عربي21:
2024-11-08@04:17:05 GMT

المقاومة: هذا أنا.. ولن أكون إلا أنا

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

سيتوقف التاريخ طويلا عند اختيار وصف "الطوفان" ليوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ليس فقط لارتباطه في الوعي الإيماني والإنساني بطوفان النبي نوح عليه السلام.. ولكن من كونه حالة يختلف ما قبلها عما بعدها اختلافا كليا، ومن تحويل المياه الراكدة حول قضية القضايا (الأقصى) إلى موج متلاطم وصل إلى آخر الأرض.. وليكتشف العالم بعده أن هناك قضية "عنف تاريخي "ضد الإنسانية يحدث في "مكان ما" على تلك الأرض.

. اسمه "فلسطين".

* * *

وهذا ما جعل دولة من أقصى المكان (جنوب أفريقيا) تأخذ خطوتها الأكثر جرأة وشجاعة وكرامة في هذا القرن، بالذهاب إلى لاهاي/ محكمة العدل الدولية، والحديث عن تلك "الإبادة الوحشية" التي طالما ذاقت مثلها في غابر التاريخ ويلات وويلات..

وما أكرم النفس التي تهب لتنصر مظلوما، وترفع عنه ظلما، ذاقت مرارته وغصته طويلا طويلا من قبل..

ستتميز هذه المعركة الفاصلة في تاريخنا، بتصريحات تخرج من قيادات العدو تعبر تعبيرا كاملا عن واقع الحال، وبما يضفي على المشهد كله جميع أبعاده ومكوناته التاريخية والحضارية والاستراتيجية
وسنرى ألوان الظلم والطغيان والشراسة تحل على وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت، يوم 8 تشرين الأول/ أكتوبر وهو يقول مخاطبا حماس: "هل جننتم؟!.."، ويضيف: "إن رد إسرائيل في قطاع غزة، سيظل في الأذهان طوال السنوات الخمسين المقبلة، وسيغير الواقع لأجيال..".

ستتميز هذه المعركة الفاصلة في تاريخنا، بتصريحات تخرج من قيادات العدو تعبر تعبيرا كاملا عن واقع الحال، وبما يضفي على المشهد كله جميع أبعاده ومكوناته التاريخية والحضارية والاستراتيجية، سمعنا نتنياهو وهو يقول عن طوفان الأقصى هذه "حرب النور مع الظلام".. وكان صادقا تماما، والأتم هو شعوره الداخلي الخفي بمن يمثل النور ومن يمثل الظلام..

وها هو جالانت يتحدث عن تغيير الواقع لأجيال، وهذا صحيح، وليس فقط لأجيال.. بل لكل الأجيال.

* * *

هذه المفارقة الكاشفة التي تتجلى في تصريحاتهم، لا يشابهها إلا تكرار قتل جنود الجيش الإسرائيلي (الذي لا يٌقهر) لبعضهم بعضا!

لكننا سنتذكر دائما أن هناك ما لا نعلمه عن بواعث الأقوال والأعمال، "وسع ربنا كل شيء علما" كما جاء في سورة الأعراف، والقاتل الأول الذي احتار في مصير جثة أخيه، القتيل الأول، لم يكن يعلم أن الغراب الذي كشف له عجزه كان "مبعوثا".. ولم يكن يبحث في الأرض عبثا.

غرور العقل فقط وقصوره، هو ما يجعل كل ما لا يدركه ويعقله "عبثا"؛ عبثا يشبه تكرار نتنياهو لكلامه في لجاجة فكاهية لا نظير لها والمتكرر عدو نفسه كما يقولون.. فالتقارير الميدانية الموثقة صوت وصورة تقول حقائق تزاحم حقائق، وهو يخرج كل يوم ليقول أكاذيب تزاحم أكاذيب!!

لماذا يكذب بهذا الشكل الفاضح؟ هل لإنقاذ نفسه من المحاكمة كما يقولون؟ كلا.. فمهما تأجلت سيأتي يومها، ولكنه حرفيا لا زال هو وزملاؤه في سكرات الذهول مما حدث، ومما سيحدث، ومما سينتج من كل ما حدث وسيحدث.

