موسكو: تدريبات حلف شمال الأطلسي تشكل عودة لمخططات الحرب الباردة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
عواصم «وكالات»: قال ألكسندر جروشكو نائب وزير الخارجية الروسي لوكالة الإعلام الروسية الرسمية في تصريحات نشرت اليوم الأحد: إن نطاق تدريبات حلف شمال الأطلسي في 2024، والتي تحمل اسم (المدافع الصامد)، يشكل «عودة لا رجعة فيها» من الحلف لمخططات الحرب الباردة.
وقال حلف شمال الأطلس إنه سيبدأ أكبر تدريب عسكري منذ الحرب الباردة بمشاركة نحو 90 ألف جندي في محاكاة على كيفية تعزيز القوات الأمريكية لحلفاء أوروبيين في دول محاذية لحدود روسيا وعلى الجناح الشرقي للحلف إذا تصاعد الصراع لمواجهة بين طرفين يمكن أن يقتربا من أن يكونا ندين.
وقال جروشكو للوكالة: «هذه التدريبات هي عنصر إضافي في الحرب الهجينة التي يشنها الغرب على روسيا».
وتابع قائلا: «تدريب على هذا النطاق... يشكل العودة النهائية والتي لا رجعة فيها من حلف شمال الأطلسي لمخططات الحرب الباردة حيث يتم تجهيز وإعداد عملية التخطيط الحربي والموارد والبنية الأساسية لمواجهة مع روسيا».
ولم يأت الحلف على ذكر روسيا بالاسم صراحة في إعلانه. لكن وثيقة حلف شمال الأطلسي الأبرز للاستراتيجيات تحدد روسيا على أساس أنها التهديد الأكبر والأكثر مباشرة لأمن الدول الأعضاء في الحلف.
ودأبت موسكو ووزير خارجيتها سيرجي لافروف منذ ذلك الحين على اتهام الغرب بشن «حرب هجينة» على روسيا من خلال دعم أوكرانيا ماليا وعسكريا بالمساعدات.
حريق بمحطة تابعة
لشركة نوفاتك الروسية
وفي شأن آخر، اندلع حريق في محطة تابعة لشركة نوفاتك الروسية، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في روسيا، بميناء مطل على بحر البلطيق بعد ورود تقارير عن وقوع هجوم بطائرة مسيرة مما أجبر الشركة على وقف بعض عملياتها في المحطة مؤقتا.
وبحسب موقع شركة نوفاتك الإلكتروني على الإنترنت، يعالج مجمع أوست - لوجا، الواقع على خليج فنلندا على بعد حوالي 170 كيلومترا غربي سان بطرسبرج، مكثفات الغاز الثابتة وتحويلها إلى نافثا خفيفة وثقيلة ووقود الطائرات وزيت الوقود وزيت الغاز. ويستخدم الميناء في شحن المنتجات المعالجة إلى الأسواق الدولية.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس - أوكرانيا عن مصادر لم تسمها قولها: إن الحريق نشب إثر عملية خاصة نفذتها أجهزة الأمن الأوكرانية.
وقال أحد هذه المصادر للوكالة «محطة أوست - لوجا للنفط في منطقة لينينجراد هي منشأة مهمة لروسيا. هناك يتم تكرير الوقود الذي يُوفر أيضا للقوات الروسية من بين أشياء أخرى».
وأضاف المصدر: «الهجوم الناجح على هذه المحطة لا يكبد موسكو أضرارا اقتصادية فحسب بحرمانها من كسب مال توجهه لشن حرب في أوكرانيا، بل يعقد أيضا بشكل كبير لوجستيات إمداد الوقود للجيش الروسي».
قال ألكسندر دروزدينكو حاكم منطقة لينينجراد الروسية عبر تطبيق تيليجرام: إن الحريق لم يسفر عن وقوع ضحايا وجرى إجلاء جميع العاملين بأمان.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن صهريجين مخصصين للتخزين ومحطة ضخ لحقت بها أضرار، لكن الحريق أصبح حاليا تحت السيطرة.
وقالت شركة نوفاتك في بيان: إن بعض العمليات توقفت مؤقتا بعد اندلاع الحريق الذي ذكرت أنه وقع نتيجة «عامل خارجي». وأضافت الشركة «توقفت العمليات التكنولوجية في نوفاتك - أوست - لوجا، وتأسس مركز إدارة للعمليات لمعالجة التبعات. تقييم الأضرار سيتم في وقت لاحق».
