انتهى، الاثنين، بروتوكول الصيد البحري بين الاتحاد الأوربي والمغرب؛ حيث من المفروض أن تكون السفن الأوربية التي تصطاد في المياه المغربية توقفت عن نشاطها منذ منتصف الليلة الماضية.

ويترقب الجميع ما ستصدره محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوربي، بشأن الحكم الابتدائي الصادر عن محكمة الاتحاد الأوربي بخصوص إلغاء قرارات المجلس الأوربي والتي تتعلق بموضوع اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري مع المغرب، بناء على طعن تقدمت به جبهة البوليساريو الانفصالية.

لكن يبدو أن قرار المحكمة ليس الشرط الوحيد لتجديد هذا الاتفاق، بل المغرب وضع توجهات جديدة يتطلع إلى أخذها بعين الاعتبار، والتي حددتها وزارة الخارجية، في ثلاث مرجعيات.

ويؤكد بوخبزة العمراني، المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، في تصريحه لـ”اليوم 24″، أن الاتفاق السالف الذكر لا يزال ساريا غير أن بروتوكول هذا الاتفاق والذي مدته أربع سنوات، انتهى اليوم، والذي هو عبارة عن وثيقة تتعلق بعملية تنفيذ الاتفاق.

وعملية التجديد نفسها، بحسب بوخبزة، تبقى مشروطة أولا بما ستصدره المحكمة، ثانيا، بإمكانية تفهم الطرف الأوربي التوجهات الجديدة التي وضعها المغرب كشرط لبلورة بروتوكول جديد لتنزيل اتفاق الصيد البحري ما بين الطرفين.

وأضاف بوخبزة، أن كل طرف يضع مرجعيته بناء على مصالحه؛ فالمغرب من جانبه وضع ثلاث مرجعيات، انسجاما مع مصالحه من خلال الوضع الجديد للعلاقات الدولية وميزان القوى، والطرف الأوربي نفسه، الذي يمر بثقل الحرب الأوكرانية، بالإضافة إلى إسبانيا المستفيد من هذه الاتفاقية والتي تترأس الاتحاد الأوربي.

والمرجعيات المغربية الثلاث، كان قد أعلن عنها المغرب على لسان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عقب الاجتماع الوزاري الثالث للدول الإفريقية الأطلسية، حدد فيها مقاربة المغرب بخصوص البروتوكول الجديد الذي يتوقع الاتفاق عليه في اللجنة المشتركة المغربية الأوربية.

وتحدث ناصر بوريطة، عن أن مغرب اليوم، وفقا للرؤية والسياسة الخارجية اللتين رسمهما الملك محمد السادس، يعطي الأولوية لشراكات “ذات قيمة مضافة أكثر وضوحا”، وأضاف أن “المغرب يأمل في إقامة شراكات أكثر تقدما، حيث تكون القيمة المضافة المغربية أقوى”.

وفي ما يتعلق بالمعيار الثاني، أوضح الوزير أن المملكة بلورت استراتيجية وطنية للصيد البحري ووضعت رؤية مخصصة لتطوير القطاع، تأخذ في الاعتبار تطلعات الفاعلين. أما المعيار الثالث الذي تدرجه الحكومة في إطار تفكيرها وتقييمها، يتابع بوريطة، فهو مرتبط بالمعطيات العلمية، وذلك بهدف الحفاظ على هذا المورد الطبيعي المهم للمغرب والمغاربة وضمان استدامته.

ولفت العمراني بوخبزة، الانتباه إلى أن “اتفاق الصيد البحري يبقى اتفاقا سياسيا؛ فالمغرب يقرأ مواقف دول الاتحاد الأوربي خاصة بعد تعرضه للهجوم القوي من طرف مكونات الاتحاد الأوربي، ولاسيما من قبل اللوبي الفرنسي، دون أن ننسى واقعة اتهام المغرب بالتجسس”، مشيرا إلى أن، “المغرب يحاول قراءة مواقف مكونات الاتحاد الأوربي لمعرفة صديقه من عدوه، إن صح التعبير”.

وتظل إسبانيا واحدة من الدول التي اختارت لأشهر بأكبر قدر من الحماس، البحث عن طرق لتجديد اتفاقية مع المغرب .

وبحسب وزير الفلاحة، لويس بلاناس، فإن إسبانيا “تدعم إبرام الاتحاد الأوربي والمغرب بروتوكولًا جديدًا للسنوات الأربع المقبلة” ومواصلة العمل، لا سيما فيما يتعلق بالأبحاث والمسائل التقنية، للمضي قدمًا”. وأوضح “أنا متفائل بشأن ذلك وآمل أن يستمر وقت التوقف هذا بأقل قدر ممكن”.

وسيعقد يومي الإثنين والثلاثاء، اجتماع مجلس وزراء الفلاحة والصيد البحري في الاتحاد الأوربي، وهو اجتماع غير رسمي يركز على قطاع صيد الأسماك، من بين أمور أخرى، سيتناول الانتهاء النهائي للاتفاقية المغربية.

