خبراء: هكذا تحطمت خطط السيسي لإنقاذ اقتصاد مصر بولايته الثالثة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
مع إعلان الحكومة المصرية قبل أسبوعين وثيقة "التوجهات الاستراتيجية" للاقتصاد المصري خلال الولاية الثالثة لرئيس النظام عبدالفتاح السيسي (2024- 2030)، بدت بعض المؤشرات اللافتة التي تركز عليها خطة الحكومة والتي قد تقود اقتصاد البلاد إلى منطقة مستقرة، وفق رؤية الحكومة.
وفي 5 كانون الثاني/ يناير الجاري، أصدر مجلس الوزراء المصري وثيقة بعنوان: "أبرز التوجهات الاستراتيجية" للاقتصاد المصري للفترة الرئاسية الجديدة، والتي كشفت عن خطط القاهرة لمضاعفة مواردها من العملات الأجنبية 3 مرات خلال 6 سنوات لتصل إلى 300 مليار دولار.
وقالت الحكومة المصرية في الوثيقة إنها تستهدف رفع معدل نمو قيمة الصادرات بما لا يقل عن 20 بالمئة سنويا لتصل إلى 145 مليار دولار في 2030، فيما وضعت هدفا لقطاع السياحة بزيادة العائدات إلى 45 مليار دولار في 2030 بدلا من 12 مليار دولار حاليا.
وتوقعت زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة 10 بالمئة سنويا لتصل إلى 19 مليار دولار في 2030، مع تضمنها هدف فتح أسواق عمل خارجية لمليون مصري لتصل تحويلات المغتربين إلى 53 مليار دولار.
وبالنسبة لإيرادات قناة السويس تسعى خطة الحكومة المصرية أن تبلغ مع نهاية ولاية السيسي الثالثة، إلى 26 مليار دولار.
تغييرات إقليمية
ولكن وبعد نحو أسبوعين من تلك الوثيقة انكشف عدم دقة بعض توقعات الحكومة المصرية، بل وفشل أهم خططها، لولاية السيسي الجديدة، والتي كان منها الاعتماد على دخل قناة السويس.
وذلك بفعل التغيرات الجيوسياسية الحادثة بإقليم الشرق الأوسط، ومنها حرب الإبادة الدموية الإسرائيلية على قطاع غزة المجاور لمصر ، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، واستهداف "جماعة الحوثي" في اليمن السفن التابعة للاحتلال بالمدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
وما تبعه من تصاعد للمواجهات العسكرية بين أمريكا وبريطانيا ودول غربية أخرى ضد (الحوثي)؛ تسبب جميعه في خسائر فادحة في إيرادات مرور السفن من قناة السويس، وفقدان الممر المائي المصري الذي ينقل نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية نحو 40 بالمئة من إيراداتها، في الأيام العشر الأولى من الشهر الجاري.
رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، أعلن في 12 كانون الثاني/ يناير الجاري، أن هناك 40 بالمئة تراجعا في العائدات الدولارية قناة السويس منذ بداية 2024، مقارنة بنفس الفترة في العام لماضي، بسبب الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
سقطت في الاختبار
وهو التصريح الذي دفع الخبير الاقتصادي والمستشار الأممي السابق الدكتور إبراهيم نوار، للقول إن "ورقة التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد بالسنوات الست القادمة سقطت بالاختبار الأول".
وعبر صفحته بـ"فيسبوك"، أكد أن "كل الكلام عن توريق إيرادات قناة السويس والسياحة، وتحويلات العاملين، أو غيرها ثبت أنه كلام تذروه رياح عدم اليقين، واحتمالات تخفيض التصنيف الائتماني لمصر".
وأضاف: "توريق إيرادات مستقبلية أصبحت هي نفسها في مهب الريح مجرد وهم نظري الآن مع انخفاض إيرادات قناة السويس من أول كانون الثاني/ يناير الحالي بنسبة 40 بالمئة، وتراجع إيرادات السياحة وتحويلات المصريين".
وأشار إلى تبعات ذلك الوضع بالقول إن "الممول لن يقرض الدولة مقابل أن ترهن لديه إيرادات غير مضمونة، كما أن تخفيض التصنيف الائتماني يعني رفع تكلفة الرهن، ناهيك عن التكلفة الأولية المرتفعة".
