الجزيرة:
2024-06-30@03:07:34 GMT

فايننشال تايمز: انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في غزة

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

فايننشال تايمز: انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في غزة

تتفاقم حالة الجوع بين أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة مع دخول الشهر الرابع من حرب إسرائيل على القطاع، وفق ما رصدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، وسط تحذيرات أممية من أن مجاعة تلوح في الأفق.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأسبوع الماضي، إن شبح المجاعة يطارد سكان غزة، إلى جانب الأمراض وسوء التغذية وغيرها من التهديدات الصحية".

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مواطنة نازحة من شمال القطاع إلى رفح تدعى أمل محمد، قولها إنها بعدما كانت تلاحق أطفالها الصغار حول منزلهم لينهوا وجبة العشاء، أصبحوا في حاجة ماسة إلى الطعام، لكنها بالكاد تستطيع إطعامهم.

وتضيف السيدة أنها أصبحت تتشارك خيمة مكتظة مع أقاربها وقالت :"نتظاهر أمام الأطفال بأننا لسنا جائعين، أو مشغولون للغاية، بحيث لا نستطيع تناول الطعام".

الأسعار ترتفع

وبحسب أمل، فإن أسعار المواد الغذائية والحطب المستخدم للطهي ارتفعت بشكل كبير، وأصبح تناول اللحوم "حلما" وقلص الكبار تناولهم للطعام حتى يأكله الأطفال، وتقول: "لقد فقدنا جميعًا من أوزاننا".

وأصبح سكان غزة يعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية التي يتم جلبها عبر نقطتي الدخول الوحيدتين، رفح على الحدود مع مصر، وكرم أبو سالم على الحدود الإسرائيلية.

وتضررت المزارع التجارية في القطاع الفلسطيني خلال الحرب، فيما يتم تسليم المساعدات، التي تشمل الدقيق والزيت والأرز والبقوليات والأغذية المعلبة، بشكل أساسي إلى مستودعات الأمم المتحدة لتوزيعها على النازحين، الذين يضطرون إلى الوقوف في طوابير، أحيانًا لساعات، للحصول على الطعام.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن نائب مدير العمليات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين للأمم (أونروا) بغزة، سكوت أندرسون قوله إن إسرائيل بدأت السماح ببعض الشحنات التجارية إلى غزة، لكن ذلك لم يكن كافيًا.

ومع دخول الحد الأدنى من الغذاء إلى القطاع المحاصر، حذرت وكالات الأمم المتحدة من كارثة متفاقمة، ودعت إسرائيل إلى فتح المزيد من المعابر وتبسيط عملية تفتيش الشاحنات، وقالت إن القصف الإسرائيلي المستمر أعاق توزيع الغذاء.

وكالات الأمم المتحدة حذرت من كارثة متفاقمة بقطاع غزة (الجزيرة) "الموت جوعًا"

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين الأسبوع الماضي إن الناس في غزة يواجهون خطر الموت من الجوع على بعد أميال قليلة من الشاحنات المملوءة بالأغذية، مضيفة أنه من الممكن منع حدوث مجاعة إذا أمكن توفير الإمدادات الكافية والوصول الآمن إلى جميع المحتاجين، حسبما نقلت عنها الصحيفة.

وبحسب تقييم برنامج الأغذية العالمي، فإن جميع سكان غزة يواجهون "أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، في حين يواجه أكثر من 500 ألف شخص "كارثة"، تُعرف بأنها نقص حاد في الغذاء.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الاحتلال الإسرائيلي باستخدام التجويع "كوسيلة للحرب" في غزة، وقالت إن إسرائيل تمنع عمدًا توصيل المياه والغذاء والوقود، في حين ينكر المسؤولون الإسرائيليون الاتهامات.
وقال منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث إن المجاعة على الأبواب وإن الأمراض المعدية تنتشر في أماكن النزوح المكتظة في حين يواجه الناس أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي المسجلة على الإطلاق.

أرفف خالية

وبحسب رصد الصحيفة، فإن أرفف محلات البقالة في القطاع خالية من جميع السلع باستثناء القليل من السلع الأساسية مثل اللحوم المعلبة والفول والجبن، ولا يوجد أي شخص تقريبًا لديه أي دخل، مما يجعل الأسعار أعلى من الإمكانات.

وأصبحت الأطعمة الطازجة مثل البيض والحليب نادرة وأسعارها مرتفعة، إذ بلغ سعر طبق البيض (30 بيضة) 90 شيكلًا (24 دولارًا)، قبل أن تتراجع إلى حوالي 50 شيكلًا (13.36 دولارا)، وهو ما يزال عند  مستوى 3 أضعاف سعرها قبل الحرب، في حين أن سعر الحليب يبلغ حوالي 12 شيكلًا للتر (3.21 دولار)، أي ضعف سعره قبل الحرب.

وقال أندرسون إن مستويات الجوع "تزداد سوءًا تدريجيًا كلما اتجهنا شمالا"، مع احتمال حدوث مجاعة قريبة في المناطق الشمالية المدمرة، حيث لا يزال نحو 300 ألف شخص لا تصلهم إغاثة إلى حد كبير.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنه من الصعب الحصول على تصريح من إسرائيل لتوصيل المساعدات إلى الشمال، ويوضح المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني أن الكثير من النازحين يقتربون من شاحنات المساعدات لأخذ الطعام مباشرة من دون انتظار توزيعها، وعندما تسمح إسرائيل بالتوزيع تكون الشاحنات قد فرغت تقريبًا.

متطوعون بلا حيلة

وبحسب الصحيفة فإن ما يزيد قليلا عن 100 شاحنة مساعدات تدخل إلى غزة يوميًا في المتوسط، لكن ثمة حاجة إلى 600 شاحنة.

وفي رفح، حيث يكتظ 1.2 مليون نازح في الشقق المكتظة وفي مرافق الأمم المتحدة وكذلك الخيام، خرج متطوعون إلى الشوارع لطهي الطعام على نار الحطب وإطعام الناس.

ونقلت الصحيفة عن أحد الطهاة ويدعى بكر الناجي، قوله إن مجموعته المكونة من 25 متطوعا استخدموا المكونات المتبرع بها لإعداد 10 آلاف وجبة يوميًا، ويضيف: "أشعر بالحزن عندما ينفد ما لدينا وما زال أطفال ينتظرون، لكن ليس لدينا شيء لهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی حین

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: هل تسعى إسرائيل لإنشاء منطقة ميتة في لبنان؟

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن إسرائيل تحاول إنشاء منطقة ميتة في لبنان عبر تكثيف قصف المناطق الحدودية بمختلف أنواع الأسلحة، وخاصة القنابل الفوسفورية.

وأضافت في تقرير لها أن تلك السياسة حولت نحو 5 كيلومترات من الحدود اللبنانية إلى منطقة غير صالحة للسكن، في ظل تزايد المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2توماس فريدمان: المناظرة أبكتني وعلى بايدن حفظ كرامته والانسحابlist 2 of 2كيف رأت صحف أميركا وبريطانيا مناظرة بايدن وترامب؟end of list

وتابعت أنه وفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية والبيانات الحكومية، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين محليين وحكوميين وباحثين وعمال في الدفاع المدني والسكان، فإن معظم الدمار شمل ممرا يصل عرضه إلى 5 كيلومترات شمال الخط الأزرق.

أضرار هائلة

وقالت إن القصف المستمر واستخدام الفوسفور الكيميائي جعل المنطقة غير قابلة للسكن، وتسببت الأضرار الهائلة التي مست البنية التحتية والبيئية في خلق ما يشبه "المنطقة العازلة" التي تريد إسرائيل إقامتها في لبنان.

وأوضحت الصحيفة أنها جمعت بيانات من الأقمار الصناعية التجارية، وتعاونت مع أبحاث من مركز الدراسات العليا في جامعة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون. ويستخدم الباحثون تقنية خاصة للحصول على الصور من أقمار صناعية تستطيع اكتشاف التغييرات التي تطرأ على المباني، ولا تتأثر بوجود الغيوم.

