نتنياهو.. أرحل إلى وطنك بولندا!
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
من خلال متابعتي لتطورات الأحداث التي افرزتها عملية "طوفان الأقصى"، والتي نجم عنها الحرب الإسرائيلية على غزة. فقد لفت نظري عبارة دائما يرددها "نتنياهو" رئيس وزراء إسرائيل ومجلس حربه وأتباعه وداعميه، بين الحين والأخر، وهي عبارة: "We have the right to defend our home"
بمعني: "لنا حق الدفاع عن وطننا". ولست أدرى ما هو سبب خلافنا معه، فالرجل يتحدث عن حق أصيل لكل إنسان ولكل شعب، حق مشروع في جميع الأديان السماوية، وتؤكده كل الأعراف والمواثيق الدولية.
السيد بنيامين نتنياهو.. .
شالوم، أي السلام عليكم (إذا كنت تدرك معني وابعاد هذه التحية..
اسمح لي أن أسجل اعجابي بقيادتك الملهمة التي لا تتسم بالعشوائية والارتباك (لا سمح الله)، واعجابي بقيمك الأخلاقية الخالية من الحقد والكراهية (والعياذ بالله). وكم أقدر وأثمن اخلاصك لوطنك وإصرارك على الدفاع عنة.
ومن هذا المنطلق، أنصحك بأن تحزم أمتعتك انت وأسرتك وتشحن أسلحتك وذخائرك، وترحل إلى "بولندا" فهذا هو وطنك الحقيقي الذي يجدر بك الدفاع عنه. ولعلي أذكرك، أن والدك السيد "بنزيون" من أصل بولندي وقد ولد في وراسو، وأن جدك الحاخام "ناثان ميليكوفسكي" الذي كان ضمن "هوجة" الهجرات إلى فلسطين عام 1920م، هو أيضا من أصل بولندي، وأنه قد تم تغيير أسم العائلة إلى "نتنياهو" وتعني بالعبرية "عطا الله" حتى يتكيف الاسم الجديد مع ظروف الوطن الجديد (المغتصب).
وباعتبار أن أسمك "بنيامين" بمعني "أبن اليمين"، والذي لا يعلم أحد أي يمين هو المقصود؟ هل هو يمين الخير والبركات ام يمين التعصب والتطرف. وعلى كل حال، فإنه باعتبار أن قلبك عامر بكراهية العرب والمسلمين، فإني أطمئنك بان هناك في بولندا ستجد ضالتك، حيث ستلتقي بقرينك البرلماني البولندي "دومينيك تارسينسكي" الذي كان يتباهى بحقده وعنصريته ضد المسلمين، ويفتخر بأن بولندا ترفض استقبال أي لاجئ "مسلم" نازح من أوكرانيا إلى بولندا هربا من الحرب الروسية (باعتبارهم إرهابيين يشكلون خطر على أمن بولندا).
وحتى لا تشعر بالوحدة فأنا أرشح لك الجنرال "يوآف غالانت" وزير دفاعك ليكون رفيقا لك في هذه الرحلة، فهو الآخر من أصل بولندي، فقد ولد لأبوين من أصول بولندية ممن نجو من "الهولوكوست"، وهاجروا إلى فلسطين عام 1948م. وربما يكون هناك المناخ المناسب لمعالجة الخلافات بينكما، بوساطة الأهل والمقربين. وربما يكون من المفيد أن تصطحب معك كل من هم من أبناء جلدتك لتعيشوا في هناء وسرور بين أهليكم في وطنكم "بولندا".
اعتقد أن نصيحتي إليك هي نصيحة سديدة توفر لك راحة البال والضمير (إذا كان لديك ضمير)، تؤمن لك ولأهلك مستقبل مشرق وآمن، وتحقق رغبتك في الدفاع عن وطنك "بولندا" بطريقة جادة وواقعية.
وبناء على ذلك أرجو نقل نصيحتي إلى كل زملائك، بما فيهم الرئيس "إسحاق هيرتزوج" نجل "حاييم هيرتزوج" الرئيس السادس لإسرائيل، فكلاهما من أصول أيرلندية. و"بيني غانتس" رئيس هيئة أركان الجيش، فوالده من رومانيا ووالدته من المجر. وهكذا يكون الحال لكل من هم على هذه الشاكلة.
وإذا كان من الضروري ان تكونوا مجتمعين على أرض واحدة. فأنا أيضا اتفق معك على مبدأ التهجير "القصري او الطوعي". وهنا أتقدم لك بنصيحتي الثانية، فما الذي يجبركم على التواجد في مكان يحاصركم فيه الأعداء من كل جانب، وعلى أرض ينتشر بها أصحاب الأرض الأصليين (الإرهابيين) الذي يستهدفونكم بين الحين والآخر؟ لماذا كل هذا القلق والتوتر؟ لماذا لا تهاجرون إلى أماكن أخرى أكثر أمنا وسلامة؟، وليكن إلى أحد الأماكن التي كنتم ترشحونها وطنا لكم قبل أن يؤسس "هيرتزل" منظمة الصهيونية العالمية 1897م وقبل أن يعدكم "بلفور" عام 1917م، بإقامة وطن قومي لكم في فلسطين، وهو ما عرف بـ (وعد من لا يملك، إلى من لا يستحق).