وأشار إلى أنه "ومع التقلبات الجيوسياسية في المنطقة، وثقل عبء المديونية القائم فعلا فإن الإقبال على تمويل احتياجات الحكومة سيكون بدرجة ضعيف ومكلف".
آمال قائمة على فروض
وفي تعليقه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب: "في اعتقادي أن وثيقة التوجهات الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها يمكن اعتبارها مجموعة من الآمال والخطط للحصول على مستقبل اقتصادي أفضل".
وأضاف لـ"عربي21": "بالطبع هي تقوم على عدة ركائز ، والجزء الأساسي منها أن يكون هناك نهضة في الاقتصاد العالمي يترتب عليها زيادة بحركة الملاحة في قناة السويس وعدد السفن العابرة، وبالتالي زيادة إيرادات القناة (من نحو 9.4 إلى 26 مليار دولار سنويا)".
وأشار إلى أن الوثيقة اعتمدت أيضا على أن "الانتعاش العالمي سيزيد الطلب على العمالة في جميع المجالات، والعمالة المصرية تعد أحد أهم مصادر العمالة بالمنطقة العربية، وعلى المستوى العالمي بدأ للعمالة المصرية القدرة على المنافسة".
واستدرك: "لكن التطورات الأخيرة أتت بما لا تشتهيه السفن، من تهديد للملاحة في البحر الأحمر أدى إلى تراجع إيرادات عبور السفن من قناة السويس، كما صرح رئيس الهيئة أنها بنسبة 40 بالمئة".
ويرى عبدالمطلب، أنه "وعلى الجانب الآخر يمكن النظر إلى مجموعة من التحديات التي يمكن أن تتحول إلى فرص"، ملمحا إلى "مسألة وقف الحرب في غزة، ثم إعادة إعمار القطاع"، مضيفا: "في اعتقادي أن الشركات المصرية سيكون لها نصيب الأسد في عقود إعادة الإعمار".
ولفت أيضا إلى أنه "حتى لو الشركات العالمية سيطرت على عملية إعادة الإعمار، ولم تتمكن الشركات المصرية من الحصول على عقود مباشرة، ففي اعتقادي أن جزءا من استثمارات إعادة إعمار غزة ستتم بمصر مثل مصانع للانشاءات والمباني الجاهزة وحتى الاتصالات والطرق، والعمالة المصرية سيكون لها نصيب كبير".
ويتوقع الخبير الاقتصادي، من هنا احتمال "زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر"، معتبرا أنه "أمر وارد كما تقول الوثيقة، خاصة وأن تكلفة إعمار غزة تبدأ بالسنة الأولى بنحو 9 مليار دولار"، معتقدا أن "القاهرة سيكون لها جزء كبير من الخطة مع زيادة الطلب على العمالة المصرية، ما ينعكس على تحويلات العاملين بالخارج".
وخلص للقول إن "ما نقوله هذا لا يمنع من وجود سحب كبيرة جدا الكل يعترف بها، مع عدم وضوح الرؤية بشأن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي"، مبينا أن "هذا ممكن أن يؤدي لتفاقم المشاكل الاقتصادية".
وأشار في نهاية حديثه إلى أوضاع سيئة يعاني منها اقتصاد البلاد، وبينها الأرقام الفلكية التي وصل إليها سعر صرف الدولار مقابل الجنيه"، مؤكدا أن "هذا في النهاية يؤدي لارتفاع تكاليف المنتجات المصرية، ما يقلل تنافسيتها بالسوق المحلي حيث ترتفع أسعارها، وحتى بالسوق العالمي لو نتحدث عن التصدير".
تصدم بحقائق وأرقام
وبجانب ما عرضه نوار، وعبدالمطلب، من مؤشرات على تحطم أولى خطط الولاية الثالثة للسيسي قبل أن تبدأ، ورؤيتهم لمستقبل خطط الولاية الثالثة التي جرى الإعلان عنها في ظل الظروف الدولية، تحدث الخبير الاقتصادي عبدالحافظ الصاوي، لـ"عربي21".
وأشار إلى أن ما عرضته وثيقة استراتيجية الاقتصاد المصري (2024- 2030) حول وصول إيرادات قناة السويس إلى 26 مليار دولار عام 2030، "تصطدم بعدة حقائق اقتصادية وأرقام رسمية".
