صدى البلد:
2025-02-22@04:32:49 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: عذاب الفقر وعذاب القبر

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

من عجائب هذه المرحلة، التربح باسم الدين، والمتاجرة بجهل الفقراء وعدم معرفتهم بصحيح أمورهم الدينية. 
تلك الجملة استوقفتني خلال متابعتي ومشاركتي في واحدة من الفعاليات الثقافية المبطنة بكسوة دينية لا أعرف سببها وإقحامها في هذه المناسبة التى تعد وطنية وليست دينية.

فوسط تنظيم جيد وإعداد مستوفٍ للشروط ؛ اصطفت القاعة وترأسها توليفة من العالمين ببواطن الأمور وظواهرها.

وبدأت الفعالية المباركة بكلام منمق لكبير المكان والذي صال وجال متحدثا عن فضل أولي الأمر وأحقيتهم، وضرورة الولاء والطاعة لهم، واستكمل حواره بالحديث عن غضب السماء لعدم اتباع أوامر أولي الأمر والسير على مقاطعة ما نهوا عنه.

وأنهى المحاور الكبير حديثه، مؤكدا في نهايته أنه في حالة صحية لا تسمح له بالإجابة عن أية أسئلة أو استفسارات؛ إلا أنه لم يرفض أن ترسل الأسئلة على صفحته عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وحينها سمعت همهمات وضحكات تتحدث عن أنه يريد من ذلك السلوك زيادة متابعيه ؛ وربما الاستفراد بمعارضيه وشكواهم ومعاقبتهم قانونيا .

جاءت كلمة لمشارك آخر ممن يشهد لهم بالعلم والمعرفة وأيضا يشار إليهم بالمعارضة ورفض الكثير من السياسات الغربية المفروضة على منطقتنا، وللحق فقد بدأ حديثه بسلاسة جذبت آذان كل السامعين؛ واستشهد بفترات من التاريخ القديم المعبقة بالعزة والكرامة؛ وأخذنا معه أخذا إلى المقارنة بين ما كان وكنا، وما نحن عليه، وما هو متوقع، حديث منمق، وعبارات مستوفية وصل بنا من خلالها وأثناءها إلى الرد على ما يقوله  عدد من واعظي هذه المرحلة وتركيزهم على عذاب القبر؛ والثعبان الأقرع ، وملكي العذاب والثواب ، وظلمة القبر على الظالمين؛ ونوره وضيائه وبهجته على الأبرار الصالحين.. لم ينكر العذاب؛ ولكنه تحدث عن السبب فى التركيز فى الوعظ على هذه الوضعية وهذه النهاية.

وتساءل لماذا نركز على الترهيب وليس الترغيب؟ وتساءل أيضا عن الحكمة في أن تكون نصائحنا تتحدث عن النهايات وليس البدايات والاستمرارية ؟ وهب غاضبا وهو يذكر أن أحد الأئمة سُئل عن عقاب تارك الصلاة فأجاب بأن تأخذه معك وأنت ذاهب للصلاة ! واستشهد بحكايات كثيرة ومواقف جليلة لرجال دين أكفاء كان وعظهم عن الترغيب وليس الترهيب، وعن جذب المحبين وليس تنفيرهم وتشتيتهم، وجاءت المداخلة ومعها رد من آخر ممن يعتلون قاعة النقاش، وكان السؤال هل يعذب الفقراء فى قبورهم فوق عذابهم فى حياتهم؟ وحرمانهم ، وضياع هيبتهم،  وإذلالهم؟ الإجابة لم تكن متوقعة !! فقد كان الرد عنيفا اتهم فيه المجيب السائل بالزندقة ؛ والاعتراض على ترتيبات الخالق، ودرجات الخلق ومكانتهم ، وبأن الله لم يخلق الكون اعتباطا؛ ولكن كل بقدر،  ولكل مكان ومكانة ؛ والفقراء مبتلون لأنهم منعمون فى الجنة ، عبثا حاول السائل أن يوضح مغزى سؤاله ، والحصول على إجابة تتفق مع ما يريده من معرفة؛  ولسان حاله يقول إنه لا يعارض ترتيبات الخالق سبحانه، ولكنه فقط يسأل حول عذاب الفقر وعذاب القبر؛ هل يجتمعان معا فى قبر الفقير الذى حُرم من كل الملذات وربما صبر، أو اضطر للعيش والتعايش حتى وافته المنية وعاد إلى دار الخلد.

