تجارة روسيا وإيران بعيدا عن الدولار.. 3 تحديات أمام الروبل والريال
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
للتغلب على العقوبات الغربية على البلدين، والتحول بعيدا عن الدولار الأمريكي، تسعى روسيا وإيران إلى تعزيز تبادلهما التجاري بعملتيهما الروبل والريال، لكن 3 تحديات تعرقل هذه العملية، بحسب فالي كاليجي في تحليل بمؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية للأبحاث (The Jamestown).
كاليجي قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "استخدام الريال والروبل في التجارة الإيرانية الروسية زاد حتى الآن بنسبة 60%، غير أن هذه العملية تواجه تحديات خطيرة على الجانبين".
وأضاف: "أولا، يوجد اختلال حاد في التوازن التجاري بين إيران وروسيا؛ مما يؤدي إلى انخفاض أسعار الصرف. ويبلغ حجم التجارة بين البلدين 5 مليارات دولار، منها حوالي 4 مليارات دولار صادرات روسيا إلى إيران وحوالي مليار دولار صادرات إيران إلى روسيا، لذلك، يوجد عجز بالروبل يعادل 4 مليارات دولار".
وتابع: "ثانيا، انخفاض قيمة العملتين الوطنيتين والتقلبات الشديدة في أسعار صرف الريال والروبل مقابل الدولار الأمريكي أعاقت العملية الانتقالية".
و"رغم اتفاقيات إلغاء الدولار، فإن رجال الأعمال الإيرانيين والروس يستخدمون الدولار كأساس نقدي لمفاوضاتهم واتفاقاتهم، وبعد الوفاء بالالتزامات، يحولون القيم إلى الروبل والريال"، كما أوضح كاليجي.
وشدد على أن "التقلبات في أسعار صرف الروبل والريال مقابل الدولار غالبا ما تسبب مشاكل خطيرة بين الطرفين، وقد تسبب أضرارا جسيمة".
اقرأ أيضاً
اتفاق روسي إيراني للتبادل التجاري بالعملة المحلية بدلا من الدولار
سعر الصرف
أما التحدي الثالث، وفقا لكاليجي، فهو أن "عملية تحويل الروبل إلى الريال كانت محفوفة بالصعوبات؛ فلدى إيران سعران رئيسيان للصرف: السعر الرسمي وسعر السوق الحرة".
وبيَّن أنه "في حين أن سعر السوق الحرة يبلغ حوالي 520 ألف ريال (52 ألف تومان) للدولار الواحد، فإن سعر الصرف الرسمي يبلغ حوالي 430 ألف ريال (43 ألف تومان) للدولار الواحد. والريال هو العملة الرسمية، لكن الإيرانيين يستخدمون التومان في الحياة اليومية، ويعادل التومان الواحد 10 ريالات".
وزاد بأن "السعر المدعوم من الحكومة يقدر الريال أعلى بكثير من سعر السوق الحرة، ويعد هذا النهج وسيلة للحفاظ على العملات الأجنبية وتخصيص الأموال لاستيراد الاحتياجات الأساسية".
ومضى قائلا إن "الفرق بين سعر الروبل الذي حدده البنك المركزي وسعر التعويم الحر يتسبب في خسائر للتجار والمصدرين الإيرانيين ويقلل من حافزهم للتجارة مع روسيا".
اقرأ أيضاً
روسيا وإيران توقعان اتفاقية لمواجهة العقوبات الأمريكية والغربية
العقوبات الغربية
"وبشكل عام، تمنع التحديات والقيود طهران وموسكو من استغلال فوائد هذه العملية الجديدة بشكل كامل"، كما أردف كاليجي.
وتابع أنه "على الرغم من أن حصة الروبل والريال في التجارة الثنائية بلغت 60%، إلا أن تحديات كبيرة لا تزال قائمة أمام مواصلة التحول بعيدا عن الدولار".
واستدرك: "لكن من المرجح أن تواصل روسيا وإيران هذه العملية، في محاولة لخلق مساحة أكبر لالتقاط الأنفاس للتحايل على العقوبات الغربية".
وبشكل ملحوظ، نمت العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية بين إيران وروسيا خلال السنوات القليلة الماضية، وأبرما اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف، في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة شنجهاي للتعاون وممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب ومجموعة البريكس، في محاولة لتخفيف الآثار الضارة لنظام العقوبات، بحسب كاليجي.
ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين إيران وروسيا ارتفع من 1.5 مليار دولار في عام 2020 إلى حوالي 5 مليارات دولار في عام 2023، ويقدر مسؤولون روس أنه سيزيد إلى 7.5 مليار دولار بحلول عام 2025.
اقرأ أيضاً
معادلة روسيا وإسرائيل.. غزة توتِّر علاقتهما وإيران تمنع انهيارها
المصدر | فالي كاليجي/ جيمس تاون- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا إيران تجارة الدولار الروبل الريال تحديات عقوبات ملیارات دولار روسیا وإیران هذه العملیة
إقرأ أيضاً:
روسيا تربط تنفيذ الاتفاقات برفع العقوبات عن الصادرات الزراعية
أكّدت روسيا الإثنين أن الاتفاقات المعلنة من واشنطن والمتعلّقة خصوصا بهدنة في البحر الأسود بين كييف وموسكو لن تدخل حيّز التنفيذ إلا بعد "رفع" القيود الغربية على صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
وقال الكرملين في بيان إنه يتوقّع "رفع العقوبات"، لا سيّما تلك التي تطال بنكه الزراعي الكبير "روسلخوزبنك" و"بعض المنتجين والمصدّرين للمواد الغذائية... والأسمدة"، وتلك المفروضة على "شركات التأمين على الحمولات".