جبال كندا الثلجية.. الوجهة المثلى لعشاق التزلج
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
تزخر كندا بالعديد من منتجعات التزلج الشهيرة، كما تشتهر بطريق "ترانس كندا" السريع الذي يمتد من المحيط الهادي في الغرب وحتى المحيط الأطلسي في الشرق، ويعتبر ثاني أطول طريق سريع في العالم بعد الطريق السريع "ناشونال هاي واي 1" في أستراليا.
الطريق السريعويعتبر الطريق السريع "ترانس كندا" الوجهة السياحية الأولى لعشاق التزحلق على الجليد، إذ تقام فيه أطول جولة للتزلج في العالم؛ حيث تصطف عشرات المنتجعات السياحية على طول الطريق، وخاصة في بريتيش كولومبيا وألبرتا وكيبيك.
ويمكن للسياح أخذ إجازة لعدة أشهر والانطلاق في جولات تزلج لاستكشاف هذه المنتجعات الساحرة.
وتزداد جودة الثلوج في المناطق الداخلية، ولكن غالبا ما تتساقط الثلوج على السواحل أيضا، وخاصة على الساحل الغربي، الذي يعرف باسم جبال الساحل "كوست ماونتنز"، وهناك بعض الشركات السياحية، التي توفر خدمة التزلج عن طريق طائرات الهليكوبتر مثل "بيلا كولا" و"وايت ويلدرنيس"، إضافة إلى الكثير من النزل وأماكن الإقامة الصغيرة.
يعتبر منتجع "كيكنغ هورس" مقر تنظيم الجولة الحرة التي تجمع أفضل متزلجي العالم على المسارات شديدة الانحدار (الألمانية) نقطة الانطلاقوتعتبر جزيرة فانكوفر نقطة الانطلاق في أقصى الغرب لما يعرف بأطول طريق لسفاري تزلج في العالم؛ حيث تتساقط في تلك المنطقة كميات كبيرة من الثلوج تتراكم لارتفاع حوالي 11 مترا سنويا، ويعتبر جبل واشنطن "ماونتن واشنطن" من الوجهات السياحية البديعة لما يمتع به من إطلالة رائعة على المحيط الهادي.
ونادرا ما يغامر السياح بزيارة المنتجع السياحي الصغير، والذي يقع إلى مسافة ساعة بالسيارة شمال الطريق السريع.
وأوضح مدرب التزلج نايغل هاريسون، الذي يقيم عند سفح الجبل، قائلا: "تضم منطقة التزلج حوالي 80 مسارا للتزلج وتمتد على مساحة 7 كيلومترات مربعة من الثلوج، كما أنه يلبي متطلبات العائلات والأشخاص، الذين يرغبون في التزلج خارج المسارات المحددة".
أكبر منتجع للتزلج في أميركا الشماليةويقع أكبر منتجع للتزلج في أميركا الشمالية على مسافة 5 ساعات بالسيارة من جبل واشنطن، ويمتد على مساحة 33 كيلومترا مربعا، وتعتبر هذه المسافة على مرمى حجر بالمعايير الكندية، ويمكن الوصول إلى هذا المنتجع بواسطة العبّارة من نانايمو التي تعتبر جزءا من الطريق السريع، حتى الوصول إلى ويسلر، والتي نالت شهرة عالمية منذ تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في فانكوفر عام 2010.
وقال داريل باوي، بطل كندا السابق في السباحة الحرة ومدير المخيمات الخاصة بمدرسة التزلج الكندية: "ويسلر هي بمثابة حلم لكل عشاق التزلج؛ حيث تنتشر بها المسارات الواسعة والمنحدرات السريعة، وكذلك التضاريس الرائعة خارج مسارات التزلج".
وتعتبر منطقة ويسلر من عوامل الجذب السياحي المهمة؛ حيث يقصدها بعض السياح فقط لركوب الجندول "بيك تو بيك"، والذي يربط على ارتفاع المحطات الوسطى بين جبلي "بلاككومب" و"ويسلر"، ويمتد لمسافة 4.4 كيلومترات، كما تحلق عربات الجندول على ارتفاع 436 كيلومترا فوق الوادي البديع.
يعتبر منتجع "ليك لويز" جنة لعشاق التزلج على الجليد في كندا (الألمانية) منتجع "ريفيلستوك"ويحتل منتجع "ريفيلستوك" المركز الأول من حيث الارتفاع (1710 أمتار)، ويحمل الرقم القياسي في أميركا الشمالية، كما تشتهر المدينة الصغيرة الواقعة على نهر كولومبيا بأنها "عاصمة التزلج عن طريق طائرات الهليكوبتر في كندا"، وما بها من نزل وفنادق صغيرة، وشركات سياحية، كما تشتهر جبال "سيلكيركس" و"بوغابوس" بوجود أشهر أنواع مسارات التزلج.