وألمح الخبير المصري إلى أن "ما تشنه الآلة العسكرية الإسرائيلية من حرب ضد قطاع غزة، وما تلاها من ملاحقة جماعة الحوثي للسفن الإسرائيلية المارة بباب المندب تسبب في تراجع إيرادات القناة بنسبة 40 بالمئة".
ولفت إلى أن "بيانات ميزان المدفوعات لعام (2022- 2023)، أكدت أن إيرادات حركة مرور السفن بقناة السويس بلغ 8.7 مليارات دولار، فقط، بينما تقول الوثيقة إنها تسعى خلال 6 سنوات لأن يصبح دخل القناة 26 مليار دولار ، ما يعني زيادة مطلوبة بنحو 17.3 مليار دولار خلال تلك الفترة".
وأشار الصاوي، إلى أن سوابق أحاديث الحكومة المصرية عن إيرادات القناة لم تتحقق، ملمحا إلى "إعلان الحكومة وقت حفر تفريعة قناة السويس (2014- 2015)، بأن إيرادات القناة المتوقعة بعد الحفر ستصل إلى 13 مليار دولار عام 2023، وهو الأمر الذي لم يتحقق".
"هنا المعضلة.. وهذا الحل"
من جانبه، وجه كاتب اقتصادي مصري في حديثه لـ"عربي21"، حديثه داعيا لإنقاذ اقتصاد البلاد من أزمته ومن النظام الحالي، مؤكدا أن "حال الاقتصاد المصري أصبح كارثي، وأن مصر الآن في خطر".
وقال مفضلا عدم ذكر اسمه، إن "الحديث عن المؤثرات الخارجية ومنها أزمة الصراع في باب المندب، تعطي النظام المصري مبررات لإخفاقاته".
وأكد أن "رأس النظام الفاشل، لا يمكن له علاج ما أفسده، وما خَرَّبه منذ وضع أنفه في الاقتصاد منذ العام 2013، لأن حال الاقتصاد أصبح كارثي بالفعل، وأن مصر الدولة والشعب في خطر".
وطالب الكاتب بالتركيز "على ضرورة بل حتمية إسقاط الديون أو حتى بعضها، وجدولة البعض الآخر مع فترة سماح ابتدائية لمدة 10 سنوات".
وختم بالقول: "ولا يمكن المطالبة بإسقاط الديون، إلا عبر حكومة (منتخبة)".
اضطراب بالأسواق
وفي مقابل الحديث عن خطط دولة السيسي، في ولايته الثالثة، رفعت الحكومة المصرية أسعار عشرات السلع والخدمات بينها الاتصالات والإنترنت والكهرباء وتذاكر مترو الأنفاق والسكك الحديدية، وغيرها مع مطلع العام الجاري.
ويشهد السوق المحلي هذا الأسبوع اضطرابا كبيرا مع تفاقم سعر صرف الدولار في السوق السوداء مقابل العملة المحلية ليتعدى لأول مرة في تاريخ البلاد معدل 60 جنيها مقابل الدولار، ونحو 64 جنيها مقابل اليورو، ما أصاب السوق بصدمة ارتفاع لأغلب الأسعار.
وأكد متعاملون في الأسواق، ارتفاع كافة السلع الاستهلاكية والخدمية منذ مطلع الأسبوع الجاري، موضحين أن التجار لا يذكرون سعر سلعة لمستهلك إلا بعد الرجوع للموزع أو الشركة المنتجة، مؤكدين أن هذا ينطبق على جميع الأدوات المنزلية والكهربائية البقالة والخردوات ومواد البناء والتشطيبات وغيرها، بجانب أسعار المساكن والشقق وخاصة في المدن الجديدة.
وعبر المواطن المصري الحاج خالد، (55 عاما) عن سخطه في حديثه لـ"عربي21"، من اضطراب السوق، وتفاقم الأسعار، مشيرا إلى أن الزيادة في بعض السلع بالمئات وبالآلاف، وأن أصحاب العقارات يطالبون المشترين الدفع بالعملات الأجنبية، منتقدا ما يثار عن خطط حكومة أو وثيقة استراتيجية معتبرا أنها "كلام للإعلام".
