خصصت جامعة قطر الملتقى الثالث للتخطيط الأكاديمي وضمان الجودة، لبحث تأثير دمج الذكاء الاصطناعي في ضمان جودة التعليم بشكل عام، والتعليم العالي بوجه خاص، وذلك وسط مشاركة خبراء في التعليم والتكنولوجيا من قطر وخارجها.
وتناولت جلسات الملتقى العديد من المواضيع المهمة منها تأثير الذكاء الاصطناعي في ضمان جودة التعليم عموما، وتقويم مخرجات التعلم للبرامج بشكل خاص، وتطبيقاته المختلفة في التعليم والتعلم، كما شملت أيضا مناقشة التحديات الرئيسية والرؤى في دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي وضمان الجودة.


وأكد الدكتور إبراهيم الكعبي، نائب رئيس جامعة قطر للشؤون الأكاديمية، أهمية الموضوعات التي يناقشها الملتقى الثالث للتخطيط الأكاديمي وضمان الجودة، والمرتبطة بدمج الذكاء الاصطناعي في ضمان جودة التعليم العالي، مؤكدا التزام الجامعة الدائم، وسعيها المستمر في تحقيق رسالتها الرامية إلى التميز النوعي في شتى المجالات، وتقديم برامج أكاديمية ذات جودة عالية.
وقال إن الملتقى عمل في نسختيه السابقتين على ترسيخ قيمة مركزية وهي ثقافة الجودة والتميز، وزيادة الوعي بأهمية عملية تقويم مخرجات التعلم على مستوى البرامج الأكاديمية، وربط نتاجات التعليم والتطوير والتحسين المستمرين في البرامج والممارسات الأكاديمية، إلى جانب التعريف بمنظومة مخرجات التعلم المعتمدة في جامعة قطر، والإلمام بكل جوانبها.
كما أكد حرص جامعة قطر على الوقوف على آراء ومقترحات المشاركين في الملتقى في جميع ما يتعلق بجودة البرامج وتقييمها إيمانا منها بأهمية التعاون وتضافر الجهود لتحقيق الأهداف التي تخدم الوطن.
واعتبر الدكتور الكعبي أن الملتقى فرصة سنوية متميزة للحوار والتواصل والانفتاح على آفاق جديدة فيما يخص ضمان الجودة في البرامج الأكاديمية في الجامعة، ومنصة لتبادل الخبرات، وفرصة للتحسين والتطوير بما يضمن جودة التعلم للبرامج الأكاديمية.
وأوضح أن النسخة الثالثة من الملتقى تركز على الذكاء الاصطناعي، وطرق إدماجه في التقييم، وضمان الجودة وإمكانيات تطبيقه بما ييسر استخدام الأدوات البرامج المختلفة، والتي تسهم في الوصول إلى أعلى مستويات الجودة والمهنية، منوها بأن دمج الذكاء الاصطناعي يساعد في تعزيز منظومة التعليم العالي، وتحسين عمليات التقييم وضمان الجودة الأكاديمية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: جامعة قطر الذكاء الاصطناعي

إقرأ أيضاً:

رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي

بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟

الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.

المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.

وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».

وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.

ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!

مقالات مشابهة

  • "السنة النبوية واستقرار الأوطان".. محور ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الحسين
  • الاحتفاء بأربعة كُتّاب مصريين في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي
  • الأول من نوعه عالمياً.. مسح متخصص يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الرعاية الصحية
  • التعليم في رمضان .. تحديات واستراتيجيات للتكيف وضمان الجودة
  • «لغة القرآن».. ملتقى الأوقاف الفكري بمسجد الحسين في الليلة الثالثة عشرة من رمضان
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • «طرق دبي» تنظم ملتقى الشراكات بحضور 58 ممثلاً من جهات حكومية وخاصة
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • تأثير الذكاء الاصطناعي على عقول البشر.. أحداث الحلقة الـ 11 من مسلسل أثينا
  • حول ملتقى «معًا نتقدم».. حوار الوطن والمواطن