انتهاء أول دراسة لحقول الفوهات الحرارية المائية النشطة في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
جدة : البلاد
أنهت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” أول دراسة بحثية لحقول الفوهات الحرارية المائية النشطة في البحر الأحمر؛ والتي تعـد الأكبر من نوعها في العالم، والموجودة عند منطقة جبل حطيبة؛ حيث من المتوقع أن تقدم نتائج هذه الدراسة رؤى حول الموارد البيولوجية والمعدنية في أعماق البحر الأحمر وآلية تطور الحياة في مثل هذه الظروف البيئية الشديدة.
وأوضحت الدراسة أن هذه الحقول هي بركان رئيسي في صدع البحر الأحمر؛ مشيرة إلى أن هذه الفوهات الحرارية المائية؛ هي عبارة عن ينابيع ساخنة تنتجها البراكين تحت الماء عند حدود الصفائح التكتونية، وتتواجد عادة مع هذه الينابيع التي يتم تسخينها عن طريق الصهارة تحت البركان، كميات كبيرة وغير اعتيادية من المجتمعات الميكروبية.
واستغرقت الدراسة التي قادتها البروفيسورة فروكجي فان دير زوان؛ أكثر من ١٠ سنوات من الاستكشاف وجمع العينات؛ حيث كانت البيانات تشير إلى وجود فوهات حرارية مائية؛ لم يتم تأكيدها على نحو مباشر؛ حتى تمكنت فان دير زوان وفريقها من رؤيتها بكاميرات مثبتة على غواصات تُشَغَّل عن بعد ROVs” ” على عمق ١٠٠٠ متر تحت سطح البحر الأحمر في عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣.
كما شملت هذه الدراسة الطويلة التي نشرت نتائجها في المجلة العلمية “Communications Earth & Environment”، خليطًا من الخبرات المختلفة واستخدام المركبات والمعدات المتطورة وسفن الأبحاث؛ حيث أظهرت في البداية، العديد من البيانات وعينات الصخور وخرائط قياس الأعماق وجود هذه الفوهات الحرارية المائية، ولكنا لم يؤكدها الفريق البحثي على وجه اليقين حتى استطاع تصويرها باستخدام الغواصات التي يتم تشغيلها عن بعد.
وبينت الدراسة أن البيانات العلمية تشير إلى وجود فوهات حرارية مائية في برك عميقة عالية الملوحة في البحر الأحمر منذ الستينيات، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل مرئي مباشر لها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم قدرة المعدات على تحمل البيئات المسببة للتآكل والسخونة الشديدة المرتبطة بهذه البرك الملحية؛ ليتم في هذا السياق؛ رسم خرائط لـ ٤٥ فوهة في منطقة جبل حطيبة، والتي غطت مساحة إجمالية كبيرة بلغت ١,٦ كيلومتراً مربعاً، وكانت الفوهات الـ 14 التي لُوحِظَت على نحو مباشر وهي تنفث المياه الساخنة بشكل نشط تختلف تمامًا عن مثيلاتها الأخرى في تلال وسط المحيط في جميع أنحاء العالم، والتي يقتصر نشاطها في كثير من الأحيان على بقعة أصغر.
وتوصلت الدراسة إلى أن درجات الحرارة المنخفضة للفوهات “٤٠ درجة مئوية” أسهمت في تكوين العديد من تلال أوكسيد هيدروكسيد الحديد التي استضافت مجتمعات ميكروبية مزدهرة، وفي المقابل يُعتقد أن هذه المجتمعات تسهم في إنشاء تلال كبيرة يمكن أن تزدهر فيها الحياة، إلى جانب أن هناك بعض الحيوانات الكبيرة بالقرب من الفوهات؛ مما يؤكد احتمال أن توفر هذه المجتمعات الميكروبية أدلة حول كيفية تشّكل الحياة وتكيفها لأول مرة في أعماق البحار.
