جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-18@01:27:48 GMT

مأساة غزة تستنهض العدالة الدولية

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

مأساة غزة تستنهض العدالة الدولية

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

لن أبدأ الكتابة لأحكي عن صمت العالم، ولا عن أمواج ظلمه العاتية، ولا عن مشاهدة تنامي جبابرته وهم يركبون على متن أمواج دماء شعوب مُستضعفة حين تتكسر على شواطئ الأجساد، ولا عن الأزمات التي تصطنعها قواه العظمى، ولا ما فعلته حروبها في أفغانستان والعراق وسوريا؛ بل انصب تفكيري حول معركة العدالة، التي تدور على منصة القضاء الدولي، هدفها لجم الكيان الصهيوني وإرغامه على المثول أمام القانون، تبنى أحرار العالم إزالة ضمادات عيني العدل في العالم ليرى فظاعة جريمة الكيان الصهيوني، ومن تجمع حوله ولف لفيفه من قوى الظلم العالمي، يشاهد جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها في حق شعب أعزل يقع تحت نير الاحتلال، في مناخ تحولي "تكتوني" يحدث في ديمقراطيات الغرب، فكرت أيضًا في انهيار القيم الإنسانية، وضعف استجابة العالم اتجاهها.

أردت أن أفهم إلى أين قد يؤدي كل هذا الظلم، بدأت أتساءل كيف ستبدو حقوق الشعب الأعزل مع ظلم جاثم عليه. وتساءلت أيضًا كيف سيكون العيش في ديمقراطية تنجرف نحو الاستبداد، سألت نفسي، ما نوع القوة التي يمكن أن يتمتع بها الشعب الواقع عليه الظلم، عندما يجد نفسه محاطًا بمثل هذه القوى الهائلة من الظلمة؟ لقد تشكل عنوان المقال كرؤية لما يدور من نقاش في عريضة المظلوم أمام عريضة دفاع الظالم، وتساءلت هل ستلفت محكمة العدل الدولية الانتباه إلى مبادئ الإنسانية الضائعة، في مقابل ما يختلقه المجرم من مصائب، وهل مصائب هذا الظالم ستقرب الشعوب الحرة في هذه اللحظة الحرجة؟، وهل العريضة المطروحة أمامها ستبدد النقاط السوداء التي تحملها عريضة دفاع القوى المتغطرسة، التي تعاني من ظلمها الشعوب في مسار حياتها، تتحكم في سلوكيات مجتمعاتها وممارستها وتواصلها مع الآخرين.

بدأ الشعور في أجواء المرافعة القانونية التاريخية الجنوب أفريقية، تقرب من نهاية وجوب التطهر من ترسبات ماضي ما صنعته العصبة الفاسدة ولعنة حاضرها، التي تحاصر الشعوب بقيود وتصورات مسبقة، تقودها في دروب عداوات مجانية، تكونت انطباعات، بعد طوفان الأقصى، فوقر في ضمير العالم الحر مظلومية الشعب الفلسطيني، استبين وضوح الحق وسطوع عدالة القضية، وشاهد جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة، وهو يلوم نفسه على انطباعه السالف الذي كان مناقضاً لما اكتشفه في وحشية جرائم الآلة الصهيونية وغطرستها، وجزء مما يحدث تحت أنقاض الحجر وأشلاء البشر، إذ تعرفت شعوب العالم الحر على الشعب الفلسطيني وصموده أمام المحتل الغاصب في ظروف قاسية، شاهدت أطفال غزة وهم يغرقون في الدماء، والخوف مما يتربص بهم من مخاطر كثيرة في وطنهم المسلوب.

تعرَّف العالم الحر على ما يعانيه الفلسطينيون في كل أرض فلسطين، ورأى أشلاء ودماء الغزاويين كيف تفعل بها آلة الحقد والغطرسة الصهيونية في مكان ضيق من الأرض، اقتنع بضرورة البوح بالجرائم وجدوى الاعتراف بها، تشجعت شعوبه لإعلاء صوت العدل، وقرر إزالة الضمادات عن عينيه، ولجم غطرسة الكيان الصهيوني وتعرية جريمة الإبادة التي يمارسها، في معايير عالم يزن بأوزان الظلم.

