جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-08@04:39:58 GMT

رسائل إيران من عمليات أربيل وباكستان

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

رسائل إيران من عمليات أربيل وباكستان

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

تفاجأ الكيان الصهيوني- بلا شك- من قيام إيران بتوجيه ضربة مُدمِّرة لمقر الموساد بمدينة أربيل بمنطقة كردستان العراق، وتفاجأ الحليف والراعي الأمريكي بقيام إيران بتوجيه ضربة لمقر ما يسمى بـ"جيش العدل" في باكستان، وقد نُسب إلى هذا الكيان تنفيذ هجوم مسلح- منتصف ديسمبر الماضي- على مقر للشرطة الإيرانية بمدينة راسك في محافظة سيستان وبلوشستان جنوبي شرقي إيران، أدى لمقتل 11 شرطياً وإصابة آخرين.

وفي المقابل قامت باكستان بعملية مثيلة للعملية الإيرانية داخل الأراضي الإيرانية؛ حيث نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في الاستخبارات الباكستانية "أن القصف الباكستاني استهدف مقرات لمنظمة تحرير بلوشستان وهي حركة مُسلحة بلوشية انفصالية لها نشاط مسلح داخل إقليم بلوشستان الباكستاني".

المُتابِع للشأنين العراقي والباكستاني، وتحديدًا منذ سقوط بغداد واحتلال العراق عام 2003، يعلم بالمخطط الأمريكي لرعاية الإرهاب في المنطقة وتوظيف عناصره كسلاحٍ يبتز ويُهدد به كل خارج عن طوعه وإرادته. ويعلم أن إقليم كردستان العراق أصبح مسرحًا وحديقة خلفية مُريحة للكيان الصهيوني، في ظل غياب قوة الدولة العراقية وهيمنة الأمريكان على القرار السياسي والأمني في العراق. كما يعلم القاصي والداني بحجم العلاقات والتواصل بين الكيان الصهيوني وإقليم كردستان العراق منذ الستينيات من القرن الماضي، هذا التواصل والتعاون الذي لم يعد سرًا اليوم، كما يعلم المُتابِع للشأن العراقي أن إقليم كردستان العراق يتخذ سياستين متناقضتين؛ فهو يتصرف ككيان مستقل حين يتعلق الأمر بعلاقاته مع الكيان وبحصته من النفط والثروات ويتهرب من التزاماته والامتثال لسياسات المركز والمتمثل ببغداد، وهو فيدرالي وجزء أصيل من العراق حين يتعلق الأمر بعملية من حجم وشاكلة القصف الإيراني الأخير.

من المعلوم أن الوجود الاستخباري الصهيوني بكردستان العراق مهمته التجسس على جغرافية الإقليم المحيط بأكمله والمتمثل في العراق وسوريا وإيران، كما حرص الكيان على التواجد الاستخباري في جمهورية أذربيجان بقصد تطويق إيران والتجسس عليها.

كما قامت إيران بتوجيه ضربة إلى قواعد ما يسمى بـ"جيش العدل" بداخل الأراضي الباكستانية، وهو فصيل مناوئ لإيران ونفذ عددًا من الهجمات الإرهابية داخل إيران، ويعمل بتنسيق ورعاية أمريكية. وفي المقابل قامت باكستان بتوجيه ضربة عسكرية لفصيل مناوئ لها في الأراضي الإيرانية.

بدت الضربات المتبادلة بين البلدين وكأنها ثأرية وانتقامية ظاهريًا، ولكنها في حقيقتها ضربات تمت بتنسيق تام بين البلدين، في تخطٍ واضح للرعاية الأمريكية للفصيلين. كما إن قيام إيران بقصف مقر الموساد بمدينة أربيل العراقية يمكن تفسيره على أنه كان بمباركة ضمنية من بغداد والتي تعرضت فيما مضى لضغوط أمريكية كبيرة بعدم التعرض للنشاط الصهيوني بإقليم كردستان العراق.