وتوقعت الدراسة أن تُشّكل هذه الفوهات نموذجًا مثاليًا لدراسة الحياة في عصر ما قبل الكمبري، وهي أقدم فترة زمنية من تاريخ الأرض، وتحديداً متى ظهرت الحياة لأول مرة، مشيرة إلى أن تراكم رواسب الحديد الكبيرة جدًا من قبل الميكروبات في جبل حطيبة يمكن مقارنته بما حدث في عصر ما قبل الكمبري، كما أن ظروف مياه البحر الأحمر المالحة الدافئة في الأعماق أقرب إلى ظروف المحيط ما قبل الكمبري من البحار والمحيطات الأخرى في العالم.
يذكر أن هذه الدراسة البحثية أجريت بالتعاون مع علماء مركز جيومار هيلمهولتز لأبحاث المحيطات في ألمانيا؛ باستخدام سفن بحثية متعددة ومعدات بحث متخصصة في أعماق المحيطات، وبمشاركة موظفين من جامعة “كاوست”، وفوغرو، والمركز اليوناني للأبحاث البحرية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كاوست البحر الأحمر أن هذه
إقرأ أيضاً:
الاختيار أم النصيب.. دراسة تكشف الأسباب وراء طول فترة العزوبية
يتساءل العديد من الأشخاص عن سبب تمسكهم بالعزوبية، أو عدم رغبتهم في الدخول في علاقة عاطفية أو الزواج حتى الآن. غالبًا ما يجيب البعض بأن السبب يكمن في "أن النصيب لم يأتِ بعد"، ولكن هناك دراسة جديدة تكشف عن أسباب أعمق ترتبط بالشخصية وتؤثر في اتخاذ قرار الاستمرار في العزوبية.
دراسة ألمانية تكشف الأسباب وراء طول فترة العزوبية: هل هو الاختيار أم النصيب؟الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة بريمن في ألمانيا أظهرت أن هناك ثلاث سمات شخصية رئيسية قد تحدد ما إذا كان الشخص سيظل عازبًا طيلة حياته أم لا، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
البحث عن العلاقة بين السمات الشخصية والعزوبيةالعزوبية
أجرى الباحثون دراسة واسعة تشمل مقارنة بين الأشخاص العزاب وأولئك الذين يعيشون في علاقات عاطفية، حيث تم التركيز على معدلات الرضا عن الحياة والسمات الشخصية المختلفة. كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين لم يدخلوا في علاقات عاطفية طويلة الأمد كانوا أقل انفتاحًا على التجارب، وأقل قدرة على التكيف مع التغييرات بالمقارنة مع الأشخاص المتزوجين أو المرتبطين.
قالت جوليا ستيرن، إحدى مؤلفي الدراسة: "هناك اختلافات واضحة بين أولئك الذين يظلون عازبين طوال حياتهم وأولئك الذين يرتبطون بشريك عاطفي. ولذا يجب أن نولي هؤلاء الأشخاص اهتمامًا خاصًا". وأضافت أن الدعم العاطفي والاجتماعي لهؤلاء الأفراد قد يكون مفيدًا في تحسين جودة حياتهم.
العزوبية: تعريفات متعددة وتأثيرات مختلفة
لقد تناولت العديد من الدراسات السابقة العزوبية من جوانب مختلفة، إلا أن بعضها اعتمد على الوضع الحالي للأشخاص فقط، دون النظر إلى تاريخهم العاطفي أو العلاقات السابقة. لذلك، كان الهدف من الدراسة الحالية هو تقديم رؤية أعمق ومتعددة الأبعاد عن أسباب العزوبية والتأثيرات النفسية المترتبة عليها.
