انتشار فيروس جديد يصيب البشر في أمريكا.. مصدره الأغنام
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
حذّر علماء، في جاكسون بولاية وايومنج الأمريكية، من انتشار فيروس جديد قد يصيب البشر مصدره الأغنام، حيث إن الأغنام الكبيرة في ملجأ الأيائل الوطني من المتوقع أن تحمل فيروسًا قادرًا على الانتقال إلى البشر، وطلبوا من الجمهور التوقف عن ترك الأغنام البرية تلعق سياراتهم، حسبما ذكر موقع جاكسون هول جويد الإمريكي.
وأوضح مسؤولو ملجأ الأيائل الوطني في ولاية وايومنج الأمريكية، في بيان صحفي، أن الأغنام الكبيرة في ملجأ الأيائل الوطني أصبحت معتادة على الناس وتقترب بانتظام من المركبات لتلعق الملح والمعادن منها، حيث إن نقل اللعاب إلى المركبات لا يؤدي فقط إلى نشر المرض في جميع أنحاء القطيع، بل غالبًا ما تلعق العديد من الأغنام نفس الموقع، وهذا ما يعرض الأشخاص أيضًا لخطر أكبر للإصابة بالفيروس.
فيروس جديد يصيب البشر في أمريكايُعرف العامل الممرض المثير للقلق باسم فيروس «أورف Orf» أو الإكثيما المعدية، وتتطور لدى الحيوانات المصابة بتقرحات جربية حول أفواهها، ووفقًا لموقع المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، عادة ما يصاب البشر بآفات على أيديهم.
وقال سام ألين، الطبيب البيطري للحياة البرية في ولاية وايومنج الأميركية، إن الفيروس قد يتسبب في إصابة الأغنام بعدوى أخرى في جلدها ولكنها قد تكون موجودة أيضًا بسبب أمراض أخرى في البيئة أو تغير طريقة تفاعلها معها، كما أن الأغنام البرية تتعافى عادة من الأعراض السريرية البصرية في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع، فإنها تصبح أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الأخرى خلال تلك الفترة.
تحذيرات من انتشار فيروس جديدتاريخيًا، تسبب الالتهاب الرئوي في حدوث وفيات كبيرة في جاكسون هيرد، الذي يحتل سلسلة جبال جروس فينتر شرق جاكسون هول، وقال «ألين»، إن وجود الالتهاب الرئوي في القطيع ربما يكون قد أضعف أجهزتهم المناعية بما يكفي لتفشي فيروس أورف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فيروس فيروس جديد أمريكا أغنام فیروس جدید
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 11 من سورة الرعد: “..إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ..”.
ذهب المفسرون الى أن التغيير في حال قوم يوقعه الله بهم يحتمل أن يكون من سيء الى حسن أو العكس، لكن السياق يفيد التغير من الحال السيء الى حال أفضل، ويعزز ذلك الآية المتشابهة مع هذه الآية: “ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” [الأنفال:53].
لذلك تعتبر هاتان الآيتان من السنن الكونية التي يجري الله الأحداث بموجبها، وتقطعان بأن أحوال الأمم والأقوام ليست أقدارا مكتوبة عليها، بل متغيرة يبدلها الله من حال الى حال، والتغيير مرتبط بتغير نواياها وسلوكاتها.
وعليه فان من يطمحون الى خروج أمتنا من واقعها الحالي المزري، ونهضتها وعودتها الى موقعها الحضاري المجيد الذي كانت عليه، وكانت خلاله في صدارة الأمم، حري بهم أن يتأملوا جيدا في مدلولات هاتين الآيتين.
