عربي21:
2024-12-23@16:51:49 GMT

المقاومة: هذا أنا.. ولن أكون إلا أنا

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

سيتوقف التاريخ طويلا عند اختيار وصف "الطوفان" ليوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ليس فقط لارتباطه في الوعي الإيماني والإنساني بطوفان النبي نوح عليه السلام.. ولكن من كونه حالة يختلف ما قبلها عما بعدها اختلافا كليا، ومن تحويل المياه الراكدة حول قضية القضايا (الأقصى) إلى موج متلاطم وصل إلى آخر الأرض.. وليكتشف العالم بعده أن هناك قضية "عنف تاريخي "ضد الإنسانية يحدث في "مكان ما" على تلك الأرض.

. اسمه "فلسطين".

* * *

وهذا ما جعل دولة من أقصى المكان (جنوب أفريقيا) تأخذ خطوتها الأكثر جرأة وشجاعة وكرامة في هذا القرن، بالذهاب إلى لاهاي/ محكمة العدل الدولية، والحديث عن تلك "الإبادة الوحشية" التي طالما ذاقت مثلها في غابر التاريخ ويلات وويلات..

وما أكرم النفس التي تهب لتنصر مظلوما، وترفع عنه ظلما، ذاقت مرارته وغصته طويلا طويلا من قبل..

ستتميز هذه المعركة الفاصلة في تاريخنا، بتصريحات تخرج من قيادات العدو تعبر تعبيرا كاملا عن واقع الحال، وبما يضفي على المشهد كله جميع أبعاده ومكوناته التاريخية والحضارية والاستراتيجية
وسنرى ألوان الظلم والطغيان والشراسة تحل على وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت، يوم 8 تشرين الأول/ أكتوبر وهو يقول مخاطبا حماس: "هل جننتم؟!.."، ويضيف: "إن رد إسرائيل في قطاع غزة، سيظل في الأذهان طوال السنوات الخمسين المقبلة، وسيغير الواقع لأجيال..".

ستتميز هذه المعركة الفاصلة في تاريخنا، بتصريحات تخرج من قيادات العدو تعبر تعبيرا كاملا عن واقع الحال، وبما يضفي على المشهد كله جميع أبعاده ومكوناته التاريخية والحضارية والاستراتيجية، سمعنا نتنياهو وهو يقول عن طوفان الأقصى هذه "حرب النور مع الظلام".. وكان صادقا تماما، والأتم هو شعوره الداخلي الخفي بمن يمثل النور ومن يمثل الظلام..

وها هو جالانت يتحدث عن تغيير الواقع لأجيال، وهذا صحيح، وليس فقط لأجيال.. بل لكل الأجيال.

* * *

هذه المفارقة الكاشفة التي تتجلى في تصريحاتهم، لا يشابهها إلا تكرار قتل جنود الجيش الإسرائيلي (الذي لا يٌقهر) لبعضهم بعضا!

لكننا سنتذكر دائما أن هناك ما لا نعلمه عن بواعث الأقوال والأعمال، "وسع ربنا كل شيء علما" كما جاء في سورة الأعراف، والقاتل الأول الذي احتار في مصير جثة أخيه، القتيل الأول، لم يكن يعلم أن الغراب الذي كشف له عجزه كان "مبعوثا".. ولم يكن يبحث في الأرض عبثا.

غرور العقل فقط وقصوره، هو ما يجعل كل ما لا يدركه ويعقله "عبثا"؛ عبثا يشبه تكرار نتنياهو لكلامه في لجاجة فكاهية لا نظير لها والمتكرر عدو نفسه كما يقولون.. فالتقارير الميدانية الموثقة صوت وصورة تقول حقائق تزاحم حقائق، وهو يخرج كل يوم ليقول أكاذيب تزاحم أكاذيب!!

لماذا يكذب بهذا الشكل الفاضح؟ هل لإنقاذ نفسه من المحاكمة كما يقولون؟ كلا.. فمهما تأجلت سيأتي يومها، ولكنه حرفيا لا زال هو وزملاؤه في سكرات الذهول مما حدث، ومما سيحدث، ومما سينتج من كل ما حدث وسيحدث.

