تضغط الولايات المتحدة ومصر وقطر على إسرائيل وحركة "حماس" للانضمام إلى مفاوضات مرحلية تبدأ بتبادل الأسرى وتنتهي بانسحاب القوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب في قطاع غزة، وفقا لما كشفه مسؤولون مشاركون في هذه العملية لصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal).

ووفقا لمسؤولين مصريين، في تقرير للصحيفة ترجمه "الخليج الجديد"، اقترح الوسطاء خطة من ثلاث مراحل مدتها 90 يوما من شأنها أن توقف القتال أولا لعدد غير محدد من الأيام، حتى تطلق "حماس" سراح جميع الأسرى المدنيين الإسرائيليين.

وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين، وتسحب قواتها من بلدات ومدن غزة، وتسمح بحرية الحركة في القطاع، وتنهي مراقبة الطائرات بدون طيار، وتضاعف كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة.

وفي المرحلة الثانية، تطلق "حماس" سراح المجندات الإسرائيليات وتسلم جثث أسرى، بينما تطلق إسرائيل سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين، فيما تشمل المرحلة الثالثة إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين والرجال في سن القتال، وتعيد إسرائيل نشر بعض قواتها خارج حدود غزة.

وقالت الصحيفة إن "أيا من طرفي الصراع، لم يوافق على شروط الاقتراح الجديد، الذي يتضمن خطوات تتعارض مع المواقف المعلنة من إسرائيل وحماس".

وبينما قال المستشار الإعلامي لـ"حماس" طاهر النونو إنه لم يحدث تقدم حقيقي، لم يستجب لمسؤولون إسرائيليون لطلب من الصحيفة للتعليق على ما كشفت عنه المصادر، التي لم تفصح الصحيفة عن هويتها.

لكن المصادر المطلعة على المحادثات قالت إن" إسرائيل وحماس على الأقل مستعدتان مرة أخرى للمشاركة في المناقشات، بعد أسابيع من توقف المحادثات، في أعقاب انتهاء وقف إطلاق النار الأخير، ومن المقرر أن تستمر المفاوضات بالقاهرة في الأيام المقبلة".

وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، استمرت هدنة لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وشملت إطلاق سراح أكثر من 100 أسير إسرائيلي مقابل ما يزيد عن 300 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، الذي يحتجز حاليا أكثر من 9 آلاف فلسطيني.

اقرأ أيضاً

تقديرات استخباراتية أمريكية تشكك في قدرة إسرائيل على تدمير حماس.. ماذا وجدت في غزة؟

فجوات كبيرة

ووفقا للصحيفة، "لا تزال المحادثات في مرحلة مبكرة، ولا تزال هناك فجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس بشأن التفاصيل".

وأضافت أن "الاقتراح الجديد، الذي تدعمه واشنطن والقاهرة والدوحة، يمثل نهجا جديدا لنزع فتيل الصراع، يهدف إلى جعل إطلاق سراح الأسرى في غزة جزءا من صفقة شاملة يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الأعمال العدائية".

وقالت المصادر إن "استعداد الطرفين لمناقشة الإطار (المقترح) كان خطوة إيجابية". فيما قال أحد المصادر إن "الوسطاء يعملون الآن على سد الفجوة".

وأفاد مسؤولون مصريون بأن "المفاوضين الإسرائيليين واصلوا الضغط من أجل وقف القتال لمدة أسبوعين للسماح بتبادل الأسرى، وكانوا مترددين في مناقشة الخطط التي تنص على وقف دائم لإطلاق النار".

وقالوا إن "رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار يعتقد أن الإسرائيليين سيعطون الأولوية للأسرى على ساحة المعركة، وأن حماس بحاجة إلى الصمود لأطول فترة ممكنة لإرهاق إسرائيل ومواصلة الضغط الدولي عليها، وهو مستعد لإطلاق سراح الرهائن، لكنه يريد وقف إطلاق نار أطول وشروط أفضل من المرة السابقة".

اقرأ أيضاً

حماس أم الأسرى؟.. 4 جنرالات يكشفون تفاصيل مأزق إسرائيل بغزة

عدم جدية

وبحسب المسؤولين المصريين، فإنه "في حين يتخذ القادة الإسرائيليون موقفا متشددا علنا، توجد  انقسامات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي، إذ يدعو البعض إلى إعطاء الأولوية للأسرى (على الرغبة في تدمير قدرات حماس)".