حملت الضربات الإيرانية عددًا من الرسائل، منها: برهنة جديتها في مواجهة الإرهاب الموجه لها ولمصالحها في أي جغرافية كانت، وبرهنت حضور أجهزتها الأمنية وفاعلية رصدها الدقيق لتحركات الكيان الصهيوني ورعاته في المنطقة.

كما حملت هذه الضربات رسائل بحجم المصالح المشتركة بين إيران والعراق وباكستان، هذه المصالح التي تجعل المخاوف مشتركة والتنسيق والتوافق على أمن المنطقة أولوية قصوى، وأن العلاقات بينها علاقات استراتيجية وثيقة بصورة لا يمكن اختراقها أو اهتزازها من أي عمل من وزن الضربات الأخيرة.

قبل اللقاء.. العلاقات الحقيقية بين الدول تتمثل في أهمية احترام الثوابت والقواسم المشتركة بينها، والأهم هو حصر الخلافات- إن وجدت- بين النُظم السياسية وتجنيب الدول منها. وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليونامي تخلت واربيل تصالحت.. 13 الف لاجئ إيراني في كردستان يخشون على حياتهم

بغداد اليوم-بغداد 

يعيش قرابة 13 الف لاجئ ومعارض سياسي ايراني في اقليم كردستان العراق، ظروفا صعبا وتهديدا وجوديًا، حيث يلمس اللاجئون مؤشرات عن "تخلي" اقليم كردستان عنهم لصالح النظام الايراني وكذلك توقف نظام اللجوء الذي توفره المفوضية السامية للامم المتحدة التي كانت ترعى قضاياهم منذ 1976.

 

ويستضيف العراق وتركيا، نظرا لكونهما جارتين لإيران، عددا كبيرا من الإيرانيين الذين يقررون اللجوء لأسباب مختلفة، في كلا البلدين، يتقدم طالبو اللجوء بطلب اللجوء في مكاتب الأمم المتحدة ثم يتم نقلهم إلى أحد البلدان الآمنة، الا انه بعد تعليق مكتب المفوضية السامية للامم المتحدة في تركيا عام 2020، يقوم مكتب المنظمة في العراق بتسليم شؤون طالبي اللجوء إلى شرطة الهجرة ووزارة الداخلية في إقليم كردستان.

 

يعود تاريخ اللاجئين الإيرانيين الذين يعيشون في إقليم كردستان إلى الحرب الإيرانية العراقية، ومع ذلك، خلال الحكم الذاتي لكردستان العراق في عام 1991، لجأت موجة أخرى من المواطنين الأكراد الإيرانيين في الغالب إلى هذه المنطقة، وفي كل عام يضاف عدد آخر من الأشخاص إلى هذه الفئة السكانية التي يبلغ عددها حوالي 13000 شخص، بحسب تقرير لصحيفة ايران واير ترجمته "بغداد اليوم".

 

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أنه بعد ألمانيا وتركيا والمملكة المتحدة، يوجد في إقليم كردستان العراق أكبر عدد من طالبي اللجوء الإيرانيين، ويقول سيرفان فخري، عضو مجلس إدارة "رابطة اللاجئين الإيرانيين في كردستان العراق"، انه: "في إقليم كردستان العراق، يتواجد عدد كبير من الإيرانيين، ومعظمهم من الأكراد الذين يعارضون الجمهورية الإسلامية، تم تسجيلهم كطالبي لجوء وهم ينتظرون اجتياز عملية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ونقلهم إلى بلد ثالث، لكن طالبي اللجوء هؤلاء يعيشون في ظروف صعبة للغاية".

 

في الوقت الحالي، يأوي مخيمان، بريكة وشربانة، وكلاهما في محافظة السليمانية، ومخيم كاوه، الواقع في محافظة أربيل، حوالي 10% من اللاجئين الإيرانيين، وإلى جانب اللاجئين هناك أيضاً إيرانيون يأتون إلى إقليم كردستان بتأشيرات سياحية أو عمل بهدف العمل هناك، فيما لايقدم قانون اللاجئين في إقليم كردستان أي تسهيلات، والآن أصبح القلق من إغلاق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مصدر قلق كبير لمجتمع اللاجئين الإيرانيين".

 

لاتسمح بطاقة الإقامة التابعة للأمم المتحدة سوى بشيء واحد وهو "منع اعتقال اللاجئين"، حيث لا تسمح حتى لطالب اللجوء بالحصول على بطاقة سيم كاتر، ولا يمكنك شراء منزل ولن تتمكن من الدراسة أكثر من درجة البكالوريوس، ولا يجوز لطالب اللجوء أو اللاجئ أن يكون صاحب عمل أو أن يفتح ورشة أو محلاً تجارياً خاصاً به، هذا على الرغم من أن العديد من المواطنين الإيرانيين يعيشون في هذه المنطقة منذ سنوات عديدة، حتى ما يقرب من 30 عامًا، ولا يمكنك الحصول على رخصة قيادة تسمح لك بالعمل على سيارة أجرة أو حافلة أو شاحنة، ويمكنك فقط الحصول على رخصة سيارة خاصة، وبهذه البطاقة لا يمكن السفر بين السليمانية وأربيل، ولا يمكن حتى فتح حساب مصرفي بها.

 

 

ويقول سيرفان فخري، عضو جمعية طالبي اللجوء الإيرانيين في إقليم كردستان العراق، إنه منذ حوالي عامين، تم إيقاف تسجيل طالبي اللجوء والتقدم في قضايا اللجوء بشكل غير رسمي: "منذ عامين تقريبًا، ولم تمنح الأمم المتحدة حق اللجوء لأي شخص في إقليم كردستان، وهذا أيضاً بناء على الاتفاقيات المفروضة على حكومة إقليم كردستان بضغط المؤسسات الأمنية التابعة للجمهورية الإسلامية، ومنذ شهرين، توقف النظام الإلكتروني للمفوضية السامية للأمم المتحدة في إقليم كردستان، والذي كان متاحاً لتجديد بطاقات اللاجئين أو تسجيل وتحديد موعد مقابلة طالبي اللجوء.

 

 ويضيف: "لم توضح الأمم المتحدة بشكل واضح سبب حدوث ذلك، لكن ما سمعناه يشير إلى أن هذه المنظمة في العراق تنوي إنهاء عملها في شؤون اللاجئين وترك هذا العمل لوزارة الداخلية العراقية، وهو عمل يعرض أمن طالبي اللجوء للخطر الشديد، لأنه على الرغم من وجود الأمم المتحدة في هذا البلد، إلا أننا نشهد اغتيال العديد من طالبي اللجوء السياسي في إقليم كردستان كل عام.

 

وبحسب فخري، فإنه خلال الـ 15 عاماً الماضية، تم نقل عائلة واحدة فقط من إقليم كردستان إلى دولة ثالثة، وذلك بفضل جهود إحدى المنظمات الحقوقية.

 

ويتعرض اللاجئون الإيرانيون الذين يعيشون في إقليم كردستان العراق لتهديد أمني خطير، ووفقا للتقارير المنشورة، في الفترة من مارس 2016 إلى نهاية العام، وقعت سبع حالات اغتيال واختطاف للاجئين السياسيين على الأقل في كردستان.

 

 


مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يواصل الفتك بالأطفال والنساء في غزة وعشرات الشهداء والجرحى حصيلة جرائم الساعات الماضية
  • تقرير امريكي: تركيا تنقل عناصر جهادية للقتال في كردستان
  • تقرير امريكي: تركيا تنقل عناصر جهادية للقتال في شمال العراق
  • ما وراء قوة الكيان ؟
  • رسائل أمريكية الى قيادات العراق: تدفق الدولار النقدي قد يتوقف
  • جبهة النصرة في شمال العراق.. جهاديون يقاتلون مع تركيا ضد حزب العمال!
  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • الإيرانيون في العراق يدلون بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية
  • اليونامي تخلت واربيل تصالحت.. 13 الف لاجئ إيراني في كردستان يخشون على حياتهم
  • شاهد: الإيرانيون في العراق يدلون بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية