فتاوى تشغل الأذهانإزاي تغتنم فصل الشتاء في التقرب إلى الله؟ما هو جزاء الصبر على المرض ؟كيف أجعل قبري نورا؟

نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان لدى كثير من الناس.

في البداية.

. جعل الله مرور الأوقات تذكرة لعباده المؤمنين، وللمؤمن في كل وقت من الأوقات عبودية لله، ومن سعادة العبد أن يعرف شرف الزمن وقيمة الوقت، وأن يعرف وظائف المواسم حتى يعمرها بطاعة الله تعالى.

والمسلم دائمًا يهتم بواجب الوقت الذي هو فيه، ويغتنم الفرص في كل زمان ليحقق عبوديته لله سبحانه التي خُلق من أجلها، وزمن الشتاء له واجباته التي يجب على المسلم أن يحافظ عليها.

فالشتاء ربيع المؤمن، ووصف الإمام حسن البصري رحه الله الشتاء قائلاً: "فليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه" فهو موسم مختلف للعبادة، إذ يقصر فيه النهار ويسهل فيه الصوم، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام في الشتاء بـ "الغنيمة الباردة".

وكان من تعليم النبي ﷺ لأمته وأتباعه أن ينسبوا ظواهر الكون لإرادة الله سبحانه وقدرته وفعله، ومن ذلك نزول المطر بالخير، فكان يقول ﷺ: «مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ». [أخرجه البخاري] وأن تذكرهم شدة البرد والحر بالآخرة، ونعيمها وعذابها، وجنتها ونارها؛ قال الله سبحانه عن أهل الجنة: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} [الإنسان: 13] وقال سيدنا رسول الله ﷺ في الحديث الشريف: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ- أي شدة البرد-». [متفق عليه]. 

ولاغتنام فصل الشتاء في التقرب إلى الله عليك :«كثرة الصيام لأن نهار الشتاء قصير ومش هيجهدك، صلاة قيام الليل توقيتها مناسب للجميع، الدعاء عند سقوط المطر، التأمل في آيات الله كالمطر وتغيير الجو فجأة والرياح والرعد والبرق، والصدقة للمحتاجين بالمال أو الملابس».

وحول ما هو جزاء الصبر على المرض ؟.. أجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، قائلًا: أنه إذا ابتلي الإنسان بالمرض فعليه أن يتحلى بالصبر الجميل، والصبر الجميل هذا الذي لا شكوى معه، والله تعالى وعد الصابرين بوعد لم يذكره بسواهم فقال تعالى { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: ‏ "‏يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف ‏‏أعودك‏ ‏وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن ‏ ‏آدم‏ ‏استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن ‏ ‏آدم ‏استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي "‏ رواه مسلم باب فضل عيادة المريض.

يبين لنا هذا الحديث الجليل فضل عيادة المريض وثواب زيارته والاطمئنان عليه وكذلك فضل إطعام المحتاج وسقى الماء.

معنى الحديث: قوله "مرضت فلم تعدني" قال العلماء أضاف الله سبحانه وتعالى المرض إليه والله منزه عن كل نقص والمراد هو العبد تشريفاً للعبد وتقريباً له ليكون ذلك رفعا لروحة المعنوية بأنه فى معية الله والله معه ويُثيبه على مرضه بأن يخفف به من ذنوبه ويُثيب من زاره وقوله " لوجدتني عنده" أى وجدت ثوابى عنده وكرامتى ورحمتى فأنا أجزيك على إعانتك له فى مرضه.

وعبر الله تعالى عن مرض عبده بأنني مرضت، فهذا الأسلوب في التعبير مألوف عند الأمهات، فإذا مرض ابنها من شدة محبتها له، وشدة رحمتها به، ومن شدة رأفتها به، كأنها هي المريضة (قال: مرضت) والحقيقة لو علم الناس ما عند الله من الرحمة، لو علم الناس رحمة الله عز وجل، وأن كل ما ترى في الأرض من رحمات، من رحمة الأمهات بأبنائهم، من رحمة أمهات البهائم بأولادهم، لعجبت أن كل هذه الرحمة مشتقة من رحمة الله عز وجل.

ما يستفاد من هذا الحديث معية الله تعالى للمريض وأنه يُثيبه على مرضه بتخفيف ذنوبه، أن إعانة المريض ليست فى زيارته وإطعامه وسقيه فقط بل مساعدته بكل ما يستطيع الإنسان تقديمه له من أنواع المساعدات. 

