«تقارب الذكاء الاصطناعي والأنظمة الإبداعية».. ندوة بالجامعة المصرية الروسية
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
أعلن الدكتور محمد عرابى، عميد كلية الفنون الجميلة بالجامعة المصرية الروسية، أنه تم إقامة ندوة لطلاب الكلية بعنوان: تقارب الذكاء الاصطناعي والأنظمة الإبداعية "The Convergence of AI and Creative Disciplines"، ألقاها الفنان والباحث فى الفنون البصرية ووسائطها المعاصرة "إياد عرابى".. منوهاً أن تلك الندوة تأتى فى إطار الأنشطة الطلابية لنقل الخبرات من المتخصصين والأكاديميين فى مجال الوسائط والجرافيك "الميديا"، ولتنمية قدرات ومهارات الطلاب، لتأهيلهم لسوق العمل، وكانت الندوة برعاية الدكتور شريف فخرى محمد عبد النبى رئيس الجامعة.
وأكد عميد كلية الفنون الجميلة بالجامعة المصرية الروسية، أنه يوجد اهتمام بجميع الأقسام فى الكلية لربط الطلاب بأحدث التطورات فى سوق العمل أثناء الدراسة، لتخريج جيل من الكوادر الفنية قادرة على مواكبة سوق العمل سواء: "المحلى، الإقليمى، أو الدولى".. لافتاً أنه تم التركيز خلال الندوة على التفاعل بين التكنولوجيا وما تبتكره من عوالم وصور إفتراضية وتجارب العالم الحقيقى، حيث المزج المبتكر بين التكنولوجيا والفن.
من جانبه، أوضح الفنان إياد عرابى، الباحث فى الفنون البصرية ووسائطها المعاصرة بألمانيا، خلال الندوة أهمية تآزر "الذكاء الإصطناعى"، مع الإبداع البشرى بصفة عامة والإبداع فى مجالات الفنون والتصميم بصفه خاصة، وطرح أهمية دوره المحورى وإمكانيات حوكمته فى نظم التعليم الحديثة بمجالات الفنون والتصميم، وأهمية ودور البرمجة فى بناء الصورة الفنية وأصالتها.
قدم الفنان إياد عرابى، معرض فنى حول مفهوم "الحلقات Loops" فى البرمجة، حيث أقام علاقة تناظرية بين الحياة اليومية بإعتبارها حلقة فى مجال الزمن وبين حلقات البرمجة ودورها فى بناء العوالم الإفتراضية بمجال زمنى معين، وذلك بإستخدام وسائط تعبيرية مختلفة فى صياغة جمالية تكاملية جمعت بين مقاطع فيديو ورسوم تعبيرية تجريبية بواسطة أحماض وأوراق حساسة للضوء وإستخدم تقنيات طباعة الصورة الفوتوغرافية التقليدية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الجامعة المصرية الروسية الذكاء الإصطناعى كلية الفنون الجميلة معرض فنى
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والإبداع الأدبي
حقق العلم في مجال الذكاء الاصطناعي قفزات كثيرة وسريعة، في غضون سنوات قليلة، حيث حرص كثير من المستخدمين، على الاستفادة من خدماته وإمكانياته في مجالات عدة، منها مجال الإبداع الأدبي.
وهناك تطبيقات وبرامج كثيرة، لعل أشهرها تشات جي بي تي، الذي وصفه بيل غيتس مؤسس ميكروسوفت بأنه برنامج مهم مثل اختراع الإنترنت! لأنه أحدث تحولاً كبيراً، يمكن أن يحل محل 300 مليون وظيفة بدوام كامل، حسب تعبيره!
هذا التطبيق الذي تداولت اسمه وسائل الإعلام عند ذكر خبر فوز الكاتبة اليابانية ري كودان بجائزة أكوتاغاوا، عن فئة الكاتب الواعد. وأكدّت الكاتبة بعد إعلان فوزها استعانتها بالذكاء الاصطناعي من حلال برنامج تشات جي بي تي، الذي ساهم بنسبة 5% بشكل تام من عملها من حيث المبنى والمعنى. بعد الضجة الكبيرة التي أحدثتها تصريحاتها قالت إنها استعانت به؛ لأن البطل في الرواية كان يستعين ببرنامج مماثل. وهنا نقف عند عدة تساؤلات، منها ما يتعلق بالموقف إجمالاً من الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع من حيث مدى الأصالة، ومدى تأثيره على الجانب الأخلاقي.