وفي بيان لها أمس السبت، قالت الحركة المدنية الديمقرطية: "ما كادت الانتخابات الرئاسية تنتهي حتى اندفع النظام بسرعة شديدة في مواصلة؛ والإسراع بإقرار سياسات اقتصادية تضر ضررا بالغا ببلادنا، وتُنذر بتعميق أزمتنا الاقتصادية، وزيادة مُعَدَّلات الفقر".
وأضاف البيان: "وخلال أقل من أسبوعين رفعت الحكومة أسعار الكهرباء؛ وتذاكر المترو؛ والقطارات؛ والاتصالات الأرضية؛ والمحمول؛ ورسوم الإنترنت، كل هذا بنسب تتراوح بين 10- 25 بالمئة".
وأشار البيان إلى فشل سياسات الحكومة، وخططها المعلنة، منتقدة اندفاعها نحو الاقتراض والمشروعات غير ذات الأهمية، معتبرة أن "هذا يُشكل خطورة شديدة على الاستقرار السياسي والاقتصادي، ويُهَدِّدُ السِلم الاجتماعي، وخاصة في الظروف الصعبة، التي تواجه فيها مصر ودول المنطقة تهديدات بالغة الخطورة".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يكل المراقبون للشأن المصري من السياسيين والاقتصاديين من الحديث عن أزمة الاقتصاد، وعن فشل خطط الحكومة، وتوجهاتها واستراتيجياتها للفترة المقبلة.
أستاذ الاجتماع السياسي الدكتور عمار علي حسن، طرح عدة تساؤلات قائلا: "هل فلت زمام الاقتصاد المصري من يد السلطة؟"، مجيبا: "يبدو الأمر كذلك، وإلا ما الذي يمنعها من تطبيق الحلول التي يطرحها العارفون بالاقتصاد، لإنقاذ البلاد من غرق محقق؟".
وعاد للتساؤل: هل هي مراكز قوى اقتصادية توحشت في الفترة الأخيرة، ولا راد لها؟، أم قوى خارجية تريد الهيمنة على اقتصاد معروض للبيع بثمن بخس؟، أم كل هذا؟".
وتابع: "ومن الذي يساعد من الداخل لأنه صاحب مصلحة أو منفعة؟، أم هناك وجاهة لمن يزعمون أن كل ذلك مقصود لتركيع مصر، وتسليمها للغريب؟، وأين الأمن القومي؟، بل أين الدولة يا أصحاب الصوت والصيت والسوط والوصاية؟".
هل فلت زمام الاقتصاد المصري من يد السلطة؟
يبدو الأمر كذلك، وإلا ما الذي يمنعها من تطبيق الحلول التي يطرحها العارفون بالاقتصاد، لإنقاذ البلاد من غرق محقق؟
هل هي مراكز قوى اقتصادية توحشت في الفترة الأخيرة، ولا راد لها؟
أم قوى خارجية تريد الهيمنة على اقتصاد معروض للبيع بثمن بخس؟
أم…
القاضي المصري وليد شرابي، أشار إلى فشل خطط أخرى للنظام المصري، مؤكدا أن السلطة في مصر أقامت حساباتها الاقتصادية لحل أزمة ديون بلغت 165.4 مليار دولار ، ومطلوب منها سداد 30 مليار دولار إلى عدة جهات دولية خلال هذا العام، على نجاح "صفقة القرن"، وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وقبض الثمن.
ياشعب فلسطين
ديون مصر الخارجية بلغت ١٦٥.٤ ملياردولار
مطلوب أن تسدد ٣٠ مليار $ إلى عدة جهات دولية خلال هذا العام
السلطة في مصر أقامت حساباتها على نجاح #صفقة_القرن وتهجيركم إلى سيناء وقبض الثمن
لذلك فالحصارخانق
لكن صمودكم كان أشد من مكرهم
وحين ناقشوا تفاصيل صفقتهم فاتهم أنكم أبطال
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية السيسي اقتصاد خطط مصر اقتصاد الإنقلاب السيسي انهيار المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التوجهات الاستراتیجیة إیرادات قناة السویس الخبیر الاقتصادی الاقتصاد المصری الحکومة المصریة إیرادات القناة ملیار دولار وأشار إلى دولار فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
«التأمين الشامل»: 173 مليار جنيه إيرادات منذ بدء المنظومة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقد مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل اجتماعه الدوري لشهر يناير 2025 برئاسة الدكتور إيهاب أبو عيش، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة، حيث تم مناقشة استعراض أبرز إنجازات المنظومة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى الخطط المستقبلية، وإقرار عدد من القرارات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز منظومة التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين.
