قانوني يكشف النتائج المتوقعة لدعوى جنوب إفريقيا على الاحتلال
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
أبو نجمة: العقوبات قد تصل إلى إدانة الاحتلال بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وفرض تعويضات عليه
يترقب العالم النتيجة التي ستخلص إليها محكمة العدل الدولية في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا بحق الاحتلال الإسرائيلي متهمة الأخير بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
يعتمد مدى نجاح الدعوى الخاصة بالإبادة الجماعية على مدى قدرة الجهة المدعية على أن تثبت للمحكمة ارتكاب الجهة المدعى عليها أفعال تمت من طرفها بشكل متعمد، ومن ثم إثبات أن هذه الأفعال ينطبق عليها وصف جريمة الإبادة الجماعية.
اقرأ أيضاً : الاحتلال يكشف عدد السنوات التي استعد لها السنوار قبل طوفان الأقصى
المحامي حمادة أبو نجمة قال إن هذا ما ركزت عليه جنوب افريقيا في دعواها ومرافعاتها لغاية الآن، وطالبت فيها اتخاذ تدابير احترازية مستعجلة، تحفظ حق الفلسطينيين في الحياة، ووقف الأعمال العسكرية، مستندة في ذلك إلى النظام الأساسي للمحكمة، الذي أجاز لها اتخاذ تدابير مؤقتة للحفاظ على حقوق أي من طرفي النزاع إلى حين اتخاذ القرار النهائي.
وبين أبو نجمة أن هذه النقطة بالتحديد تتطلب وصول المحكمة إلى قناعة بأن هناك ضرورات أو وقائع تستدعي ذلك، وهي نقطة لها سابقة قضائية للمحكمة عندما قررت عام 2020 اتخاذ تدابير تلزم ميانمار بوقف عمليات الإبادة الجماعية بحق شعب الروهينجا.
وأكد أن جنوب إفريقيا بنت دعواها على أسس قانونية قوية، مستندة في ذلك إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والتي صادقت عليها دولة الاحتلال منذ عام 1948 وأصبحت بذلك ملزمة بأحكامها، وأي مخالفة لأحكامها تستوجب المسائلة أمام محكمة العدل الدولية صاحبة الولاية والاختصاص بنظر الدعوى، وهذه الحقيقة تنفي صحة ما دفع به الاحتلال من خلال فريقه القانوني بأن محكمة العدل الدولية ليست ذات اختصاص بنظر الدعوى، وبأن ما قام به الاحتلال كان من قبيل الدفاع عن النفس، رغم أنه لم يقدم أي إثبات قانوني لإدعاءاته هذه.
وأشار إلى أنه ينتظر من المحكمة أن تبت في قرارها القادم أولا ما إذا كانت مختصة بنظر الدعوى، ومن ثم النظر في مدى وجود مبررات لتوجه أمر إلى الاحتلال لوقف الأعمال العسكرية، وهما نقطتان تم تغطيتهما في دعوى جنوب إفريقيا ومرافعاتها بصورة محكمة من الناحية القانونية، إلا أن من المعروف أن مثل هذه الدعاوى تتعلق بسياسات دول، وهو أمر يفرض اعتبارات سياسية لطبيعة القناعات التي ستتوصل إليها، والتي قد تصل إلى إدانة الإحتلال بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وفرض تعويضات عليها، وربما أيضا تعرضها لعقوبات اقتصادية أو دبلوماسية.
وتابع:"الأفعال التي ارتكبها الاحتلال لا يمكن وصفها من الناحية القانونية إلا بالإبادة الجماعية، وقد قدمت جنوب إفريقيا كل ما يثبت ويؤكد ذلك، وسيكون من الصعب على المحكمة عدم القبول بهذه الحقيقة، ومع ذلك فعلينا أن نأخذ بعين الإعتبار أن تنفيذ قرارات المحكمة وإلزام الأطراف بها هو من صلاحيات مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي يعني إمكانية نقض أي قرار سيقترح لتنفيذ حكم المحكمة الذي قد يصدر، وذلك عند التصويت على تنفيذه من قبل أعضاء مجلس الأمن، بممارسة حق النقض "الفيتو" من دولة أو أكثر من الدول ذات العضوية الدائمة في المجلس".
وقال إنه على الرغم من أن الدعوى بحد ذاتها تمثل نزاعا قانونيا بين دولتين، إلا أنها في نفس الوقت تمثل اختبارا حقيقيا لفعالية وإلزامية قواعد القانون الدولي، خاصة إذا ما أصدرت المحكمة قرارات مغايرة لمضمون الاتفاقية الدولية ووقائع الأحداث على الأرض، في الوقت الذي يتعرض القضاة فيها لضغوطات غير مسبوقة بهدف عدم إدانة الإحتلال، أو إذا تم تجاهل تنفيذ قراراتها وإهمالها من قبل الدول العظمى ومجلس الأمن الدولي.
وذكر أن مجرد إقامة الدعوى قد حقق سابقة في لفت نظر العالم إلى ما يحصل في المنطقة، والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود، خاصة وأنها أقيمت من دولة ليست عربية ولا إسلامية، وليس لها صلة مباشرة في النزاع السياسي في المنطقة، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير على الرأي العالمي نحو تأييد حقوق الشعب الفلسطيني، أما إذا صدر قرار بإدانة الاحتلال سيشكل ذلك انقلابا سياسيا كبيرا خاصة من الدول الداعمة للإحتلال سياسيا أو عسكريا، وتعرض هذه الدول لإحراج شديد على المستوى الداخلي ومع شعوبها، وكذلك على مستوى عالمي وصورتها التي ستهتز أمام العالم.
وأفاد أن المحكمة ليست ملزمة بوقت محدد لإصدار قرارها، ولكن من المتوقع أن لا تصدر قرارها قبل أقل من شهر من جلسات سماع المرافعات التي تمت مؤخرا، وقد تتأخر أكثر في ضوء الضغوط التي قد تمارسها على المحكمة بعض الدول الداعمة لدولة الاحتلال، على أمل أن تجد حلولا تخفف من حدة أي قرار قد يصدر لغير صالح الإحتلال، أو سعيا لثنيها عن إصدار أي قرار يدينه.
شكلت المحاكمة ضغطا هائلا على الدول الداعمة للاحتلال، وجعلت دولة الإحتلال تعيش أسوأ أيامها ليس فقط خوفا على مصير الحرب على غزة، بل أيضا قلقا على مصير مشروعها الاستعماري في فلسطين وفي المنطقة، وفي حال صدور قرار إيجابى تجاه مطالب جنوب إفريقيا فسيفقد الإحتلال أحد أهم أدواته التي تعمد على التلاعب بالرأي العام العالمي وتوجيهه بأكاذيب حول أنها دولة تسعى للعيش بسلام في المنطقة، كما سيفتح الباب أمام المنظمات الدولية للاستجابة لأي مطالبات بإدانتها عن هذه الجرائم والجرائم الأخرى التي ترتكبها من بداية مشروعها في المنطقة.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزة جريمة جنوب إفريقيا حركة المقاومة الاسلامية حماس جریمة الإبادة الجماعیة جنوب إفریقیا فی المنطقة من الدول
إقرأ أيضاً:
لاعب جنوب أفريقيا المشارك في بطولة إفريقيا للشطرنج: مصر بلد الأمان
قال آرون فاندبارخ، لاعب جنوب أفريقيا في الشطرنج، إن البطولة الأفريقية التي تنظمها مصر وتختتم فعاليتها غدا السبت منظمة للغاية وكان الإعداد لها على أعلى مستوى.
وعبر خلال تصريحات صحفية على هامش فعاليات البطولة المقامة في مجمع صالات حسن مصطفى في مدينة السادس من أكتوبر عن انبهاره بما شاهده في مصر.
وأضاف آرون فاندبارخ، لاعب جنوب أفريقيا في الشطرنج، أن التركيز هو المفتاح الذي يجعلنا نفوز وننتصر ونصعد منصات التتويج.
كما عبر عن اعتزازه بأحمد عدلي رئيس الاتحاد المصري للشطرنج، واللاعب الكبير صاحب الإنجازات، حيث إنه كان لاعب خطير وتغلب على لاعبي جنوب أفريقيا من قبل.
واختتم حديثه قائلا: أنا معجب بالأكل والناس في مصر، موضحا أنهم تجولوا في شوارع مصر وشعروا بالأمان والطمأنينة والاستقرار على مدار الوقت.
وتضم قائمة الدول المشاركة في البطولة الأفريقية للشطرنج خلال الفترة من 16 إلى 23 نوفمبر الجاري، كل من: الجزائر، أنجولا، الكاميرون، جامبيا، غينيا الاستوائية، كينيا، ليبيا، السنغال، جنوب إفريقيا، السودان، أوغندا، نيجيريا بالإضافة إلى مصر الدولة المستضيفة للحدث.
ويضم الجهاز الفني للمنتخب المصري للشطرنج كابتن فرج عمرو المدير الفني والدكتور محمود رشدي وكابتن حسام مسلم.
وضمت قائمة اللاعبين المصريين في البطولة كل من: حامد وفا، أحمد قنديل، ديفيد جورج، مينا وائل، فريد تامر، مارتن مينا، روماني رزق، محمود عابدين، مايكل عزمي أدهم حسام، فارس أحمد مصطفى، جوي روماني، جنى محمد، ديما علاء، ليلى محمد أمين، جنة جاسر، رنا جاسر، ماريز ماجد.