وذكر موقع شوت الإخباري الروسي أن سكانا في المنطقة سمعوا صوت طائرة مسيرة أعقبه عدة انفجارات. واستهدفت روسيا وأوكرانيا البنية الأساسية للطاقة لبعضهما البعض بهجمات تهدف إلى تعطيل خطوط الإمداد والخدمات اللوجستية وإحباط معنويات الجانب الآخر في إطار حرب مستمرة منذ عامين تقريبا ولا تظهر أي بوادر على نهايتها.
وقبل ثلاثة أيام، استهدف هجوم بطائرة مسيرة مستودعا للنفط في منطقة بريانسك غرب روسيا على الحدود مع أوكرانيا وحملت موسكو مسؤوليته لكييف. جاء ذلك بعد يوم من هجوم على محطة نفطية روسية على بحر البلطيق قال مسؤولون روس إنه فشل.
ونشر موقع بازا الروسي الإخباري المعروف بصلاته بأجهزة الأمن صورة على تيليجرام لألسنة لهب ضخمة في السماء فوق ما بدا إنه مجمع صناعي.
ووفقا لموقع نوفاتك الإلكتروني على الإنترنت كانت ثلاث ناقلات دولية راسية بالقرب من موقع الحريق رغم عدم ورود تقارير عن وقوع أضرار بها.
وقال دروزدينكو: إن «نظام التأهب العالي» معلن حاليا في المنطقة وإن مسؤولين تجمعوا لعقد اجتماع طارئ.
وتشير أحدث بيانات متاحة إلى أن نوفاتك عالجت 3.4 مليون طن من مكثفات الغاز الثابتة في المجمع في النصف الأول من 2023 بارتفاع 0.6% مقارنة بذات الفترة من العام السابق على ذلك.
موسكو تسيطر على بلدة صغيرة
من جهته، أعلن الجيش الروسي سيطرته على بلدة صغيرة في منطقة خاركيف بشرق أوكرانيا، فيما أكّدت القوات الأوكرانية من جهتها أن هذه القرية «ليس لديها أي أهمية» على المستوى العسكري.
يعكس هذا الإعلان تزايد الضغوط التي تمارسها قوات موسكو على الجبهة في الأسابيع الأخيرة. وكان الجيش الروسي قد أعلن الخميس الماضي السيطرة على بلدة صغيرة أخرى هي بلدة فيسيلوي بمنطقة دونيتسك (شرق).
وقالت وزارة الدفاع الروسية في نشرتها اليومية لعملياتها في أوكرانيا: «تمّ تحرير قرية كراخمالنوي في منطقة خاركيف بفضل العمليات النشطة التي نفذتها بنجاح وحدات مجموعة الغرب في منطقة كوبيانسك».
وتقع هذه البلدة التي كان يقيم فيها نحو 45 شخصًا قبل بدء الحرب في 24 فبراير 2022، على بعد 30 كيلومترًا جنوب شرق كوبيانسك التي تتعرض منذ أشهر لهجمات من القوات الروسية.
وأكّد الناطق باسم القوات البرية الأوكرانية فولوديمير فيتيو لقناة تلفزيونية أوكرانية اليوم الأحد أن عملية الاستيلاء هذه «لا تحمل أي أهمية» استراتيجية على الجبهة.
وقال: إن هذه القرية «عبارة عن خمسة منازل، دمرها الروس»، مؤكدًا أن القوات الأوكرانية «نُقلت إلى مواقع احتياطية مُعدّة مسبقًا» حيث تعمل حاليًا على مواصلة «الدفاع ومنع الروس من مواصلة التقدّم».
في مواجهة الهجمات المتكررة، أمرت السلطات الأوكرانية في مطلع الأسبوع بإخلاء 26 بلدة في منطقة خاركيف التي تضمّ كوبيانسك، وهو قرار طال ثلاثة آلاف شخص تقريبًا بينهم 279 طفلًا.
وسيطرت القوات الروسية على كل تلك المنطقة في بداية الحرب قبل أن تحررها القوات الأوكرانية في هجوم خاطف في سبتمبر 2022 أجبر قوات موسكو على الانسحاب.