وقالوا إن "المفاوضين الإسرائيليين قدموا في القاهرة اقتراحا مضادا بشأن الأسرى لم يتضمن طريقا لإنهاء الحرب. واتهم كبير المفاوضين المصريين، رئيس المخابرات العامة عباس كامل، الفريق الإسرائيلي بعدم الجدية بشأن المحادثات".

و"في الوقت نفسه، أبلغت حماس المسؤولين المصريين والقطريين أن صفقة الرهائن السابقة قصيرة الأجل لم تكن مرضية، فالمساعدات التي وصلت إلى غزة كانت أقل مما وعدت به، وأعادت إسرائيل اعتقال العديد من السجناء المفرج عنهم"، وفقا للصحيفة.

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: غياب رؤية ما بعد الحرب تحول دون الانتصار على حماس

المصدر | ذا وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة أسرى إسرائيل حماس مفاوضات اتفاق القاهرة إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

حماس تصف المقترحات الجديدة بأنها تتجاوز اتفاق غزة.. لقاءات الدوحة مستمرة

أكدت حركة حماس، أن التقارير حول تقديم مقترحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تهدف إلى "القفز على الاتفاق" المبرم بالفعل، وتعطل حاليا مع دخول مرحلته الثانية.

وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم: إن "التقارير عن تقديم مقترحات جديدة تهدف للقفز على اتفاق غزة، اللقاءات مستمرة مع الوسطاء في الدوحة"، مضيفا "نتمسك بما تم الاتفاق عليه والدخول في تنفيذ المرحلة الثانية، وتطبيق استحقاقاتها بالتعهد بعدم العودة للحرب والانسحاب من كامل قطاع غزة، والانسحاب من غزة، وبدء الانسحاب من محور فيلادلفيا".

وأشار إلى أن "إسرائيل لم تنفذ البروتوكول الإنساني لاتفاق غزة"، مشددا "لا نريد العودة للحرب مجددا، وفي حال استئناف الاحتلال عدوانه لا نملك إلا الدفاع عن شعبنا".


جاء ذلك بعد حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن تقديم المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مقترحا محدّثا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتضمن تمديده 50 يوما، مقابل إفراج حماس عن 5 أسرى أحياء إلى جانب تسليم جثث الأسرى القتلى.

ونقلت صحيفة "جيروسليم بوست"عن مصدر وصفته بالمطلع (لم تسمّه) قوله إن "المبعوث الأمريكي تقدم بمقترح جديد محدث بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة".

وبموجب الشروط المقترحة، ستقوم حماس بإطلاق سراح نحو 5 أسرى أحياء، إلى جانب تسليم جثث الأسرى القتلى، مقابل موافقة "إسرائيل" على وقف إطلاق النار لـ50 يومًا، وخلال هذه الفترة، ستستمر المفاوضات لبحث إمكانية تمديد الاتفاق.

ويشوب الغموض مصير المفاوضات التي تشهدها العاصمة القطرية منذ الاثنين الماضي، حول التوصل إلى اتفاق لمواصلة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

ومطلع آذار/ مارس الحالي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، بينما تنصلت "إسرائيل" من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.


ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.

في المقابل، تؤكد حركة حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام "إسرائيل" بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.

وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • كان : نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا لبحث الخيارات المتاحة ضد غزة
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة: «الوقت ينفد ولن تكون هناك فرصة أخرى»
  • حماس: قصف الاحتلال انقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار
  • محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
  • حماس توافق على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأمريكية وأربعة جثامين
  • محللان: حماس رمت بـكرة من نار على إسرائيل
  • حماس تصف المقترحات الجديدة بأنها تتجاوز اتفاق غزة.. لقاءات الدوحة مستمرة
  • حماس: الحديث عن مقترحات جديدة يهدف للقفز على اتفاق غزة
  • إقصاء مبعوث ترامب من ملف رهائن غزة بعد تصريحات مثيرة عن حماس تُغضب إسرائيل
  • تقارير إسرائيلية: إعفاء مبعوث ترامب لشئون الأسرى من منصبه