استهل مجلس إدارة الهيئة أعماله بإيضاح النجاح الذي حققه الملتقى الإعلامي للإعلاميين والصحفيين الذي نظمته الهيئة تحت شعار "التأمين الصحي الشامل... تطورات وتحديات" خلال الفترة من 16 إلى 18 يناير 2025، وقد شهد الملتقى حضور كبار ممثلي الجهات الحكومية والخبراء من المنظمات الدولية المعنية، مثل وزارة الصحة والسكان، هيئة الرعاية الصحية، هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى الإعلاميين والصحفيين من مختلف الصحف ووسائل الإعلام، وقد لاقى الملتقى ردود فعل إيجابية من الإعلاميين والصحفيين.
ناقش مجلس الإدارة الأداء المالي للهيئة عن النصف الأول من العام المالي 2024/2025 والذي يظهر نموًا ملحوظًا في كافة المؤشرات المالية، بما يعزز من الاستدامة المالية للمنظومة. وقد وافق المجلس على مشروع موازنة الهيئة للعام المالي 2025/2026، كما تم استعراض القوائم المالية المجمعة والمركز المالي النصف سنوي للعام المالي 2024/2025.
أظهر الأداء المالي للهيئة في 31 ديسمبر 2024 أن الإيرادات التراكمية منذ بدء المنظومة بلغت 173 مليار جنيه، محققة معدل نمو قدره 20%. كما ارتفع الفائض التراكمي ليصل إلى 140 مليار جنيه، بمعدل نمو 16%. بالإضافة إلى ذلك، تم استثمار الفوائض المالية في محافظ استثمارية متنوعة تخطت قيمتها 119 مليار جنيه، مما يعكس نجاح الهيئة في تحقيق الاستدامة المالية للنظام.
ولأول مرة منذ إنشاء الهيئة، المجلس يوافق على اعتماد إطار موازني متوسط المدى للأعوام المالية 2026/2027 حتى 2028/2029، مما يُعزز قدرة الهيئة على التخطيط المالي طويل المدى ومواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق الاستدامة المالية للمنظومة.
وفي إطار جهود الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل لتعزيز دمج مقدمي الخدمة من القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي الشامل، وافق مجلس الإدارة على توقيع بروتوكولات ومذكرات تفاهم مع عدد من الجهات والشركات الرائدة من القطاع الخاص، بما يساهم في الإسراع في دمج مقدمي الخدمة من القطاع الخاص ويساعد على تقديم خدمات صحية متكاملة تواكب معايير الجودة المحلية والعالمية.
وفي إطار حرص الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل على ضمان استدامة المنظومة المالية، تعمل الهيئة على تعزيز كفاءة إدارة مواردها الاستثمارية، بما يحقق الاستخدام الأمثل للأرصدة المتاحة ويعزز قدرتها على مواجهة المتطلبات والتحديات المستقبلية. وفي هذا السياق، وافق مجلس إدارة الهيئة على تعيين أحد الكوادر المتميزة في مجال الاستثمار بهدف تحسين إدارة استثمارات الهيئة، بما يساعد على الحفاظ على الاستدامة المالية للمنظومة.
كما وافق المجلس على مقترح مشروع قانون لتنظيم المراكز الطبية المتخصصة، والذي يُعد خطوة محورية نحو تحسين كفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وتحقيق التكامل في منظومة التأمين الصحي الشامل.
وفي ختام الاجتماع، أكد الدكتور إيهاب أبو عيش على أن القرارات التي اتخذها مجلس الإدارة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتحقيق أهداف التغطية الصحية الشاملة، والعمل على تطوير مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، والحفاظ على الاستدامة المالية للمنظومة والإسراع في ضم محافظات المرحلة الثانية وباقي محافظات الجمهورية للمنظومة، مشددًا على أهمية التعاون مع جميع الشركاء المحليين والدوليين لضمان تقديم خدمات صحية متكاملة تواكب احتياجات المواطن المصري.