نفوس معظم البشر لم تعد كالسابق ، في الماضي كان الحب أكبر والفرح للغير أكثر ، كانت المشاعر حقيقية وصادقة ونابعة من القلب أكثر من الآن .... الآن أصبحت المشاعر أغلبها مجاملات وليست نابعة من القلب .... هذا لا يعني أن الحياة أصبحت مخيفة لهذا الحد ولا يعني أن الجميع هكذا وإنما مازالت الدنيا بخير وهناك أشخاص صادقة في مشاعرها ومحبة ولكن الأمر وما فيه أن عدد الأشخاص الحقيقين قل وأصبح يعد على الأصابع.

لاشك أن هناك حروبا نفسية كثيرة نتصدى لها في حياتنا تتمثل هذه الحروب في طاقات الإحباط واليأس التي ينقلها غيرنا لنا لأسباب عديدة ، قد يكون بسبب نجاحنا الذي فشل فيه غيرنا ، أو بسبب الغيرة والحسد الذي يملأ قلوب البعض .... الذي يغار أو يحسد أو يحقد لا يعلم أن جميع البشر متساوون في المعطيات الإلهية ولكن بصور مختلفة وكلنا نكمل نقص بعضنا البعض ، وإنما لأن نفوسهم هكذا وطبيعتهم هكذا يريدون كل شيء ولا أحد يحصل على كل شيء ولا يعلمون كم خسرنا نحن لنربح شيء معين وهذه طبيعة الحياة أن نخسر أشياء مقابل أشياء نربحها .... عندما ننجح ، يعلو شأننا ، نتقدم ونتطور في حياتنا ، هذا الأمر كما يسعد بعض الناس فإنه يحزن البعض الآخر علينا أن ندرك ذلك جيدا دون أن ننزعج.

علينا ألا نتأثر وأن نظل متفائلين ومفعمين بالأمل دائما مهما حصلنا على دعم الغير أو لم نحصل ومهما وجدنا حبا صادقا ومشاعر صادقة أو لم نجد ، وأن نكمل السير في حياتنا دون الالتفات لهؤلاء .... الحقيقة أننا لن نستطيع إرضاء الكل ولو سعينا لذلك ، فلقد اختلفت أمم الأرض على الله في معتقداتهم به وتصوراتهم له فمن نحن لنوحد الناس على صفوفنا .... لذلك أن نتمسك بالأشخاص الحقيقين أصحاب القلوب والمشاعر الصادقة الداعمين المحبين لنا بصدق هو أفضل مكسب في هذا الزمان.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

لَيْتَ الزَّمَانْ

ليت الزمان ـ من ديواني الرابع

ألَا لَيْتَ الزمانَ إِلَى الْوَرَاءْ
يَعُودُ فَأغْتَنِي مِنْ كُلّ فنِّ
وَأَنْهَلُ مِنْ تَرَاثِ العُرْب نَهْلاً
وَأَغَرَقُ بَيْنَ أَشْعَارٍ وَلَحْنِ

وَمِنْ الشَّنْفَرِي أَوْ ذِي القُرُوحِ
أَوْ ابْنِ الْوَرْدِ أَوْ مِنْ دِيكِ جِنِّ

وَمِنْ قَيْسِ ابْنِ مِيْمُونٍ وَطَرْفَةْ
وَذَاكَ الأَعْسَرُ الضَّبِّي أَعْنِي

وَعْنَترَةُ الْفَوَارَسِ مِنْهُ أَروي
بَدِيعَ الشِّعْرِ لَوْ يُجْدِي التَّمَنِي

وَأَعْجَبُ لِلسِّلِيكِ يَطِيرُ عَدْوَاً
يَكَادُ لِحَاقُه للْخَيْلِ يُضْنِي

وَحَسَّانُ ابْنُ ثَابِتَ إِذْ يُنَافِحْ
عَنْ الْمَصْدُوقِ فِي سَفَرٍ وَظَعْنِ

بِشِعْرٍ يُفْحِمُ الأَعْدَاءَ أبَلَجْ
وَأَبْيَاتٍ كَضَرْبٍ أَوْ كَطَعْنِ

وَتَحْزُنُنِي صَبَابَاتُ ابْنِ مَعْمَرْ
وَهَوَ يَمُوتُ مِنْ عِشْقٍ وَوَهْنِ

وَأَضْرِبُ فِي الَفَلاةِ مَعْ الْحُطَيْئَةْ
وَمِنْ ذِي الرُّمَّةِ الزَّهْرَاتِ أَجَنِي

وَمِنْ دُرَرِ الْخَلِيلِ أَصُوغُ شِعْرَاً
وَأَقْلِبُ طَائِعَاً ظَهْرَ المِجَنِ

وَللْحَسَنِ ابْنِ هَانِي أُسْدِي نُصْحِي
بَأنْ يَدَعَ الْبَذَاءَةَ وَالتَّجَنِي

وَيَجْتَنَبَ الْمَعَاصِي وَالْفُسُوقْ
فَإنَّ وُرُودَها لا شَكَّ يُفْنَي

وَمَالَهَمُ بَنُو الْحَسْحَاسِ قَتَلوا
ذَاكَ الشَّاعِرَ الَصَّبَّ الْمُغَنِّي

وَاتْرُكُ مَا هَمَمْتُ بِهُ لِوَاذَاً
إِذَا مَا قَام زِرْيَابٌ يُغَنِّي

وَيَخْلُفهُ عَلَى الْقِيثَار مَعْبَدْ
فَاطْرَبُ نَشْوَةً مِنْ كُلِّ لَحْنِ

أُخَفِّفُ مِنْ هُمُومِ الْقَيْرَوَانِي
شَيْئَاً مِنْ مُصِيبَتِه لأَنِّي

رَأيْتُ الْحُزْنَ فِي عَيْنَيْه مُّرَا
وَفَقْدُ الابْنِ يُورِثُ كُلَّ حُزْنِ

وَيَمْتَحِنُ الزَّمَانُ عَزِيزَ قَوْمٍ
أَبَا فَرَّاسَ فِي المَنْفَى يُغَنِّي

نُجُومٌ لا تُضَاهِيهَا نُجُومٌ
وَحَاشَا أَنْ يَكُونَ الْقَوْلُ مِنِّي

لَقَدْ بَلَغُوا ذُرَىً لَنْ نَرْتَقِيهَا
فَإنَّ مَنَالَها فَوْقَ التَّمَنِي!!

الرياض٢٠/ رمضان/ ١٤٣٩هـ
----------------

oshibrain@myyahoo.com  

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: القرآن بشارة للمؤمنين وحِجر على المجرمين
  • مفتي الجمهورية: لا استقامة للأخلاق بدون عقيدة.. والدين سندها الحقيقي
  • خالد سليم: ياسمين عبد العزيز إنسانة جميلة وشطارتها مش طبيعية
  • نيكول سابا تتهم خالد سليم بحب ياسمين عبد العزيز.. مسلسل وتقابل حبيب الحلقة 18
  • محمد بن راشد: طيّب الله ثرى زايد الذي ما زال خير بلاده نهراً جارياً يرتوي منه الملايين حول العالم
  • محمد بن راشد: طيب الله ثرى زايد الذي ما زال خير بلاده نهراً جارياً
  • العمل الأشيك في رمضان.. شقيق ياسمين عبد العزيز يهنئها بنجاح مسلسل وتقابل حبيب
  • لَيْتَ الزَّمَانْ
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: رسالة تقوية وتشجيع: ذكريات خالدة وحب متجدد
  • الأخلاق المحمودة قد تتحول إلى مذمومة.. تحذير من خالد الجندي