وقال الشيخ محمد عبدالعظيم الأزهري، عضو لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف، إن هذا العمل لن يستغرق أكثر من 4 دقائق في اليوم، وهو كفيل لينيرا القبر الذي ستنام فيه سنين وسنين، موضحًا أن هذا العمل هو مقدار أن تقرأ سورة “الملك” أو تسمعها كل يوم وأنت في السرير قبل أن تنام أو في ركعة الوتر أو أي وقت من اليوم، وستكون سببا رئيسيا أن يكون قبرك نورا ونجاة من العذاب.

واستدل على أن هذا الأمر جواب سائل “كيف أجعل قبري نورا؟”، بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر"، وقال صلى الله عليه وسلم "إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي: تبارك الذي بيده الملك".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان التقرب إلى الله فصل الشتاء لجنة الإفتاء الأزهر صلى الله علیه وسلم الله تعالى

إقرأ أيضاً:

جمعة: التغيير بين اختيار البشر وإرادة الله

تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، عن مفهوم التغيير في حياة الإنسان، متسائلًا: "هل التغيير يأتي من البشر أم من المولى عز وجل؟" واستشهد بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، مؤكدًا أن التغيير في حياة الإنسان يقع بين فعل البشر وإرادة الله.

التغيير البشري: مناطه الاختيار


أوضح جمعة أن التغيير البشري يبدأ من اختيار الإنسان للخير أو الشر. فالإنسان خُيّر بين النجدين، كما قال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]. فإذا اختار الخير وسار على نهج الله، زكت نفسه، وفتح الله له أبواب الخير. وأكد أن الإنسان مأمور بالسعي نحو الإيجابية، سواء في العبادة كالصلاة والزكاة، أو في السلوك كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

التغيير الإلهي: مناطه الخلق


أكد جمعة أن التغيير الذي يتم من الله تعالى يتجاوز قدرة البشر، لأنه متعلق بصفة الخلق والإيجاد. فإذا أظهر الإنسان استعدادًا للتغيير نحو الخير، تدخلت إرادة الله لتبديل حاله من الضعف إلى القوة، ومن الضيق إلى السعة.

نماذج من التغيير في تاريخ المسلمين


استشهد جمعة بحال المسلمين في مكة عند بداية الدعوة الإسلامية، إذ كان حالهم مليئًا بالصعوبات. ولكن عندما تمسكوا بالقيم الإيجابية، غيَّر الله حالهم وكتب لهم الأمن في الحبشة.

 ومن الحبشة، تطور حالهم إلى تأسيس دولة الإسلام في المدينة المنورة، حيث بدأوا مرحلة جديدة من القوة والفتوحات.

كما أشار إلى قصة الصحابي عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -، الذي ضرب مثالًا في الاجتهاد والتغيير الإيجابي. فعندما عرض عليه سعد بن الربيع - رضي الله عنه - جزءًا من ماله وممتلكاته، رفض وأصر على العمل في التجارة، حتى أصبح من أثرى الصحابة.

التغيير مسؤولية الإنسان وأمر من الله


اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بأن الله أمرنا بالسعي نحو التغيير الإيجابي، وأنه كلما تقرب العبد إلى الله، أكرمه المولى بتغيير أحواله إلى الأفضل. ولفت إلى أن البصيرة التي يمنحها الله لعباده الصالحين هي وسيلة لفهم حكمة التغيير الإلهي في حياتهم.

وأكد أن التغيير يبدأ من الإنسان نفسه، فإذا أخلص النية لله وسعى نحو الخير، أعانه الله وغيّر حاله، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

مقالات مشابهة

  • هل المهدي من علامات الساعة وكيف تروج له الجماعات المتطرفة؟ الأزهر يحسم الجدل
  • هل يأكل الشيطان من طعام الشخص الذي لم يذكر التسمية؟ صحح معلوماتك
  • لا تفوتك ساعة الإستجابة يوم الجمعة.. أفضل الأدعية الجامعة
  • معلمو الناس الخير
  • الأزهر للفتوى يوضح خصائص الأشهر الحرم
  • رحلة التكريم الإلهى
  • فتاوى: يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • جمعة: التغيير بين اختيار البشر وإرادة الله
  • الوقت
  • صلاة تجعل بيتك يشع نورًا فى الشتاء .. تعرف عليها