بداية لابد أن نتذكر أن الإبداع الأدبي لا يقف وحيداً في هذا الأمر، فمعظم المجالات استفادت مثل الهندسة، الطب، وغيرها، لكن كم نسبة الاستفادة الحقيقية؟ كيف توظف هذه الاستفادة؟ إذ كانت الكاتبة اليابانية أقرت بـ5% استفادة كاملة، فلابد أن نفكر أنها قد تكون استفادت منه 95% بصورة غير مباشرة! مثل استفادتها في بناء الرواية، الحبكة، الأحداث. وهي تستفيد بذلك من كل النتاج الإنساني الأدبي والثقافي، بما فيه أيضا الأدب الياباني.
وماذا عن الملكية الفكرية للإبداع الأدبي؟ هل يعدّ الذكاء الاصطناعي من خلال برنامجه شريكاً في العمل الأدبي؟ أم أن هذه المشاركة مرتبطة بما أضافه الكاتب؟ وماذا عن الأدباء والشعراء الذين استعان التطبيق بإنتاجهم الأدبي؟ أذكر هنا أن عدداً كبيراً من الأدباء احتج على استعانة برنامج تشات جي بي تي بنتاجهم الإبداعي. رفع جورج. ر .ر .مارتن مؤلف "صراع العروش" في سبتمبر 2023 قضية على تشات جي بي تي، في نيويورك طالب هو وبعض الكتاب بـ 150 ألف دولار عن كل كتاب يستخدمه التطبيق. وطالب آخرون بمقابل مادي عن كل كتاب يستفيد منه الذكاء الصناعي. وذكرت وسائل الإعلام المختلفة أن المحامين قالوا في الدعوى "إن النماذج اللغوية تشكّل خطراً على قدرة الروائيين على كسب لقمة العيش؛ لأنها تتيح لأي شخص أن يولّد آلياً ومجاناً (أو بسعر متدنٍ جداً) نصوصاً يُفترض به أن يُدفع للمؤلفين أموالاً لقاءها ونبهوا إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن تُستخدّم لإنتاج محتويات مشتقة تقلّد أسلوب الكُتّاب".
ونقلت مجلة فوربس آراء لمشرعين أمريكيين بأن العمل الأدبي لابد أن يكون إنتاجاً أصيلاً ومبدعاً من إنتاج إنساني دون تدخل الذكاء الاصطناعي. ورد مؤسسو تطبيق تشات جي بي تي الذي نُشر في الغارديان، قبل عام، بأن لديهم 150 مليون مستخدم أسبوعيا (وبلغ في أغسطس الماضي 200 مليون نشط أسبوعياً)، وأن أي شخص تًرفع عليه قضية بسبب استخدامه هذا الشات فهم سيتدخلون لصالحه!
لكن كيف يمكن أن نستعين بالذكاء الاصطناعي بشكل أفضل، دون المساس بالأصالة والإبداع لدى الكاتب؟ ربما يمكن أن يكون ذلك ضمن العصف الذهني وتوليد الأفكار، والأفضل عدم الاعتماد عليه 100%. ما يهمنا هنا أنه قادر على مساعدة المبتدئين في الكتابة أو متوسطي المستوى في إنتاج نصوص جيدة جداً، ولابد أن يعملوا على تعديلها. ولا أدري إن كانت المدونة الأوروبية، من أجل قواعد الممارسة لنماذج الذكاء الاصطناعي المتوقع صدورها في مايو 2025، ستشمل الإبداع الأدبي والفني أم لا. وهنا لابد أن نتذكر أن معظم الأمور المستحدثة تأخذ فترة حتى تستقر، وتقنن بتشريعات تحكمها، إنها مسألة وقت.