غرور العقل فقط وقصوره، هو ما يجعل كل ما لا يدركه ويعقله "عبثا"؛ عبثا يشبه تكرار نتنياهو لكلامه في لجاجة فكاهية لا نظير لها والمتكرر عدو نفسه كما يقولون.. فالتقارير الميدانية الموثقة صوت وصورة تقول حقائق تزاحم حقائق، وهو يخرج كل يوم ليقول أكاذيب تزاحم أكاذيب!! لماذا يكذب بهذا الشكل الفاضح؟ هل لإنقاذ نفسه من المحاكمة كما يقولون؟ كلا.. فمهما تأجلت سيأتي يومها، ولكنه حرفيا لا زال هو وزملاؤه في سكرات الذهول مما حدث
* * *

وجالانت حين قال بكل صلافة وبلادة: "لن يمكننا العيش في الشرق الأوسط إن لم ننتصر على حماس".. كان فعليا يستبق النتائج التي لاحت في الأفق القريب بوادرها.. وهو باعتبارات تاريخه ومركزه ومؤهلات وجوده في هذا المنصب يدرك الحقيقة التي هي الطبيعة التامة لما هو حقيقي وحتمي.

إذ إن "لعنة الثمانين" التي تحدث عنها نتنياهو وإيهود باراك من تلقاء نفسيهما، ودون أية ضغوط، وقبل "الطوفان"..!! ترفرف على رؤوسهم جميعا، فما بالك بعد أكثر من 100 يوم من الخيبات المتتالية للجيش الـ18 عالميا، وعلى يد عدة آلاف من المقاتلين وفي أرض محاصرة من 17 سنة، جيش تسنده أعتى قوة عالمية، وتمده بكل ما يريد ماليا وعسكريا ومخابراتيا وإعلاميا، ثم لا يملك القدرة على تحقيق أي هدف من أهداف حربه المعلنة..

قد يطاق الفشل مرة أو مرتين.. أما كل هذا الفشل.. فكيف يطاق؟

* * *

ليس هذا فقط، بل وستقول صحيفة "يديعوت أحرونوت": إن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة لم تخسر قادتها، وأن أغلبية مقاتليها لا يزالون على قيد الحياة بعد 100 يوم من الحرب.

الجيش الذي "لا يٌقهر" يزعم كذبا أنه قتل 9 آلاف مقاتل في قطاع غزة، من بينهم نحو 50 من قادة كتائب القسام. وفي 14 كانون الثاني/ يناير أكد أبو عبيدة، المتحدث باسم المقاومة، أن ما يعلنه العدو من إنجازات عسكرية مزعومة خلال عدوانه على غزة هي أمور مثيرة للسخرية بالنسبة لنا.. وقال: جيش الاحتلال تكبد خسائر باهظة تفوق تكلفتها ما تكبده في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو ما أكده موقع "ميدل إيست آي" من أن الإحصاءات الإسرائيلية بهذا الصدد "محض هراء".

* * *

لكن تبقى هنا نقطتان على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية وتتصل بألف صلة وصلة بهذا الصراع الكبير:

الأولى: أن موقف النظام العربي الرسمي الآن هو ما كان من قبل، بل كان أكثر ألما، إذ ستكشف لنا وثائق الخارجية البريطانية، أن عام 1993م شهد اعترافا بريطانيا بتأثير حماس في الساحة الفلسطينية، وتُرجم ذلك إلى حوار معها، وهو ما أثار غضبا وتحريضا من كل من إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة الراحل ياسر عرفات!!

وفي ذاك العام نشب خلاف بين إدارة "التنسيق الأمني" الفلسطينية، وقسم الشرق الأوسط في إدارة البحوث والتحليل في وزارة الخارجية البريطانية بشأن توصيف حماس. وليس هناك "أوثق" من وثائق تخرج من الخارجية البريطانية بعد مرور 30 عاما على حظر نشرها.

والثانية: أن المقاومة في غزة صدقت مع نفسها، ومع تاريخ أمتها، حين قالت إنها "إسلامية".. إنه التاريخ الذي لا معنى أخر له سوى نفسه.. فماذا كانت تعني "حطين" صلاح الدين إلا القدس والأقصى؟.. وماذا كانت تعني "عين جالوت" قطز إلا وإسلاماه؟

وهكذا أنا.. ولن أكون إلا أنا.. بل، ولسنا إلا كل شيء يجب أن يكون هنا.

twitter.com/helhamamy

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي غزة نتنياهو المقاومة إسرائيل غزة نتنياهو المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة توجه رسالة لترامب

قالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة، إنه :"كفى ضغطا عسكريا يقتل أبناءنا بدلا من إعادتهم"، وفقا لما ذكرته فضائية"القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل.

 

فصائل فلسطينية: قضينا على 3 جنود إسرائيليين وسط مخيم جباليا شمال غزة طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد)

وطالبت عائلات المحتجزين بغزة، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالضغط لإبرام صفقة شاملة.

