بوابة الوفد:
2024-08-03@01:38:42 GMT

يوسف السباعى يتعثر فى المعرض

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

بينى وبين معرض القاهرة الدولى للكتاب علاقة عميقة تنهض على عشق جارف للكتاب. عشق كان وما زال يهبنى فضائل لا نهائية من المعارف المثمرة الممتعة. هذا العشق ورثته عن الوالد العظيم المرحوم عبدالفتاح عراق ومن أشقائى الكبار، حيث كانت القراءة هى الفاكهة المقدسة التى نتناولها يوميًا فى بيتنا العامر بحب الحكمة والثقافة والأدب والفكر والفن.

أذكر جيدًا وأنا أطفل كيف كنت أطالع الأهرام كل صباح، وكيف أنصت إلى مناقشات الوالد مع أشقائى المرحوم إبراهيم والمهندس فكرى، رعى الله أيامه ولياليه، والمرحوم فوزى، وشقيقتى الراحلة ماجدة. كانت النقاشات لا تتوقف حول السياسة والدين والفكر والموسيقى والطرب والسينما والمسرح إلى آخره.

ولأنى كنت أصغر من أن أعى كل ما يقال، ولا حتى ربعه، فكنت أعتصم بالإنصات والمتابعة والتأمل، ولما دارت الأيام وانحشرت فى طور الصبا مع الصبيان، زاد ولعى بالقراءة، وعرفت الطريق إلى الكتب، بعد أن صادقت زمناً الصحف والمجلات.

هكذا إذن اصطحبنى شقيقى الأكبر إبراهيم إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب للمرة الأولى. كان المعرض يقام آنذاك فى أرض الجزيرة (دار الأوبرا حاليًا)، حيث افتتح المعرض وزير الثقافة ساعتها الروائى الشهير يوسف السباعى.

فى ذلك الوقت كنت مفتوناً بروايته (آثار فى الرمال) التى تحولت إلى فيلم عام 1954 أخرجه جمال مدكور ولعب أدوار البطولة كل من فاتن حمامة وعماد حمدى وزهرة العلا.

المهم، فى يوم افتتاح المعرض فى 1977، قادنى تجوالى فى أروقته إلى جناح دار المعارف، لأفاجأ بالجزء الأول من مذكرات يوسف وهبى التى وضع لها عنواناً مثيراً هو (عشت ألف عام).

على الفور تناولت الكتاب من فوق الرف وشرعت فى قراءته بنهم. ذلك أن الوالد من عشاق يوسف وهبى، وكم شاهده على المسرح وفى دور السينما فى ثلاثينيات القرن الماضى وأربعينياته، وكم حكى لى عن أمجاد الرجل المسرحية ودوره الرائد فى فنون التمثيل، فعشقته كما عشقه أبى من قبل.

المهم، وأنا منهمك فى القراءة أقبل الوزير يوسف السباعى ليتفقد أجنحة المعرض وحوله كوكبة من مرافقيه. كان طويلاً بهياً مشرقاً ذا وجه أبيض تكسوه حمرة أجنبية، أما عيناه فخضراوان تشعان بوميض أخاذ، كأنه هبط أرض مصر من عالم آخر.

يمشى بخطوات منضبطة وحوله حاشيته مثل ملك. وفجأة تعثر معالى الوزير فى السجادة وكاد ينكفئ على وجهه، لولا أن سارع مرافقوه ولحقوا به قبل أن يرتطم رأسه بالأرض.

على الفور اعتدل الرجل واسترد هيبته وضبط هندامه، ثم واصل سيره بالجدية نفسها حتى اقترب منى وسألنى ماذا تقرأ؟ فأريته الكتاب دون أن أهمس فالحياء يمزق منى الحواس، فأنا أعرفه جيدًا، وكم رسمت ملامحه الفريدة التى أسرنى تناسقها الجميل.

ابتسم الرجل وربت كتفى أنا الصبى النحيف وقال لى بنبرة أبوية: (برافو عليك).

ثم واصل جولته وهو أكثر حرصًا حتى لا يتعثر مرة أخرى، بينما عدت إلى يوسف وهبى ومغامراته المذهلة!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق المعرض معرض القاهرة الدولي

إقرأ أيضاً:

الجيش قوة مصر...التى لا تقهر

قال تعالى 

«فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» الآية رقم (٩٩) من سورة يوسف:

تجلت مشيئة الله وعظمته،أن يذكر فى كتابه الكريم إسم «مِّصْرَ»، الأرض الطاهرة المباركة، المغمورة بنعمة الأمن والأمان، ما جعل نبيه يوسف عليه السلام، أن ينادى أهله بأعلى صوته ويدعوهم أن يقطنوا ويدخلوا أرض «مِّصْرَ»، إذا أرادوا الخير والصلاح والعمار فى الأرض، لأنها الملاذ والملجأ الآمن لكل من ضاقت به السبل، وتعرض للنوازل والشدائد والأهوال، فقد أرادا سيدنا يوسف أن يبعث فى قلوب أهله البشرى والطمأنينة بأن يدخلوا «مِصْرَ» بلد الإيمان بمشيئة الله آمنين.