وافتتح المنتجع عام 2007، ويزدهر حاليا بنفس درجة ازدهار المدينة، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ السكك الحديدية "ترانس كندا"؛ حيث كانت سكك حديد المحيط الهادي الكندية، والتي تم بناؤها عام 1885، بمثابة النموذج لإنشاء الطريق السريع "ترانس كندا هاي واي"، وقد كانت جبال روكي "روكي ماونتنز" بمثابة التحدي الأكبر لكلا الطريقين؛ نظرا لأنه غالبا ما يتم إغلاق ممر روجرز إلى الآن بسبب تساقط الثلوج بكثافة.
التزلج على المنحدرات في منتجع ريفيلستوك للتزلج في كندا (شترستوك) منتجع "إيغلز آي"وإذا تمكن السياح من عبور الممر، فيصلون إلى منطقة تزلج زاخرة بالتحديات بكوخ تزلج جميل في منطقة "غولدن"، ويرتفع المنتجع مثل عش النسر فوق جبل "كيكنغ هورس"، ويعتبر مقر تنظيم الجولة الحرة، والتي تجمع أفضل المتسابقين في العالم لأداء الجولات الحرة على مسارات التزلج شديدة الانحدار.
وإذا رغب السياح بالمزيد؛ عليهم التوجه جنوبا؛ لمنطقة بانورامية لجولات التزلج المتنوعة، كما يمكن لأصحاب الخبرة الانطلاق إلى القمم البعيدة والمنحدرات للاستمتاع بالجولات الحرة.
وعند مواصلة السير إلى الشرق انطلاقا من منطقة "غولدن" يصل بالسياح إلى جبال روكي عبر الأنفاق الحلزونية الشهيرة لخط السكك الحديدية، وتعمل هذه الأنفاق على تغيير الاتجاه داخل الجبل بمقدار 288 درجة، ولذلك يمكن للسياح تخيل الطريق السريع مثل قطار طويل يخرج من نفق في اتجاه معين بينما نهاية القطار تدخل النفق في الاتجاه المعاكس.
وتوجد بحيرة "لويز" في منتصف المحمية الطبيعية "بانف"، وتمتاز بتنوع المناظر الطبيعية وتحظى بإعجاب الكثيرين، وتضم فندقا أسفل نهر فيكتوريا الجليدي.
ويشاهد السياح مئات القمم، التي ترتفع وسط غابات لا نهاية لها، ويتخذ منتجع "بانف صن شاين" من أحد التلال المرتفعة مقرا له بجوار الطريق السريع، ويضم فندقا جبليا وحيدا وسط منطقة التزلج في كندا، ويشتمل منتجع "صن شاين" على مسار التزلج "ديليريم دايف" الوعر، والذي يعتبر من أكثر مسارات التزلج انحدارا في أميركا الشمالية.
ويصل السياح إلى منتجع "بانف" بعد جولة بالسيارة لمدة 25 دقيقة، ويعتبر من أشهر مواقع العطلات في جبال روكي على الطريق السريع مباشرة، وتم إنشاء أول مصعد على جبل "نوراكواي" عام 1927، ويمكن للسياح والمتزلجين زيارة منتجعات "بانف" و"صن شاين" و "ليك لويز" بتذكرة تزلج واحدة.
متعة التزلج وسط غابات لا نهاية لها بجوار الطريق السريع، في أحد مناطق التزلج في كندا (شترستوك)وتقع منطقة "ناكيسكا" بين "بانف" و"كالغاري" وبجوار بحيرة "ليك لويز"، وقد كانت مقرا لاستضافة المتزلجين من منطقة الألب خلال دورة الألعاب الأولمبية في كالغاري عام 1988؛ حيث كانت الفرق الوطنية تتدرب بانتظام على الجانب الشرقي لجبال روكي، وكانت البراري تبدأ من عند سفح هذه الجبال.
وتشتهر مقاطعتا ساسكاتشوان ومانيتوبا بأنهما بلد رعاة البقر والمزارعين، وهناك مناطق صغيرة للتزلج في أوشابواسي (ساسكاتشوان) وأسيسيبي (مانيتوبا)، كما في مقاطعة أونتاريو، التي يوجد بها جبل "مونت بالدي" المطل على بحيرة "سوبيريور".
