النهار أونلاين:
2025-03-04@06:36:14 GMT

لأنه أبي أنا خائفة على مستقبله

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

لأنه أبي أنا خائفة على مستقبله

سيدتي تحية طيبة لكم جميعا، وأتمنى أن أجد الرحب من ظرفكم. لأنني حقا أشعر بألم في قلب يخض أبي، فهو شخص طيب القلب للغاية. لكن بعضا من طباعه جلبت له ولنا المتاعب، فهو كثير الغيبة والنميمة. لا يكتم سر أحد ولا يتستر على أحد، لا يفرق بين حبيب وعدو، بمجرد أن يعطيه أحدهم الفرصة يتكلم في هذا وذاك.

وليست كل الناس صادقة، فالكثير منهم يعيدون كلامه، ما جعل علاقته مع الجميع على المحك، فعلى سبيل المثال منذ عدة سنوات أقرض أبي شخصا بعض المال.

وتوفي ذلك الشخص ولم يسدد دينه، وإذا بأبي يتكلم عن ذلك أمام الناس وفضحه. ووصل الكلام إلى مسامع أهل المتوفى، فغضبوا من أبي إلى أن حصل شجار شديد كاد أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه لولا ستر الله. ليس هذا فحسب فهو يتتبعه زلات الناس وحياتهم الخاصة، فسبب لأسرتنا الكثير من الضرر. أمي تعيش انهيار عصبي، إخوتي يتشاجرون في الشارع لأجله، والكثير من الأهل قاطعونا بسببه.
سيدتي بسبب هذه التصرفات من والدي صار الكل يشمئز منها ويتفادانا، فكيف اتصرف معه ليغير من طباعه؟

الــرد:

تحية أجمل أختاه، قبل كل شيء دعيني أرحب بك وبكل القراء الكرام، وأتمنى من الله أن نوفق في الرد عليك، بما من شأنه أن يسدد خطاك، ويبعث الراحة في قلبك، ثم بارك الله فيك على الحرص الشديد لتقويم هذا السلوك في والدك.

أنتم حقا في معضلة تعتبر مجلبة للمتاعب، لكن قبل أن أواصل الكلام لابد أن أنبهك لأمر غاية في الاهتمام، لابد عليكم أن تقوموا هذا السلوك في والدكم بلين ورفق، وبأسلوب لين لا يخدش كرامته، ولا تنسوا أن الله أوصانا بهم وقال: “وبالوالدين إحسانا”، لهذا أرى أن تنصحوا والدكم بحكمة ورفق، وتظهروا له سوء عاقبة تصرفاته، والأذى الذي يلحقه بكم وبغيركم.

وليس أمامكم إلا أن تجتهدوا وبكثير من الصبر عليه ودون ملل نصحه بالتي هي أحسن، كأن تشاهدوا معا البرامج التي تتحدث عن ذنب النميمة والغيبة والتجسس والتحذير منها، لعله يأخذ منها العبرة، وإلا فأي أسلوب أخر فيه العنف والقسوة قد يزيد الطينة بله.

عزيزتي استعينوا بالله، على ما يصيبكم من البلاء، واصبروا، وأكثروا من الدعاء لوالدكم، أن يصلحه، ويحسن خلقه، ويكفيه شر نفسه، ومن حوله، لأنه من أعظم أبواب البر، الدعاء له بأن تتداركه رحمة الله تعالى فيتوب توبة نصوحا مما هو فيه، وأن يغفر له، لقوله تعالى: “وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ”
وفقكم الله، وغفر لوالدكم وهداه.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

لماذا يصعق الناس من الشيخ عندما يضل الطريق؟!

بين الحين والآخر يطالعنا شيخ أو داعية أو ما يأخذ صورة رجل الدين؛ بفتوى أو رأي أو تصريح يفاجئ الناس بخلاف ما يتوقّع منه، وقد يكون برأيه الشاذّ خادما لأعداء الشعوب المقهورة أو الاحتلال من حيث يحتسب أو لا يحتسب، منها مثلا تلك التي تهاجم المقاومة بجرأة فائقة وسليطة وغير معهودة بينما تقف عاجزة مهادنة لفظائع ومنكرات تستحقّ هذا اللسان لا المقاومة وبسالتها وتضحياتها الجسام. وأخصّ ذلك الفريق الذي يغض الطرف عن منكرات يغرق حكامهم وشعوبهم فيها وليس له إلا المقاومة حيث يتربّص بها وينطلق مما قصر فهمه عن إدراكها أو سبر أغوارها من تحالف أو تعاون يرى فيه ضربا من الابتداع وخروجا عن الدين.

يرى مثلا التعاون مع إيران منكرا فظيعا، بينما الاستحواذ الأمريكي على دولته تعاونا محمودا جميلا. ويقع في مقولة الاحتلال "ذراع لإيران" أو ارتماء في الحضن الإيراني، رغم أن هذا التوصيف إسرائيلي بامتياز، ويتجاوز كل الاعتبارات الشرعية والأصول الصحيحة التي انطلقت منها المقاومة، مجسدة بذلك روح تعاونية تفتقدها الدول فاقدة الاستقلال والسيادة على شئونها السياسية وعقد تحالفاتها على أصول شرعية.

إجابة سؤال العنوان: لأن الشيخ ببساطة يختلف عن غيره.. السياسي يغرف من معين معرفته السياسية، والإعلامي من معين خبراته الإعلامية والمثقف من معين مخزونه الثقافي.. بينما الشيخ ينطلق من المقدس الديني.. ويضفي على أقواله هالة من القداسة بما يصل للناس أن الدين هو الذي يتكلم على لسان الشيخ، ونادرا ما نجد من يقول للناس هذا رأيي الذي يصيب ويخطئ، هذا ما فهمته من الدين وليس الدين. وورد في الأثر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عجّل كاتبه وكتب: هذا ما أرى الله لأمير المؤمنين، فقال له عمر امح ما كتبت واكتب هذا ما رأى عمر، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي. اليوم قلّ من نرى من الدعاة أن ينسب الرأي لنفسه بهذه الطريقة بل المعتاد أن يقولوا (إلا ما رحم الله) هذا هو حكم الله من فوق سبع سماوات.

ثمّة ملاحظة أنه ليس كل خطيب أو متكلّم مفوّه هو عالم في الدين، ومع هذا يخرجون للناس بصفة العلماء. فالشيخ من المفترض فيه أن يكون في مقدمة الصفوف.. ليس فقط أن يحافظ على قول الحق بل أن يكون مع أهل الحق، خاصة إذا كان هذا الحق هو ذروة سنام الإسلام ويقوم بهذه الفريضة أناس قاموا بها في زمن أصبحت فريضة غائبة وتقاعست عنها الأمة بأغلبية ساحقة.

فالناس يتوقعونه هناك وإذا به يفاجئهم بأنه في موقع أقرب إلى مقولة الأعداء ويصب قوله في خدمتهم، فأية مصيبة أوقعها على رؤوس الناس بأقوال تأتيهم كالشهب الصاعقة. فهو لم يكتف بالنزول عن الجبل لتحقيق مغانم زائلة وهزيمة ساحقة، بل صب قوله ليخدم بها الأعداء منطلقا من قداسته الدينية التي بناها في قلوب الناس سنوات وسنوات.

وهو كذلك ينطلق من منبر عال وبروح أستاذية عالية ويصدر خطابا متعاليا ومتنمرا! من هو مُنعّم في بيته بعيد كل البعد عن غبار المعركة قائم على سنّة السواك وعطر الجمعة وآداب المسجد المكيّف؛ لا يمكن أن يكون أقدر من استنباط الأحكام من الذي في معمعان القصف في نفق تحت الأرض وتحت الطيران التجسسي العالمي ومكر كل قوى الشر في العالم..

هناك العلماء العاملون المجاهدون الذين قدموا حياتهم وأرواحهم في سبيل الله.. وهم بالمناسبة أمرهم شورى بينهم ويصلون إلى الموقف المطلوب بصورة جماعية شورية، بينما من يضلوا الطريق بعيدا لا يستشيرون أحدا ولا يعتبرونه رأيا قد يصيب ويخطئ، بل هو الدين نفسه الذي لا يأتيه الباطل وهو الوكيل الشرعي والوحيد لهذا الدين.. لا يفرقون بين الدين وفهمهم له بل يعتبرون فهمهم هو الدين نفسه!

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: لفظ فاجتنبوه أشد من حرام
  • سعاد صالح: أنا ضد مسلسل"معاوية" لأنه يسبب فتنة بين السنة والشيعة
  • لماذا يصعق الناس من الشيخ عندما يضل الطريق؟!
  • ولد الددو يوضح كيف نستعد لعلامات الساعة.. وما وقع منها وما لم يقع
  • وقفات مع شهر رمضان المحرم
  • رمضان كريم
  • لأنه بلد غير آمن.. بريطانيا تحذر مواطنيها من السفر إلى الجزائر
  • قولي ما شاء الله .. حمادة هلال يُحرج أميرة بدر بسبب مسلسل المداح
  • سبيلك إلى السلوك القويم.. 3 ركائز أساسية في الإسلام لا تغفل عنها
  • تشييع أكثر من 90 شخصا في بلدة حدودية لبنانية قضوا خلال الحرب بين حزب الله واسرائيل