وشنّت روسيا هجومًا جديدًا على هذه المنطقة خلال صيف العام 2023 في وقت كانت تحاول أوكرانيا شنّ هجوم مضاد كبير في دونباس بالشرق وفي الجنوب باء بالفشل. ومنذ الخريف، تتقدم القوات الروسية نحو الشمال الشرقي أي في منطقة كوبيانسك ونحو الشرق خصوصًا حول مدينة أفدييفكا.
من جهتها، تؤكد كييف صمود قواتها وإلحاقها أضرارًا بالغة بالروس بالإضافة إلى حاجتها للأسلحة والذخيرة حتى تتمكن من مواصلة المقاومة.
مسؤولان: مقتل 18 في هجوم أوكراني
في هذه الأثناء، قال أليكسي كولمزين رئيس بلدية مدينة دونيتسك المعين من قبل روسيا: إن 18 شخصا قتلوا وأصيب 13 آخرون بعدما قصفت قوات أوكرانية مدينة دونيتسك الخاضعة لسيطرة روسيا بالمنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.
ولم يرد تعليق بعد من أوكرانيا على الأمر.
وذكر كولمزين أن القوات الأوكرانية قصفت منطقة مزدحمة تقع فيها متاجر وسوق.
وأظهرت صور التقطتها رويترز في موقع الحادث أشخاصا يبكون وجثثا ملقاة على الأرض وسط الثلوج التي غطت الشارع بالقرب من سوق في المدينة.
وقال دنيس بوشيلين رئيس منطقة دونيتسك المعين من قِبل روسيا أيضا: إن فرق الطوارئ تعمل في موقع القصف وإن المتخصصين المعنيين يحاولون أيضا جمع شظايا للأسلحة التي استخدمت في الهجوم.
ودونيتسك هي واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت روسيا العام الماضي ضمها من جانب واحد في خطوة نددت بها معظم الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبارها غير قانونية. ولا تسيطر روسيا بشكل كامل على أي من المناطق الأربع.
زيادة الهجمات الروسية على خط المواجهة
إلى ذلك، أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، اليوم الأحد، بأن هيئة الأركان العامة الأوكرانية أفادت أمس بأن هناك زيادة نسبتها 23% في الهجمات التي شنتها روسيا على خط المواجهة خلال اليوم السابق، وذلك من خلال شن 81 غارة جوية و45 هجوما صاروخيا متعددا.
وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، أن البيانات الإضافية الصادرة عن هيئة الأركان العامة الأوكرانية، التي تقارن الفترة من 14 وحتى 18 من يناير الجاري مقارنة بفترة الخمسة أيام السابقة، تؤيد تسجيل هذه الزيادة في حجم الهجمات الروسية. وخلال فترتي الخمسة أيام، زاد عدد خسائر المركبات العسكرية من جانب روسيا بنسبة 88%، وزاد عدد خسائر الدبابات الروسية بنسبة 95%، كما ارتفع عدد الضحايا الروس خلال نفس الفترة بنسبة 15%، بحسب ما ورد في التقييم.
زيلينسكي يعول على مساعدات الغرب
من جانب آخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إنه يتوقع التوقيع على عدد من حزم الدفاع الغربية الجديدة لأوكرانيا هذا الشهر والشهر المقبل.
وأضاف زيلينسكي: «نحن نستعد لاتفاقيات جديدة مع الشركاء، اتفاقيات ثنائية قوية».
وتابع: «من المفترض أن يأتي يناير وفبراير بنتائج مترتبة على ذلك. هناك بالفعل مواعيد محددة يمكن فيها توقع وثائق جديدة وقوية».
وبعد أن شنت روسيا تدخلها الواسع النطاق في أوكرانيا، اتحد حلفاء كييف الغربيون في تقديم مساعدات عسكرية وغير مسبوقة لمساعدة زيلينسكي في الدفاع عن بلاده. لكن مع استمرار الحرب الآن في عامها الثالث، لم يحدث تغيير يذكر على طول خط المواجهة في الأشهر الاثني عشر الماضية وتزايد المعارضة لمزيد من المساعدات والأموال والمعدات في الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية.
ولم يذكر زيلينسكي الدول التي يأمل في إبرام الاتفاقيات معها. وأمضى الرئيس الأوكراني أسابيع في جولة دبلوماسية دولية في محاولة لتأمين المزيد من الدعم السياسي والعسكري.