وينعم السياح هنا بقدر محدود من متعة التزلج، نظرا لوجود حوالي 10 كيلومترات فقط من مسارات التزلج مع فرق ارتفاع يصل إلى 150 مترا فقط، وعند مواصلة السير إلى الغرب من مقاطعة "كيبيك" يصل فرق الارتفاع من 230 إلى 875 مترا، حتى الوصول إلى القلب الفرنسي لكندا.
منطقة "ناكيسكا" كانت مقرا لاستضافة المتزلجين من منطقة الألب خلال دورة الألعاب الأولمبية في كالغاري عام 1988 (الألمانية) أكبر منطقة تزلج في "كيبيك"وتحظى منطقة "سافوير فيفر" بأهمية كبيرة، والتي تقع على أبواب مونتريال، ودائما ما ترفع شعار "إذا كان التزلج مهما فإن أنشطة ما بعد التزلج مهمة أيضا". ويعتبر جبل "تريمبلانت" أكبر منطقة تزلج في "كيبيك"، ودائما ما يقصده الخبراء والمتمرسون.
وتشتمل على 14 مصعدا وأكثر من 100 مسار تزلج، وتعتبر مكان استضافة سباقين من سباقات التزلج المتعرج العملاق ضمن منافسات كأس العالم.
وعند السير باتجاه الشرق يصل السياح إلى منطقتي التزلج "مونت سانت آن" و"لو ماسيف دي شارليفوا"، وهما من مناطق التزلج الكبيرة في "كيبيك"، وتقعان على الطريق السريع مباشرة على الضفة الأخرى لنهر "سانت لورانس".
وتشتهر منطقة "نيو برونزويك" بأعلى نطاق مد وجزر في العالم في خليج "فندي"، وتضم هذه المنطقة حوالي 20 كيلومترا من المنحدرات على جبل كراب، وهناك 5 مسارات تزلج في متنزه "بروكفيل" للتزلج والواقع في جزيرة الأمير إدوارد، وتشتمل منطقة "كيب سموكي" في نوفا سكوتيا على 6 كيلومترات فقط من مسارات التزلج، كما أنها تتيح للسياح إطلالة رائعة على المحيط الأطلنطي.
"ويسلر" حلم عشاق التزلج؛ تنتشر فيها المسارات الواسعة والمنحدرات السريعة، والتضاريس الرائعة خارج مسارات التزلج (الألمانية) المرحلة التاليةوفي المرحلة التالية من الجولة يصل السياح إلى منطقة التزلج التي تقع في أقصى شرق كندا وتمتد على مساحة ألف كيلومتر، ويمكن الوصول إلى بعض أجزائها عن طريق العبّارات.
ويمر الطريق السريع "ترانس كندا" عبر منتجع "وايت هيلز" الصغير في مقاطعة "نيوفاوندلاند" و"لابرادور".
ويمثل هذا المنتجع خط النهاية لأطول جولة سفاري تزلج في العالم، بدءا من مسارات التزلج البسيطة في الغرب ووصولا إلى المسارات المنحدرة والشاقة في الشرق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی أمیرکا الشمالیة الطریق السریع السیاح إلى الوصول إلى للتزلج فی فی العالم فی کندا تزلج فی
إقرأ أيضاً:
"اليرموك".. من مدرجات لعشاق الكرة إلى مأوىً للنازحين
غزة - مدلين خلة - صفا
لازالت تسمع في الخلفية صافرات الحكم ومساعديه على الجانبين، فيما تقطعها هتافات الجماهير المتحمسة لمجريات مباريات كانت تنظم على هذه المساحة قبل 13 شهرًا فقط.
ملعب اليرموك المعشب وبأنواره الساطعة المثبتة على أركان الاستاد الشهير في غزة؛ فقد اخضراره ذاك وتحول إلى البياض حال النظر إلى ساحته من مدرجاته الإسمنتية.
هذا الملعب كان أول المستقبلين للنازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم في شمال قطاع غزة جراء العدوان الذي شارف على اختتام 400 يومٍ من حربٍ إسرائيلية لا هوادة فيها.
مراسل وكالة "صفا" التقى يوسف عسلية الذي نزح قسرًا من بيت لاهيا إلى ساحة الملعب.
ويقول عسلية: "مشينا من بيت لاهيا إلى الملعب سيرًا على الأقدام، دون اصطحاب أي مستلزمات للحياة، فلم يسمح لنا الجيش بأخذ أمتعتنا ولو فراشًا وأغطية".
ويضيف عسلية أنه وعائلته اضطروا إلى النزوح من مدرسة كانت تأويهم بعد تدمير منزلهم في مخيم جباليا؛ واضطروا للرحيل منها نحو الملعب بعد أن أسقطت طائرة استطلاع للجيش منشورات تهددهم بضرورة مغادرة المدرسة على الفور.
