جدل على المنصات السودانية بسبب دعوة إيغاد لحميدتي وتجميد الخرطوم عضويتها
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
شهدت منصات التواصل السودانية حالة من الجدل والانقسام، بعد أن دعت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، لحضور قمتها، وإعلان الخارجية السودانية "تجميد التعامل" معها؛ بسبب ما وصفته بتجاوزات ارتكبتها المنظمة.
وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت رفضها المشاركة في القمة الاستثنائية الـ42 لإيغاد؛ لأنها لا ترى ما يستوجب عقد قمة لمناقشة أمر السودان قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة.
مبروووك
نتمنى من البرهان يكون عندو خطة وحل لحسم الحرب دي سواء حرباً او سلماً تقديراً بس لمعاناة الشعب والحفاظ على ما تبقى من الوطن دا . https://t.co/kTysw9IlSQ
— Moe Aldirdeery (@MoeAldirdeery) January 20, 2024
ودعت "منظمة إيغاد" في قمتها الاستثنائية الـ42 إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، وطالبت أطراف النزاع بالحوار والتفاوض لإنهاء الحرب.
وطالبت القمة -أيضا- الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعقد اجتماع مباشر في غضون أسبوعين، لتمهيد الطريق لإبرام اتفاق سياسي، معربة عن استعدادها لبذل جهود لتسهيل عملية سلام شاملة لإنهاء الصراع في السودان.
ومع إعلان الخارجية السودانية تجميد التعامل مع المنظمة، فإن السؤال الأكثر انتشارا بين جمهور منصات التواصل في السودان، كان حول الخطوة التي اتخذتها الحكومة السودانية: أهي صحيحة أم لا؟
حيث وصف بعض المتابعين القرار بالصائب والحاسم وأنه جاء في وقته الصحيح، بسبب التعامل "غير الحكيم من هذه المنظمة تجاه السودان، ودعم إيغاد للمليشيا المتمردة، وإصرارها المستمر على تجاوز دورها، والتدخل السافر في الشأن السوداني"، حسب قولهم.
قرار السودان بتجميد عضويته في منظمة "الإيقاد" قرار صائب وحاسم وجاء في وقته الصحيح، بعد التعامل غير الحكيم من هذه المنظمة تجاه السودان، ودعمها للمليشيا المتمردة بكل بجاحة وصلف، واصرارها المستمر على تجاوز دورها، والتدخل السافر في الشأن السوداني.#السودان #الخرطوم #ايقاد #ايغاد pic.twitter.com/s9drlW2zUg
— AbdElbdie Osman (عبدالبديع عثمان) (@AbdbdeaaOsman) January 20, 2024
بينما يرى ناشطون آخرون أن المنظمة تنفّذ "أجندة" خارجية ولا تريد إنهاء الحرب في السودان، وأن قراراتها لا تأتي في صالح الشعب السوداني، وإنما تريد تقسيم البلاد، حسب وصفهم.
عندما تكون نزيهة ولا تتأثر بأى إملاء خارجى وضغوطات
وعندما تكون قراراتها في صالح شعوب الدول المعنيه بشئنها حينها يكون المشاركه وطرح القضيه
— Mustafa Hassan (@has39311) January 20, 2024
واستغرب مدونون من دعوة المنظمة قائد قوات الدعم السريع "حميدتي" إلى القمة وحضورها، بالرغم من أن قواته ارتكبت كثيرا من الانتهاكات بحق الشعب السوداني، خاصة في دخولها مدينة ود مدني.
في المقابل قال مغردون إن التجاوزات والأخطاء لا تُعالج عن طريق تجميد العضوية، وبأن هناك وسائل وتدابير أخرى منصوصا عليها في النظام الأساسي لتكوين المنظمة، كما يجب معالجة الأمر دبلوماسيا، مشيرين إلى أن تجميد العضوية سيؤدي لنتائج لا تصب في مصلحة الشأن السوداني.
وعلّق مغردون على مبادرة المنظمة بالقول إنها منظمة أقليمية تضم دول جوار مهمة للسودان، وتجميد الخرطوم عضويتها فيها سيؤثر في البلاد وإطالة الحرب فيها.
وتساءل آخرون عن الحل في السودان، مع استمرار الاقتتال لأكثر من 9 أشهر، ولا يوجد إلى الآن حسم عسكري، أو حل سياسي بالتفاوض بين الجانبين.
انت ما قادر علي الحل العسكري ولا راضي بالحل التفاوضي
— حسام عمر (@hoosam87b) January 20, 2024
من جهتها رحّبت قوى الحرية والتغيير بالبيان الصادر في ختام الاجتماع الطارئ لقادة دول الإيغاد بجمهورية أوغندا يوم الخميس 18 يناير/كانون الثاني 2024 والقرارات ذات الصلة بالشأن السوداني، وتجديد القمة الاستثنائية باستمرار دور (الإيغاد) في مساعي إنهاء الحرب وتحقيق السلام، بما في ذلك بتيسير عملية سياسية سودانية تنتهي بتشكيل مؤسسات حكم مدنية ديمقراطية انتقالية.
وأعربت قوى الحرية والتغيير عن أسفها على قرار القائد العام للقوات المسلحة السودانية بمقاطعة أعمال القمة، وفي هذا الإطار، قالت "إننا لا زلنا نتطلع أن يستجيب القائد العام للقوات المسلحة للدعوة التي جددتها قمة (الإيغاد،) مما يوقف استمرار معاناة شعبنا في مناطق الحرب، فلا تزال هناك فرصة سانحة لإنهاء هذه الحرب، وأولى خطواتها هو الاتفاق على وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط".
وشارك في قمة الإيغاد كلٌّ من: رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وعقدت القمة برئاسة جيبوتي التي ترأس الدورة الحالية لإيغاد، بحضور رؤساء كينيا والصومال وجنوب السودان وأوغندا، بالقمة الاستثنائية التي عقدت أمس الخميس في مدينة عنتيبي الأوغندية لبحث الوضع بالسودان، وبمشاركة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثي الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومبعوثين من كلّ من: تركيا والسعودية ومصر والإمارات.
وتعدّ منظمة "إيغاد" منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست في 1996، وتتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم كلا من: إثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، والصومال، وجيبوتي، وإريتريا، والسودان، وجنوب السودان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 11 ألف أسرة غربي السودان
الأناضول/ أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الأربعاء، نزوح أكثر من 11 ألف أسرة، خلال أسبوع، من مخيم زمزم وقرى منطقة دار السلام، بولاية شمال دارفور غربي السودان، وأفادت المنظمة الدولية، في بيان، أن "10 آلاف أسرة نزحت من مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، يومي 11 و12 فبراير/ شباط الجاري، بسبب تصاعد الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات اتفاق جوبا للسلام من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى".
وأضافت أن "الأسر نزحت إلى مواقع أخرى داخل الفاشر ومنطقة دار السلام".
وتابع البيان: "بالإضافة إلى ذلك في الفترة من 13 إلى 15 فبراير الجاري، نزح ما يقدر بنحو 1544 أسرة من قرى مختلفة في جميع أنحاء منطقة دار السلام".
وذكر أن "النزوح حدث بسبب انعدام الأمن المتزايد".
وأشار البيان، إلى أن الأسر نزحت من حوالي 15 قرية بمنطقة دار السلام إلى مواقع أخرى داخل المنطقة ذاتها.
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، يشتبك الجيش وقوات الدعم السريع في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات) وتسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.