وقد شرف القرآن الكريم مكانة «مِّصْرَ» العلياء على لسان الأنبياء، وعلى ذلك ذكر أشرف خلق الله النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله عن إخلاص ورجال أهل «مِصْرَ»، فقد جاء عن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال: حدثنى عمر رضى الله عنه؛ أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض». فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة»، هكذا كانت وصية الصادق الأمين لأصحابه البررة الأخيار، عندما يأذن الله عليكم بفتح «مِّصْرَ» أن يتخذوا من أهلها جندًا كثيفًا، لأنهم يرفعون كثيرًا من مبادئ شريعة العدل والإيمان والحرية، وهذا التوطيد يرفع مقام الوطنية المصرية لأبناء المؤسسة العسكرية، وإخلاصهم للوطن وللشعب فهم درعه وسيفه البتار على رقاب الأعداء... لقد أعز الله مصر بجيش قوي قادر على كبح جماح وإخفاق كل عدوان غادر عليها، فهوا عمادها ومجدها وعلوها ورفعة شأنها، وتعزيز مركزها الدولى أمام شعوب الدول العظمى.

وإذا النيل هو رمز الثروة والرخاء، والمصدر الأكبر لبناء حضارة مصر واتصالها بحضارة العالم القديم... فإن الجيش المصرى هو قلب مصر النابض ومن أقدس واجباته نحو الوطن، هو روح التضحية والفداء بالدم والنفس لسحق كل معتدٍ ينال من مقدرات الوطن وسلامة أراضيه... ويزداد العالم لنا احتراما فى قوة جيشنا وقادته المظفرين، لأن الأمم لا تحترم إلا الشعوب التى تقوى بجيشها... لأن الأمة بدون جيش هو إذلال وإضعاف مركزها الدولى وسط شعوب العالم، وأن تكون عرضه لسيطرة قوات دول خارجية وتصبح من السهل فريسة لاطماعها وسرقة خيراتها وثرواتها المادية والتاريخية.

إن جيش مصر له مكانة عظيمة فى قلوب المصريين، لأنه يأمن الشعب على حقوقه ومستقبله وحياته، والمحافظ على السلام والاستقرار ومقومات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية... والحصن الحصين والمانع القوى ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من أرض الكنانة «مِّصْرَ»، لأن ثبات قوة عزيمتهم جعلت مخططات دول الشر تفشل فى تحقيق أغراضها الاستعمارية فى مصر، وهذا كان واضحا عندما أشدت وتفاقمت الاضطرابات فى دول الخراب العربى، وهذه المأساة التى أطلق عليها ثورات الربيع العربى، قد سقطت فيها الشعوب والجيوش وضاعت بسببها الأوطان وأريقت فيها الدماء، بعد أن تآمر الخونة والعملاء على أوطانهم وأصبحوا يمهدون الطريق أمام أقدام قوات الأعداء لاحتلالها، لكى ينشئوا على أنقاضها إرث مشروع سايكس بيكو الأولى، وهوا تقسيم وتفتيت الدول العربية، ولكن الجيش المصرى العظيم قد قطع خط الرجعة على هذا المخطط التآمرى للدول الكبرى... ومن خلال مقالى هذا أهيب بالشعب المصرى العظيم، بأن يساند الدولة وجيشها لأن قوة الدولة فى قوة جيشها، وعدم التحدث فى خطط ومهام القوات المسلحة على مواقع التواصل الاجتماعى، حماية لظروف البلاد والحفاظ على الأمن القومى والسلام الاجتماعى، فى ظل ظروف مقاومة الدولة للإرهاب ومحاربة الجيل الرابع فى نشر الشائعات، فيجب علينا أن نتفق على هذا التوافق، بعد أن زادت أطماع الدول الكبرى فى خيرات الوطن، ومركزه الإقليمى فقد زادت الأهمية الدولية له، خصوصا بعد الإنجازات والإصلاحات التنموية والاقتصادية التى حققتها الجمهورية الجديدة فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى حفظه الله تحيا مصر.

 

مقالات مشابهة

  • إقبال مميز على معرض المدينة المنورة للكتاب 2024
  • هيئة الكتاب تستعد لمعرض رأس البر الخامس للكتاب
  • «منصة للتوزيع» تشارك في «المدينة المنورة للكتاب»
  • خرائط تفاعلية تُسهّل مهمة زوار معرض المدينة المنورة للكتاب 2024
  • أكثر من 300 دار نشر ووكالة عربية ودولية في معرض المدينة المنورة للكتاب
  • معرض المدينة المنورة للكتاب 2024 يواصل فعالياته وسط حضور جماهيري واسع
  • “منصة للتوزيع” تحتفي بإبداعات الناشرين الإماراتيين في “المدينة المنورة للكتاب”
  • الجيش قوة مصر...التى لا تقهر
  • بدء الدورة الثالثة لمعرض المدينة المنورة للكتاب
  • تجربة معرفية متكاملة .. انطلاق معرض المدينة المنورة للكتاب فى نسخته الثالثة