العراقيون يطلقون حملات لمقاطعة كل ما يدعم إسرائيل
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
بغداد – حصدت الأوضاع المأساوية في مدينة غزة وما رافقتها من جرائم للاحتلال الاسرائيلي، الأولوية في الاهتمام العراقي الرسمي والشعبي، حيث أطلق ناشطون مدنيون حملات لمقاطعة الشركات التي تدعم الاحتلال.
وشهدت حملات المقاطعة تأييدا كبيرا من قبل العراقيين، إذ بدأت حملة المقاطعة بجهود فردية في ثلاث محافظات بينما وصلت اليوم إلى 15 محافظة عراقية من أصل 18 مع تأييد جارف من المواطنين.
وكشف المسؤول عن حملات المقاطعة، عباس العطار، للجزيرة نت، أن الهدف الرئيس للحملة المساهمة في الضغط لإيقاف حرب الإبادة في غزة ومساندة القضية الفلسطينية وجمع وتوحيد كلمة العراقيين وإظهار موقفهم الرافض لهذه الحرب الاجرامية.
ووفق العطار، فإن للحملة أهدافا أخرى منها نشر وتعزيز ثقافة المقاطعة وآثارها الاقتصادية على "الكيان الصهيوني" بين أوساط المجتمع العراقي وبيان أهمية المقاطعة ودورها في قلب موازين القوى فضلاً عن السعي إلى إحداث تأثير على المستوردين والتجار العراقيين للامتناع عن استيراد البضائع والمنتجات الداعمة للاحتلال.
وبحسب العطار، تستهدف الحملة الضغط على الحكومة العراقية لإصدار قرار يمنع دخول هذه البضائع إلى السوق العراقية، والتواصل مع قادة الرأي المجتمعي من قادة دينيين واجتماعيين واعلاميين ومدونين وغيرهم من القوى الاجتماعية المؤثرة من نقابات واتحادات ومنظمات حقوقية لتثبيت المقاطعة.
وعن التفاعل الشعبي مع حملة المقاطعة، أشار العطار إلى أنها بدأت بـ3 أشخاص ثم اتسعت لتصل إلى 4800 شخص في عموم العراق والتحاق ممثلين من 15 محافظة عراقية والعدد في تزايد.
ولفت العطار إلى أن "صفحتنا على الفيسبوك نالت ثقة كبيرة حتى أصبحت من صفحة لنشر أسماء المنتجات والبضائع الداعمة للكيان والدول الداعمة لهم إلى صفحة استشارات وأسئلة تردنا من المواطنين للسؤال عن بعض المنتجات وما هي البدائل الوطنية".
وأشار العطار، إلى إعلان جمع كبير من العراقيين موقفهم المساند للحملة عبر اشتراكهم في العمل الميداني بالنزول إلى الشوارع والأماكن العامة ولصق بوسترات تبين المنتجات والشركات الداعمة.
وكشف العطار، عن إصدار قرار قضائي يمنع استيراد المنتجات الداعمة لإسرائيل.
وكشفت الحملة أبرز المنتجات والشركات الداعمة لإسرائيل والمنتشرة في الأسواق العراقية.
ويقول أحد أصحاب محلات العطور والمواد التجميلية، سعدون أسعد للجزيرة نت، إنه منذ الاحداث التي شهدتها غزة تراجعت مبيعات البضائع لشركات داعمة لإسرائيل ، مشيرا إلى أن "هناك حملات مقاطعة للكثير من المنتوجات المتوفرة في السوق حيث شهدت كساداً كبيراً"
ورغم ذلك، أعرب اسعد، عن سعادته بحملات المقاطعة الشعبية التي اطلقها عدد من الناشطين، معتبراً ذلك دلالة على وقوف الشعب العراقي مع معاناة الشعب الفلسطيني المنتصر بعزيمته وشهامته.
وخسائر المقاطعة تختلف وتعتمد على حجم المشاركة وتأثيرها، لكن الخسائر المتوقعة تعتمد على حجم المنتجات المستهدفة، ويمكن أن تتراوح بين فقدان فرص الاستثمار الأجنبي وانخفاض في الإيرادات التجارية، وفق حديث الخبراء في الاقتصاد الدولي للجزيرة نت.
من جهتها، قالت الأكاديمية والأستاذة في جامعة بغداد نهلة عبد الله نجاح للجزيرة نت إنه عند متابعة الأسواق الكبرى في العراق نلاحظ هناك تخفيضات على بضائع الشركات الداعمة نظرا لقلة الإقبال عليها.
