السفيرة الأميركية في العراق تلتقي المالكي
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
زارت السفيرة الأميركية في بغداد ألينا رومانوفسكي الأحد رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، أحد ابرز قيادات الائتلاف الحاكم.
يأتي اللقاء غداة هجوم صاروخي استهدف قاعدة عسكرية في غرب العراق تضم جنودا أميركيين وقوات من التحالف الدولي، وتبنته "المقاومة الإسلامية في العراق.
ومنذ منتصف أكتوبر، تعرض جنود أميركيون وآخرون من التحالف الدولي في العراق وسوريا، لأكثر من 140 هجوما في سياق توتر إقليمي تغذيه تداعيات الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل حليفة الولايات المتحدة، وحركة حماس الفلسطينية.
وافاد بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي بأن اللقاء مع السفيرة الأميركية "استعرض مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن تصاعد التوترات في المنطقة".
وشدد المالكي "على أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون، والمضي في إدامتها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين".
واشار الى "الأزمات الكثيرة التي تواجه المنطقة لا سيما الاحداث في فلسطين المحتلة ولبنان والبحر الأحمر وشمال سوريا والعراق، داعيا الى سرعة التحرك لتخفيف حدة التوتر وإنهاء الهجمات المتبادلة التي قد تنذر باتساع رقعة الحرب.
ولم تعلق السفارة الأميركية على هذا اللقاء. وتلتقي السفيرة رومانوفسكي بانتظام القادة العراقيين وسياسيين من مختلف الأطياف.
المصدر: AFP
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بغداد نوري المالكي فی العراق
إقرأ أيضاً:
السودان.. الحرب المنسية وخطر الغياب الدولي
المشهد الذي يعيشه السودان مؤسف جدا، ثلاث سنوات من حرب مدمرة حولت الحرب السودان إلى ساحة ترتكب فيها أبشع الكوارث الإنسانية في العالم دون أن يرى ذلك أحد.
وما بدأ أنه صراع على السلطة بين الجيش الحكومي وقوات الدعم السريع تحوّل بسرعة إلى حرب مفتوحة ضد المدنيين، وأنتج مآسي جماعية مزقت النسيج الاجتماعي السوداني وحولت البلد المتقدم في الكثير من المجالات والذي يملك ثروات طبيعية وغذائية كبيرة إلى بلد يعيش في مجاعة فظيعة.
أرقام الكارثة تروي القصة بمرارتها: عشرات الآلاف من القتلى، مئات الآلاف يواجهون الجوع الكارثي، وملايين أجبروا على الفرار من ديارهم. فيما البنية التحتية، التي كانت أصلا هشة، تهاوت تحت وطأة المعارك المستمرة، وسط غياب أي أفق لحل سياسي حقيقي.
ورغم خطورة المشهد، تبدو استجابة المجتمع الدولي خجولة ومجزأة. النداءات الإنسانية لا تجد تمويلا كافيا، والمؤتمرات الدبلوماسية لا تتجاوز حدود البيانات الرمزية. في غضون ذلك، تتسع مأساة دارفور مجددا، ويُهدد الانقسام الجغرافي والعسكري بخطر تقسيم السودان إلى كيانات متناحرة، مع احتمالات صعود تيارات متطرفة من بين إنقاذ الصراع.
وما يزيد المشهد تعقيدا أن بعض الأطراف الإقليمية لا تكتفي بالمراقبة، بل تساهم بشكل أو بآخر في إذكاء الصراع، إما بدعم مباشر للأطراف المتحاربة، أو بصمت يحفز الاستمرار. وفي ظل هذه التدخلات، تقل فرص الحل السلمي، وتتراجع أولويات إنقاذ السودان من حافة الانهيار الشامل.
لا يمكن تصور حل عسكري لهذا الصراع. بل إن الإصرار على الحسم بالقوة يعمّق النزيف ويدمر القليل المتبقي من مقومات الدولة السودانية. المطلوب اليوم تحرك دولي جاد، لا يقتصر على الدعم الإنساني بل يشمل أيضا، فرض مسار سياسي واضح يربط بين إنهاء الحرب وحماية المدنيين، وتوفير ضمانات لانتقال سياسي حقيقي لا يُقصي أحدا ولا يعيد إنتاج الاستبداد مرة أخرى.
كما أن على القوى الإقليمية، وخاصة الدول العربية والأفريقية، مسؤولية مضاعفة للعمل على تهدئة الصراع ودعم مبادرات حقيقية للحوار الوطني الشامل. فالخراب في السودان لن يقف عند حدوده الجغرافية؛ بل ستمتد تداعياته إلى دول الجوار، كما أن موجات النزوح والجوع ستشكّل تحديا إقليميا متصاعدا.
إن صمود السودانيين رغم المأساة، عبر مبادرات محلية لإغاثة المنكوبين وإعادة بناء الحياة اليومية تحت القصف، يستحق دعما سياسيا وإنسانيا أوسع.
ذلك أن استمرار الحرب بصورتها الحالية لا يهدد السودان وحده، بل يمثل جرحا مفتوحا في ضمير الإنسانية جمعاء، وسؤالا حرجا عن مصداقية النظام الدولي في حماية الشعوب الضعيفة وقت المحن.
السودان لا يحتاج إلى بيانات تضامن عابرة، بل إلى خطة إنقاذ متكاملة تضع إنهاء الحرب وإعادة بناء السلام أولوية إنسانية لا تحتمل مزيدا من التأجيل.