للتغلب على العقوبات الغربية على البلدين، والتحول بعيدا عن الدولار الأمريكي، تسعى روسيا وإيران إلى تعزيز تبادلهما التجاري بعملتيهما الروبل والريال، لكن 3 تحديات تعرقل هذه العملية، بحسب فالي كاليجي في تحليل بمؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية للأبحاث (The Jamestown).

كاليجي قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "استخدام الريال والروبل في التجارة الإيرانية الروسية زاد حتى الآن بنسبة 60%، غير أن هذه العملية تواجه تحديات خطيرة على الجانبين".

وأضاف: "أولا، يوجد اختلال حاد في التوازن التجاري بين إيران وروسيا؛ مما يؤدي إلى انخفاض أسعار الصرف. ويبلغ حجم التجارة بين البلدين 5 مليارات دولار، منها حوالي 4 مليارات دولار صادرات روسيا إلى إيران وحوالي مليار دولار صادرات إيران إلى روسيا، لذلك، يوجد عجز بالروبل يعادل 4 مليارات دولار".

وتابع: "ثانيا، انخفاض قيمة العملتين الوطنيتين والتقلبات الشديدة في أسعار صرف الريال والروبل مقابل الدولار الأمريكي أعاقت العملية الانتقالية".

و"رغم اتفاقيات إلغاء الدولار، فإن رجال الأعمال الإيرانيين والروس يستخدمون الدولار كأساس نقدي لمفاوضاتهم واتفاقاتهم، وبعد الوفاء بالالتزامات، يحولون القيم إلى الروبل والريال"، كما أوضح كاليجي.

وشدد على أن "التقلبات في أسعار صرف الروبل والريال مقابل الدولار غالبا ما تسبب مشاكل خطيرة بين الطرفين، وقد تسبب أضرارا جسيمة".

اقرأ أيضاً

اتفاق روسي إيراني للتبادل التجاري بالعملة المحلية بدلا من الدولار

سعر الصرف

أما التحدي الثالث، وفقا لكاليجي، فهو أن "عملية تحويل الروبل إلى الريال كانت محفوفة بالصعوبات؛ فلدى إيران سعران رئيسيان للصرف: السعر الرسمي وسعر السوق الحرة".

وبيَّن أنه "في حين أن سعر السوق الحرة يبلغ حوالي 520 ألف ريال (52 ألف تومان) للدولار الواحد، فإن سعر الصرف الرسمي يبلغ حوالي 430 ألف ريال (43 ألف تومان) للدولار الواحد. والريال هو العملة الرسمية، لكن الإيرانيين يستخدمون التومان في الحياة اليومية، ويعادل التومان الواحد 10 ريالات".

وزاد بأن "السعر المدعوم من الحكومة يقدر الريال أعلى بكثير من سعر السوق الحرة، ويعد هذا النهج وسيلة للحفاظ على العملات الأجنبية وتخصيص الأموال لاستيراد الاحتياجات الأساسية".

ومضى قائلا إن "الفرق بين سعر الروبل الذي حدده البنك المركزي وسعر التعويم الحر يتسبب في خسائر للتجار والمصدرين الإيرانيين ويقلل من حافزهم للتجارة مع روسيا".

اقرأ أيضاً

روسيا وإيران توقعان اتفاقية لمواجهة العقوبات الأمريكية والغربية

العقوبات الغربية

"وبشكل عام، تمنع التحديات والقيود طهران وموسكو من استغلال فوائد هذه العملية الجديدة بشكل كامل"، كما أردف كاليجي.

وتابع أنه "على الرغم من أن حصة الروبل والريال في التجارة الثنائية بلغت 60%، إلا أن تحديات كبيرة لا تزال قائمة أمام مواصلة التحول بعيدا عن الدولار".

واستدرك: "لكن من المرجح أن تواصل روسيا وإيران هذه العملية، في محاولة لخلق مساحة أكبر لالتقاط الأنفاس للتحايل على العقوبات الغربية".

وبشكل ملحوظ، نمت العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية بين إيران وروسيا خلال السنوات القليلة الماضية، وأبرما اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف، في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة شنجهاي للتعاون وممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب ومجموعة البريكس، في محاولة لتخفيف الآثار الضارة لنظام العقوبات، بحسب كاليجي.

ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين إيران وروسيا ارتفع من 1.5 مليار دولار في عام 2020 إلى حوالي 5 مليارات دولار في عام 2023، ويقدر مسؤولون روس أنه سيزيد إلى 7.5 مليار دولار بحلول عام 2025.

