فتاوى تشغل الأذهان| ازاي تغتنم فصل الشتاء في التقرب إلى الله؟.. ما هو جزاء الصبر على المرض ؟.. وكيف تجعل قبرك نورا؟
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
فتاوى تشغل الأذهانإزاي تغتنم فصل الشتاء في التقرب إلى الله؟ما هو جزاء الصبر على المرض ؟كيف أجعل قبري نورا؟
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان لدى كثير من الناس.
في البداية.
والمسلم دائمًا يهتم بواجب الوقت الذي هو فيه، ويغتنم الفرص في كل زمان ليحقق عبوديته لله سبحانه التي خُلق من أجلها، وزمن الشتاء له واجباته التي يجب على المسلم أن يحافظ عليها.
فالشتاء ربيع المؤمن، ووصف الإمام حسن البصري رحه الله الشتاء قائلاً: "فليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه" فهو موسم مختلف للعبادة، إذ يقصر فيه النهار ويسهل فيه الصوم، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام في الشتاء بـ "الغنيمة الباردة".
وكان من تعليم النبي ﷺ لأمته وأتباعه أن ينسبوا ظواهر الكون لإرادة الله سبحانه وقدرته وفعله، ومن ذلك نزول المطر بالخير، فكان يقول ﷺ: «مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ». [أخرجه البخاري] وأن تذكرهم شدة البرد والحر بالآخرة، ونعيمها وعذابها، وجنتها ونارها؛ قال الله سبحانه عن أهل الجنة: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} [الإنسان: 13] وقال سيدنا رسول الله ﷺ في الحديث الشريف: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ- أي شدة البرد-». [متفق عليه].
ولاغتنام فصل الشتاء في التقرب إلى الله عليك :«كثرة الصيام لأن نهار الشتاء قصير ومش هيجهدك، صلاة قيام الليل توقيتها مناسب للجميع، الدعاء عند سقوط المطر، التأمل في آيات الله كالمطر وتغيير الجو فجأة والرياح والرعد والبرق، والصدقة للمحتاجين بالمال أو الملابس».
وحول ما هو جزاء الصبر على المرض ؟.. أجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، قائلًا: أنه إذا ابتلي الإنسان بالمرض فعليه أن يتحلى بالصبر الجميل، والصبر الجميل هذا الذي لا شكوى معه، والله تعالى وعد الصابرين بوعد لم يذكره بسواهم فقال تعالى { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي " رواه مسلم باب فضل عيادة المريض.
يبين لنا هذا الحديث الجليل فضل عيادة المريض وثواب زيارته والاطمئنان عليه وكذلك فضل إطعام المحتاج وسقى الماء.
معنى الحديث: قوله "مرضت فلم تعدني" قال العلماء أضاف الله سبحانه وتعالى المرض إليه والله منزه عن كل نقص والمراد هو العبد تشريفاً للعبد وتقريباً له ليكون ذلك رفعا لروحة المعنوية بأنه فى معية الله والله معه ويُثيبه على مرضه بأن يخفف به من ذنوبه ويُثيب من زاره وقوله " لوجدتني عنده" أى وجدت ثوابى عنده وكرامتى ورحمتى فأنا أجزيك على إعانتك له فى مرضه.
وعبر الله تعالى عن مرض عبده بأنني مرضت، فهذا الأسلوب في التعبير مألوف عند الأمهات، فإذا مرض ابنها من شدة محبتها له، وشدة رحمتها به، ومن شدة رأفتها به، كأنها هي المريضة (قال: مرضت) والحقيقة لو علم الناس ما عند الله من الرحمة، لو علم الناس رحمة الله عز وجل، وأن كل ما ترى في الأرض من رحمات، من رحمة الأمهات بأبنائهم، من رحمة أمهات البهائم بأولادهم، لعجبت أن كل هذه الرحمة مشتقة من رحمة الله عز وجل.