ملحمة طوفان الأقصى تحوَّلت إلى وسيلة للخلاص مما يُعانيه الشعب الفلسطيني من ظلم وضيم، فقام بملحمته عندما لم يجد عالمًا عادلا يعيد حقاً سلب منه، منذ أكثر من قرن، ولم يكن ذلك من باب التحايل على ذاته بقدر ما هو سبيل من سبل الاعتراف بوجوده تحت احتلال متغطرس، مارس عليه جريمة الإبادة الجماعية، وقف العالم الحر مع غزة لإزالة الضمادات عن عيني العدل، وتحقيق الأمان والراحة والاطمئنان، شكل طوفان الأقصى دربا لصد المعتدي، تصالحت الشعوب الحرة مع ذاتها، انصلاقاً من العبر المتحصلة التي راكمتها تجاربه في التعامل مع الإجرام والمجرمين، ومع حاضرها الأقسى الذي يدور في فلك عالم يزداد شراهة في الظلم، فتسامت مع شعب غزة وتأقلمت مع وضعه في انتظار إحقاق حقه المسلوب.

أحكي أنه بعد أن تمادي المحتل في جرائمه البشعة ليس في حق أهل غزة وحسب؛ بل في حق الإنسانية جمعاء، اهتدى فكر الأحرار من مناهضي الظلم إلى تقديم المجرم لمحاكمته أمام العدالة، وتبديد فكرته الاستعمارية، بأن يبدأ هذا الكيان المصطنع بتهجير أهل الأرض طواعية، فكرة تروم تبديد حق المظلوم، ليتكيف مع عتمة الموت المحدق به، يتوهم أن الوقت قد يساهم في إزالة أي أثر لفلسطين من على الأرض المغتصبة، تنامى رهابه من خلال تسويق أكاذيب بأن مقاومة "كتائب القسام" تؤثر على المطالبة بالحقوق، وهو ما عكس حقارة كِذبته على أهل غزة، ارتكب أبشع جريمة إبادة في تاريخ البشرية، مراده مسح أهل غزة من على الوجود.

يُشدد العالم الحر الآن، أمام محكمة العدل الدولية على أهمية التغيير في حياة الشعب الفلسطيني وتأثير بيئة الاحتلال عليه، لرسم ملامح العدل، ولجم ذاك الذي يرتكب جريمة الإبادة الجماعية في صلف وبجاحة في مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، في عريضة تحوي مقارنة، تعري قوى الظلم، وطبيقاتها للقانون الدولي في مناطق أخرى، والاقتراب من محاسبة المجرم الغاشم، في مرافعة تناوب فيها قوى كبرى على تبني سردية كيانهم الذي صنعوه، تعيد من خلالها بلورة تصوراتها ومواقفها.

يحضر أمام المحكمة التركيز على دور الكيان الصهيوني في إزهاق الأرواح، وتهجير أهالي غزة من ديارهم، ومنع أبسط أساسيات الحياة عنهم، وممارسة أبشع أنواع التعذيب الجسدي والروحي معًا في حقهم، وسيلة المجرم في ذلك الموت أو تأجيله بطريقة سادية متجددة، يمارس جرائمه، والعدل الدولي معصوب العينين. فهل محكمة العدل الدولية المنظور أمامها جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، ستُزيل الغشاوة التاريخية عن عيني العدالة الدولية؟!

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السنغالي أليو سيسيه يتعهد بإعادة منتخب ليبيا للساحة الدولية

ليبيا – المدرب السنغالي أليو سيسيه يتعهد بإعادة منتخب ليبيا للساحة الدولية

???? تعيين مدرب عالمي لمنتخب ليبيا ????
أكد تقرير نشره موقع “أفريكا توب سبورتس” التوغولي أن المدرب السنغالي أليو سيسيه تولى قيادة المنتخب الليبي رسميًا، حيث تم تقديمه خلال حفل أقيم في العاصمة طرابلس، متعهدًا بإعادة فرسان المتوسط إلى المنافسات القارية والدولية بعد غياب 12 عامًا.

