كريم خالد عبد العزيز يكتب: الإنسان الحقيقي مكسب هذا الزمان
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
نفوس معظم البشر لم تعد كالسابق ، في الماضي كان الحب أكبر والفرح للغير أكثر ، كانت المشاعر حقيقية وصادقة ونابعة من القلب أكثر من الآن .... الآن أصبحت المشاعر أغلبها مجاملات وليست نابعة من القلب .... هذا لا يعني أن الحياة أصبحت مخيفة لهذا الحد ولا يعني أن الجميع هكذا وإنما مازالت الدنيا بخير وهناك أشخاص صادقة في مشاعرها ومحبة ولكن الأمر وما فيه أن عدد الأشخاص الحقيقين قل وأصبح يعد على الأصابع.
لاشك أن هناك حروبا نفسية كثيرة نتصدى لها في حياتنا تتمثل هذه الحروب في طاقات الإحباط واليأس التي ينقلها غيرنا لنا لأسباب عديدة ، قد يكون بسبب نجاحنا الذي فشل فيه غيرنا ، أو بسبب الغيرة والحسد الذي يملأ قلوب البعض .... الذي يغار أو يحسد أو يحقد لا يعلم أن جميع البشر متساوون في المعطيات الإلهية ولكن بصور مختلفة وكلنا نكمل نقص بعضنا البعض ، وإنما لأن نفوسهم هكذا وطبيعتهم هكذا يريدون كل شيء ولا أحد يحصل على كل شيء ولا يعلمون كم خسرنا نحن لنربح شيء معين وهذه طبيعة الحياة أن نخسر أشياء مقابل أشياء نربحها .... عندما ننجح ، يعلو شأننا ، نتقدم ونتطور في حياتنا ، هذا الأمر كما يسعد بعض الناس فإنه يحزن البعض الآخر علينا أن ندرك ذلك جيدا دون أن ننزعج.
علينا ألا نتأثر وأن نظل متفائلين ومفعمين بالأمل دائما مهما حصلنا على دعم الغير أو لم نحصل ومهما وجدنا حبا صادقا ومشاعر صادقة أو لم نجد ، وأن نكمل السير في حياتنا دون الالتفات لهؤلاء .... الحقيقة أننا لن نستطيع إرضاء الكل ولو سعينا لذلك ، فلقد اختلفت أمم الأرض على الله في معتقداتهم به وتصوراتهم له فمن نحن لنوحد الناس على صفوفنا .... لذلك أن نتمسك بالأشخاص الحقيقين أصحاب القلوب والمشاعر الصادقة الداعمين المحبين لنا بصدق هو أفضل مكسب في هذا الزمان.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الميليشيات المسلحة تهدد مستقبل العراق ؟؟
آخر تحديث: 9 يناير 2025 - 10:27 صبقلم : د . خالد القرة غولي تزداد الخشية اليوم من العصابات الاجرامية المسلحة التي تفرض قوانينها على أبناء ( بلاد الرشيد ) وقد أمتهنت هذه العصابات القرصنة والنهب والسلب والنصب والقتل وجمع المغانم والمكاسب والسيطرة على مراكز القوى في كافة دوائر الدولة وابتزاز المواطنين وإشاعة الفساد وممارسة التهديد والوعيد والاغتيال والمطاردة والرقابة والسرقة والسيطرة التامة على صناع القرار حسب طريقة نفع واستنفع .. البعض من ( الأحزاب ) اليوم في بعض مدن العراق تحولت إلى ميليشيات مسلحة جديدة يؤدي الى مراكز قوى تعيق بناء العراق ، وتتسابق القوى السياسية لاستمالتها واستخدامها للأغراض ابتزازية ونفعية , خصوصاً أن الطائفية السياسية في بلادنا تتبع السبل النفعية غير النزيهة لجمع الإتباع والدعاية للإعلام .. ونهج فقدان بوصلة الوطن وإقامة الولائم والمؤتمرات التحشيديه وهمسات النفاق ، ولا تمتلك أحزاب الطائفية السياسية ، لا تجربة ولا تراكم معرفي ولا اعتراف بالجدل والمعرفة العلمية ، هي نفسها عشائر وطوائف أكثر منها أحزابا ، وهم مشايخ أكثر منهم سياسيين وقادة , تجعل الحزبية العشائرية السياسية اليوم حالة صعبة من الصعب على العراقيين قبول سلطة مركزية لعشيرة واحدة على بقية البعض من العشائر والشرائع العشائرية غير المكتوبة سارية المفعول في القرى والنواحي البعيدة ، ويختلط فيها الكرم والخلق الشخصي والمساعدة المتبادلة والتقاليد البالية القاسية والعنيفة , فالاحترام والهيبة والخوف هي العناصر الغالبة على العلائق ، وكل فرد في العشيرة يعرف مركزه ومتشبث بمبدأ الولاء المطلق , وتسيطر المشايخ السياسية في العراق الجديد على مخازن الذخيرة والأسلحة وبحوزتهم الأموال ويستحوذوا على المكانة التي تغدو بغمضة عين أنقاض وركام في الاحتراب العشائري وبالقنابل الساقطة والتفجيرات الإرهابية ومارسوا عرضيا سلطات حق تقرير الحياة والموت بالنسبة للإتباع … ولا تستمد سلطة الشيخ السياسي وجودها وقوتها من التقاليد العشائرية وحدها بل تستمدها مما يكون له من وضع اقتصادي يستطيع به الغلبة على منافسيه والسيطرة على الإتباع عبر تقديم المنافع المادية والخدمات المعيشية ، وينهمك هؤلاء بتكديس الثروات وتنمية ملكياتهم الخاصة تحت شعار عودة الإقطاعية من جديد بفضل جهود شيوخ المال والجاه المسيطرون على اقتصاد العراق , ولله .. الآمر