مما يمكن استخلاصه الحقائق التالية:
1 – إن التعامل الإلهي مع البشر فردي حينما تتعلق المسؤولية عن سلوكاته بذاته، فيحاسبه عما فعل ولا يحمله عاقبة أفعال غيره لأنه ليس له عليه من سلطة، لكنه يحاسب المجتمعات جماعيا عندما تتعلق منتجات الأفراد بالمنتج العام للسلوكات فتصبغ المجتمع بصبغة ذلك السلوك، وتصبح تلك السمة العامة للمجتمع سواء كانت إيجابية أو سلبية مؤثرة على الأفراد وموجهة لسلوكاتهم، مثال على ذلك قوم لوط، اذ لا يعقل أن جميع الأفراد كان لديهم شذوذ جنسي، لكن عوقب الجميع عندما لم يعد الأمر مستنكرا في القيم المجتمعية الجمعية، بل ممارسة مقبولة، ولممارسيه حماية ورعاية من قبل الهيئة الحاكمة، بل وتعاقب من ينتقدها أو يضايق فاعليها (كما نشهده الآن في العالم)، وعندما لم يتصدّ المصلحون لوقفها ولم يستنكرها الصالحون، أصبحت سمة عامة تصبغ المجتمع كله، لذلك أخذ الله المجتمع كله، صالحه وفاسده بالعذاب.
2 – فاسدو المجتمع يحاولون تبرير أفعالهم بأن الله كتب عليهم الضلال، وفي هاتين الآيتين بيان مبطل لادعائهم، وتأكيد على أن ما يصيب الأقوام هو نتاج أعمالهم.
كما بين تعالى في مواضع كثيرة أن الله لا يضل إلا من اختار الضلالة بإرادته وعن سابق عزم وتصميم “سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ” [الأنعام:148].
كما بين أنه تعالى لا يأمر بالمنكر: “وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ” [الأعراف:28]، بل فعل المنكرات هو مما تزينه النفوس الأمارة بالسوء.
3- بناء على ما سبق نتوصل الى أنه لا ينبغي للمؤمنين في زمننا الكالح هذا القعود بانتظار المعجزات، ولا انتظار أن يأتينا الفرج بالاكتفاء بالدعاء، بل علينا الجد والعمل لتغيير هذا الحال الذي ما وصلنا إليه إلا لأن العلماء المصلحين انكفأوا عن أداء واجبهم في التنبيه الى سوء المنقلب، والمؤمنون الصالحون صمتوا عن شيوع المنكرات، وعلى رأسها تقبل أن يحكموا بغير ما أمر به الله، وسكتوا عندما تبين لهم أن قادتها يرفضون الحكم وفق منهج الله، واعترفوا صراحة أنهم ينبذونه ويعتبرونه أرهابا، ويتبعون منهج أعداء الأمة التاريخيين.
ان الحكم بما أنزل الله واجب شرعي، ولا يجوز للحاكم ان كان مؤمنا اتباع منهج غيره، ولا يقبل الله منه ادعاءه بأنه مسلم بمجرد إعلان ذلك طقوسيا على الراية، أوالتظاهر باتباعه من خلال المظاهر الخادعة كالسماح برفع الأذان، او تنفيذ احكام الاعدام بالسيف بدل المشنقة.
الحكم بموجب الشرع يظهر في اتباع ما أمر به الله، وأهمه معاداة من يعادي الدين ويحارب المسلمين، ونصرة إخوانهم في الدين وعدم موالاة من احتلوا ديار المسلمين ولا إلقاء السلم إليهم قبل أن يجلوا عنها.
هل عرفنا الآن لماذا غير الله نعمته التي أنعمها علينا بجعلنا خير أمم البشر، فغيرها الى الأمة الأضعف والتي سلط عليها أراذل البشر الذين كتب عليهم الذلة والمسكنة!؟.
وهل عرفنا أنه لن يزول ذلك، ولن يعيد الله حالنا الى ما كنا عليه من عزة وكرامة، بمجرد الصلاح الفردي وكثرة العبادات، بل بتغيير ما بأنفسنا كمجتمع، من هوان واستكانة لما فرضه الأعداء ووكلاؤهم علينا.