وكثيرا ما كرر أن الضربات الجوية المتزايدة التي تشنها روسيا في فصل الشتاء والهجوم المنهك وإن كان بطيئا الذي تشنه موسكو في شرق أوكرانيا يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز دفاعات كييف الجوية والبرية بشكل أكبر.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت بريطانيا، وهي من أقوى مؤيدي كييف، إنها ستزيد دعمها لأوكرانيا في السنة المالية المقبلة إلى 2.5 مليار جنيه استرليني (3.19 مليار دولار).
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء إنه سيزور أوكرانيا في فبراير لوضع اللمسات النهائية على اتفاق ضمانات أمنية ثنائي ستسلم بموجبه باريس أسلحة أكثر تطورا لكييف، بما في ذلك صواريخ كروز طويلة المدى.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حلف شمال الأطلسی الحرب الباردة فی أوکرانیا فی منطقة
إقرأ أيضاً:
هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
تحظى المعادن النادرة بحضور قوي على طاولة المفاوضات الجارية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أبدت الولايات المتحدة اهتماما بالغا بتوقيع اتفاق مع كييف لإدارة هذه المعادن، وهو ما تم فعلا أمس الأربعاء.
ووفقا لتقرير أعده مراسل الجزيرة في كييف حسان مسعود، فإن هذه المعادن -التي تمتلك الصين نصف الاحتياطي العالمي منها- تعتبر واحدة من أهم ساحات التنافس الدولي نظرا لأهميتها الكبيرة في العديد من الصناعات الإستراتيجية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اشتباكات صحنايا تكشف هشاشة السلام بين الدروز والحكومة السوريةlist 2 of 2الأمن يستعيد السيطرة على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات مسلحةend of listوإلى جانب خصوبتها، تُعرف الأراضي الأوكرانية بغناها بالفحم والمعادن الثقيلة والنادرة التي تشد أنظار الغرب والشرق على حد سواء، وهو ما أحال السيطرة عليها من صراع إقليمي إلى نزاع دولي.
وبعد أن كانت السيطرة على إقليم دونباس -الذي يحمل اسم المناجم الضخمة التي يزخر بها- واحدة من أهم عوامل اشتعال الحرب قبل ثلاث سنوات، فإن حفاظ كييف على ما تبقى منه قد يكون سببا لتوقف هذه الحرب، كما يقول التقرير.
فقد خسرت أوكرانيا خُمس أراضيها في هذه الحرب، بما فيها أهم المناطق التي تحوي موارد طبيعية تقليدية كالفحم والحديد ورواسب النفط والغاز، وأجزاء من المعادن النادرة والحساسة.
وقف الحرب حفاظا على المعادن
ويبدو السعي الأميركي الحثيث إلى وقف الحرب محاولة لإنقاذ ما تبقى من هذه المعادن خارج السيطرة الروسية، حتى يتسنى لكييف وحلفائها الغربيين الاستفادة منها.
إعلانوبعد بحث معمق، خلص التقرير إلى أن غالبية هذه المعادن بالغة الأهمية والندرة، تمثل مطمعا للدول الكبرى وكبار صناع التكنولوجيا في العالم- تقع في مناطق لا تزال خاضعة للسيطرة الأوكرانية.
فعلى حدود دونباس مباشرة، تقع مدينة دنيبروبتروفسك التي تسيطر عليها كييف بشكل كامل، وهي مدينة تختزن أرضها عددا من هذه المعادن النادرة مثل النيكل، الكوبالت، اليورانيوم، والمنغنيز وغيرها من المواد التي تدخل في الصناعات النووية والعسكرية الحساسية.
كما تحتضن منطقة "كريفي ريه"، أكبر مناجم الحديد الأوكرانية، الذي تمكنت الجزيرة من الدخول إليه والتعرف إلى طريقته في التنقيب عن الحديد والخامات الأخرى.
ووفقا لمدير منجم الحديد في شركة "بي آي سي" (BIC) بمقاطعة كريفي ريه، أوليغ غرافشينكو، فإن كييف لا تزال تستخرج الحديد منخفض التركيز من أحد محاجر المقاطعة، رغم أنهم لا يعملون بكامل طاقتهم بسبب الحرب.