???? سيسيه: منتخب ليبيا يملك مواهب قادرة على المنافسة ????️
أعرب سيسيه عن ثقته في قدرة المنتخب الليبي على تحقيق نجاحات كبيرة، مؤكدًا أن هدفه ليس تحقيق نتائج فورية، بل بناء فريق قوي قادر على المنافسة في أعلى المستويات، وقال:
???? “يضم الدوري الليبي لاعبين رائعين، وسنبحث أيضًا عن محترفين دوليين لتعزيز الفريق. بدعم الإعلام والجماهير، يمكننا تحقيق شيء مميز”.

???? سجل تدريبي حافل يرفع سقف التوقعات ????
أشار التقرير إلى أن تعيين سيسيه كان قرارًا مدروسًا من الاتحاد الليبي لكرة القدم، حيث قاد منتخب السنغال للفوز بأول لقب قاري في تاريخه في كأس الأمم الإفريقية 2022، كما كان قائدًا للسنغال كلاعب في ربع نهائي كأس العالم 2002.

???? مباريات حاسمة في تصفيات كأس العالم 2026 ????
يبدأ سيسيه مشواره مع منتخب ليبيا بمباراتين مهمتين في تصفيات كأس العالم 2026:


???? 20 مارس | ???? أنغولا في بنغازي
???? 25 مارس | ???? الكاميرون في ياوندي

???? تفاؤل ليبي بقدرة سيسيه على إعادة المنتخب إلى الواجهة ????
أكد التقرير أن ليبيا تحتل حاليًا المركز الثاني في مجموعتها بـ7 نقاط، بفارق نقطة واحدة عن المتصدر الكاميروني، وفي حال تحقيق الفوز في المباراتين المقبلتين، قد يصبح حلم التأهل لكأس العالم أقرب من أي وقت مضى.

الجماهير الليبية تترقب بحماس أداء المنتخب تحت قيادة سيسيه، وسط آمال كبيرة في إنهاء الغياب الطويل عن البطولات الكبرى.

ترجمة المرصد – خاص

Previous البازين.. طبق يجمع أهالي تاجوراء في طقوس تحضير جماعية خلال شهر رمضان Related Posts البازين.. طبق يجمع أهالي تاجوراء في طقوس تحضير جماعية خلال شهر رمضان محلي 16 مارس، 2025 مسؤول أميركي: الشركات الأميركية مهتمة بالاستثمار في قطاع الطاقة الليبي محلي 16 مارس، 2025 أحدث المقالات السنغالي أليو سيسيه يتعهد بإعادة منتخب ليبيا للساحة الدولية البازين.. طبق يجمع أهالي تاجوراء في طقوس تحضير جماعية خلال شهر رمضان مسؤول أميركي: الشركات الأميركية مهتمة بالاستثمار في قطاع الطاقة الليبي تقرير: ليبيا ضمن مسودة قانون أميركي لحظر سفر رعاياها إلى الولايات المتحدة تقرير: نجاحات ليبيا والسعودية في مكافحة التصحر تلهم نيجيريا لحماية أراضيها

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • ردود الفعل الدولية بشأن الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين باليمن (رصد)
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مخاطر إطالة أمد الإبادة والتهجير في قطاع غزة
  • السيد القائد: العدوان الأمريكي لن يثنينا عن نصرة غزة والتجويع جريمة حرب تستدعي تحرك الأمة
  • الروائي الهندي بانكاج ميشرا وعالم ما بعد الإبادة في غزة
  • محكمة العدل الإلهية
  • مجلس الشورى: العدوان الأمريكي جريمة موصوفة تؤكد النزعة الإجرامية للولايات المتحدة
  • السنغالي أليو سيسيه يتعهد بإعادة منتخب ليبيا للساحة الدولية
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن
  • “فتح الانتفاضة”: مجزرة بيت لاهيا يمثل إمعانًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني