الأسبوع:
2024-07-03@18:56:10 GMT

نتنياهو.. أرحل إلى وطنك بولندا!

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

نتنياهو.. أرحل إلى وطنك بولندا!

من خلال متابعتي لتطورات الأحداث التي افرزتها عملية "طوفان الأقصى"، والتي نجم عنها الحرب الإسرائيلية على غزة. فقد لفت نظري عبارة دائما يرددها "نتنياهو" رئيس وزراء إسرائيل ومجلس حربه وأتباعه وداعميه، بين الحين والأخر، وهي عبارة: "We have the right to defend our home"

بمعني: "لنا حق الدفاع عن وطننا". ولست أدرى ما هو سبب خلافنا معه، فالرجل يتحدث عن حق أصيل لكل إنسان ولكل شعب، حق مشروع في جميع الأديان السماوية، وتؤكده كل الأعراف والمواثيق الدولية.

لذا فإنني أتفق معه قلبا وقالبا فيما يقوله، وتغمرني رغبة ملحة بأن أبعث له رسالتي التالية:

السيد بنيامين نتنياهو.. .

شالوم، أي السلام عليكم (إذا كنت تدرك معني وابعاد هذه التحية..

اسمح لي أن أسجل اعجابي بقيادتك الملهمة التي لا تتسم بالعشوائية والارتباك (لا سمح الله)، واعجابي بقيمك الأخلاقية الخالية من الحقد والكراهية (والعياذ بالله). وكم أقدر وأثمن اخلاصك لوطنك وإصرارك على الدفاع عنة.

ومن هذا المنطلق، أنصحك بأن تحزم أمتعتك انت وأسرتك وتشحن أسلحتك وذخائرك، وترحل إلى "بولندا" فهذا هو وطنك الحقيقي الذي يجدر بك الدفاع عنه. ولعلي أذكرك، أن والدك السيد "بنزيون" من أصل بولندي وقد ولد في وراسو، وأن جدك الحاخام "ناثان ميليكوفسكي" الذي كان ضمن "هوجة" الهجرات إلى فلسطين عام 1920م، هو أيضا من أصل بولندي، وأنه قد تم تغيير أسم العائلة إلى "نتنياهو" وتعني بالعبرية "عطا الله" حتى يتكيف الاسم الجديد مع ظروف الوطن الجديد (المغتصب).

وباعتبار أن أسمك "بنيامين" بمعني "أبن اليمين"، والذي لا يعلم أحد أي يمين هو المقصود؟ هل هو يمين الخير والبركات ام يمين التعصب والتطرف. وعلى كل حال، فإنه باعتبار أن قلبك عامر بكراهية العرب والمسلمين، فإني أطمئنك بان هناك في بولندا ستجد ضالتك، حيث ستلتقي بقرينك البرلماني البولندي "دومينيك تارسينسكي" الذي كان يتباهى بحقده وعنصريته ضد المسلمين، ويفتخر بأن بولندا ترفض استقبال أي لاجئ "مسلم" نازح من أوكرانيا إلى بولندا هربا من الحرب الروسية (باعتبارهم إرهابيين يشكلون خطر على أمن بولندا).

وحتى لا تشعر بالوحدة فأنا أرشح لك الجنرال "يوآف غالانت" وزير دفاعك ليكون رفيقا لك في هذه الرحلة، فهو الآخر من أصل بولندي، فقد ولد لأبوين من أصول بولندية ممن نجو من "الهولوكوست"، وهاجروا إلى فلسطين عام 1948م. وربما يكون هناك المناخ المناسب لمعالجة الخلافات بينكما، بوساطة الأهل والمقربين. وربما يكون من المفيد أن تصطحب معك كل من هم من أبناء جلدتك لتعيشوا في هناء وسرور بين أهليكم في وطنكم "بولندا".

اعتقد أن نصيحتي إليك هي نصيحة سديدة توفر لك راحة البال والضمير (إذا كان لديك ضمير)، تؤمن لك ولأهلك مستقبل مشرق وآمن، وتحقق رغبتك في الدفاع عن وطنك "بولندا" بطريقة جادة وواقعية.

وبناء على ذلك أرجو نقل نصيحتي إلى كل زملائك، بما فيهم الرئيس "إسحاق هيرتزوج" نجل "حاييم هيرتزوج" الرئيس السادس لإسرائيل، فكلاهما من أصول أيرلندية. و"بيني غانتس" رئيس هيئة أركان الجيش، فوالده من رومانيا ووالدته من المجر. وهكذا يكون الحال لكل من هم على هذه الشاكلة.

وإذا كان من الضروري ان تكونوا مجتمعين على أرض واحدة. فأنا أيضا اتفق معك على مبدأ التهجير "القصري او الطوعي". وهنا أتقدم لك بنصيحتي الثانية، فما الذي يجبركم على التواجد في مكان يحاصركم فيه الأعداء من كل جانب، وعلى أرض ينتشر بها أصحاب الأرض الأصليين (الإرهابيين) الذي يستهدفونكم بين الحين والآخر؟ لماذا كل هذا القلق والتوتر؟ لماذا لا تهاجرون إلى أماكن أخرى أكثر أمنا وسلامة؟، وليكن إلى أحد الأماكن التي كنتم ترشحونها وطنا لكم قبل أن يؤسس "هيرتزل" منظمة الصهيونية العالمية 1897م وقبل أن يعدكم "بلفور" عام 1917م، بإقامة وطن قومي لكم في فلسطين، وهو ما عرف بـ (وعد من لا يملك، إلى من لا يستحق).

لماذا لا ترحلون لمثل هذه الأماكن التي كنتم ترشحونها كوطن لليهود، منها مثلا: الوطن الذي حاول الكاتب والصحفي اليهودي "موردخاي مانويل نوح" تأسيسه عام 1820، عندما اشترى معظم "جراند آيلاند" على نهر نياجرا بولاية فيرجينيا الأمريكية (بمساحة 70 كم2). وأطلق عليها اسم "أرارات" نسبة إلى جبل "أرارات" التركي الذي رست فيه سفينة نوح (حسب الكتاب المقدس)، وحيث كانت "مملكة الخزر" (أصل اليهود الأشكناز)، وقد وضع هناك نصبًا تذكاريًا كتب عليه "هنا أرارات، ملجأ اليهود".

لماذا لا ترحلوا مثلا إلى ولاية "الاسكا" الامريكية ذات المساحة الشاسعة والطبيعة الجغرافية المستقلة، وبها ثروات وخيرات تكفيكم للعيش في رغد ورخاء، وهناك سوف تجدون العم "سام" في انتظاركم مرحبا بكم ومساندا لكم.. .او هاجروا إلى أي من المناطق الأخرى.. .

السيد "نتن ياهو"، على حد علمي فإن والدك كان مؤرخا متخصصا في تاريخ اليهود الأشكناز (الذين سكنوا بجانب نهر الراين في ألمانيا وشمال فرنسا في العصور الوسطى، ثم جاؤوا إلى فلسطين بعد الهولوكوست)، كما كان جدك حاخام يهودي مشهور، الم يخبرك أي منهما أن الأرض التي تقف عليها الآن هي أرض فلسطينية. الم يخبرك أحد أن الكنعانيون والبوسيون والفينيقيون (أجداد الفلسطينيون)، كانوا موجودين في هذه الأرض منذ آلاف السنين، وهم من بنوا مدينتي "القدس" و"اريحا" قبل تواجد اليهود في تلك المنطقة بألاف السنين.

وباعتبارك سياسي محنك وتشغل منصب مرموق، الا تعلم أن معظم المستوطنات والقواعد العسكرية التي تقع داخل غلاف غزة، هي أساسا تقع داخل حدود غزة وفقا لقرار الأمم المتحدة 181/ 1947م، وان المتبقي منه يقع داخل أراضي فلسطين التاريخية وفقا لما هو قبل هذا القرار.

السيد "نتن ياهو"، رغم اعجابي المطلق بشخصكم الكريم، فإني فقط انوه، أن ليس بك سوى عيبين أثنين فقط هما: "كل ما تفعل، وكل ما تقول".

وفي الختام، لا يفوتني إلا أن أتوجه لك بالشكر، لاعترافك (دون أن تقصد) بأن من حق الإنسان الدفاع عن وطنه، وبالتالي فإن "من حق الفلسطينيون الدفاع عن وطنهم المحتل"، وهذا ما أتفق معك عليه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل بولندا طوفان الأقصى فلسطين قطاع غزة نتنياهو الدفاع عن

إقرأ أيضاً:

تحذيرات إسرائيلية من الفرحة بتفوق ترامب على بايدن.. سابقة لأوانها وقد تتحول لكابوس

ما إن أنهى الرئيس الأمريكي جو بايدن مناظرته مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب، وظهوره بشكل ضعيف مهتز، حتى بدأت "الشماتة الإسرائيلية" به في أسوأ تجلياتها، ووصلت ذروتها بترحيب علني لعدد من الوزراء بتفوق ترامب وتهنئته.

وأدت هذه التصرفات إلى ردود فعل إسرائيلية غاضبة، باعتبار أنها شكلت تدخلا فظا في مسألة أمريكية داخلية، والحديث يتركز حول وزراء اليمين المتطرف بيتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، وعميحاي شيكلي. 

تساءلت السفيرة السابقة، وضابطة الاتصال الإسرائيلية بالكونغرس، توفا هرتزل "ماذا لو أعلن وزير أميركي علنا عن مرشحه المفضل في دولة الاحتلال، بديلا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي، فضلا عن كون معظم اليهود الأميركيين هم ديمقراطيين في الأعوام الأخيرة؟".


وأضافت هرتزل في مقال نشره موقع "واللا" وترجمته "عربي21" أن "الليبراليين عزلوا أنفسهم عن إسرائيل في وقت الشدة المشبع بمعاداة السامية، رغم أنها غالبا ما تلجأ إليهم لتحقيق أهدافها، ولذلك سيكون من الحكمة ألا تثقل كاهلهم".

وذكر أنه "بالنسبة لتمجيد ترامب، وتشبيهه بنتنياهو، يعود من ضمن أسباب أخرى إلى نقله لسفارة واشنطن إلى القدس المحتلة، واعتراف بسيادة الاحتلال على الجولان، والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ورغم كل هذا فلا يجوز أن يقوم أي من الوزراء بتفضيل أحد المرشحين على الآخر، مع دولة نعتمد عليها كل هذا الحد كالولايات المتحدة".

وشرحت أنه "خلافا للنظام السياسي الإسرائيلي، حيث يشكل الكنيست ختما مطاطيا للائتلاف، فإن الولايات المتحدة تعتمد على ثلاثة حكام منفصلين: الرئيس، ومجلس الشيوخ ذو الأغلبية الديمقراطية، ومجلس النواب ذو الأغلبية الجمهورية، والمساعدات الطارئة لدولة الاحتلال يجب يتم تمريرها بشكل منفصل في كلا المجلسين، وعلى الرئيس أن يوقع على نسخة متفق عليها، مما يعكس توازن القوى فيها". 

وختمت بالقول أن "كلمات الوزراء الإسرائيليين لا تعبر فقط عن معاداة لرئيس مثل بايدن حشد إلى جانبنا بطريقة غير مسبوقة، بل عن تفضيل ترامب غير المتوقع، مما يستدعي منا ضبط النفس، بل التزام الصمت، ولأن هذه التفوهات الصادرة عنهم تنتهك قواعد السلوك بين الدول، وتزدري اليهود الديمقراطيين، وتعبر عن جهل تام بالولايات المتحدة الأمريكية".

ومن ناحية أخرى، أكد قائد المشاة والمظليين وقائد فرقة غزة ورئيس شعبة العمليات السابق، يسرائيل زيف أن "محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تخريب العلاقات مع بايدن من أجل تملق ترامب ستواجه واقعا قاسيا بالنسبة لدولة الاحتلال، لأن الأشهر المتبقية حتى انتخاب ترامب، في حال تم فعلا، ستكلفها أضرارا هائلة، ومن شأنها أن تعرض أمنها للخطر بشكل أساسي، في ظل احتمال حقيقي لاندلاع حرب إقليمية، وليس من الواضح كيف يمكن للاحتلال أن يخاطر بحرب دون التزام أميركي بالوقوف بجانبه، لأنه في نهاية المطاف، هذا هو الشيء الوحيد الذي يردع إيران". 