وأضافت، الحملة ذات عمل جماعي ومنظم وباشرت كلية الاعلام/ بغداد بحملة وانطلقنا بعدها بحملات هنا وهنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت لها حملات إلكترونية في التواصل الاجتماعي على مستوى المنشورات والتصاميم وانتشرت حتى تطبيقات يتم بواسطتها تمييز الشركات الداعمة للاحتلال من عدمها مثل تطبيق قضيتي.
وعن تجربتها تقول نهلة، إنها وزميلاتها وعائلاتهم مقاطعون للسلع الداعمة للاحتلال ويحرصون عند اترتياد أي مركز تسوق أو مطعم على إبلاغهم بضرورة الاستعانة بمنتجات بديلة لتلك الداعمة لإسرائيل إلى جانب أن الخطوة ستُعد دعما للصناعة المحلية العراقية.
الوعي الاستهلاكيمن جهته قال أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي للجزيرة نت، إن المقاطعة سيكون لها تأثير على العديد من العوامل التي قد تؤثر بشكل مباشر على المنتج المحلي في الأسواق العراقية، مبيناً يمكن للوعي الاستهلاكي الذي يتم تعزيزه من خلال هذه الحملة أن يشكل دافعًا للمستهلكين العراقيين للتحول نحو دعم المنتجات المحلية كجانب أخلاقي وطني خاصة وان العراقيين سابقا وان عملوا مقاطعة لبضائع دول الجوار لدعم المنتج المحلي.
وزاد السعدي أن المستهلكين يرون في اختيار المنتج المحلي فرصة للمساهمة في التضامن الاقتصادي مع الفلسطينيين ورفضا للمنتجات المرتبطة بالشركات الإسرائيلية، لذا فإن من شأن ذلك أن يسهم في تحسين سلسلة التوريد المحلية، مما يؤدي الى زيادة الطلب على المنتجات المحلية التي بدورها تحفز الاقتصاد المحلي وتخلق فرص عمل إضافية مما يدفع نحو استقرار اقتصادي اكثر في العراق.
في المقابل، يكشف الباحث الاجتماعي، نور أحمد، بأن الحملات المقاطعة لمنتوجات داعمة لإسرائيل باتت تأتي بثمارها.
وأكد للجزيرة نت، أن الشعب العراقي داعم للقضية الفلسطينية وسجل الكثير من المواقف الخالدة عبر التاريخ، معتبراً حملات المقاطعة ليست بالجديد على الشعب العراقي، مبيناً أن حملات المقاطعة تشكل دعماً معنوياً لما يعانيه اخواننا في فلسطين وغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الداعمة لإسرائیل حملات المقاطعة للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
أسير محرر للجزيرة نت: الموت هو العنوان الأبرز بسجون الدعم السريع
الخرطوم – لم يكن الأسير المحرر المعز عباس محمد يعلم أنه سيواجه مخاطر التعذيب المميتة داخل سجن قوات الدعم السريع بعد اقتياده عنوة من مدينة بحري شمال الخرطوم إلى زنزانة بحي كافوري، ثم ترحيله إلى حي الرياض حيث شاهد من يموت جوعا ومرضا ولا أحد يتدخل لإسعافهم.
ويقول للجزيرة نت إن الموت هو العنوان الأبرز داخل سجون الدعم السريع ولا يستثني صغيرا أو كبيرا، ولا عسكريا أو مدنيا. وأشار إلى أنه مدني ولا يشارك في المعارك، وأنه تعرض طيلة أيام للتعذيب والضرب المبرح، ثم نُقل إلى معتقل الرياض ووُضع في عمارة الجامعة العربية.
ويضيف أن المعتقل يضم غرفا تحت الأرض لا يتجاوز طولها 500 متر وبها أكثر من ألف شخص، ويتم تخصيص وجبة واحدة في اليوم عبارة عن عدس وأحيانا يحرمون منها. وتحدث عن وجود كبار السن والشباب وبعض الأطفال الذين اتهمتهم قوات الدعم السريع "بوضع شرائح تجسس كإحداثيات للطيران".
ووفق محمد، كانت هنالك أسبوعيا وفيات خاصة بصفوف كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وأفاد بأن عدد العسكريين الموجودين بالأسر لا يتجاوز 5%، وما تبقى منهم مدنيون، بعضهم اعتقلهم الدعم السريع من حافلة للنقل كانت في طريقها إلى مدينة شندي واتهمهم بالتعاون مع الجيش.
أما الصلاة، فيقول إنها كانت تخضع "لمزاج الضابط المناوب، ولا يوجد مكان لقضاء الحاجة أو للاستحمام، كما لا يتوفر العلاج، ومن يموت يتم إخراج جثمانه ولا ندري أين يُدفن".
