سفر السالم

سجلت الدائرة الفيدرالية للإحصاءات الحكومية في روسيا زيادةً ملحوظةً في عدد السياح من البلدان الإسلامية، حيث تضاعف عدد الزوار من تركيا وإيران وطاجيكستان، وزاد عدد السياح من الإمارات العربية المتحدة ب5.5 ضعف مقارنة بعام 2022.

ويعيش اليوم في روسيا أكثر من 20 مليون مسلم ( مما يشكل عددًا أكبر من تعداد السكان في العديد من الدول الأوروبية) ، وجزء كبير منهم  يسكن بجمهورية تتارستان.

هذه المنطقة فريدة من نوعها حيث تطورت ثقافتها عند التقاء الحضارتين الرئيسيتين: الشرقية والغربية.
وأفاد نائب وزير التنمية الاقتصادية في الاتحاد الروسي ديمتري فاخروكوف على هوامش المنتدى الاقتصادي الدولي “روسيا – العالم الإسلامي: منتدى قازان 2023 ” الذي عُقد في عاصمة جمهورية تتارستان أنه بفضل جهود تتارستان ينمو التدفق السياحي من الدول الإسلامية إلى روسيا بنسبة 15 ٪ سنويا.

ويهتم المسلمون من جميع أنحاء العالم بزيارة جمهورية تتارستان لأنها منطقة شمالية ذات العمارة الإسلامية التي تعود إلى العصور الوسطى، والمعالم الطبيعية المدهشة والبنية التحتية الحلال المتطورة والمصممة للسياحة.

تقع مدينة بلغار القديمة (التي تسمى ب “مكة الشمالية”) على ضفة نهر الفولغا بالقرب من عاصمة جمهورية تتارستان مدينة قازان. إنها تمثل نصبًا تذكاريًا فريدًا للعمارة الإسلامية في العصور الوسطى ، ومركزًا للحفريات الأثرية والاكتشافات التاريخية. هنا في عام 922 م، أسلمت مملكة البلغار التي نشأت على تراثها تتارستان الحديثة. يتم الاحتفال بهذا الحدث تقليديًا في شهر مايو – في إطار عيد  “إيزج بولغار زيني”، ويسعى آلاف المسلمين من روسيا و من الخارج إلى زيارة هذه المدينة القديمة.

في مدينة بولغار من الممكن رؤية المئذنة الرئيسية لمسجد العصور الوسطى، وأنقاض قصر خان ، والحمام التقليدي، وكذلك المئذنة الصغيرة والغرفة السوداء الأسطورية – أحد أكثر المباني غموضًا وجمالًا بُنيت في القرن الرابع عشر وشُيدت باستخدام الحجر الجيري الأبيض.
يوجد على أراضي المحمية البلغارية متحف حديث إسلامي، يعرض المتحف أكبر قرآن مطبوع في العالم. أبعاد الكتاب هي اثنين وواحد ونصف متر ، ووزنه يصل 800 كيلوغرام. غطاءه مصنوع من الملكيت والمعادن والأحجار الثمينة.

يزيد عدد زوار مدينة بولغار بشكل ملحوظ خلال أيام عقد منتدى قازان ، الذي يجمع في تتارستان ممثليين ل57 دولة من منظمة التعاون الإسلامي. يُقام المنتدى تقليديًا في شهر مايو خلال الاحتفال بـ “إيزج بولغار زيني” ، ويتم تنظيم الرحلات السياحية إلى المقدسات الإسلامية في إطار البرنامج تاثقافي. في العام الماضي كان معرض 10 آثار أصلية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام حدثًا مركزيًا للعيد.

يأتي العديد من الحجاج من جميع أنحاء العالم إلى بولغار لزيارة لؤلؤة تتارستان الحديثة — المسجد الأبيض. هذه المجموعة المعمارية الضخمة تتكون من المقر لرجال الدين والمدرسة الدينية والمسجد ذي المآذن المذهلة، ويشبه المسجد نصبًا تذكاريًا عالميًا شهيرًا – ضريح تاج محل. تم بناء المسجد الأبيض في عام 2012 ، ومنذ ذلك الحين يجذب الآلاف من السياح الأجانب الذين يرغبون في رؤية واحدة من تحف العمارة الإسلامية العالمية في روسيا. فوق ذلك، يتم في المسجد حفظ  شعرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. من المكن رؤيتها  في قاعة الصلاة.

المجمع التاريخي والأثري البلغاري مدرج في قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.

كما حافظت على التقاليد والآثار الدينية مدينة أنعقاد منتدى قازان — قازان ، التي منحتها منظمة التعاون الإسلامي مكانة “عاصمة الشباب في العالم الإسلامي” في عام 2022. بالإمكان لضيوف المنتدى من الدول الإسلامية زيارة محمية – متحف “قازان كرملين” ، التي تمثل قلعةً تتاريةً مصنوعةً من الحجر الأبيض، مما يجعلها وحيدةً من نوعها في روسيا والعالم.

تم بناء مواقع قازان كرملين منذ القرن ال 10 ، وهي مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو ايضًا. من بينها: مسجد قول شريف ، أحد أكبر المساجد في روسيا وأوروبا ، الكاتدرائية المركزية لجمهورية تتارستان ، التي أنشأها مهندسو الكاتدرائية الرئيسية في موسكو في القرن السادس عشر ؛ برج سيويومبيك المائل الشهير، أحد أشهر 10 أبراج مائلة في العالم ؛ وأقدم مقابر الخانات. يقع مقر إقامة رئيس جمهورية تتارستان هنا أيضًا.

في عام 2023 ، خلال أنعقاد منتدى قازان ، جرى عرض ضوئي في قازان كرملين ، وظهرت الرسومات التاريخية ورموز الإسلام التقليدي لشعب التتار على جدران القلعة.

في عام 2024 ، سيهدف برنامج الأعمال لمنتدى اليوبيل الخامس عشر إلى التعرف على تاريخ الإسلام في العالم. سيشاهد ضيوف المنتدى مدن التتار القديمة ، والتحف الدينية ، و القرآن المطبوع الأكبر، وآثار النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وسيتعرفون على أصول الإسلام التقليدي في روسيا.

خبر مهم للمسلمين: في روسيا الآن يتم تقديم الخدمات السياحية الحلال، بما في ذلك الإقامة في الفنادق وتقديم الوجبات الحلال وحتى الخدمات الطبية والمالية وفقًا للمعايير الإسلامية. اعتمدت روسيا هذا العام معيارًا حكوميًا “المنتجات والخدمات الحلال” ، والذي سيسمح بالتصديق على مرافق الخدمات وتزويد الضيوف من الدول الإسلامية بخدمات حلال كاملة ، مع مراعاة المعايير الدولية.

يتم تنظيم جولات سياحية للمسليمين إلى جمهورية تتارستان ، حيث يمكنكم الإقامة في الفنادق المتوافقة مع المعايير الحلال أو تجربة العلاجات الصحية في المؤسسات الطبية الحلال. في ديسمبر2023 ، تم تقديم الوجهة السياحية الجديدة “موسكو + قازان” في إطار المشروع الوطني”السياحة وصناعة الضيافة”. تجري الرحلة على الطريق “عاصمتان من نفس الأفق”. كان منظمو الرحلات السياحية من إندونيسيا وماليزيا من بين أول من تعرف على هذا الطريق السياحي .

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: التدفق السياحي الدول الإسلامية من الدول الإسلامیة جمهوریة تتارستان فی العالم فی روسیا فی عام

إقرأ أيضاً:

إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ

إسطنبول، مدينةٌ عريقة تُعدّ عاصمة العالم. يعود تاريخها إلى 8500 سنة مضت، واستضافت خلال 2700 سنة من تاريخها المدوّن ثلاث حضارات كبرى. كما تُعتبر إسطنبول واحدة من أكثر مدن العالم التي حظيت بتعدد الأسماء. المؤرخ في تاريخ الفن سليمان فاروق خان غونجوأوغلو، الذي تناول تاريخ المدينة في كتابه “كتاب إسطنبول”، قدّم معلومات لافتة بهذا الخصوص.

لا مثيل لها في العالم
في حديثه لصحيفة “تركيا”،  الذي ترجمه موقع تركيا الان٬ قال غونجوأوغلو: “إسطنبول مدينة تُبهر الإنسان. ولهذا، امتلكت خصائص لم تُكتب لأي مدينة كبيرة أخرى. فعلى سبيل المثال، أُطلق على إسطنبول عبر التاريخ ما يقارب 135 اسمًا ولقبًا مختلفًا. ولا نعرف مدينة أخرى لها هذا العدد من الأسماء. من بين أشهر هذه الأسماء: “روما الثانية” (ألما روما)، “القسطنطينية”، “قُسطنطينيّة”، “بيزنطية”، “الآستانة”، “دار السعادة”، “الفاروق”، “دار الخلافة”، و”إسلامبول”. كما أن إسطنبول، بتاريخها وأسمائها، ليس لها مثيل في العالم.”

اقرأ أيضا

فعاليات في أنحاء تركيا احتفالًا بعيد السيادة الوطنية…

الأربعاء 23 أبريل 2025

كل أمة أطلقت اسمًا مختلفًا
أشار غونجوأوغلو إلى أن كل أمة أطلقت على المدينة اسمًا مختلفًا، وقال:
“أطلق اللاتين عليها اسم مقدونيا، والسريان أسموها يانكوفيتش أو ألكسندرا، واليهود دعوها فيزاندوفينا، والفرنجة قالوا عنها يافورية أو بوزانتيام أو قسطنطينية، والنمساويون (النمساويون الألمان) أطلقوا عليها قسطنطين بول، والروس سموها تكفورية، والهنغاريون فيزاندوفار، والهولنديون ستفانية، والبرتغاليون كوستين، والمغول أطلقوا عليها تشاقدوركان أو ساكاليا، والإيرانيون قالوا قيصر الأرض، والعرب سموها القسطنطينية الكبرى (إسطنبول الكبرى). ووفقًا للحديث النبوي الشريف، فإن اسم المدينة هو (قُسطنطينيّة).”

مقالات مشابهة

  • «طرق دبي»: 43% زيادة مركبات التأجير و33% نمو الشركات
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • مندوب روسيا بالأمم المتحدة: الدول الإفريقية ضاقت ذرعًا بازدواجية المعايير الغربية
  • المصارف الإسلامية التي أعادت الاعتبار للمال.. ماذا حدث لها؟
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • بعض الدول الغربية “تحاول تزوير التاريخ”.. لافروف لأوروبا: لا تتحدثوا مع روسيا بـ”لغة التفوق”
  • مؤتمر مكة للدراسات الإسلامية.. فكر يبني وانسانية تخدم
  • الصين تتوعد الدول التي تسير على خطى أمريكا لعزل بكين
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • 3 سنوات من الإنجازات والألقاب والنهضة للمنتخبات المغربية الكروية