قال أطباء بريطانيون، عملوا بمستشفى "شهداء الأقصى" في قطاع غزة، إنهم شاهدوا هناك ، واضطروا في كثير من الأحيان إلى علاج الجرحى من دون معدات طبية.

وروى الأطباء الذين تمكنوا من دخول قطاع غزة، والعمل في مستشفى "شهداء "الأقصى لمدة أسبوعين، ظروف عملهم تحت وطأة القصف الإسرائيلي، والإصابات المروعة التي كانت تصل إلى المستشفى، وكان أغلبها أطفالا ونساء.

ودخل الأطباء البريطانيون غزة بمبادرة من "لجنة الإنقاذ الدولية" ومنصة "العون الطبي" للفلسطينيين، وهم البروفيسور نيك ماينارد، وديبورا هارينغتون، وجيمس سميث، وقد عملوا في مستشفى "شهداء الأقصى" من نهاية ديسمبر/كانون الأول حتى 9 يناير/كانون الثاني.

وقال ماينارد، الذي يعمل جراحا في أكسفورد ببريطانيا، إنه وزملاءه وصلوا غزة قادمين من معبر رفح، بعد رحلة استغرقت يوما كاملا، وإنه بدأ العمل يوم 25 ديسمبر/كانون الأول.

وأوضح أن أول شيء لفت انتباههم، بعد العبور من معبر رفح الحدودي إلى غزة، كان كثرة النازحين الذين اكتظ بهم المكان، وقال: "رأينا مئات العربات تجرها الحمير مليئة بالناس والبضائع".

اقرأ أيضاً

طبيب فلسطيني يبتر ساق ابنة أخيه بالمنزل دون تخدير (فيديو)

وأشار ماينارد إلى أنه كان يشارك في اجتماعات عبر الإنترنت مع أطباء موجودين في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، وكان يعد نفسه لما سيراه بعد دخول القطاع، لكن ما رآه كان "أسوأ بكثير مما توقع".

وقال: "رأيت في مستشفى شهداء الأقصى أفظع الإصابات التي لم أتوقع أن أشاهدها في حياتي المهنية".

وذكر ماينارد أنه وزملاءه رأوا العديد من الأطفال المصابين بحروق قاتلة، وبعضهم بترت أطرافهم والبعض تعرضوا لإصابات مميتة في الصدر والبطن، واضطروا لإجراء تدخلات طبية لمصابين، وهو ملقون على الأرض، وقال إن "غزة كانت جحيما".

وعن ظروف المستشفى ونقص الأدوية والمعدات الطبية، قال ماينارد: "كانت الإمكانات في غرف العمليات محدودة، وفي بعض الأحيان لم يكن هناك ماء".

وأضاف: "كنا ننظف أيدينا باستخدام المواد الكحولية فقط، وكنا نفتقر للمعدات والملابس، وفي بعض الأيام، لم تكن لدينا مسكنات للألم لاستخدامها في علاج الأطفال المصابين بحروق خطيرة أو الذين بترت أطرافهم".

اقرأ أيضاً

تحقيق: العدوان الإسرائيلي أخرج جميع مستشفيات شمال غزة تقريبا من الخدمة بشهرين 

وتابع: "رأيت طفلا عمره 6 سنوات ملقى على الأرض في غرفة الطوارئ، ولم يكن هنالك عدد كافٍ من الأطباء للاهتمام به، كما لم يكن معه أي أحد من عائلته.. كان يعاني من حروق مؤلمة للغاية وجروح مفتوحة في الصدر.. أخذناه على الفور إلى منطقة الإنعاش.. وبما أنه لم تكن هناك أسرّة أو نقالات كافية، أجرينا التدخل الطبي اللازم على الأرض".

واتهم الطبيب البريطاني، إسرائيل باستهداف سكان غزة، ومنشآت الرعاية الصحية في القطاع بشكل ممنهج.

وقال إن غزة يمكن أن تستعيد عافيتها إذا عمل العالم كله معا، وأجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم جهود إعادة الإعمار في غزة، في مرحلة ما بعد الحرب.

من جهتها، علقت الطبيبة المتخصصة في التوليد ديبورا هارينغتون، على الوضع في المستشفى بالقول: "لا أستطيع أن أشرح كم كان الأمر مخيفًا. هناك أشخاص بحاجة إلى الرعاية الطبية ليس في مبنى المستشفى فحسب، بل حوله أيضًا".

وذكرت هارينغتون، أنه تم نصب خيام في محيط المستشفى الذي كان مكتظًا بالأطفال الجرحى، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في نفسها.

اقرأ أيضاً

شهادات مروعة من جرائم إسرائيل في مستشفى كمال عدوان بغزة

وقالت: "كان عدد كبير جدا من الأطفال يصلون وهم مصابون بحروق خطيرة، وبتر في الأطراف، وإصابات مروعة، وكانت معدات المستشفيات غير كافية لمثل هذا العدد الكبير".

وقالت إن "معظم الحالات التي وصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى كانت فظيعة للغاية.. لم تكن الإمكانات الموجودة في المستشفى قادرة على التعامل مع هذا المستوى من الحالات الخطيرة.. القدرة الاستيعابية للمستشفى كانت 300%".

وتابعت: "كان هناك أشخاص ينتظرون العلاج في كل مكان، معظمهم مصابون بجروح خطيرة. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك أقارب للمرضى والنازحين. ولم يكن هناك شبر واحد من المستشفى خاليًا من الناس".

وأكدت هارينغتون ضرورة وقف الحرب، لوضع حد لما يجري في قطاع غزة.

بدوره، قال طبيب الطوارئ جيمس سميث، الذي عمل في عدة مناطق تشهد صراعات وأزمات، إنه كان ضمن فريق طبي مكون من 9 أشخاص يعملون في غزة.

ولفت سميث إلى أن قسم الطوارئ، وهو أكثر الأقسام تجهيزًا بالمستشفى، كان يواجه صعوبة في استيعاب العدد الكبير من المصابين والمرضى الذين يصلون إليه.

اقرأ أيضاً

دمار هائل وكارثة إنسانية تخلفها إسرائيل في مستشفى كمال عدوان.. ماذا فعل؟

وأشار إلى أن العديد من العاملين في المستشفى فلسطينيون موظفون في قطاع الرعاية الصحية الفلسطيني، وبعضهم نزحوا إليه من مستشفيات أخرى.

وقال إن المستشفى كان يفتقر لمعظم المستلزمات الطبية الأساسية، وتابع "في أحد الأيام نفد الشاش الذي كنا نستخدمه لتضميد الجروح، وفي اليوم التالي نفد المورفين الذي كنا نستخدمه للأشخاص الذين يعانون من آلام خطيرة.

وأضاف: "لقد عملت لدى عديد من المنظمات الإنسانية وشاهدت المرضى في عديد من مناطق الصراعات لسنوات، لكن لم يسبق لي أن رأيت إصابات مؤلمة بهذا الحجم والخطورة. لقد كانت تجربة غزّة حقًا أضخم حدث مررت به على الإطلاق".

وختم سميث حديثه عن مشاهداته في غزة بالإشارة إلى أنه شهد عديدا من الحالات التي كانت تصل المستشفى وهي مصابة إصابات قاتلة، ومنها الحروق الخطيرة التي تذيب الجلد والعضلات والعظام، وكان شاهدا على عديد من الإصابات التي تضمنت بترا مروعا للأعضاء.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد أدت الحرب المدمرة لاستشهاد 25 ألفا و105 فلسطينين، وإصابة 62 ألفا و681 آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة.

اقرأ أيضاً

مدير عام مستشفيات غزة: مجازر اليوم تسفر عن ألف شهيد

المصدر | الأناضول

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: شهادات إصابات حرب غزة إسرائيل حروق أطباء بريطانيون شهداء الأقصى فی مستشفى اقرأ أیضا قطاع غزة فی غزة لم یکن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مستشفى السبعين للأمومة يجري عملية معقدة

الثورة نت/..

أجرى فريق طبي جراحي بمستشفى السبعين للأمومة والطفولة في أمانة العاصمة عملية نوعية معقدة بفصل مجرى البول عن المستقيم لطفلة من محافظة الحديدة.

وتمت العملية للطفلة عزيزة الشعبي ذات العامين بإشراف استشاري جراحة الأطفال والتشوهات الخلقية بالمستشفى الدكتور عبدالكريم قاسم.

وأوضح الفريق الجراحي، أن الطفلة المريضة كانت تعاني من تشوه خلقي اشتراك مجرى البول مع المستقيم وأجريت لها عملية سابقة بعد الولادة في إحدى المستشفيات، فتحة تبرز مؤقتة للبطن .. مشيرًا إلى أن العملية التي استغرقت ساعة تكللت بالنجاح.

فيما أشارت مديرة المستشفى الدكتورة ماجدة الخطيب إلى جاهزية المستشفى لإجراء هذا النوع من العمليات، وعمليات التشوهات الخلقية الأخرى للأطفال.

وقالت “يوجد بالمستشفى كوادر طبية تخصصية ذات كفاءة وخبرة لإجراء مثل هذه العمليات بنجاح”.

يذكر أن الفريق الطبي الذي أجرى العملية مكون من استشاري جراحة الأطفال والتشوهات الخلقية الدكتور عبدالكريم قاسم والدكتورة فتحية شمسان والدكتورة سميرة اليماني رئيس قسم العمليات والدكتورة سبأ النشم فني عمليات والدكتورة غزاله والدكتور علي رسام تخدير والدكتور أحمد الطشي فني تخدير.

مقالات مشابهة

  • مستشفى النيل للتأمين الصحى.. مقبرة المرضى
  • تدريب الأطباء على تشخيص الحالات الحرجة في مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية
  • «التنمية الحضرية»: العشوائيات غير الآمنة كانت من أبرز التحديات التي واجهت الدولة
  • مستشفى السبعين للأمومة يجري عملية معقدة
  • ماذا قالوا عن الفجر بمناسبة إصدار العدد الـ1000؟
  • حصار مستشفى كمال.. عدوان يدخل يومه العاشر ونقص حاد في الكوادر الطبية
  • موظفو مستشفى عتق يحتجون للمطالبة بتحسين الخدمات وصرف مستحقاتهم المالية
  • مصادر طبية فلسطينية: استشهاد عدد من الجرحى في مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • أمريكا كانت عايزة راجل.. ماذا قال عمرو أديب على فوز ترامب؟
  • طبيبان لـ300 ألف نسمة.. آخر مستشفى بشمال غزة يحتضر