مجلة فرنسية تسلط الضوء على الوضع الكارثي في السودان.. لا ماء ولا دواء
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
لا يزال القتال عنيفاً بين الجيش السوداني الحكومي وقوات الدعم السريع، فيما يبقى الوضع الدبلوماسي مغلقً بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية؛ حيث بدأت المعارك بين الجيش الحكومي بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروفة باسم حميدتي، والتي بدأت في أبريل 2023، ووصلت هذه المرة إلى مواقع شمال البلاد مصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
ونشرت مجلة لاكروا الفرنسية تقريرًا، ترجمته "عربي21"، قالت فيه إنه كان من الممكن أن قوات الدعم السريع قد اخترقت بقايا مملكة كوش، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام، حسبما حذرت الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية غير الحكومية في 17 كانون الثاني/يناير. كما أفادت سلطات ولاية النيل التي توجد بها هذه المواقع، عن توغل لقوات الدعم السريع، "صدها الطيران الحربي"، مؤكدة أن "الهدوء قد عاد".
الجيش الحكومي يتراجع
وأوضحت المجلة أن هذا التقدم من قبل قوات الدعم السريع في الشمال جديدة؛ حيث يتركز الصراع بين المعسكرين بشكل رئيسي في العاصمة الخرطوم وسط البلاد وفي دارفور غربًا؛ حيث يقول شاهد عيان: "في الأيام الأخيرة، شهدنا تصاعد القتال في الخرطوم، ويسيطر متمردو الجنرال دقلو الآن على أكثر من 80 بالمئة من العاصمة، كما أن الجيش لا يسيطر إلا على ثلاثة معاقل في شمال المدينة".
وأضافت المجلة أن المنطقة الغربية من دارفور تخضع بأكملها تقريبًا لسيطرة قوات الدعم السريع، ولكن لا تزال القوات الجوية السودانية تشن غارات هناك، كما حدث في الأيام الأخيرة في نيالا، عاصمة جنوب دارفور، على حد قول هذا الشاهد.
ودخلت قوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة شرق وسط البلاد. فبالإضافة إلى الشمال؛ لا تزال الحكومة قائمة في الجنوب والشرق حيث تقع مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، وهي نقطة خروج خط الغاز العملاق الذي ينقل النفط من رواسب جنوب السودان. ومدينة استراتيجية لتأمين ومراقبة الحركة البحرية بالبحر الأحمر.
الدبلوماسية ليس لها أي تأثير على السلام
وأشارت المجلة إلى أنه على المستوى الدبلوماسي، فالوضع مقفل تمامًا، ولم تسفر مفاوضات السلام التي قادتها الولايات المتحدة والسعودية عن شيء، كما تثبت المنظمة الإقليمية لشرق أفريقيا (إيجاد) أنها عاجزة بنفس القدر. بل إن الجنرال دقلو رفض المشاركة في القمة الاستثنائية المخصصة للصراع والتي حاولت المنظمة تنظيمها في 18 يناير في أوغندا. ولم يعترف بأن منافسه تمت دعوته أيضًاـ وكانت وزارة الخارجية السودانية، المتحالفة مع الجنرال دقلو، أعلنت أيضاً "تجميد" علاقاتها مع إيجاد، قبل يومين من هذه القمة.
ومؤخرًا، لم يعد الجنرال دقلو يتردد في السفر إلى المنطقة، ففي عيد الميلاد ذهب إلى إثيوبيا. وفي بداية كانون الثاني/يناير، استقبله رئيس الدولة الكيني ويليام روتو في نيروبي، ويشير مارك أندريه لاغرانج، المتخصص في الصراعات في أفريقيا الوسطى، إلى أن "تشاد وجنوب ليبيا محايدان رسميًا، لكنهما يميلان أيضًا إلى جانبه".
ظل روسيا
وبينت المجلة أنه يضاف إلى هذه القاعدة الإقليمية الفرعية حليف قوي، روسيا، من خلال شركة المرتزقة السابقة فاغنر؛ حيث لا يزال الروس موجودين في دارفور، ويستغلون مناجم الذهب، ويؤكد أن هذا المورد هو إحدى القنوات الخارجية التي تمول الحرب في أوكرانيا.
وفي مواجهة شبكة التحالفات هذه؛ يحظى المعسكر الحكومي بدعم مصر والكتلة الغربية، ويواصل الباحث قوله إن “وصول قوات الدعم السريع وحليفتها الروسية إلى بورتسودان من شأنه أن يهدد مصالحهم في البحر الأحمر”، وبالتالي فإن الحفاظ على الوضع الراهن لن يكون بدون فوائد لمختلف الجهات الفاعلة في هذه الأزمة المتعددة الأبعاد، و"لهذا السبب، يحشد المجتمع الدولي جهوده بشكل معتدل لتغيير الوضع الذي يناسبه في النهاية في السياق الحالي".
7.7 ملايين نازح ولاجئ
وذكرت المجلة أنه في هذه الأثناء، يستمر الوضع الإنساني في التدهور؛ حيث تؤدي هذه الحرب إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، كما أن الحصول على الماء والغذاء والرعاية أمر معقد للغاية، كما تقول كلير نيكوليه، مديرة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان، التي تضيف: "يتم إمداد دارفور بالقوافل الضخمة التي تغادر من بورتسودان، وهي مكونة من 1000 مركبة مدنية تحميها 1000 مركبة عسكرية، هذه القوافل معقدة في الإعداد. ولكن منذ شهرين لم يصل أي شيء إلى الغرب".
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إن عدد الأشخاص المتضررين من الحرب ما زال يتزايد. فوفقًا لأحدث تقرير صادر عن وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، والذي نُشر يوم الثلاثاء 16 كانون الثاني/يناير؛ فقد فر أكثر من 7.7 ملايين شخص من القتال في السودان، منهم ستة ملايين نازح داخل السودان، ولجأ 1.7 مليون إلى البلدان المجاورة، في ظروف سيئة للغاية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السوداني البرهان حميدتي الخرطوم السودان الخرطوم حميدتي البرهان صحافة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع المجلة أن
إقرأ أيضاً:
بنك السودان المركزي يقرر تجميد حسابات قوات الدعم السريع والشركات التابعة لها
طالب البنك، المصارف بتقديم تقارير يومية تتضمن الأسماء والمستندات الخاصة بالأشخاص المرتبطين بهذه القوات، وذلك عبر بريد إلكتروني محدد لضمان تنفيذ القرار بشكل فعال..
التغيير: الخرطوم
أصدر بنك السودان المركزي قرارًا بتجميد الحسابات الخاصة بقوات الدعم السريع المنحلة والشركات التابعة لها في جميع المصارف السودانية، بالإضافة إلى تجميد حسابات القادة وأفراد قوات الدعم السريع.
وطالب البنك، الاثنين المصارف بتقديم تقارير يومية تتضمن الأسماء والمستندات الخاصة بالأشخاص المرتبطين بهذه القوات، وذلك عبر بريد إلكتروني محدد لضمان تنفيذ القرار بشكل فعال.
يأتي هذا القرار بناء على توجيهات اللجنة الوطنية المعنية بإجراءات الحرب وإنهاءها، في إطار الإجراءات الحكومية لمكافحة الأنشطة المالية المرتبطة بالجماعات المسلحة التي تشارك في النزاع الدائر في البلاد.
وتعرضت المصارف السودانية والبنوك لعمليات نهب كبيرة مع بداية الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في شهر أبريل 2023.
كما انتشرت كميات كبيرة من العملات مجهولة المصدر و غير مطابقة للمواصفات الفنية من فئتي الألف جنيه والخمسمائة جنيه الأمر الذي أدى إلى زيادة مستوى السيولة النقدية بشكل واضح.
وجاء القرار بعد فترة قصيرة من قرار الحكومة السودانية تغيير العملة، الذي استهدف تقليص قدرة الجماعات المسلحة على استخدام الأموال غير المشروعة من خلال النظام المالي التقليدي.
ووصفت قوات الدعم السريع خطوة بنك السودان المركزي، بطرح عملة نقدية جديدة، بأنه يأتي في سياق مخطط تقسيم السودان وفصل أقاليمه ودعت المواطنين إلى عدم الاستجابة لقرارات الحكومة .
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية “أوتشا” من مغبة انكماش الاقتصاد السوداني إلى 12% جراء تدمير الحرب للرأس مال البشري في البلاد.
وتوقعت دراسات بحثية ارتفاع مؤشر الفقر في السودان، الذي يعتبر قبل الحرب أحد أفقر دول العالم إلى أكثر من 90% مع تداعيات فقدان مصادر الدخل الشخصي والوظائف وتوقف صرف المرتبات وتحويل الميزانية للحرب. الوسومالدعم السريع بنك السودان المركزي حرب الجيش والدعم السريع