اقرأ أيضاً

معادلة روسيا وإسرائيل.. غزة توتِّر علاقتهما وإيران تمنع انهيارها

المصدر | فالي كاليجي/ جيمس تاون- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا إيران تجارة الدولار الروبل الريال تحديات عقوبات ملیارات دولار روسیا وإیران هذه العملیة

إقرأ أيضاً:

ترامب يسعى لإفلاس إيران باعتماد سياسة الضغط الأقصى

تعتزم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إحياء سياستها "الضغط الأقصى" تجاه إيران ودفعها إلى الإفلاس لكبح قدرتها على تمويل الوكلاء الإقليميين وتطوير الأسلحة النووية، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر مطلعة لم تسمها.

وسيسعى فريق السياسة الخارجية لترامب إلى تشديد العقوبات على طهران، بما في ذلك صادرات النفط الحيوية، بمجرد عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: لهذا أنفقت هاريس مليار دولار على حملتها وخسرتlist 2 of 2كيف سيوفر إيلون ماسك تريليوني دولار من ميزانية أميركا؟end of list

وقال خبير في الأمن القومي مطلع على تحولات ترامب إنه مصمم على إعادة فرض إستراتيجية الضغط الأقصى لإفلاس إيران في أقرب وقت ممكن.

تحول

وتمثل الخطة تحولا في السياسة الخارجية الأميركية في خضم اضطرابات الشرق الأوسط بعد أن أثارت حرب إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول موجة من الأعمال العدائية الإقليمية ودفع حرب الظل الإسرائيلية مع إيران إلى العلن، وفق الصحيفة.

وأشار ترامب، خلال حملته الانتخابية، إلى أنه يريد صفقة مع إيران، قائلا: "علينا أن نبرم صفقة، لأن العواقب مستحيلة".

وقال أشخاص مطلعون على تفكير ترامب إن تكتيك الضغط الأقصى سيُستخدم لمحاولة إجبار إيران على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة على الرغم من اعتقاد الخبراء أن هذا أمر بعيد المنال.

وشن الرئيس المنتخب حملة "الضغط الأقصى" في ولايته الأولى بعد التخلي عن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقّعته إيران مع القوى العالمية، وفرض مئات العقوبات على طهران.

وردا على ذلك، كثفت طهران نشاطها النووي وتخصيب اليورانيوم بالقرب من مستوى إنتاج الأسلحة.

وظلت العقوبات سارية خلال إدارة جو بايدن، لكن المحللين يقولون إنها لم تنفذها بصرامة كما سعت إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران وتخفيف الأزمة.

وزادت إيران صادرات النفط الخام بأكثر من 3 أضعاف في السنوات الأربع الماضية، من مستوى منخفض بلغ 400 ألف برميل يوميا في عام 2020 إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميا حتى الآن في عام 2024، مع ذهاب جميع الشحنات تقريبا إلى الصين، وفقًا لوكالة معلومات الطاقة الأميركية.

قرارات فورية

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر مطلعة على الخطط قولها إن فريق ترامب الانتقالي يعمل على صياغة أوامر تنفيذية يمكن أن يصدرها في أول يوم له في المكتب البيضاوي لاستهداف طهران، بما في ذلك تشديد وإضافة عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية.

وقال رابيدان إنرجي رئيس شركة الاستشارات، وبوب ماكنالي مستشار الطاقة السابق لإدارة جورج دبليو بوش: "إذا ذهبوا حقا إلى أقصى حد.. يمكنهم خفض صادرات النفط الإيرانية إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يوميا".

وأضاف: "إنه مصدرهم الرئيسي للدخل واقتصادهم أكثر هشاشة بالفعل مما كان عليه في ذلك الوقت.. إنهم في زاوية أسوأ بكثير من الفترة الأولى (لترامب)، سيكون الوضع سيئا للغاية".

وحث مستشارو ترامب الرئيس المقبل على التحرك بسرعة بشأن طهران، وقال أحد المطلعين على الخطة إن الرئيس الأميركي الجديد سيوضح "أننا سنتعامل مع فرض العقوبات على إيران بجدية بالغة".

وساعد مستشار الأمن القومي الجديد لترامب، مايك والتز في تمرير تشريع أثناء عضويته في مجلس النواب من شأنه أن يفرض عقوبات ثانوية على المشتريات الصينية من النفط الخام الإيراني، ولم يمرر مشروع القانون في مجلس الشيوخ.

وقالت مصادر مطلعة إن عملية التحول (في السياسة) -حملة الضغط الأقصى- تهدف إلى حرمان إيران من الإيرادات اللازمة لبناء جيشها أو تمويل مجموعات بالوكالة في المنطقة، ولكن الهدف في نهاية المطاف هو دفع طهران إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد وتغيير سياساتها الإقليمية.