 

وفي إطار آخر،  أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عملية مركبة والإجهاز على 3 جنود صهاينة طعنًا بالسكاكين، واغتنموا سلاحهم الشخصي ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين مخيم جباليا شمال القطاع.

 ونشرت القسام في بيانها: في عملية مركبة.. تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 3 جنود صهاينة طعنًا بالسكاكين واغتنموا سلاحهم الشخصي ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل، واشتبكوا مع الآخرين من مسافة صفر وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
 

 

حماس للسلطة الفلسطينية: سلاح المقاومة موجه للاحتلال أوقفوا التصعيد الأمني في جنين


 

كما أعلنت حركة حماس، مساء اليوم السبت، عن متابعة القوى الثلاث (حركة حماس، حركة الجهاد، الجبهة الشعبية) بألمٍ كبير وقلقٍ  بالغ الأحداث التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها عبر تصعيد الحملة الأمنية التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. 

 

ونشرت حماس في بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي) مايلي:

 

نؤكد حرصنا على ضرورة احتواء الأحداث الأخيرة في جنين بما يصون الدم الفلسطيني ويحمي المقاومة.

 

 

وإذ تؤكد القوى حرصها الشديد على احتواء هذه التطورات ومنع توسعها، فإنها تشدد على ما يلي:

 

 1. صون الدم الفلسطيني أولوية قصوى وخط أحمر، وإن الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني وضمان عدم الانجرار نحو الفتنة الداخلية يُمثّل واجباً وطنياً ومسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع.

 

 2.  تؤكد القوى الثلاث أن سلاح المقاومة لجميع القوى هو لمواجهة حرب الإبادة في قطاع غزة وللتصدي للاقتحامات والاعتداءات الصهيونية المتكررة والمتصاعدة من جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة المحتلة، وهو سلاح شرعي وطاهر، ولا يجوز المساس به أو استهداف حامليه من الأبطال والمقاومين، وعلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقيادة السلطة الفلسطينية أن تنأى بنفسها عن أي إجراءات قد تهدد وحدة الموقف الفلسطيني أو تمس السلم الأهلي.

 

3- تطالب القوى الثلاث قيادة السلطة الفلسطينية  بالتراجع الفوري عن هذه الحملة الأمنية في جنين والتي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، والعمل فورا على سحب قوات وعناصر الأجهزة الأمنية من المدينة والمخيم، ورفع الحصار المفروض عليهما.

 

 4. تدعو القوى إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تضم كافة مكونات المجتمع الفلسطيني لوضع حد لهذا الاعتداء الحالي في جنين ومخيمها، ومنع انتقال هذه الأحداث إلى مناطق أخرى، وحماية السلم الأهلي والمجتمعي، وتبدي القوى استعدادها لإنجاح عمل هذه اللجنة، وانفتاحها على أي خطوات تطوق الأزمة وتجنب الفتنة وتصون الدم الفلسطيني وتحمي المقاومة وسلاحها.

 

 5.  في ظل حرب الإبادة والمخططات الصهيونية المدعومة أمريكياً خاصة في الضفة المحتلة، يحتاج شعبنا الفلسطيني إلى موقف موحّد يعزز صموده ويفشل خطط الاحتلال، وهذا بحاجة لوقف التنسيق الأمني، ورفض  المخططات الأمريكية، وتغليب لغة الحوار الوطني والالتزام بتنفيذ التوافقات الوطنية وربطها ببرنامج مقاومة شامل يحمي المشروع الوطني ويواجه تهديدات الاحتلال للأرض والوجود الفلسطيني.

 

مقالات مشابهة

  • تفاصيل لقاء وفد من لجان المقاومة مع حركة حماس بالقاهرة
  • تفاعل واسع مع مقطع قادة حماس ومغردون: حرب نفسية وتوقيت ذكي
  • الموسوي من حورتعلا: ثبات المقاومة مع الجيش والشعب هو الذي يقدم الحماية
  • “السنوار 2”.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
  • السنوار 2.. من هو الأسير الذي يخشى الاحتلال إطلاق سراحه؟
  • مشاهد تحاكي عملية القسام الاستشهادية في مخيم جباليا / فيديو
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة توجه رسالة لترامب
  • مشاهد تحاكي عملية القسام الاستشهادية في مخيم جباليا
  • ما الذي يريده محمود عباس من مطاردته لرجال المقاومة بعد كل تلك الملاحم؟!
  • حماس: مسلح يفجر نفسه بجنود إسرائيليين في غزة