سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على تداعيات هجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، تحت مزاعم التضامن مع قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 

وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه تحويل غير عادي: مئات السفن تتجنب قناة السويس وتبحر مسافة 4000 ميل إضافية حول أفريقيا، وتحرق الوقود، وتتضخم التكاليف وتضيف 10 أيام أو أكثر من السفر في كل اتجاه.

وأضافت "إنهم يتجنبون أحد أهم طرق الشحن في العالم، البحر الأحمر، حيث هاجمت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لعدة أشهر السفن بطائرات بدون طيار وصواريخ من مواقع في اليمن".

 

وذكرت أن نحو 150 سفينة مرت عبر قناة السويس، التي تقع في الطرف الشمالي الغربي للبحر الأحمر، خلال الأسبوعين الأولين من شهر يناير/كانون الثاني الجاري. ويمثل هذا انخفاضًا عن أكثر من 400 في نفس الوقت من العام الماضي، وفقًا لمنصة البيانات البحرية Marine Traffic. وقد استمرت هذه الانعطافات، وهجمات الحوثيين، على الرغم من الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد الحوثيين.

 

وأوضح التقرير أن شركات الشحن  قامت بمضاعفة الأسعار التي تفرضها لنقل حاوية من آسيا إلى أوروبا ثلاث مرات، وذلك جزئيا لتغطية التكلفة الإضافية للإبحار حول أفريقيا. مشيرا إلى أن أصحاب السفن الذين ما زالوا يستخدمون البحر الأحمر، وخاصة أصحاب الناقلات، يواجهون ارتفاع أقساط التأمين.

 

وقال "لم ترتفع أسعار الحاويات بعد بنفس القدر الذي ارتفعت به خلال جائحة فيروس كورونا. لكن تجار التجزئة مثل إيكيا حذروا من أن تجنب قناة السويس قد يؤخر وصول البضائع إلى المتاجر. واضطرت بعض مصانع السيارات في أوروبا إلى تعليق عملياتها لفترة وجيزة أثناء انتظار قطع الغيار من آسيا.

 

وبحسب التقرير فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التضخم. وقدر بنك جيه بي مورجان تشيس يوم الخميس أن أسعار المستهلك العالمية للسلع سترتفع بنسبة 0.7 في المائة إضافية في النصف الأول من هذا العام إذا استمرت اضطرابات الشحن.

 

وأردت الصحيفة في تقريرها مثالا للتحويل من البحر الأحمر بالنسبة لسفينة واحدة، ميرسك هونج كونج. انطلقت سفينة الحاويات التي ترفع علم سنغافورة من سنغافورة إلى سلوفينيا في 15 تشرين الثاني (نوفمبر). ووصلت إلى بورسعيد في مصر بعد 12 يومًا فقط، بعد أن مرت عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

 

وقالت "وفي طريق عودتها إلى سنغافورة، وصلت إلى بورسعيد مرة أخرى في 17 ديسمبر/كانون الأول. ولكن مع تكثيف الحوثيين لهجماتهم، عادت السفينة بعد ذلك وسافرت حول أفريقيا بدلاً من ذلك، ولم تعود إلى سنغافورة إلا يوم الجمعة، بعد رحلة طويلة. شهر كامل من الإبحار".

 

وأشارت إلى أن البحر الأحمر وقناة السويس أصبحا ذا أهمية متزايدة في العامين الماضيين، ليس فقط بالنسبة للسفن التي تنقل البضائع بين آسيا وأوروبا، ولكن أيضًا لشحنات النفط والغاز الطبيعي المسال.

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الملاحة الدولية الحوثي اقتصاد البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

“نيويورك تايمز” تكشف تقنية إسرائيلية في حرب غزة تثير مخاوف من انتشارها عالميا.. تفاصيل تجارب مرعبة

غزة – كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن لجوء إسرائيل إلى اختبار واسع النطاق لتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة في قطاع غزة.

وذكرت في تحقيق موسع أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها إسرائيل في حرب الإبادة على غزة تشمل أنظمة لتحديد المواقع، والتعرف على الوجوه، وتحليل المحتوى العربي، وذلك خلال الحرب التي اندلعت أواخر عام 2023.

وتقول إن هذه الاختبارات شملت استخدام أدوات لم تجرب سابقا في ساحات القتال، ما أثار جدلا أخلاقيا واسعا في العالم.

ووفقا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين مطلعين، كانت نقطة البداية هي محاولة اغتيال القيادي في حركة حماس إبراهيم بياري، حيث فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في تعقبه داخل شبكة أنفاق غزة. عندها، لجأت إسرائيل إلى أداة صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي طورها مهندسو الوحدة 8200، سمحت بتحديد موقعه التقريبي استنادا إلى تحليلات صوتية لمكالماته.

وفي 31 أكتوبر، نفذت غارة جوية أدت إلى مقتله، لكن الهجوم أسفر أيضا عن مقتل أكثر من 125 مدنيا، بحسب منظمة “إيروورز” البريطانية المتخصصة برصد ضحايا الصراعات.