وأضاف في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "الوهم الإسرائيلي بأن ترامب سيدعم نتنياهو قد يواجه واقعاً مختلفاً، لأنه شخص غير متوقع، ويحتقر رئيس حكومتنا، ورغم حملة التملق التي يشنها فلن تؤدي إلا لزيادة احتقاره، لأن ترامب، كرجل أعمال، لن يسمح للاحتلال بمواصلة حرب غزة فقط من أجل بقاء نتنياهو في مقعده، ولأن عدم الاستقرار الإقليمي يضر بالاقتصاد العالمي، وأول شيء سيفعله ترامب هو فرض نهاية فورية للحرب، أما الإجراء الثاني فسيكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية لتحقيق الاستقرار السياسي في المنطقة".


وأوضح أن "نتنياهو، على ضعفه، سيعتمد كلياً على ترامب، الذي سيتصرف مع إيران تمامًا كما فعل مع كوريا الشمالية، مما  يعني زيادة مكانتها الإقليمية الأقوى، وستصبح دولة الاحتلال أضعف، وأكثر اعتمادًا على ترامب الذي لا يتسامح مع الضعيف، ولن يتسامح مع سياسة أمنية مستقلة لها، ويتوقع أن يدير سياستها الخارجية بالكامل، وحينها سيظل الشوق الإسرائيلي لبايدن الذي سمح لها بحرية العمل الكاملة".

وختم بالقول أن "إدارة ظهر الاحتلال للسياسة الأمريكية سوف تسفر عن مروره بحالة من الشلل، وتضييع الفرصة، والاستمرار في الاختباء بجبن خلف أعشاش الجيش نحو مسار النصر "العبثي"، وحينها ستغرق الدولة في أحلك فترة في تاريخها، حرب استنزاف وتآكل لا نهاية له، مما سيلحق ضرراً بالغاً بالأمن والاقتصاد، وانهيار قوات الاحتياط تحت وطأة القوات النظامية المرهقة، وسيتفاقم الوضع السياسي السيئ، ولن تعود إسرائيل لما كانت عليه، وفي هذا الوضع تزداد الحاجة الوطنية أكثر فأكثر لإسقاط هذه الحكومة الفاسدة فورا".

وتكشف هذه القراءات الإسرائيلية أن الوضع مع الإدارة الأمريكية معقد للغاية، وإن فرصة الاحتلال مع واشنطن تضيق مع مرور الوقت للإنقاذ السياسي، ولم يتبق أمامه سوى بضعة أسابيع قبل أن تدخل أميركا الأشهر الأربعة الأخيرة من السباق الرئاسي، ويصبح الاحتلال غير مثير للاهتمام، مع استمرار الهدف الأميركي بمنع نشوب حرب إقليمية وقت إجراء الانتخابات، وعدم السماح لـ "إسرائيل" بالتورط فيها.

مقالات مشابهة

  • عندما تصبح تهمة اللاسامية سلاحاً بيد الفاشية الجديدة
  • من يجبر نتنياهو على وقف الحرب؟
  • محللان سياسيان: إسرائيل تعيش صراعا على هويتها والجيش أدرك خطوة الوضع الراهن
  • الولايات المتحدة تقرض بولندا مليارين دولار لشراء أنظمة دفاع جوي أمريكية
  • تحذيرات إسرائيلية من الفرحة بتفوق ترامب على بايدن.. سابقة لأوانها وقد تتحول لكابوس
  • كبار جنرالات جيش الاحتلال يؤيدون وقفَ الحرب بغزة حتى ولو بقيت حماس
  • مهرجان العالم علمين.. 50 يوما من الإبداع والدعم للشعب الفلسطيني
  • بـ3 مشاهد.. كيف كانت فلسطين حاضرة في المؤتمر الصحفي لمهرجان العلمين؟
  • دي بروين: لن أرحل عن مانشستر سيتي هذا الصيف
  • "نكبة واحدة أكثر من كافية".. سفير فلسطين: تمكنا في نيويورك من توحيد الموقف العربي وفق 3 أهداف