كتاب جديد للباحث محمد رأفت عباس في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
صدر حديثا لباحث المصريات الاثري الدكتور محمد رأفت عباس كتاب "حروب إمبراطورية الرعامسة.. نضال مصر العسكري عبر مائة وعشرين عاما" عن دار نشر الكتاب العربي، ليشارك في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته ال55 التي ستقام في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وأكد الدكتور عباس إن الكتاب يقدم وثيقة تاريخية فريدة لأبناء الأمة المصرية التليدة عن أعظم وأمجد صفحات نضال مصر العسكري في تاريخها القديم.
وقال إنه خلال القرنين الثالث عشر والثاني عشر قبل الميلاد قدر لمصر أن تخوض أكبر الحروب والمعارك في تاريخها القديم، وأكثرها عنفا وشراسة على الاطلاق فى تاريخ منطقة الشرق الأدني القديم خلال العصر البرونزي المتأخر، وقد عرفت تلك الحقبة بعصر الرعامسة في تاريخ مصر القديمة.
وأضاف أن هذه الحروب الكبري التي خاضتها الدولة المصرية في سوريا وكنعان ( فلسطين ) وبلاد النوبة حددت مصير منطقة الشرق الأدني القديم لعدة قرون ، وقد اتسمت في مراحلها الأولي بكونها حروبا توسعية تهدف إلى استعادة أملاك الإمبراطورية المصرية في بلاد الشام خلال عهدي الملكين المحاربين العظيمين "سيتي الأول" و"رمسيس الثاني" ، وإلى الاصطدام بالقوة السياسية والعسكرية العظمي المنافسة لمصر في المنطقة والتي تمثلت فى الإمبراطورية الحيثية ( خيتا ) القابعة في آسيا الصغري.
وأوضح أن هذه المرحلة من حروب إمبراطورية الرعامسة شهدت صراعا حربيا واستراتيجيا مريرا بين مصر وخيتا حول فرض النفوذ السياسي في سوريا ، بلغ أوجه في معركة "قادش الكبرى" التي وقعت في العام الخامس من عهد الملك "رمسيس الثاني" فى مدينة قادش السورية ، والتي اعتبرها المؤرخون" أم المعارك" في التاريخ القديم ، وانتهت هذه الحروب بنجاح الإمبراطورية المصرية في استعادة نفوذها في كنعان وسوريا الجنوبية ، وفي فرض السلام والتوازن الاستراتيجي بين القوي الكبري في المنطقة.
وتابع قائلا" أما عن المرحلة الثانية من حروب إمبراطورية الرعامسة ، والتي خاضتها مصر في عهد الملكين"مرنبتاح" و" رمسيس الثالث" ، فقد اتسمت بكونها حروبا دفاعية نتيجة للتغيرات الجيوبوليتيكية الكبري والخطيرة التي طرأت على منطقة الشرق الأدني القديم ، والتي كان أبرزها هجرات شعوب البحر المدمرة ، فكان على مصر القتال على حدودها المختلفة والتصدي لغزوات الليبيين وشعوب البحر الكاسحة .
وأكد باحث المصريات أن صفحات التاريخ تذكر بكل فخر أنه بعد أن تسببت غزوات شعوب البحر المدمرة في القضاء على العديد من الممالك والمدن الكبري فى الأناضول وسوريا ، نجحت مصر فى التصدي لهذا الغزو البربري المدمر بريا وبحريا ، وتمكنت من إنقاذ حضارتها وحضارة الشرق الأدني القديم بأسره من هذا الطوفان، انتهت هذه الحروب المجيدة بأن سطرت مصر وجيوشها وملوكها الرعامسة المحاربين ملحمة تاريخية خالدة بالتصدي لغزوات الليبيين وشعوب البحر ، وأنقذت الأرض المصرية من الغزو والدمار.
ويعد الدكتور محمد رأفت عباس أكاديمي مصري ، باحث في علم المصريات ومؤرخ وكاتب ، حاصل على درجتي الماجستير ودكتوراه الفلسفة في علم المصريات شارك في العديد من المؤتمرات والمشروعات العلمية الدولية في مجال التخصص ، وقدم على مدار السنوات الماضية مجموعة متميزة من البحوث الدولية المحكمة والمنشورة عن التاريخ الحربي والإمبريالي لمصر القديمة خلال عهد الإمبراطورية من خلال دوريات وكتب علم المصريات المختلفة في أوروبا ، والتي لاقت إشادة متميزة من كبار العلماء والباحثين على مستوى العالم .
ويعمل عباس على تنفيذ مشروع علمي وفكري يهدف إلى تعريف العقل الجمعي المصري بأبعاد المجد الحربي لمصر القديمة خلال عهد إمبراطوريتها ( 1550 – 1069 ق.م ) وتوعية المثقف المصري والعربي بعمق التاريخ الحربي لمصر القديمة ، وفي إطار هذا المشروع قدم للمكتبة العربية مجموعة من المؤلفات مثل كتابه « الجيش في مصر القديمة ( عصر الدولة الحديثة ) » الذي حصل على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2017 كأفضل كتاب في مجال العلوم الانسانية ، وكتابه « من الفرات إلى الجندل الرابع » الصادر عام 2018 ، وكتابه « معجم التاريخ الحربي لمصر القديمة » الصادر عام 2020 ، بالإضافة إلى ترجمته للكتاب الشهير « تحتمس الثالث : حياة وحروب أعظم ملوك مصر المحاربين » للمؤرخ ريتشارد أ. جابرييل .
وقام في عام 2021 بتنظيم أول مؤتمر دولي في تاريخ علم المصريات عن العسكرية المصرية في عهد الرعامسة في جامعة لودفيج ماكسيميليانس في ميونيخ بألمانيا ، بمشاركة نخبة من كبار علماء المصريات والأثاريين العالميين ، والذي قد حقق نجاحا باهرا في الأوساط العلمية الدولية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب علم المصریات مصر القدیمة المصریة فی
إقرأ أيضاً:
معرض الإبداع والابتكار في مؤسسات محمد بن خالد
في ختام فعاليات شهر الابتكار فبراير (شباط) نظمت مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية معرض "الإبداع والابتكار" برعاية رئيس مجلس الإدارة الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان تحت شعار "أجيال تبتكر".
وذلك عبر برنامج شما محمد للتثقيف البيئي وبتنظيم من مبادرة مختبر المشاريع الذكية وانطلاقا من استراتيجية الإمارات ورؤية قيادتها الرشيدة "الإمارات تبتكر "وقدمت الأمين العام للمؤسسات مريم حمد الشامسي كلمة رئيس مجلس الإدارة الشيخة د. شما قائلة فيها:" سعيدة اليوم بافتتاح معرض الإبداع والابتكار ومشاركتكم هذا الحدث الهام، واليوم نفتتح معرض الإبداع والابتكار تحت شعار "أجيال تبتكر" ضمن مبادرة مختبر المشاريع الذكية والذي يجسد التزامنا بدعم الأفكار الابتكارية التي تحقق الاستدامة"
وذكرت: في السنوات الأخيرة من عمر البشرية تخطينا عتبة من عتبات التاريخ تجاوزنا فيه العصور الصناعية وأصبحنا نعيش العصر الرقمي الأول، والذي يتأخر عن الدخول فيه ستتسع الهوة بينه وبين المجتمعات المتطورة رقميا بصورة غير مسبوقة مما ينعكس سلبا على كافة مفردات حياة المجتمعات، وأن التطور والالتحاق بقطار العصور الرقمية يتطلب تنشئة أجيال متمكنة من قدرات وطاقات العقل النقدي الابتكاري القادر على مواجهة التحديات وحل المشكلات والابداع والتفكير بصورة ابتكارية، من هذا المنطلق وضعت قيادتنا استراتيجيات المستقبل بتنشئة جيل واع ومؤهل لمواجهة تحديات المستقبل بعقل ابتكاري وابداعي وقادر على التفكير الإبداعي كخطوة رئيسية في تطوير قدراتهم الابتكارية وإتاحة الفرصة لاكتشاف مواهبهم وتنميتها في بيئة تعليمية داعمة لبناء العقل النقدي الابتكاري والإبداعي.
وركزت على دور مؤسسات المجتمع وجمعيات النفع العام في دعم استراتيجيات الدولة وهذا ما تسعى له مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان إيماننا والتزاما بدعم الأفكار الابتكارية والمساهمة في تعزيز دور التعليم في اكتشاف المواهب الإبداعية عند الطلاب وترسيخ ثقافة الابتكار والتفكير خارج النمطية وتوفير بيئة حاضنة للإبداع وتنمية العقل النقدي وتعزيز مهارات القرن الواحد والعشرين.
وأوضحت الشيخة شما: إن الاستدامة والابتكار هما عنصران أساسيان لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر والابتكار يمكن أن يسهم في تطوير حلول جديدة ومستدامة للتحديات البيئية والاجتماعية، من خلال تعزيز التفكير الابتكاري وتوفير بيئة داعمة للإبداع، يمكننا تحقيق تقدم مستدام يضمن رفاهية الأجيال القادمة، فالابتكار ليس فقط مفتاحاً للتطور التكنولوجي، بل هو أيضاً وسيلة لتحقيق الاستدامة في جميع جوانب الحياة.