استعرض المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، مساعد رئيس حزب الوفد، طلب المناقشة العامة المقدم منه لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن آليات تحقيق التنمية السياحية المستدامة، والتي تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والموروث الثقافي من جانب، وبين تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية للدولة من جانب آخر، وذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم الأحد.

وقال «الجندي»، إن قطاع السياحة يعد من أهم دعائم الاقتصاد وتحقيق التنمية الاقتصادية، ويمثل أحد المصادر الرئيسة للعملة الصعبة في مصر، ويسهم في خلق فرص، لافتاً إلى أن عدد العاملين في القطاع يقدر بحوالي 3 ملايين، مثمناً الجهود التي تبذلها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعم وتشجيع السياحة، وقال إنه بمقارنة معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر بالمؤشرات العالمية للسياحة، فقد حققت معدلاتها في مصر زيادة بنسبة 11 % عما حققه العالم خلال الربع الأول من عام 2023، كما أن عام 2023 شهد تحقيق رقماً قياسيا بالنسبة لحجم السياحة الوافدة، حيث سجل عدد السائحين خلال العام نحو 15 مليون سائح.

مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية

واستعرض «الجندي» أبرز التحديات في قطاع السياحة، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية العالمية بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى الطاقة الفندقية في مصر التي وصلت إلى 215 ألف غرفة فندقية بينما نحتاج إلى 500 ألف غرفة للوصول إلى المستهدف في خطة الدولة لاستقبال 30 مليون سائح في 2028، كما تعد مشكلة التمويل من أبرز التحديات التي تواجه المستثمرين السياحيين، وكذلك صعوبة الحصول على الأراضي، علاوة على وجود فنادق وشركات سياحية متعثرة وغرف فندقية مغلقة، ومشكلة تدني عدد العمالة، وعدم وجود خطة تسويق واضحة، وأيضاً افتقار الكثير من المواطنين للوعي السياحي وكيفية التعامل مع السائح.

وتناول النائب حازم الجندي في كلمته، ملف السياحة البيئية والمستدامة وهو جوهر طلب المناقشة، مشيراً إلى أن هناك دراسة دولية حديثة عن اهتمامات وتفضيلات السائحين لمنطقة الشرق الأوسط، توضح أنه متوقع ارتفاع عوائد السياحة الخضراء في العالم بنسبة 55% في عام 2027 قياسا بالفترة قبل عام 2020، وأن 66% من السائحين والمسافرين يؤكدوا أن الاستدامة والسياحة الخضراء عامل أساسي في اختيار وجهاتهم، و64% من السائحين يراجعون المعايير البيئية قبل اتخاذ قرارهم في السفر، و66% منهم أبدى استعدادا أن يدفعوا أكثر مقابل تحقق الاشتراطات البيئية.

التوجه العالمي

وتساءل: هل مصر كوجهة مؤهلة لهذا التوجه العالمي؟، وماذا ينقصنا بجهد قليل جدا وخطط استراتيجية منضبطة؟، لافتاً إلى أن الدراسة تؤكد أنه لدى مصر موارد متعددة يمكنها الاستفادة منها، لكن لايزال هناك العديد من الجهود التي يجب بذلها في هذا المجال، والتقرير يثني على الجهود والمبادرات المصرية في هذا الشأن والتي كان لها أثر كبير في نفوس السائحين والزائرين لمصر، حيث قاموا بترتيب مصر بين الوجهات الأكثر اهتماما بالسياحة الخضراء، كما أشار إلى تنامي أحد الأنماط السياحية المرتبطة بالسياحة الخضراء والمستدامة وهو السياحة البطيئة، وهى من أهم الأنماط السياحية حاليا، ومعظمه سياحة فردية ومعدل إنفاق السائح أعلى ومدة إقامته أكبر وطبيعة الوجهات أيضا، وهو متوافق بشدة مع تنوع الوجهات الموجود بمصر.

وأكد الجندي، أنه لا يزال هناك جهود كبيرة يجب بذلها طبقا لخطط استراتيجية واضحة ومحددة الوقت والأهداف والإجراءات، ولا بد أن تتحول مصر إلى الوجهة الأفضل في الشرق الأوسط، وضرورة الحفاظ على الأصول الثقافية والطبيعية والمواقع التاريخية غير المستكشفة وإرث مصر الطبيعي، مشدداً على ضرورة تعزيز التجربة السياحية بشكل كامل بكل جوانبها، وضرورة أن تكون محاور وأبعاد استراتيجيات السياحة الخضراء محددة، ولكل منها خطة منفصلة يمكن قياس أثرها، وشدد على ضرورة الاهتمام بدعم وتشجيع السياحة البيئية؛ إذ تحتوي مصر على 30 محمية طبيعية، والاهتمام بأماكن الإقامة منخفضة الكربون، مثل النزل البيئية والتخييم التي تقع في العديد من المحميات الطبيعية في البلاد، حيث يبلغ متوسط عدد الزائرين للمحميات الطبيعية في العام الواحد نحو 800 ألف زائر، وهو ما يمكن استغلاله والبناء عليه لتشجيع السياحة البيئية.

واقترح عضو مجلس الشيوخ إطلاق مبادرة «VISIT ME IN EGYPT»، والتي يمكن تحقيقها بسهولة وتجذب 10 مليون سائح على الأقل لمصر، مؤكداً أهمية تعزيز الوعي السياحي لدى المواطن المصري، وترك المساحة للسائح للاحتكاك والتعايش مع المجتع المحلي.

واستطرد: لدينا 45 مليون حساب نشط على السوشيال ميديا، نفترض معرفة 10 مليون منهم بلغة أجنبية والنسبة تزيد عن ذلك، ماذا لو أطلقنا مبادرة عالمية تحت شعار (Visit Me in Egypt) – يمكن لكل شخص من ال 10 مليون الترويج لمصر لصديق أجنبي واحد على الأقل، والترويج لثقافتنا المحلية المتعددة ووجهاتنا المتعددة وبتكلفة صفر، وتكون النتيجة حملة شخصية لملايين الأشخاص في العالم لزيارة مصر وتحقيق أحد أهم معايير السياحة المستدامة وهى الاحتكاك بالسكان المحليين، منوهاً بأن السوشيال ميديا طاقة جبارة، فماذا لو وجهناها بشكل إيجابي لمصر، في ظل تأثيرها الكبير.

كما طالب بإتاحة المزيد من التيسيرات للحصول على التأشيرات السياحية، والتوسع في التأشيرة الإلكترونية، وفتح المجال الجوي للطيران الخاص بأسعار أقل تكلفة، وتعزيز التكامل بين قطاعي السياحة والطيران، بالإضافة إلى تدريب وتثقيف العاملين في قطاع السياحة على كيفية التعامل مع السائحين، وحل المشكلات التى تتعلق بقيام السائحين بالتصوير المناطق السياحية والأثرية، حتى يقدم السائح صورة ذهنية جيدة عن مصر، ومنع استغلال السائح، فصلا عن استغلال أزمة الطاقة والوقود والغاز في أوروبا خاصة في الشتاء باستقطاب وتحفيز السائحين في هذه الدول لزيارة مصر، والاهتمام بالتحول الرقمي وميكنة الخدمات، وإنشاء تطبيق إلكتروني على الهاتف للترويج للسياحة المصرية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حازم الجندي البرلمان السياحة الوفد السیاحة الخضراء

إقرأ أيضاً:

حملة "إرث "للترويج للمتحف المصري الكبير..رؤية شبابية لدعم التراث المصري من طلاب "إعلام عين شمس"

حملة "إرث" للترويج للمتحف المصري الكبير..رؤية شبابية لدعم التراث المصري من طلاب إعلام عين شمس.. طلاب إعلام عين شمس يطلقون حملة "إرث" ضمن مشروع تخرجهم للترويج للمتحف المصري الكبير، أحد أبرز المعالم الثقافية في مصر، وذلك من خلال محتوى إعلامي حديث يبرز قيمة المتحف التاريخية والثقافية ويستهدف الجمهور المحلي والدولي. 