وأفاد تقرير فايننشال تايمز أن الدمار يظهر -على سبيل المثال- في بلدة عيتا الشعب القريبة من الحدود، حيث تعرض وسط البلدة لقصف شديد منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، ونقلت عن رئيس بلديتها محمد سرور وصفه لما يجري بأنه تدمير ممنهج للبنية التحتية بالبلدة لجعل العودة إليها مستحيلة.

وضع سيئ

أما رئيس بلدية بلدة كفر كيلا، فأكد أن الوضع يزداد سوءا في البلدة، مشيرا إلى أن هناك أحياء أصبحت تشبه غزة.

وذكرت الصحيفة أنه بحسب مسؤول لبناني رفيع فإن السؤال المطروح هو ما إذا كانت الدبلوماسية والمنطقة العازلة التي فرضها الأمر الواقع ستكون كافية لتجنب نشوب حرب أوسع، أم إن إسرائيل ترغب في توسيع الحرب في محاولة منها تنفيذ "خطتها الحمقاء" للقضاء على حزب الله بالكامل؟

وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع أن هذه ليست منطقة عازلة، وأنهم يريدون فقط إبعاد حزب الله، مع بقاء قوات حفظ السلام والجيش اللبناني والمدنيين اللبنانيين هناك، توضح فايننشال تايمز.

وإلى جانب الأضرار التي تصيب البنية التحتية، فإن استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض والمواد الحارقة الأخرى أضر بالمحيط الحيوي للبنان.

وذكر هاشم حيدر، رئيس مجلس الجنوب اللبناني، وهو هيئة رسمية في لبنان أن الحرب الإسرائيلية تركت البنية التحتية المدنية في حالة سيئة، بما في ذلك مضخات المياه والخزانات وشبكات الكهرباء والألواح الشمسية والطرق.

أسلحة أخطر

وأشار حيدر إلى أن "الأضرار جسيمة إذ يختلف نوع الأسلحة المستخدمة عما رأيناه في سنة 2006. في السابق، عندما يقصف منزل، كان الضرر يقتصر على المنزل ومحيطه المباشر، أما الآن، باتت أحياء بأكملها تتأثر بقصف واحد".

وانتشر الفوسفور الأبيض الكيميائي –الذي يشتعل عند تعرضه للأكسجين– عن طريق قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ. وفي يونيو/حزيران، وثّقت منظمة هيومن رايتس ووتش استخدامه من قبل القوات الإسرائيلية في 17 بلدية لبنانية على الأقل منذ أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك خمس مناطق مأهولة بالسكان.

من جانبه، نبّه هشام يونس، مؤسس مجموعة "غرين ساوثرنرز"، وهي مجموعة بيئية لبنانية، إلى أن تطهير التربة قد يستغرق سنوات. وقال إن "هدفهم هو تحويل المنطقة إلى أرض ميتة لجعلها غير صالحة للسكن".

مقالات مشابهة

  • فايننشال تايمز: هل تسعى إسرائيل لإنشاء منطقة ميتة في لبنان؟
  • الأمم المتحدة تُحذر من كارثة غذائية بغزة: الأمل الوحيد في فتح المعابر
  • كارثة جوع غير مسبوقة.. أكثر من نصف سكان السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد
  • الوضع في غزة يزداد سوءًا؛ فلا تنسوها من دعائكم
  •  الأمم المتحدة: 557 ألف امرأة بغزة يعانين من انعدام الأمن الغذائي
  • الأمم المتحدة: 557 ألف امرأة بقطاع غزة يواجهن انعداما حادا في الأمن الغذائي
  • غريفيث : وضع الأمن الغذائي في غزة ” لايحتمل “
  • غريفيث: وضع الأمن الغذائي في غزة لا يحتمل والأرقام تظهر وضعاً قاسيا
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي على الإطلاق
  • الأمم المتحدة: أكثر من نصف السودانيين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد