وصفت مجلة "لوكورييه انترناسيونال" الفرنسية التوتر في البحر الأحمر بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة إيران بـ "الرقصة المضحكة".

 

وقالت المجلة في تحليل لها تحت عنوان "الجغرافيا السياسية.. الرقصة المضحكة بين طهران وواشنطن": من البحر الأحمر إلى الشرق الأوسط عبر باكستان، تستعرض إيران عضلاتها دون مهاجمة الولايات المتحدة أو إسرائيل بشكل مباشر.

ومن جانبها، تعتمد واشنطن على الرد الحذر والردع. لكن استراتيجية المواجهة الهادئة هذه قد تتدهور".

 

وبحسب التحليل الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن التوتر الأخير في البحر الأحمر يرسم صورة صراع بخاصية غريبة تظهر فيه كل من الولايات المتحدة وإيران حريصتان على تفادي أي مواجهة عسكرية مباشرة على الرغم من التصعيد المتبادل بين التحالف البحري الذي تقوده واشنطن وجماعة الحوثي التي تنفذ عمليات بالوكالة عن طهران.

 

وجاء في مطلع التحليل أنه "في حين يخشى الكثيرون من أن تؤدي الاشتباكات في الشرق الأوسط في نهاية المطاف إلى دفع الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران إلى مواجهة مفتوحة، فإن الصراع يبرز حتى الآن بخاصية غريبة، وهي أن كلاً من طهران وواشنطن تحرصان بعناية على عدم تدخل قواتهما بشكل مباشر".

 

وأضاف "لا أحد يعرف إلى متى سيستمر هذا الأمر، كما يعترف الدبلوماسيون وغيرهم من المسؤولين الأوروبيين والأميركيين".

 

وتابعت "لكن معظم المراقبين يعتقدون أنه بينما حرضت إيران حلفاءها في المنطقة على مضايقة القوات الأمريكية والضغط على إسرائيل والغرب في العراق وسوريا ولبنان وعلى الطرق البحرية في البحر الأحمر، اتخذ الإيرانيون احتياطات معينة حتى لا تثير حريقا أكثر عمومية".

 

الحذر الواضح

 

تقول المجلة الفرنسية "إنها رقصة دقيقة للغاية، غنية بالإشارات الدقيقة والهجمات والخدع، حيث يمكن إنكار أي دلالة. وهذه الحكمة، على الرغم من صعوبة إثباتها، ليست أقل وضوحا".

 

وقالت "في الأسابيع الأخيرة، زادت طهران إنتاجها من اليورانيوم بشكل كبير، مما أثار مخاوف متجددة من أن الجمهورية الإسلامية تسعى بنشاط لاكتساب القدرة على تطوير أسلحة نووية متعددة".

 

وأردفت "في الوقت نفسه، حرصت إيران على البقاء تحت مستوى الوقود القابل للاستخدام في الأسلحة، ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها الخط الأحمر الذي قد يؤدي إلى عمليات عسكرية ضد منشآتها النووية تحت الأرض".

 

الضربات "الجراحية"

 

تضيف المجلة "ففي الثاني من يناير/كانون الثاني، حين شنت الدولة اليهودية غارة على ضواحي بيروت لإعدام أحد قادة حماس، نفذت الهجوم بدقة بالغة ـ وهو عكس حملتها تماماً في غزة ـ حتى لا تصيب مقاتلي حزب الله. (وبعد ستة أيام، قتل مع ذلك وسام حسن الطويل، قائد قوات النخبة في حزب الله، وهو أكبر قائد في الحركة تم القضاء عليه حتى الآن)".

 

وأكدت أنه عندما دمرت الولايات المتحدة مواقع إطلاق الحوثيين وراداراتهم ومستودعات الأسلحة في اليمن، تحركت ليلاً، ولم تخف نواياها، وحرصت على عدم مهاجمة قيادات الحوثيين الذي يقفون وراء الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.

 

وطبقا للمجلة فإن القادة الإيرانيين ربما يرغبون في تأجيج النيران في الشرق الأوسط، لكن الحرب المفتوحة لن تكون في مصلحة بلد زعيمه الأعلى علي خامنئي.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر أمريكا إيران الحوثي الولایات المتحدة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

إيران بين العقوبات والطموحات النووية: أيهما سيكسر الآخر؟

22 يناير، 2025

بغداد/المسلة: تحت مظلة تعقيدات الشرق الأوسط التي تشهد توترات متصاعدة على مختلف الجبهات، تبرز قضية التفاوض الإيراني مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كأحد الملفات الأكثر حساسية وتأثيراً على مستقبل المنطقة.

التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤول الإيراني كاظم غريب آبادي تعكس موقفاً مرناً من طهران، التي ما زالت تبدي استعدادها للتفاوض بهدف رفع العقوبات، رغم المتغيرات الإقليمية والضغوط الداخلية.

و تعاني إيران من تأثيرات خانقة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن، ما أدى إلى تداعيات مباشرة على الاقتصاد الإيراني والشعب. هذه الضغوط أجبرت القيادة الإيرانية على إعادة تقييم مواقفها التفاوضية، خاصة في ظل انحسار نفوذها الإقليمي في لبنان وسوريا، مما أضعف من قوتها التفاوضية التقليدية التي اعتمدت على بسط النفوذ الخارجي.

في المقابل، يشير الخبراء إلى أن طهران لا تريد أن تبدو في موقف الضعف؛ بل تسعى لتحقيق مكاسب ملموسة مثل رفع العقوبات قبل أن تبدأ أي جولة تفاوض جديدة.

و يُظهر هذا الموقف لعبة معقدة من المناورات السياسية، حيث تحاول إيران الحفاظ على هيبتها الدولية مع مراعاة الضغوط الشعبية الداخلية.

تصريحات رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعكس قلقاً متزايداً حيال برنامج إيران النووي، خصوصاً مع زيادة إنتاجها لليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60 في المائة. هذا التقدم يضع إيران على أعتاب إنتاج أسلحة نووية، وهو ما يثير مخاوف دولية من تصعيد قد يقود إلى مواجهة عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.

رغم هذه المخاوف، فإن إيران تدرك أن استمرارها في زيادة التخصيب يضعها في موقف تفاوضي أقوى، حيث يمكنها استخدام هذا الملف كورقة ضغط لتحقيق تنازلات من الطرف الآخر، سواء في رفع العقوبات أو في تقديم ضمانات أمنية.

اما  قرار ترامب بتجميد عضوية الولايات المتحدة في الاتفاق النووي فكان بمثابة نقطة تحول كبيرة في هذا الملف. فالاتفاق الذي كان يهدف إلى تقليص أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات، انتهى إلى مرحلة من التصعيد المتبادل، حيث أقدمت طهران على تخفيض التزاماتها تدريجياً.

و اليوم، تعود هذه الحقبة لتلقي بظلالها على المفاوضات المحتملة، مع إدراك الطرفين أن العودة إلى الاتفاق القديم لم تعد خياراً واقعياً، بل يجب صياغة تفاهمات جديدة تتماشى مع الواقع الحالي.

مستقبل غامض وحسابات دقيقة

الحديث عن استئناف المفاوضات يتزامن مع متغيرات إقليمية ودولية، أبرزها الانشغال الأميركي بمواجهة الصين وروسيا، وانقسام المواقف الأوروبية حيال التعامل مع طهران. هذه العوامل تضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد، حيث تحاول كل من واشنطن وطهران الاستفادة من اللحظة الراهنة لفرض شروطها.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • العراق: مستعدون للوساطة بين أمريكا وإيران
  • منصة دولية: هل يحمل اليمن الحل المناخي المتمثل في القهوة كأجودها بالعالم؟ (ترجمة خاصة)
  • حرب التيك توك في أمريكا| ترامب أشعل الشرارة الأولى لحظر التطبيق في 2020 والناخبون يغيرون رأيه.. و90 يومًا فاصلة لتحديد ملكيته داخل الولايات المتحدة
  • إيران بين العقوبات والطموحات النووية: أيهما سيكسر الآخر؟
  • شكوى ضد أمريكا.. ترامب يهدد بضم قناة بنما إلى الولايات المتحدة في خطابه الأخير
  • الأمم المتحدة: انخفاض حاد في طاقة الموانئ اليمنية على البحر الأحمر بسبب الأعمال العدائية
  • أمريكا تدرس 3 استراتيجيات لمنع إيران من الأسلحة النووية
  • شركات الأمن البحري: خروقات وقف إطلاق النار قد تُشعل هجمات من اليمن
  • روبيو وزيرا لخارجية أمريكا: هدفنا جعل الولايات المتحدة أقوى
  • الاتحاد الأوروبي يدعو الحوثي إلى وقف هجماتها في البحر الأحمر والعودة إلى عملية السلام