غرور العقل فقط وقصوره، هو ما يجعل كل ما لا يدركه ويعقله "عبثا"؛ عبثا يشبه تكرار نتنياهو لكلامه في لجاجة فكاهية لا نظير لها والمتكرر عدو نفسه كما يقولون.. فالتقارير الميدانية الموثقة صوت وصورة تقول حقائق تزاحم حقائق، وهو يخرج كل يوم ليقول أكاذيب تزاحم أكاذيب!! لماذا يكذب بهذا الشكل الفاضح؟ هل لإنقاذ نفسه من المحاكمة كما يقولون؟ كلا.. فمهما تأجلت سيأتي يومها، ولكنه حرفيا لا زال هو وزملاؤه في سكرات الذهول مما حدث
* * *

وجالانت حين قال بكل صلافة وبلادة: "لن يمكننا العيش في الشرق الأوسط إن لم ننتصر على حماس".. كان فعليا يستبق النتائج التي لاحت في الأفق القريب بوادرها.. وهو باعتبارات تاريخه ومركزه ومؤهلات وجوده في هذا المنصب يدرك الحقيقة التي هي الطبيعة التامة لما هو حقيقي وحتمي.

إذ إن "لعنة الثمانين" التي تحدث عنها نتنياهو وإيهود باراك من تلقاء نفسيهما، ودون أية ضغوط، وقبل "الطوفان"..!! ترفرف على رؤوسهم جميعا، فما بالك بعد أكثر من 100 يوم من الخيبات المتتالية للجيش الـ18 عالميا، وعلى يد عدة آلاف من المقاتلين وفي أرض محاصرة من 17 سنة، جيش تسنده أعتى قوة عالمية، وتمده بكل ما يريد ماليا وعسكريا ومخابراتيا وإعلاميا، ثم لا يملك القدرة على تحقيق أي هدف من أهداف حربه المعلنة..

قد يطاق الفشل مرة أو مرتين.. أما كل هذا الفشل.. فكيف يطاق؟

* * *

ليس هذا فقط، بل وستقول صحيفة "يديعوت أحرونوت": إن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة لم تخسر قادتها، وأن أغلبية مقاتليها لا يزالون على قيد الحياة بعد 100 يوم من الحرب.

الجيش الذي "لا يٌقهر" يزعم كذبا أنه قتل 9 آلاف مقاتل في قطاع غزة، من بينهم نحو 50 من قادة كتائب القسام. وفي 14 كانون الثاني/ يناير أكد أبو عبيدة، المتحدث باسم المقاومة، أن ما يعلنه العدو من إنجازات عسكرية مزعومة خلال عدوانه على غزة هي أمور مثيرة للسخرية بالنسبة لنا.. وقال: جيش الاحتلال تكبد خسائر باهظة تفوق تكلفتها ما تكبده في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو ما أكده موقع "ميدل إيست آي" من أن الإحصاءات الإسرائيلية بهذا الصدد "محض هراء".

* * *

لكن تبقى هنا نقطتان على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية وتتصل بألف صلة وصلة بهذا الصراع الكبير:

الأولى: أن موقف النظام العربي الرسمي الآن هو ما كان من قبل، بل كان أكثر ألما، إذ ستكشف لنا وثائق الخارجية البريطانية، أن عام 1993م شهد اعترافا بريطانيا بتأثير حماس في الساحة الفلسطينية، وتُرجم ذلك إلى حوار معها، وهو ما أثار غضبا وتحريضا من كل من إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة الراحل ياسر عرفات!!

وفي ذاك العام نشب خلاف بين إدارة "التنسيق الأمني" الفلسطينية، وقسم الشرق الأوسط في إدارة البحوث والتحليل في وزارة الخارجية البريطانية بشأن توصيف حماس. وليس هناك "أوثق" من وثائق تخرج من الخارجية البريطانية بعد مرور 30 عاما على حظر نشرها.

والثانية: أن المقاومة في غزة صدقت مع نفسها، ومع تاريخ أمتها، حين قالت إنها "إسلامية".. إنه التاريخ الذي لا معنى أخر له سوى نفسه.. فماذا كانت تعني "حطين" صلاح الدين إلا القدس والأقصى؟.. وماذا كانت تعني "عين جالوت" قطز إلا وإسلاماه؟

وهكذا أنا.. ولن أكون إلا أنا.. بل، ولسنا إلا كل شيء يجب أن يكون هنا.

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غزة نتنياهو المقاومة إسرائيل غزة نتنياهو المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حماس تشيد بتصدي المقاومة لتوغلات الاحتلال في الضفة الغربية

أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً اليوم أشادت فيه بما وصفته "التصدي البطولي" للمقاومة الفلسطينية في مواجهة توغلات قوات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على مناطق طوباس وجنين وعدد من المحافظات في الضفة الغربية، وجاء في بيان الحركة تأكيد على أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية لن تمنح الاحتلال الأمن المنشود ولن تثني الشعب الفلسطيني عن التمسك بمقاومته وصموده.