لماذا لا ترحلون لمثل هذه الأماكن التي كنتم ترشحونها كوطن لليهود، منها مثلا: الوطن الذي حاول الكاتب والصحفي اليهودي "موردخاي مانويل نوح" تأسيسه عام 1820، عندما اشترى معظم "جراند آيلاند" على نهر نياجرا بولاية فيرجينيا الأمريكية (بمساحة 70 كم2). وأطلق عليها اسم "أرارات" نسبة إلى جبل "أرارات" التركي الذي رست فيه سفينة نوح (حسب الكتاب المقدس)، وحيث كانت "مملكة الخزر" (أصل اليهود الأشكناز)، وقد وضع هناك نصبًا تذكاريًا كتب عليه "هنا أرارات، ملجأ اليهود".
لماذا لا ترحلوا مثلا إلى ولاية "الاسكا" الامريكية ذات المساحة الشاسعة والطبيعة الجغرافية المستقلة، وبها ثروات وخيرات تكفيكم للعيش في رغد ورخاء، وهناك سوف تجدون العم "سام" في انتظاركم مرحبا بكم ومساندا لكم.. .او هاجروا إلى أي من المناطق الأخرى.. .
السيد "نتن ياهو"، على حد علمي فإن والدك كان مؤرخا متخصصا في تاريخ اليهود الأشكناز (الذين سكنوا بجانب نهر الراين في ألمانيا وشمال فرنسا في العصور الوسطى، ثم جاؤوا إلى فلسطين بعد الهولوكوست)، كما كان جدك حاخام يهودي مشهور، الم يخبرك أي منهما أن الأرض التي تقف عليها الآن هي أرض فلسطينية. الم يخبرك أحد أن الكنعانيون والبوسيون والفينيقيون (أجداد الفلسطينيون)، كانوا موجودين في هذه الأرض منذ آلاف السنين، وهم من بنوا مدينتي "القدس" و"اريحا" قبل تواجد اليهود في تلك المنطقة بألاف السنين.
وباعتبارك سياسي محنك وتشغل منصب مرموق، الا تعلم أن معظم المستوطنات والقواعد العسكرية التي تقع داخل غلاف غزة، هي أساسا تقع داخل حدود غزة وفقا لقرار الأمم المتحدة 181/ 1947م، وان المتبقي منه يقع داخل أراضي فلسطين التاريخية وفقا لما هو قبل هذا القرار.
السيد "نتن ياهو"، رغم اعجابي المطلق بشخصكم الكريم، فإني فقط انوه، أن ليس بك سوى عيبين أثنين فقط هما: "كل ما تفعل، وكل ما تقول".
وفي الختام، لا يفوتني إلا أن أتوجه لك بالشكر، لاعترافك (دون أن تقصد) بأن من حق الإنسان الدفاع عن وطنه، وبالتالي فإن "من حق الفلسطينيون الدفاع عن وطنهم المحتل"، وهذا ما أتفق معك عليه.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل بولندا طوفان الأقصى فلسطين قطاع غزة نتنياهو الدفاع عن
إقرأ أيضاً:
منتخب شباب اليد في التصنيف الثاني بقرعة بطولة العالم ببولندا
أعلن الاتحاد الدولي لكرة اليد تصنيف المنتخبات، قبل قرعة بطولة العالم للشباب مواليد 2004، والمقرر إقامتها في بولندا خلال الفترة من 18 حتى 29 يونيو من العام الجاري.
ومن المقرر أن تُجرى القرعة في شهر فبراير المقبل، على أن تصل منتخبات البطولة إلى بولندا قبل يوم 17 يونيو المقبل.
ووقع منتخب مصر مواليد 2004 في المستوى الثاني بتصنيف القرعة مع منتخبات: فرنسا وكرواتيا ومقدونيا واليابان وتونس والمجر وبولندا البلد المستضيف.
بينما يضم المستوى الأول منتخبات: البرتغال وإسبانيا والدنمارك وألمانيا والسويد والنمسا وأيسلندا والنرويج .
ويتواجد في المستوى الثالث منتخبات الأرجنتين وصربيا وسلوفينيا وكوريا ورومانيا والجزائر والمغرب والبحرين.
وأخيرا في المستوى الرابع منتخبات: السعودية والبرازيل وسويسرا وأمريكا والمكسيك وأوروجواي ونيوزلندا ومنتخب آخر لم يتحدد بعد.
ويقود منتخب مصر للشباب مجدي أبو المجد مديرًا فنيًا، ومحمد عبد الرحمن المدرب العام، ومحيي صلاح المشرف على تدريب حراس المرمى، وعمرو محمد طبيب، وكريم صفوت مدير إداري ومازن سمير مدير المنتخب، بينما يتولى طارق محروس الإشراف على منتخبات الشباب والناشئين.