ويشير إلى أنه رفض النزوح إلى مدن جنوب القطاع في أول الأمر، وذلك عندما اضطر مئات الآلاف من سكان مدينة غزة وشمالها للرحيل إلى وسط وجنوب القطاع.
ويتابع الحاج عسلية حديثه لوكالة "صفا"، "مع الاجتياح الثاني للمعسكر تحاصرنا بمجمع مدارس الوكالة عند أبو زيتون وخرجنا تحت القصف على أقرب مدرسة شعرنا فيها بالأمان، وحطينا رحالنا فيها ومع استقرارنا صارت العملية العسكرية الحالية على الشمال، وقررنا نصمد في جباليا وما نطلع الا على الموت".
تجرع المعاناة التي عاشها وآلاف الصامدين بشمال القطاع، قطرة قطرة دون نظرة بعين الرحمة من دول تحمل في لقبها عربية وإسلامية.
"دخل علينا الجيش وفصل النساء عن الرجال وأخذهم على مكان ما حد بيعرف وين طبعا بعد ما جردهم من كل ملابسهم، وأجبرنا نطلع من جباليا عبر شارع صلاح الدين ونتجه ع غزة".
"أنا ما عشت نكبة ال48، كنت بسمع أبوي وسيدي بيحكو عنها، لكن وقت أجبرت على ترك الشمال شعرت روحي طلعت من جسدي، عرفت شو يعني تعيش 74سنةبعيد عن بيتك وأرضك، خروجنا من الشمال على غزة مثل طلوع الروح من الجسد".
"احنا هان بنعيش بظروف صعبة كتير، الاحتلال جبرنا على النزوح بدون أخذ شيء معنا، الان احنا قاطنين الخيام التي لا تقي برد الليل ولا حر النهار".
واضطرت آلاف العائلات بشمال القطاع إلى النزوح القسري من منازلها ومراكز الإيواء عقب الاجتياح البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي على تلك المناطق لليوم 33 على التوالي.
ولجأت العائلات إلى مخيم النزوح الذي انشئ خصيصا لنازحي الشمال في ملعب اليرموك بمدينة غزة، وذلك عقب ارتكاب الجيش الإسرائيلي أبشع المجازر وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها وعمليات النسف المستمر لما تبقى من حجارة قائمة، في محاولة لجمع شتات العائلات النازحة قسرا.
وأسفرت العملية العسكرية على شمال القطاع عن ارتقاء ما يزيد عن 1400شهيد، ممن وصلوا إلى مستشفيات الشمال وغزة، ولا تزال عدد من الجثث ملقاه في الشوارع، وآلاف المصابين الذين لا تستطيع طواقم الدفاع المدني من الوصول إليها وذلك لمنع الاحتلال الطواقم من القيام بعملها واجبارها على مغادرة الشمال.
أمل العودة إلى أرضهم بشمال القطاع لا ينفك يغادر أفواه النازحين هنا في مخيم النزوح بملعب اليرموك فحال " المواطن أبو وائل أبو حميدان" لا يختلف كثيرا عن الحاج عسلية.
"عودتنا للشمال قريبة إن شاء الله، طلعنا منه غصب عنا ورح نرجع الو غصب عنهم، وما رح ينجح مخططهم باحتلال الشمال".
وخلال حديثه لوكالة "صفا" يصف أبو وائل أبو حميدان كيفية تعامل جنود الاحتلال مع الشبان الذين يتم اعتقالهم والتحقيق معهم، "اذا يتم تعريتهم من كامل ثيابهم واجبارهم على الجلوس في الرمال معصوبي الأيدي والاعين مع توجيه أسئلة وتهم لا أساس لها من الصحة".
ويتابع، "الضرب والتنكيل والتعذيب الذي يقوم به الجيش بحق أهل الشمال لا يمكن وصفها والتهمة الموجهة الهم، ليش ما نزحتو على الجنوب؟".
ويشتكي أبو حميدان من الوضع المأساوي الذي آلت اليه حاله وعائلته عقب إجبارهم الى التوجه غرب مدينة غزة، في أعقاب اجتياح جيش الاحتلال لمنطقة معسكر جباليا.
ومما يفاقم الأزمة سوءا، بحسب أبو وائل، العيش داخل خيمة منصوبة على رمال دون وجود الملابس والاغطية والفراش المناسب للجلوس والنوم عليه".
ويناشد أبو حميدان بضرورة توفير الجهات المختصة الأغراض اللازمة من اغطية وملابس مع برودة الجو ليلا.