 

كما شددت حماس على وقوفها الكامل إلى جانب رجال المقاومة الفلسطينية التي تتصدى بقوة لمحاولات الاحتلال التوغل في مدن وقرى الضفة، معتبرة أن هذا التصدي يعكس إرادة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على حقوقه، وأكدت الحركة أن العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلية ومحاولات القمع لن تنجح ، ولن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته.

 

وفي السياق ذاته، دعت حماس جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى مواصلة الثبات وتحدي الاحتلال والمستوطنين في جميع المحافظات، مؤكدة على ضرورة استمرار المواجهة والتصعيد ضد الاحتلال في كل أنحاء الضفة الغربية، وجاء في البيان: "ندعو شعبنا إلى تعزيز صموده والتصدي لكل محاولات الاحتلال ومستوطنيه للنيل من إرادة شعبنا وإصراره على مواصلة المقاومة".

 

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً ملحوظاً في المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، حيث كثفت القوات الإسرائيلية من حملاتها العسكرية في مناطق متعددة، خاصة في جنين وطوباس، ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات في صفوف المواطنين الفلسطينيين. وتعتبر هذه العمليات جزءاً من سلسلة مواجهات مستمرة في الضفة الغربية، حيث تندلع الاشتباكات بشكل شبه يومي، خاصة في المناطق التي تشهد تواجد مكثف للمستوطنين.

 

وصول طائرة روسية محملة بمساعدات طبية إلى بيروت  

 

وصلت طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية محملة بحوالي عشرين طنا من المساعدات الطبية إلى مطار بيروت الدولي صباح اليوم الثلاثاء.

 

ونشرت الطوارئ الروسية عبر قناتها في "تلغرام" لقطات لوصول وتفريغ الطائرة، وقالت إنه بناء على تعليمات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبتكليف من وزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف، نقلت طائرة من طراز "إيل-76" إلى لبنان أكثر من 19 طنا من المساعدات الإنسانية التي تضمنت أدوية ومستلزمات أساسية.

 

وذكر رئيس القسم القنصلي بالسفارة الروسية في بيروت أوليغ ديميروف أن الطائرة في طريق عودتها إلى روسيا، أجلت من لبنان مجموعة من المواطنين الروس الذين عانوا من الغارات الإسرائيلية على أراضي البلاد.

 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست أول شحنة إنسانية تقدمها روسيا إلى لبنان الذي يتعرض منذ أكثر من شهر لقصف إسرائيلي مستمر، حيث كانت الطوارئ الروسية أرسلت طائرة "إيل-76" تابعة لها مطلع أكتوبر لتسليم شحنة من المساعدات الإنسانية إلى بيروت، بلغ وزنها 33 طنا وتضمنت مواد غذائية وأدوية ومستلزمات أساسية ومحطات كهرباء متنقلة.

 

وكانت روسيا حذرت من وقوع كارثة إنسانية في لبنان الذي اقترب عدد النازحين المسجلين رسميا فيه إلى نحو 200 ألف شخص وسط دمار كبير ألحقته الهجمات الإسرائيلية بالمرافق العامة بما فيها الطبية.

مقالات مشابهة

  • قيادي في حماس يدعو شباب الضفة لتدفيع الاحتلال ثمن جرائمه
  • حماس تدعو شباب الضفة إلى مواجهة الاحتلال
  • "حماس": عملية "شيلو"ردٌّ مباشر على انتهاكات الاحتلال بحق أسيراتنا في السجون
  • نعيم قاسم: الميدان هو الذي سيوقف العدوان وصواريخنا ستصل لكل إسرائيل
  • ممثل حماس في طهران: الاحتلال الصهيوني عاجز عن نزع سلاح المقاومة
  • ممثل حماس في طهران يؤكد على تحریر القدس والمقدسات الإسلامیة
  • عن إدانة المقاومة.. من الأجدر باتهام البلادة الأخلاقية؟!
  • القوات دان الحملة على الجيش: محاولة للانقضاض على آخر المؤسسات التي تعطي أملا للبنانيين
  • حماس تشيد بتصدي المقاومة لتوغلات الاحتلال في الضفة الغربية
  • نعت شهداء جنين وطوباس.. حماس: الاغتيالات لن تُوقف المقاومة بالضفة