مع كل محاولة للتوضيح من قبل السائل كان عنف المجيب يزداد ويتغول لينتهي بطلب المجيب من الأمن إخراج هذا السائل الزنديق المدسوس من قبل أعداء الله والدين.. خرجت بدوري وأنا أحاول أن ألحق بالشاب العشريني وأفك أسره من أيدي الأمن وأربت عليه وكلي أسى وأسف على أن يعذب الفقير مرتين في حياته ، وفي أفكاره والله أعلم ما سينتظره وينتظرنا في القبور !!

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

«9 من كل 10 أشخاص يعانون الفقر».. الأمم المتّحدة: تعافي اقتصاد سوريا قد يستغرق 50 عاماً!

كشفت الأمم المتّحدة أنّه “يعاني 9 من كل 10 سوريين من الفقر، وربع السكّان هم اليوم عاطلون عن العمل، والناتج المحلي الإجمالي السوري هو اليوم أقل من نصف ما كان عليه في 2011”.

وأشار تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى “أن ما بين 40-50% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا لا يذهبون إلى المدرسة، وأنه دُمر أو تضرر بشكل شديد نحو ثلث الوحدات السكنية خلال سنوات النزاع، مما ترك 5.7 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى دعم في مجال الإيواء”.

وتطرق التقرير الأممي إلى “التحديات البشرية واللوجستية التي تواجه الاقتصاد السوري حيث توفي أكثر من 600 ألف سوري في الحرب، بالتوازي مع الأضرار المادية، والانهيار الكامل لليرة السورية، ونفاد الاحتياطيات الأجنبية، وارتفاع نسب البطالة ورزوخ مايقدر بـ90% من السوريين تحت خط الفقر كما تشكل الأضرار التي لحقت بقطاع الطاقة تحديا حقيقيا حيث انخفض إنتاج الطاقة بنسبة 80% وتعرضت أكثر من 70% من محطات الطاقة وخطوط النقل للتدمير، مما قلل قدرة الشبكة الوطنية بنسبة تزيد عن ثلاثة أرباع”.

وأضافت في تقرير لها: “تراجع مؤشر التنمية البشرية الذي يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع ومستويي التعليم والمعيشة إلى أقلّ ممّا كان عليه في 1990 (أول مرة تمّ قياسه فيها)، ممّا يعني أنّ الحرب محت أكثر من ثلاثين عاما من التنمية”.

وقالت: “الاقتصاد السوري بحاجة لـ55 عاما للعودة إلى المستوى الذي كان عليه في 2010 قبل اندلاع النزاع إذا ما واصل النمو بالوتيرة الحالية، مناشدة الأسرة الدولية الاستثمار بقوة في هذا البلد لتسريع عجلة النمو”.

وقال أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إنّه “بالإضافة إلى مساعدات إنسانية فورية، يتطلّب تعافي سوريا استثمارات طويلة الأجل للتنمية، من أجل بناء استقرار اقتصادي واجتماعي لشعبها”.

وشدّد المسؤول الأممي على أهمية “استعادة الإنتاجية من أجل خلق وظائف والحدّ من الفقر، وتنشيط الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنى الأساسية للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والطاقة”.

ووفق الأمم المتحدة، “بحسب معدّل النمو الحالي (حوالي 1.3 بالمئة سنويا بين عامي 2018 و2024)، فإنّ “الاقتصاد السوري لن يعود قبل عام 2080 إلى الناتج المحلّي الإجمالي الذي كان عليه قبل الحرب”.

مقالات مشابهة

  • سر بعد التشهد الأخير قبل التسليم فى الصلاة يغير حياتك.. اغتنم الفرصة
  • أندرييفا تكتب التاريخ في «دبي للتنس»
  • «9 من كل 10 أشخاص يعانون الفقر».. الأمم المتّحدة: تعافي اقتصاد سوريا قد يستغرق 50 عاماً!
  • دعاء يوم الجمعة للميت.. اللهم آنس وحدته وقه فتنة القبر
  • شاهد | إعلام العدو: ترتيبات غير مسبوقة للجيش المصري في سيناء
  • «تعليم مطروح»: مبادرة «مدرستي تكتب وتقرأ» تحسن المستوى للغوي للطلاب
  • مدير تعليم مطروح تتفقد المدارس وتتابع مبادرة مدرستي تكتب وتقرأ بطلاقة
  • سورة الملك قبل النوم.. راحة للقلب ونجاة في القبر
  • بالصور | محطة التعبئة الفورية بسرت تتجه نحو التشغيل مع وصول شحنة الغاز السائل
  • الفقر في ألمانيا مشكلة غابت عن الحملة الانتخابية!