربات الإسرائيلية على حزب الله قد مثلت انتصارا كافيا لرئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو"، وأن تقتنع الأطراف بأنه لا يوجد ما يمكن اكتسابه من استمرار القتال، ولكن هناك الكثير لتخسره.

مقالات مشابهة

  • الفاجعة
  • أسعار سبائك الذهب اليوم الأحد 6-10-2024 في محافظة المنيا
  • سريلانكا تصادق على اتفاق إعادة هيكلة ديونها
  • عصابة فوق القانون!
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • الشاطر حسن
  • صندوق النقد يحذّر من تداعيات اقتصادية كبيرة جرّاء صراع الشرق الأوسط
  • صندوق النقد الدولي: تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة
  • صندوق النقد الدولي يؤكد الانتهاء من المراجعة الرابعة للاقتصاد المصري خلال الأشهر المقبلة
  • صندوق النقد الدولي: إجراء المراجعة الرابعة لمصر خلال أشهر