ويذكر أن البيان المشترك الذي صدر في أعقاب الدورة الخامسة للجنة المشتركة المكلفة بتتبع اتفاقية الشراكة في مجال الصيد البحري، الصادر الخميس الماضي ببروكسيل، أكد مواصلة التعاون بين المغرب والاتحاد الأوربي على النحو المنصوص عليه في اتفاقية الشراكة في مجال الصيد البحري المستدام، والتي مازالت سارية المفعول، وذلك بهدف تعميق الشراكة الثنائية في الجوانب الأساسية مثل الحملات العلمية، والتعاون التقني، ومكافحة الصيد غير القانوني، والإدماج الاقتصادي للفاعلين، وتدابير السلامة في البحر، وكذا تحسين ظروف العمل وحماية البحارة.

كما أكد البيان أن “العلاقات مع المغرب في مجال الصيد البحري تندرج في إطار شراكة شاملة تعود بالنفع على الطرفين، مما يجعل من المغرب والاتحاد الأوربي شريكين استراتيجيين خدمة للاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة”.

وجدد الاتحاد الأوربي التأكيد على الأهمية القصوى التي يوليها لشراكته مع المملكة المغربية في مجال الصيد البحري، والاهتمام الكبير الذي يوليه لاستمرارها بروح من الثقة والتضامن والمصلحة المشتركة.

 

كلمات دلالية إسبانيا الاتحاد الأوروبي الصيد البحري المغرب

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إسبانيا الاتحاد الأوروبي الصيد البحري المغرب فی مجال الصید البحری الاتحاد الأوربی

إقرأ أيضاً:

المغرب وبريطانيا يبحثان للأمن الإقليمي والتعاون الثنائي في مجال الدفاع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بحث الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، أمس الثلاثاء بالرباط، مع نائب الأميرال إدوارد ألجرين، المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة المغربية، الأمن الإقليمي وعلاقات التعاون الثنائي في مجال الدفاع.

وأفاد بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية بأن المباحثات تناولت، بشكل خاص، بحث السبل والوسائل الكفيلة بإعطاء مزيد من الدينامية للتعاون، خاصة فيما يتعلق بقابلية التشغيل البيني وتبادل التجارب والخبرات بين القوات المسلحة للبلدين.

وأضاف البيان أن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية وقائد المنطقة الجنوبية الفريق أول محمد بريظ، بحث مع نائب الأميرال إدوارد ألجرين، مختلف مجالات التعاون الثنائي بين القوات المسلحة المغربية والقوات المسلحة البريطانية، ويشمل هذا التعاون التأهيل، وتبادل الزيارات والتجارب، وتنظيم التدريبات المشتركة.

وأعرب الفريق أول عن إرادة القوات المسلحة المغربية لمواصلة العمل من أجل تعزيز التعاون العسكري مع القوات المسلحة البريطانية، وكذلك توسيعه ليشمل مجالات أخرى ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الاستعلامات ومراقبة الحدود والحرب الإلكترونية والدفاع السيبراني.

وأشار البيان إلى أن التعاون العسكري المغربي-البريطاني ينظمه الاتفاق-الإطار للتعاون العسكري والتقني الموقع سنة 1993، وكذلك الترتيبات التقنية التي ترتكز بالأساس حول التشاور الاستراتيجي، والتأهيل وتبادل المعارف، وخاصة التدريب المنتظم في إطار التمارين المشتركة، على غرار "جبل الصحراء" و"توبقال" و"الأسد الإفريقي".. وتتم برمجة الأنشطة الثنائية وفقا لجدول زمني تحدده لجنة مشتركة تنعقد سنويا وبالتناوب في الرباط ولندن.
 

مقالات مشابهة

  • المغرب وبريطانيا يبحثان للأمن الإقليمي والتعاون الثنائي في مجال الدفاع
  • بروتوكول تعاون في مجال ربط طلاب التعليم الفني وتأهيلهم لسوق العمل ببني سويف
  • تفاصيل جديدة بشأن مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا
  • بالفيديو.. العواملة يفضح كابرانات الجزائر ويكشف السبب الحقيقي الذي عجل بفرض الفيزا على المغاربة
  • هل تستطيع إسرائيل التنصّل من إتفاق الترسيم البحري؟
  • المغرب يقتحم “المعسكر الإسكندنافي”.. 70% من دول الإتحاد الأوربي تدعم مغربية الصحراء
  • انتهاء عملية الإحصاء و مندوبية التخطيط تنكب على “تفريغ” النتائج
  • لورد بريطاني يستغرب فرض ضرائب على الطماطم المغربية
  • قلق في الأوساط المغربية بسبب توجيه أوروبي يهدد التحويلات المالية لمغاربة الخارج
  • قزيط: هناك قبول من أعضاء مجلس الدولة لتمرير الاتفاق الذي تم التوصل له حول المصرف المركزي