قال المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة إن الدول الأوروبية تحاول أن تكون هناك قوة واحدة مواتية لها في ليبيا دون التركيز على مشكلة البلد الحقيقية.

وأضاف سلامة في مقابلة مع مجلة جون أفريك الفرنسية أن مشكلة ليبيا هي الترتيبات السياسية وقلق النخبة السياسية والدول الغربية منها.

وأوضح سلامة أن هناك توازنا دائما للقوى في ليبيا ولا تستطيع أي قوة خارجية أن تفرض وجودها، مشيرا إلى أن محاولات للقيام بذلك قد تكون مكلفة وأنه لا يتمنى نجاحها، وفق قوله.

الانتخابات ليست مهمة

ورأى سلامة في حديثه أن مسألة الانتخابات المؤجلة غير مهمة في ليبيا طالما الدولة تعمل بشكل طبيعى، معتبرا أنها في حال إجرائها ستسبب انقساما بين الليبيين مرة أخرى، وهم ليسوا بحاجة إليها في الوضع الحالي.

وعزا سلامة عدم أهمية إجراء الانتخابات إلى وضع ليبيا الذي وصفه بـ”الجيد” مقارنة بجيرانها تونس ومصر، آملا أن يستمر هذا الوضع.

وذكر سلامة أن ليبيا تمكنت من حل اثنتين من المشاكل الرئيسية التي نشأت، أولهما ضمان التدفق المنتظم لإنتاج النفط، وثانيهما تأكيد ليبيا لمكانتها كمنتج رئيسي للطاقة الرخيصة ذات الجودة الجيدة، وهذا أمر ضروري لنظام الدخل الأساسي الشامل على حد تعبيره.

دول الساحل تبالغ في تقديراتها

واعتبر سلامة أن دول الساحل تبالغ في تقدير تأثير ليبيا على استقرارها، لافتا إلى أن دول الساحل لديها مشاكل هيكلية، ويجب عليها تنظيم نفسها في غياب نظام القذافي.

وأشار سلامة إلى أن ليبيا كان لها تأثير ضار على بقية دول منطقة الساحل من ناحية انتشار السلاح الذي تركه القذافي إبان ثورة فبراير 2011.

وبين سلامة أن انتشار السلاح وتجمع بعض الفصائل في ليبيا أسهم في هشاشة أمن شريطها الحدودي، مستشهدا ببعض المناوشات التي تندلع بين الفصائل التشادية على الأراضي الليبية.

الفاغنر.. علاج مؤقت

وقال سلامة إن وجود مجموعة فاغنر في ليبيا لم يكن ذا فائدة كبيرة لحليفها حفتر، فهي فقط ساعدت في محاولة احتلال العاصمة طرابلس ولم تفلح.

وأضاف سلامة أن فاغنر هي بمثابة “أسبرين” مفيد ولكن ليس العلاج الفعال لمواجهة المتطرفين والإرهابيين، قائلا إن جودها مكلف للغاية فيما يتعلق بالسيادة الوطنية والموارد الخام للبلاد، وفق قوله.

المصر: مجلة جون أفريك الفرنسية

غسان سلامة Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف غسان سلامة

إقرأ أيضاً:

ينتشر بمساهمة روسية.. سلاح ليبيا السائب يثير مخاوف أمنية

عادت النقاشات حول معظلة "السلاح السائب" في ليبيا إلى الواجهة من جديد بعد صدور تقارير تتحدث عن تأثيراته على أمن دول إفريقية قريبة بينها نيجيريا.

وسلّطت مجلة "منبر الدفاع الإفريقي" التابعة للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم"، في تقرير لها الثلاثاء، الضوء على تأثيرات الأسلحة المهربة من ليبيا على الأمن في نيجيريا رغم مرور أكثر من عقد على نهب مخازن السلاح والعتاد من مخازن العقيد الليبي معمر القذافي.

ونقل التقرير عن مسؤولين عسكريين نيجيريين قولهم إن "الإرهابيين الذين يجتاحون شمال نيجيريا يتسلحون بأسلحة خرجت من ليبيا".

وتواجه نيجيريا تحديات أمنية واسعة خصوصا في شمال البلاد، إذ يشن تنظيم بوكو حرام الإرهابي وجماعات متشددة أخرى تمردا مسلحا منذ نحو 15 عاما، ما أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص. 

كما تعيش نيجيريا على وقع تنامي أنشطة العصابات الإجرامية وقطاع الطرق المسلحين الذي يهاجمون المنازل والقرى خصوصا في شمال غرب البلاد.

وذكر التقرير أن مشروع مسح الأسلحة الصغيرة كشف أن تجار الأسلحة في نيجيريا يستغلون حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل، ولا سيما في النيجر، التي تحولت إلى أبرز معبر للأسلحة التي خرجت من الترسانات الليبية، وانتقلت إلى نيجيريا وبلدان أخرى في منطقة الساحل.

بعد خروج الولايات المتحدة وفرنسا.. الإرهاب ينتشر في غرب أفريقيا ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة تواجه إخفاقات في منطقة غرب أفريقيا مع انتشار الإرهاب، وذلك بالتزامن مع صدور أوامر للقوات الأميركية والفرنسية بالخروج من عدة دول بعد سلسلة من الانقلابات.