ما يستفاد من هذا الحديث معية الله تعالى للمريض وأنه يُثيبه على مرضه بتخفيف ذنوبه، أن إعانة المريض ليست فى زيارته وإطعامه وسقيه فقط بل مساعدته بكل ما يستطيع الإنسان تقديمه له من أنواع المساعدات.
وقال الشيخ محمد عبدالعظيم الأزهري، عضو لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف، إن هذا العمل لن يستغرق أكثر من 4 دقائق في اليوم، وهو كفيل لينيرا القبر الذي ستنام فيه سنين وسنين، موضحًا أن هذا العمل هو مقدار أن تقرأ سورة “الملك” أو تسمعها كل يوم وأنت في السرير قبل أن تنام أو في ركعة الوتر أو أي وقت من اليوم، وستكون سببا رئيسيا أن يكون قبرك نورا ونجاة من العذاب.
واستدل على أن هذا الأمر جواب سائل “كيف أجعل قبري نورا؟”، بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر"، وقال صلى الله عليه وسلم "إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي: تبارك الذي بيده الملك".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان التقرب إلى الله فصل الشتاء لجنة الإفتاء الأزهر صلى الله علیه وسلم الله تعالى
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الطعام له أثر في تصرفات الإنسان وفي الاستجابة لأوامر الله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن للطعام آداب تهذب النفس وتشير إلى صلاح المتأدب بها وإلى فساد المتخلي عنها، فمن آداب الطعام أن تتوسط درجة حرارته، فلا يكون شديد السخونة ولا شديد البرودة، وأن يأكل الإنسان مما يليه، ولا يملأ بطنه بالطعام، فيترك للنفس والشراب مكانًا.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن من آدابه أن يحسن الإنسان مذاقه، فنتقي الأطيب والأزكى وقد أشار القرآن الكريم إلى مثالين لتأكيد ذلك المعنى، الأول للعصاة المعاندين لرسولهم، فقال تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بَالَّذِى هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ) فكان من أخلاقهم أنهم تخيروا الطعام الأقل في الجودة والمذاق والقيمة الغذائية على الطعام الأفضل، بما يشير إلى علاقة بين سوء فهمهم للطعام وتذوقه، وبين عصيانهم وعنادهم ومشغابتهم التي وسموا بها عبر القرون، بما يجعلنا نؤكد على أن للطعام أثر في هذا الكون، في تصرفات الإنسان، وفي الاستجابة لأوامر الله، وفي وضعه الاجتماعي والكوني، وقد فجمع القرآن -في آية واحدة- بين سوء ذوقهم وفهمهم بتخير الطعام الأخس على الأعلى، وبين كبير جرمهم مع الله بقتل أنبيائه، حيث عقب ذلك بقوله تعالى : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) .
أما المثال الثاني فكان للصالحين وهم أهل الكهف، قال تعالى : (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) فهؤلاء الصالحين اهتموا أن يكون الطعام زكيًا طيبًا، بل أزكى الأطعمة التي يمكن أن تشترى بهذه القيمة ، فكان من الممكن أن تكون طول فترة النوم سببًا في عدم الاهتمام بتخير الطعام الأزكى، وكانت شدة الجوع مبررًا لهم لأكل أي شيء دون تميز، إلا أنهم أثبتوا أن أخلاقهم عالية مهذبة، ومن أسباب هذا العلو وذلك التهذيب تخيرهم للطعام الأزكى، فكانوا يتخيرون إذا تحدثوا من الكلام أزكاه، رضي الله عنهم، ونفعنا بهم وبسيرتهم في الدنيا والآخرة.
وفي ذلك كله إشارة لما في الطعام الزكي الطيب من آثار أخلاقية وسلوكية إيجابية تترتب عليه، كما أن الطعام الذي يأتي من الغصب والسرق، وكذلك لا يكون طيبًا في نفسه وفي مذاقه له من الآثار السلبية على خلق صاحبه وسلوكه.