تحفيز بالضغط

ونقلت الصحيفة عن خبير الأمن القومي والذي لم تسمه، قوله: "نأمل أن يكون ذلك حافزًا لحملهم على الموافقة على المفاوضات بحسن نية، إذ من شأنها أن تعمل على استقرار العلاقات وحتى تطبيعها يومًا ما، لكنني أعتقد أن شروط ترامب لذلك ستكون أكثر صرامة مما يستعد الإيرانيون له".

ومن بين أعضاء فريق الأمن القومي الذي اختاره ترامب كبار المسؤولين بمن فيهم مرشحه لمنصب وزير الخارجية ماركو روبيو، ووالتز، مستشار الأمن القومي، الذين دافعوا عن نهج متشدد تجاه إيران.

وقال والتز خلال فعالية أقيمت في أكتوبر/تشرين الأول في المجلس الأطلسي: "قبل 4 سنوات فقط… كانت عملتهم في حالة هبوط، وكانوا في موقف دفاعي حقا… نحن بحاجة إلى العودة إلى هذا الموقف".

وحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فريق ترامب هذا الأسبوع على عدم محاولة ممارسة أقصى قدر من الضغط مجددا، وكتب على موقع "إكس"، في إشارة إلى التقدم النووي الإيراني في السنوات التي تلت تخلي ترامب عن الاتفاق: "محاولة ممارسة أقصى قدر من الضغط 2.0 لن تؤدي إلا إلى هزيمة قصوى 2.0".

وأضاف: "الفكرة الأفضل هي تجربة أقصى قدر من الحكمة لصالح الجميع".

وقالت الحكومة الإيرانية بقيادة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، إنها تريد إعادة التواصل مع الغرب بشأن المواجهة النووية، في محاولة لتأمين تخفيف العقوبات لتعزيز اقتصاد البلاد المتعثر.

وبعد إجراء محادثات مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل غروسي في طهران يوم الخميس، نشر عراقجي على موقع إكس قوله إن طهران مستعدة للتفاوض "على أساس مصلحتنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتصرف، لكنها ليست مستعدة للتفاوض تحت الضغط والترهيب!".

وذكرت الصحيفة أنه حتى لو كان الجانبان على استعداد للحديث، فإن فرص التقدم ضئيلة.

ونقلت عن الزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، كريم سجادبور، قوله: "السؤال الكبير هو ما إذا كان المرشد الإيراني علي خامنئي على استعداد لإبرام صفقة نووية وإقليمية مع الرجل الذي قتل قاسم سليماني.. من الصعب تصور صفقة نووية أو إقليمية يمكن أن تكون مقبولة لكل من رئيس وزراء إسرائيل والزعيم الأعلى لإيران".

وواجه المسؤولون السابقون في إدارة ترامب، بما في ذلك الرئيس المنتخب، تهديدات متزايدة من إيران منذ أمر ترامب باغتيال سليماني في يناير/كانون الثاني 2020.

واتهمت وزارة العدل الأميركية الأسبوع الماضي حكومة إيران بتوظيف رجل لبدء مؤامرات لاغتيال أعداء النظام المفترضين، بما في ذلك ترامب، ونفت إيران تورطها في أي مؤامرة لقتل ترامب.

وذكر تقرير في صحيفة نيويورك تايمز أن لقاء الملياردير إيلون ماسك الذي سيدير وزارة كفاءة الحكومة تحت إدارة ترامب، سفير إيران لدى الأمم المتحدة هذا الأسبوع لمناقشة نزع فتيل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران يزيد التوقعات بأن ترامب قد يتطلع إلى إبرام اتفاق مع طهران.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يوسع العقوبات ضد إيران بسبب "تعاونها" مع روسيا
  • عقوبات أوروبية ضد إيران بسبب دعمها روسيا في الحرب على أوكرانيا
  • الدولار يصعد أمام الين رغم إشارة بنك اليابان للتشديد النقدي
  • وكالة الأنباء الفرنسية: الاتحاد الأوروبي يوسع العقوبات على إيران بسبب دعمها لروسيا
  • ترامب يسعى لإفلاس إيران باعتماد سياسة الضغط الأقصى
  • أعلى سعر دولار في البنوك اليوم 17-11-2024
  • إيران تطالب الولايات المتحدة بدفع تريليون دولار تعويضا عن العقوبات
  • يا له من عار.. غضب في إيران بسبب انقطاع الكهرباء
  • سياسة الضغط الأقصى تعود من جديد.. ترامب يستعد لتشديد العقوبات على إيران
  • المركزي الروسي يخفض الروبل أمام العملات الرئيسية