لإجراء هذه الدراسة، تم تجنيد أكثر من 77 ألف شخص فوق سن الخمسين، حيث تم تقسيمهم إلى خمس مجموعات رئيسية بناءً على نوع علاقتهم الحالية أو الماضية: "شريك حاليًا"، "لم أعيش مع شريك من قبل"، "لم أتزوج أبدًا"، "لم أدخل في أي علاقة طويلة الأمد على الإطلاق". كما طلب من المشاركين إكمال استبيانات تقيم رضاهم عن الحياة بالإضافة إلى تقييم سماتهم الشخصية مثل الانفتاح على التجربة، الضمير، الانفتاح الاجتماعي، الود، والعصبية.
نتائج الدراسة: السمات الشخصية وتأثيرها على العزوبية
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لم يدخلوا في علاقات طويلة الأمد سجلوا درجات أقل في الانفتاح على التجارب مقارنة بأولئك الذين كانوا عازبين في الوقت الحالي ولكن لديهم علاقات سابقة. كما أظهر هؤلاء الأشخاص أيضًا مستويات أقل من الرضا عن الحياة مقارنة بأولئك الذين كانوا مرتبطين في الماضي.
وهذا يشير إلى أن السمات الشخصية مثل الانفتاح قد تؤثر بشكل كبير في قدرة الشخص على إقامة علاقات عاطفية طويلة الأمد.
من ناحية أخرى، كشف الباحثون أيضًا عن فروق ثقافية وجن سية ملحوظة في هذه النتائج. في البلدان التي تتمتع بمعدلات زواج عالية، سجل الأشخاص العزاب مستويات أقل من الرضا عن حياتهم مقارنةً بمن يعيشون في علاقات طويلة الأمد.
وفي الوقت نفسه، وجد أن النساء العازبات أظهرن مستويات أعلى من الرضا عن حياتهن مقارنة بالرجال العزاب. علاوة على ذلك، كانت الفئة العمرية الأكبر (أكثر من 60 عامًا) أكثر سعادة كعزاب مقارنةً بالعزاب الأصغر سنًا.
اختيارات الشخصية أو التنشئة الاجتماعية؟
أحد التساؤلات التي طرحتها الدراسة هو ما إذا كانت السمات الشخصية هي التي تحدد فرص الشخص في الدخول في علاقة عاطفية، أم أن التنشئة الاجتماعية والعلاقات السابقة هي التي تغير هذه السمات بمرور الوقت. في الوقت الحالي، لا يمكن الجزم إذا كانت الاختلافات في الشخصيات سببًا رئيسيًا في اختيار الأزواج أو أن التنشئة الاجتماعية والعلاقات الطويلة الأمد هي التي تؤثر في تكوين السمات الشخصية.
ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أن الاختيار يلعب دورًا مهمًا في تحديد ما إذا كان الشخص سيدخل في علاقة عاطفية أو لا. تقول ستيرن: "من المرجح أن يكون لدى الأشخاص الأكثر انفتاحًا على التجربة استعداد أكبر للبحث عن علاقات. هؤلاء الأشخاص قد يتصفون برغبة أكبر في استكشاف المواقف العاطفية الجديدة وبالتالي يكونون أكثر عرضة لتكوين علاقات عاطفية".
إلى أين يمكن أن يقود هذا؟
من خلال هذه الدراسة، يصبح من الواضح أن قلة دخول الأشخاص في علاقات طويلة الأمد قد لا تكون مرتبطة دائمًا بعدم توفر "النصيب"، بل قد تكون نتيجة سمات شخصية قد تؤثر في اختياراتهم في الحياة. كما أن الأشخاص الذين يظلون عازبين قد يكونون أكثر انسحابًا من تجارب جديدة، ما قد يؤثر في رغبتهم في البحث عن شريك حياة.
إحدى النقاط الهامة التي تطرقت إليها الدراسة هي أهمية الدعم الاجتماعي والعاطفي للأشخاص العزاب. في حال كانت سماتهم الشخصية تمنعهم من الدخول في علاقات عاطفية، فإن توافر بيئة داعمة ووجود أشخاص يهتمون بهم قد يساعد في تحسين جودة حياتهم وزيادة رضاهم.