مجلة جامعة قطر للبحوث تسلط الضوء على تكنولوجيا زراعة الخضروات بدون تربة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
سلطت مجلة جامعة قطر للبحوث في عددها الجديد الضوء على تكنولوجيا الزراعة العمودية، لزراعة الخضروات بدون تربة على مدار العام، بمحطة البحوث الزراعية التابعة للجامعة، وآفاق هذه التقنية الجديدة في دعم المنتج الزراعي المحلي.
وأوضحت المجلة في تقرير لها بهذا الخصوص أن هذه الزراعة العمودية تمثل تحولا نوعيا في المجال الزراعي، حيث استطاعت توفير سبل فعالة لزراعة المحاصيل بدون تربة وباستخدام الأرفف أو الطبقات المصفوفة بشكل عمودي بدلا من اللجوء إلى الحقول المفتوحة، الأمر الذي يسهم في توفير المساحات وزيادتها والحد من استهلاك الموارد وتوفير الإنتاج على مدار العام مع الحد من التأثيرات البيئية.
وأشارت إلى الجهود التي بذلتها محطة البحوث الزراعية بالجامعة لتطوير هذه التكنولوجيا، الحاصلة على براءة اختراع، لزراعة الخضروات باستخدام تقنية الزراعة المائية في مصنع الخضروات الورقية الطازجة التابع للمحطة والذي يعتمد أحدث التقنيات العلمية وطرق تحكم مثلى بالمناخ والعوامل البيئية الأخرى لتوفير ظروف النمو المثلى.
وتطرق التقرير إلى المراحل التي تمر بها هذه الزراعة بدءا من انتقاء البذور عالية الجودة والمناسبة لهذه البيئة الزراعية، مرورا بزراعة البذور وتوفير الظروف الملائمة لها، ثم نقل الشتلات إلى حاويات أكبر وأبراج النمو المناسبة، مشيرا إلى أن نمو النبات يستغرق في الحوض الزراعي من 14 إلى 30 يوما.
وعدد التقرير بعض مزايا هذه التقنية الزراعية الجديدة، ومنها أن المستشعرات والتقنيات الحديثة المستخدمة تعمل على مراقبة العوامل البيئية وضبطها، ما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد، وضمان توفير أفضل الظروف للنمو.
وبالرغم من أن المزارع العمودية أقل تعرضا للآفات الزراعية قياسا بالمزارع التقليدية، فإنه يتم استخدام تقنيات مكافحة الآفات كإجراء وقائي، وجني الخضروات الورقية بعناية ودقة بعد نضجها وبلوغها للحجم المناسب.
وتشير المجلة في تقريرها إلى مزايا وفوائد الزراعة العمودية بالنسبة للخضروات الورقية، ومنها استمرارية الإنتاج الكافي على مدار العام بغض النظر عن العوامل الخارجية كالطقس واختلاف المواسم، والحد من استهلاك الموارد، حيث تستهلك البيئات الخاضعة للرقابة كميات مياه أقل بنسبة 90 في المئة من المزارع التقليدية.
وفيما يتعلق بالمساحات الزراعية، تشغل المزارع العمودية مساحة صغيرة من الأراضي على النقيض من الزراعات التقليدية، ما يجعلها أكثر ملاءمة للبيئات العمرانية ويتم حصاد المنتجات الزراعية بعد نضجها تماما مما يعزز مذاقها وقيمتها الغذائية.
ولفتت المجلة في تقريرها إلى أن هذه التكنولوجيا الزراعية الجديدة تتوافق مع الظروف البيئية القطرية حيث ندرة المياه ومحدودية المساحة وارتفاع درجات الحرارة، كما تتميز هذه التكنولوجيا بعدم وجود صلة بين عوامل الإنتاج والعوامل البيئية، ما يحافظ على استمرارية الإنتاج وجودة المنتج وسلامته.
وأفادت المجلة بأن الفرق البحثية بجامعة قطر تعمل حاليا على تكييف وتطوير أفكار المشروع مع الظروف البيئية القطرية وخاصة فيما يتعلق بأنظمة التبريد وإمدادات الطاقة، مشيرة إلى الآفاق الواعدة لهذا المشروع على صعيد التدريب والبحث العلمي للطلبة، فضلا عما يوفره من منتج قطري مميز يدعم السوق المحلي وخطط الأمن الغذائي.
يشار إلى أن مجلة جامعة قطر للبحوث هي مجلة نصف سنوية تصدر عن قطاع البحث والدراسات العليا وتبرز إنجازات البحث
المصدر: العرب القطرية
إقرأ أيضاً:
بحوث الصحراء يعزز جهود تطوير الزراعة في سيوة لمواجهة التحديات البيئية
في إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وتكليفات الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، قام الدكتور محمد عزت نائب رئيس المركز للمشروعات والمشرف على المحطات البحثية، بزيارة إلى محطة بحوث سيوة التابعة للمركز، حيث تابع تنفيذ التجارب البحثية والأنشطة العملية بها، كما راجع مستوى الخدمات والإرشادات المقدمة لأهالي واحة سيوة.
وخلال الزيارة وجه عزت بزيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح، وتطبيق نظم الزراعة المتطورة، إضافة إلى استخدام المخصبات المتخصصة لمواجهة الإجهاد الملحي. كما أكد على ضرورة تشجيع أهالي سيوة على التوسع في زراعة القمح، مع توفير خدمات طحن القمح لهم لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخبز.
كما تفقد عزت برامج المكافحة الحيوية لأمراض زراعات النخيل، مثل النخيل المجدول والسيوي والبرحي، ومتابعة دور المحطة في تسويق المنتجات الزراعية بأسعار ملائمة لدعم الأهالي. إضافة إلى ذلك، تابع برامج تربية وانتقاء سلالات الأغنام والماعز المتوافقة مع بيئة الواحة الصحراوية، وضرورة تطبيق أفضل نظم الرعاية والتغذية لتطوير قطعان الحيوانات البرقي.
وأكد عزت على دور المحطة في تقديم العديد من الخدمات لأهالي سيوة، مثل عصر محصول الزيتون وإعادة تدوير المخلفات الزراعية للنخيل بأسعار رمزية تنافسية، فضلاً عن الاكتفاء الذاتي من إنتاج الأسمدة العضوية النباتية والحيوانية لتسميد أراضي التجارب وتحسين قدرتها الإنتاجية ومقاومتها للإجهادات الملحية.
وفي ختام الزيارة، شدد عزت على أهمية استمرار محطة بحوث سيوة في تقديم كافة أشكال الدعم الفني والإرشادي لأهالي الواحة، لضمان تطبيق نظم الزراعة الحديثة المتوافقة بيئيًا مع طبيعة الأراضي وموارد المياه في المنطقة.