الفولاذ الإلكتروني
وعلى ضخامتها، فإن المعدات والأجهزة الموجودة في هذا الموقع تظل صغيرة أمام حجم الموارد التي تخفيها الأرض الأوكرانية، وهذا ما جعل "سيرغي" يواصل العمل في مصنع "كريفي ريه ستال"، طوال مدة الحرب.
يقول هذا المواطن الأوكراني للجزيرة، إن خسارة بلاده مصنع آزوف ستال الشهير للصلب، دفعه أكثر إلى مواصلة العمل سبيلا للحفاظ على موارد البلاد.
ويمثل "كريفي ريه ستال"، أكبر مصانع الصلب المتبقية بيد الأوكرانيين، وهو لا يتوقف عن إنتاج ملايين الأطنان سنويا لإطفاء شيء من نار الطلب العالمي على الفولاذ وأنواع الحديد المختلفة.
ورغم أهمية ما ينتجه المصنع من الفولاذ والحديد المتنوع، إلا أن التركيز الأكبر ينصب على ما يسمَّى بالفولاذ الإلكتروني، الذي يدخل في صناعة محركات السيارات الذكية والمحولات وتوربينات الطاقة الكهربائية.
وينتج مصنع "كريفي ريه"، الفولاذ من خام الحديد، بينما تنتج مصانع أخرى أكثر تخصصا الفولاذ الكهربائي من خردة الحديد الذي يعالج بواسطة السيليكون.
إعلان
تريليونات الدولارات
وتقدر المعادن التي تحويها الأرض الأوكرانية بنحو 11 تريليون دولار، وهي قيمة ما تمكن العلماء من تقديره وبحثه حتى الآن، حيث تحتفظ جامعة دينبرو بقرابة 120 نوعا مختلفا منها.
وفي محاولة لتلخيص القصة الكبيرة للمعادن الأوكرانية النادرة، يقول رئيس قسم الجيولوجيا العامة بجامعة دينبرو، سيرغي شافشينكو، إن هذه العناصر الأرضية النادرة "تدخل في كل ما يحيط بنا".
ويضيف شافشينكو "لولا هذه المعادن ما كانت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر موجوة في أيدينا، فضلا عن تقنيات الصواريخ والطائرات ووسائل الفضاء"، مؤكدا أن هذه العناصر "بالغة الأهمية، وهي جزء من الصراع لأن أوكرانيا ثرية بها".
وبعيدا عن مناطق القتال، تزداد قيمة المعادن النادرة الموجودة في وسط وغرب البلاد، بما فيها حقل التيتانيوم الواقع في "جيتومر"، حيث تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطات أوروبا (ما يعادل 7% من الاحتياطي العالمي) من المعدن الذي يعتبر أساسيا في الصناعات الفضائية والطبية والبحرية.
ومع ذلك، فإن ما تمتلكه أوكرانيا من المعادن النادرة يعتبر بسيطا إذا قورن بما تمتلكه الصين التي تمتلك ثلث احتياطات العالم، وهو ما يعكس تمسك الولايات المتحدة بالوصول إلى ما تبقى خارج أيدي خصومها من هذه المعادن، وخصوصا أوكرانيا التي تعوم على بحر مما تحتاجه أميركا لصناعات الذكاء الاصطناعي مثل الغرافيت.
ففي مقاطعة كريفوغراد، جنوب وسط البلاد، حيث يقع أحد أضخم حقول الغرافيت، يبذل الأوكرانيون جهودا لتكرير المعدن الثمين وتجهيزه للاستخدام.
ويرى الخبير في المعادن النادرة، فلوديمير كادولين، أن الصين تعتبر أكبر لاعب عالمي في مجال المعادن النادرة اليوم، مؤكدا أنها تحتكرها تقريبا بعدما أزاحت الولايات المتحدة من سوقها العالمية.
وبالنظر إلى امتلاك أوكرانيا هذه الثروات وعدم قدرتها على استخراجها منفردة، سيكون من الجديد -برأي كادولين- اختيار أفضل الأطراف التي يمكنها تقديم أفضل شروط استثمارية لكييف، ما أدى إلى وضع قوانين خاصة بهذه الاستثمارات.
إعلانفي الوقت نفسه، يقول كادولين "إن هذه المعادن الأوكرانية لا يجب احتكارها من طرف واحد في ظل التنافس العالمي المحتدم عليها".