وخلال الأشهر التالية، واصلت إسرائيل تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية. من بين التقنيات التي طورتها برامج التعرف على الوجوه المتضررة أو غير الواضحة، وأداة لاختيار أهداف الغارات الجوية تلقائيا، ونموذج لغوي ضخم باللغة العربية يُشغّل روبوت دردشة قادرًا على تحليل المنشورات والمراسلات الإلكترونية بمختلف اللهجات. كما طورت نظام مراقبة بصري متطور يستخدم على الحواجز بين شمال وجنوب غزة لمسح وجوه الفلسطينيين.

وأكد مسؤولون أن العديد من هذه الابتكارات تم تطويرها في مركز يعرف باسم “الاستوديو”، وهو بيئة مشتركة تجمع خبراء الوحدة 8200 بجنود احتياط يعملون في شركات تقنية كبرى مثل غوغل، مايكروسوفت، وميتا.

 مخاوف أخلاقية

رغم النجاح التقني، أثارت التجارب مخاوف أخلاقية جدية. وقال ضباط إسرائيليون إن أدوات الذكاء الاصطناعي أخطأت أحيانا في تحديد الأهداف، ما أدى إلى اعتقالات خاطئة وضحايا مدنيين. فيما حذرت هاداس لوربر، الخبيرة في الذكاء الاصطناعي والمديرة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، من مخاطر هذه التقنيات قائلة: “لقد غيرت الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في الميدان، لكن دون ضوابط صارمة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة”.

وفي تعليقه، أكد أفيف شابيرا، مؤسس شركة XTEND المتخصصة بالطائرات المسيرة، أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي باتت قادرة على تتبع الأشخاص والأهداف المتحركة بدقة عالية، قائلا إن “قدرات التوجيه تطورت من الاعتماد على صورة الهدف إلى التعرف على الكيان نفسه”. لكنه شدد على ضرورة الموازنة بين الفاعلية والاعتبارات الأخلاقية.

من أبرز المشاريع كان تطوير نموذج لغوي ضخم يحلل اللهجات العربية المختلفة لفهم المزاج العام في العالم العربي. وبحسب ضباط في المخابرات الإسرائيلية، ساعدت هذه التقنية في تحليل ردود الأفعال الشعبية بعد اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في سبتمبر 2024، من خلال تمييز التعابير المحلية في لبنان وتقييم احتمالات الرد.

لكن هذه التكنولوجيا لم تكن خالية من العيوب، إذ أخفق الروبوت أحيانا في فهم المصطلحات العامية أو أعاد صورا غير دقيقة مثل “أنابيب” بدلا من “بنادق”. ومع ذلك، وصفها الضباط بأنها وفرت وقتا ثمينا وسرعت التحليل مقارنة بالطرق التقليدية.

ورفضت كل من ميتا ومايكروسوفت التعليق على التقارير. أما غوغل فأوضحت أن موظفيها الذين يخدمون كجنود احتياط في بلدانهم “لا يؤدون مهام مرتبطة بالشركة خلال خدمتهم العسكرية”.

من جهتها، امتنعت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على تفاصيل البرامج “نظرا لطبيعتها السرية”، مشيرة إلى أن الجيش يلتزم بالاستخدام “القانوني والمسؤول” لتكنولوجيا البيانات، وأنه يجري تحقيقا في غارة اغتيال البياري دون الكشف عن موعد انتهاءه.

وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل الصراع كحقل تجارب لتقنياتها؛ إذ سبق أن طورت أنظمة مثل القبة الحديدية وطائرات مسيرة هجومية خلال الحروب السابقة في غزة ولبنان. لكن مسؤولين غربيين شددوا على أن حجم الاستخدام المتسارع للذكاء الاصطناعي في حرب 2023-2024 لا سابق له.

وحذر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون من أن ما يجري في غزة قد يشكل نموذجا أوليا لحروب المستقبل، التي تعتمد على خوارزميات يمكن أن تخطئ أو تساء إدارتها، ما يضع حياة المدنيين وشرعية العمليات العسكرية على المحك.

المصدر: نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • الحوثيين يستهدفون حاملة طائرات أمريكية.. والبحرية تعلن سقوط طائرة عن متنها
  • نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في حرب غزة
  • صحيفة عبرية: واشنطن تواجه معضلة بشأن الحوثيين في اليمن.. بين التصعيد أو الانسحاب (ترجمة خاصة)
  • نيويورك تايمز تكشف أسباب انفجار ميناء الشهيد رجائي في إيران
  • غارات أمريكية على سفينة إسرائيلية مُحتجزة لدى الحوثيين في اليمن
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • نيويورك تايمز: تجارب الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية في حرب غزة تثير مخاوف أخلاقية
  • “نيويورك تايمز” تكشف تقنية إسرائيلية في حرب غزة تثير مخاوف من انتشارها عالميا.. تفاصيل تجارب مرعبة
  • “نيويورك تايمز” تكشف تقنية إسرائيلية في حرب غزة تثير المخاوف .. تفاصيل تجارب مرعبة