 

في إطار مشروعات التخرج: مبادرة طلابية تروّج للحضارة المصرية 

حيث أطلق طلاب الفرقة الرابعة بشعبة العلاقات العامة والإعلان بكلية الآداب – جامعة عين شمس، حملة ترويجية بعنوان "إرث"، ضمن مشروع تخرجهم لهذا العام، وذلك للتسويق للمتحف المصري الكبير، أحد أكبر المشاريع الثقافية القومية التي تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وتواكب المعايير العالمية للمتاحف الحديثة.

المتحف المصري الكبير  "إرث".. اسم يعكس العمق التاريخي والمستقبل الطّموح

حيث  تحمل الحملة عنوانًا يعكس جوهر رسالتها، إذ يرمز "إرث" إلى التراث المصري العريق الذي تسعى المبادرة لإبرازه بصورة عصرية. 

وتهدف الحملة إلى جذب اهتمام الجمهور المحلي والدولي على حد سواء، من خلال محتوى إعلامي مبتكر يعكس القيمة الحضارية للمتحف ومقتنياته التي تمتد لآلاف السنين.

إقرأ المزيد..طلاب إعلام عين شمس يطلقون حملة "اقلب الصفحة "لتسليط الضوء على صدمات الطفولة

هدف الحملة هو تسليط الضوء على المتحف المصري الكبير كمقصد عالمي

كما تركز الحملة على الترويج للمتحف المصري الكبير ليس فقط كموقع أثري وسياحي، بل كمركز ثقافي وتعليمي عالمي قادر على جذب الزوار من مختلف الجنسيات، بفضل تصميمه المعماري الحديث، وتقنيات العرض التفاعلي، والمجموعة الأثرية النادرة التي يضمها، وعلى رأسها مجموعة توت عنخ آمون.

المتحف المصري الكبير تعرف على  دور طلاب الإعلام في دعم المشروعات الوطنية

حيث  تعكس هذه المبادرة رغبة طلاب الإعلام في توظيف معارفهم ومهاراتهم الاتصالية في خدمة قضايا وطنية حيوية، وتأكيدا لدور الإعلام في تعزيز الهوية الثقافية، والمساهمة في دعم مؤسسات الدولة المصرية، لا سيما في مجالي السياحة والثقافة، من خلال حملات مهنية تستهدف رفع وعي الجمهور وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية للمؤسسات الثقافية الكبرى في مصر وأهمية نقل التاريخ والتراث إلي الشباب لتعزيز الهوية الوطنية.

مقالات مشابهة

  • حملة "إرث "للترويج للمتحف المصري الكبير..رؤية شبابية لدعم التراث المصري من طلاب "إعلام عين شمس"
  • وكالة الموانئ تعيد إطلاق مشروع محطة السفن السياحية بأكادير
  • إطلاق مبادرة جديدة في مدارس النيل المصرية الدولية.. وجوائز للمشاركين
  • بوتين يقترح إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا.. ما الجديد؟
  • حمدان بن محمد يلتقي منتسبي الدفعة الأولى من مبادرة “مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي”
  • «إسلامية دبي»: مبادرة ثمار صدقاتكم تحصد 15 مليون درهم
  • حمدان بن محمد يلتقي منتسبي الدفعة الأولى من مبادرة «مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي»
  • قنبلة موقوتة.. برلماني يحذر من مخاطر النباشين البيئية والأمنية
  • الإمارات الصحية» لـ «الاتحاد»: إطلاق مبادرة «مسعف في كل بيت» ضمن عام المجتمع
  • إطلاق نار يستهدف قوة صهيونية قرب الحدود الفلسطينية المصرية