ونقلت عن اللواء النيجيري إدوارد بوبا قوله في إحاطة إعلامية "حين نتحدث عن انتشار الأسلحة، فعليك أولاً أن ترى ما حدث في ليبيا منذ سنوات وما حدث في منطقة الساحل، فقد سمح ذلك بوصولها إلى أيدٍ غير أمينة، ثم تسربت إلى بلدنا، فتفاقمت قضية التمرد والإرهاب التي نواجهها في البلاد".

وكان المركز الوطني لمكافحة الأسلحة الصغيرة والخفيفة في نيجيريا قد أعدم في نهاية أكتوبر الفائت نحو 2400 قطعة سلاح صودرت من مجرمين في مختلف أنحاء البلاد. 

ويقول التقرير إنه، مع انهيار حكومة ليبيا السابق معمر القذافي في عام 2011، ظل الكثير من ترسانتها الضخمة دون حراسة، فيما أشارت تقديرات الأمم المتحدة في عام 2020 إلى أن ليبيا كانت تمتلك ما يصل إلى 200 ألف طن من الأسلحة عند انهيارها، ثم نشبت فيها حروب أهلية فاقمت مشكلة تأمين مخازن الأسلحة.

ويشير حساب "ديفنس نيوز نيجيريا" على منصة إكس "كانت هذه الأسلحة بلا حراسة تقريباً، وكان مصيرها الأسواق في منطقة الساحل جنوباً، وكانت هجمات بوكو حرام في أوج قوتها إنما تتقوى بمختلف الأسلحة الثقيلة التي نُهبت من الترسانة الضخمة للقذافي".

ويقدَّر مشروع "مسح الأسلحة الصغيرة" في عام 2020 أن مدنيين في نيجيريا يحوزون 6.2 مليون قطعة سلاح صغيرة مقارنة بنحو 580 ألف قطعة في أيدي قوات الأمن.

 الحضور الروسي

ويسلط تقرير منبر الدفاع الإفريقي الضوء أيضا على تحول ليبيا إلى منصة لإمداد "الطغم العسكرية التي تحكم بوركينا فاسو ومالي والنيجر بالأسلحة".

وأوضح أن ليبيا أمست مصدرا للأسلحة الأجنبية، الكثير منها مصنوع في روسيا وجلبها إليها مرتزقة مرتبطون بمجموعة "فاغنر".

ووصلت مجموعة "فاغنر" إلى ليبيا خلال العام 2019 لدعم قوات المشير خليفة حفتر، الذي كان آنذاك بصدد شن هجوم على الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا في طرابلس.

وهذا ليس أول تقرير يكشف عن أنشطة روسية انطلاقا من ليبيا لدعم نفوذ موسكو في عدد من البلدان الإفريقية.

ففي أكتوبر الفائت، ذكر مركز " آيرون 24" الفرنسي أن موسكو تسعى إلى الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لليبيا لتأمين قواعد روسية على الجناح الجنوبي لحلف الناتو ولدعم أنشطتها في منطقة الساحل الإفريقي وما وراء الصحراء الكبرى. كما أشار إلى أن الوجود الروسي في ليبيا يوفر لموسكو فرصة لاستغلال أزمة الهجرة في أوروبا للضغط على الاتحاد الأوروبي.

ورث تركة فاغنر.. هل يتخذ "فيلق إفريقيا" الروسي ليبيا قاعدة؟ يوم الجمعة 8 نوفمبر الماضي، تداولت وسائل إعلام ليبية وصفحات نشطاء على السوشل ميديا خبر انفجار سيارة سباق كانت مشاركة في "رالي" سيارات نظم في صحراء ودان، بمنطقة الجفرة وسط ليبيا، بسبب لغم.

وسلط التقرير الفرنسي الضوء على إدارة قوات روسية لثلاث قواعد جوية في ليبيا، في القرضابية بالقرب من سرت، وفي الجفرة في فزان، وفي براك الشاطئ في الجنوب الغربي، يتم استخدامها بشكل أساسي لنقل العسكريين والمعدات إلى السودان أو مناطق أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كمالي والنيجر وبوركينا فاسو.

مقالات مشابهة

  • المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الليبية يشيد بالتحسن الأمني والنمو الاقتصادي شرق ليبيا
  • شاهد | الصاروخ الذي قصفت به السعودية “تل أبيب” .. كاريكاتير
  • مناقشة التعاون بين “الرِّقابة الغذائية”والمركز البيئي لتقييم الوضع في زليتن
  • العبدلي: نجاح الانتخابات البلدية دليل على جاهزية ليبيا للانتخابات العامة
  • “النويري” يشارك في نقاشات الاجتماع البرلماني الذي ينظمه الاتحاد البرلماني الدولي
  • ينتشر بمساهمة روسية.. سلاح ليبيا السائب يثير مخاوف أمنية
  • عواصف رهيبة: الإعصار “مان-يي” يجبر مئات الآلاف على الفرار من الفلبين
  • أوروبا تعيد النظر في حدودها.. هل “الوحدة الأوروبية” في خطر؟
  • لجنة البيئة في “البلدي” تقيم ورشة عمل تحت عنوان نظام “جليب الشيوخ البيئي”
  • القماطي: الانتخابات البلدية محطة مهمة نحو “البرلمانية والرئاسية”