مع استعادة الجيش السوداني أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، تم العثور على عدد من الأسرى والمختطفين المدنيين الذين كانوا على مدى شهور في سجون الدعم السريع دون تقديمهم للمحاكمة، وبعضهم مكث فيها 20 شهرا، وآخرون تترواح مدة اعتقالهم بين عام ونصف العام.
إعلانوبعد تمكن الجيش من السيطرة على عدد من مواقع الدعم السريع في الخرطوم، اكتشف مقرات كانت تستخدمها هذه القوات أقبية للتعذيب والتنكيل بالأسرى من خلال وضعهم في زنازين ضيقة وحرمناهم من الماء والأكل إلى حد الموت.
أظهرت عشرات الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام عددا من الأسرى والمختطفين بعد خروجهم من سجون الدعم السريع وهم في أوضاع صحية سيئة، حيث تحول بعضهم إلى "هياكل من العظام"، وآخرون فقدوا السمع والبصر والعقل، و"من نجا من الموت ظلت على جسده علامات بارزة من آثار التعذيب".
اتخذت قوات الدعم السريع عدة أماكن في الخرطوم لاعتقال المواطنين وعدد من الضباط المتقاعدين، فضلا عن أسرى الجيش، وأبرز تلك المواقع معسكرها بحي الرياض الذي يضم عدة أبنية إسمنتية، إلى جانب المباني المحيطة به مثل مكاتب الأدلة الجنائية التابعة للشرطة ومقر الجامعة العربية.
كما تشمل هذه المقرات سجن سوبا "الذي يضم أكثر من 4 آلاف أسير، ومات بدخله العشرات جراء الجوع والتعذيب والمرض"، فضلا عن مبان وعمارات في حي كافوري قبل استعادته من قبل الجيش.
ويُعد المعسكر والسجن من أشهر معتقلات الدعم السريع، ويخضعان -بحسب معلومات تحصلت عليها الجزيرة نت من مصادر أمنية سودانية- لإشراف مباشر من مدير استخبارات الدعم السريع العميد عيسى بشارة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن السجون والمعتقلات كانت في وقت سابق تحت إشراف عصام فضيل قائد ثالث قوات الدعم السريع والذي أصيب في إحدى المواجهات، ثم تولى بشارة الإشراف عليها.
وحسب المصادر نفسها، شهدت معتقلات الدعم السريع انتهاكات في عهد العميد عيسى بشارة حيث مات العشرات من المعتقلين تحت التعذيب وجراء الجوع ومرض الكواليرا الذي انتشر بشدة في سجن سوبا. وأضافت أن معسكر الرياض يُعد الأسوأ و"حدثت فيه فضائع لأن ضابطا بالدعم السريع يدعى علي دخرو كان شديد القسوة مع المساجين ويعاملهم وفقا لاعتباراته الجهوية والقبلية".
إعلانوأظهرت مقاطع فيديو عشرات الأسرى وهم في حالة يرثى لها في مدينة جبل أولياء جنوب الخرطوم، أجساد بعضهم متهالكة وتخلو من الملابس، في حين ارتدى آخرون ملابس ممزقة ومتسخة.
إدانة رسميةوذكر ضابط بالجيش السوداني للجزيرة نت أنهم تمكنوا من تحرير عشرات الأسرى في جبل أولياء من قاعدة النجومي الجوية ومقر آخر كان يتبع للجيش سابقا، وتحدث عن العثور على بعض الأسرى وقد فارقوا الحياة قبيل لحظات من وصول الجيش إلى المدينة.
في مقطع مصور على فيسبوك، قال أسير سوداني محرر إن عددا منهم مات داخل السجن، أبرزهم من العسكرين، وإن قوات الدعم السريع كانت تخطط لنقلهم إلى دارفور بغرض "استعبادهم"، وكشف أنها كانت تنقل المعدات الثقيلة من ذخائر وأسلحة أثناء وجودهم في الخرطوم.
من جهته، أفاد ضابط رفيع بالجيش السوداني للجزيرة نت بأنهم قاموا بحصر الأسرى ونقلهم من مدينة جبل أولياء إلى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد، لتلقي الرعاية الصحية والنفسية.
وقد قال المتحدث باسم الحكومة السودانية خالد الإعيسر -في تصريح صحفي- إن الحكومة "تدين بأشد العبارات الجرائم والانتهاكات التي ارتكتبها مليشيا الدعم السريع بحق المواطنين والمتحجرين والأسرى في سجونها ومعتقلاتها".
وأضاف أنهم تعرضوا لأبشع أشكال الجرائم والتصفية الجسدية، وأن "هذه الانتهاكات تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وتتنافى مع كافة القوانين والمواثيق"، وطالب المنظمات الدولية بالتحلي بالمسؤولية والمصداقية والشفافية لتوثيق انتهاكات الدعم السريع.