تتعدد أسباب الكتابة والتأليف، عند كل من توجه نحو هذا المضمار، وقرر أن يسلك هذا الطريق، طريق الكتابة الإبداعية، هناك من يجد في الكتابة فرصة للتعريف بنفسه، أو من يرى أنه يستطيع أن يعيش في الروايات التي يؤلفها عن الحياة التي لا يجدها فعلاً، وهناك من يكتب من أجل التعلم وزيادة معرفته، لأن الكتابة، تتطلب البحث والتأكد، وتتعدد الأسباب التي لا يمكن حصرها، لكنّ هناك سبباً قد يقف بعضهم أمامه بحيرة، وهو عندما تكون الكتابة متنفساً وعلاجاً ودواء يخفف من وقع الألم النفسي، ويذهب بالهم والغم بعيداً، عندما تكون الكتابة بمثابة الشفاء أو الدواء الذي يخفف عنك وطأة القسوة والمعاناة.
الكتابة والتأليف، يفعلان أكثر، لأنهما يتركان في النفس أجمل الأثر، فعندما تكتب عما يعتلج في صدرك، تشعر براحة، وكأنك قد أخرجت ما يثقل خطواتك، ويبث في روحك الألم والهم. عندما يغطيك القلق، وتتوجه نحو الكتابة، يتبعثر القلق بين حروفك، لأن العقل الذي يركز على دواعي تنامي القلق وأسبابه، يتوقف عن هذه السلبية، ويبدأ في التركيز على الأفكار التي تكتبها، وكأنك جذبت عقلك نحو وظيفة حيوية ومهمة، تخرجه من تلبس القلق، وتوقف تناميه وتوسعه.
والكتابة والتأليف، يفعلان ما هو أهم للصحة النفسية، فهما يقويان العقل ويرفعان الروح المعنوية، ويزيدان من الفعالية.
الدكتورة ميشيل ديماركو، مختصة في النفس والأخلاقيات السريرية، وباحثة في الضرر الأخلاقي والمرونة، وهي مؤلفة، في مجالات علم النفس والصدمات والصحة، تقول: «الكتابة التعبيرية، المعروفة أيضاً بالكتابة العاطفية، هي الكتابة العلاجية الأصلية التي طورها جيمس بينبيكر وزملاؤه بعد أن أظهرت الأبحاث (1986)، أن التعبير عن أفكار الفرد ومشاعره العميقة، من خلال الكتابة، يمكن أن يؤدي إلى فوائد صحية جسدية ونفسية كبيرة، مثل تحسين المناعة والشفاء، وفي وظائف الرئة، وانخفاض ضغط الدم، وتقليل القلق والاكتئاب، وزيادة الحالة المزاجية، وزيادة القدرة على التعامل مع الحياة الاجتماعية. الهدف من الكتابة التعبيرية، هو الكتابة عن أفكارك ومشاعرك المتعلقة بتجربة حياة شخصية مرهقة أو مؤلمة».
إذا حاصرتك الهموم، وأوجعتك العقبات والصعوبات، وإذا توترت، وتنامى قلقك، إذا ألقت الحياة عليك بحملها وعبئها، توقف، واستعد للتعبير، للبوح، وابدأ بالكتابة عما يعتلج في صدرك من مخاوف، أو ما يدور في ذهنك من أمانيَّ وتطلعات، وستجد بعدها راحة ونقاء وهدوءاً في النفس والعقل.
شيماء المرزوقي – صحيفة الخليج
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خبير مصرفي عن تحركات الدولار: القلق يبدأ في حالة واحدة
قلل هشام عز العرب، الخبير المصرفي، من التحركات الأخيرة في سعر الدولار في السوق المصرية، والتي اقتربت من حاجز الـ50 جنيهًا.
وأوضح عز العرب، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج الحكاية المذاع على قناة MBC مصر مساء السبت، أن الارتفاعات الأخيرة في سعر الدولار هي جزء من تحركات طبيعية تشهدها الأسواق العالمية، خاصة بعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، مشيرًا إلى أن الدولار ارتفع أمام العديد من العملات الأخرى على مستوى العالم، وأن مصر كجزء من هذا العالم تتأثر بهذه التغيرات.
وأكد عز العرب أنه لا توجد أزمة سيولة دولارية في البنوك المصرية، مشددًا على أن كل من يطلب فتح اعتمادات مستندية يحصل على الدولار من البنوك دون تأخير.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر يكمن في السيولة الدولارية المتوفرة لدى البنك المركزي، إلا أنه نفى وجود أي مشكلة في هذا الإطار.
وأضاف: "تحركات سعر الدولار طبيعية، ولا يجب أن نعتبرها مؤشرًا على قوة أو كرامة الدولة. المشكلة تظهر فقط إذا لم يكن الدولار متوفرًا عند الطلب، وهذا ليس الحال حاليًا".
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن اطمئنان صندوق النقد الدولي لقرارات البنك المركزي المصري يعكس رسالة إيجابية بشأن الوضع الاقتصادي في مصر.