عربي21:
2024-11-27@01:09:19 GMT

سباق النذالة! (قصة من وحي المعركة)

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

بعد المشاركة لمدة ثلاثة أسابع في حمام الدم في قطاع غزّة أو قل حرب الإبادة، التقى ثلاثة جنود (جنديان ومجنّدة) في مقهى على شاطئ يافا، مكان دافئ وهادئ علّه يخفّف قليلا من حمأة الأهوال التي نجوا منها وقد كُتبت لهم حياة جديدة، وها هم يتسامرون على أمل أن لا يعودوا إلى ذاك الجحيم البتّة. وكان كلّ منهم يحمل في جعبته كثيرا من القصص المثيرة، ثرثروا كثيرا وكلّ منهم ذكر كثيرا من بطولاته وكأنه الناجي من فم الأسد بعد أن فعل الأعاجيب في القتل والتدمير.



عدّل "بيني"، صاحب البشرة التي تقول لك أنه من أصول عربيّة، جلسته بميوعة، وتباهي لئيم هتف:

- أنا من ناحيتي كنت أسعى لإيقاع أسوأ ألم يمكن أن يتصوّره إنسان على وجه الأرض، إنّهم أحفاد العماليق، لا بدّ وأن نقطع نسلهم دون أية رحمة.

- وماذا فعلت لهذا يا قاهر العماليق؟

- كنت أبحث عن الأطفال الرضّع، دون السنتين، الذين لم يبلغوا سنّ الفطام، فأفطمهم بالرصاص.

- وأكبر من هذا السنّ؟

- قتلت من كلّ الأعمار، لكن متعتي المميّزة كانت تنتابني عندما تكون رصاصاتي حليفة الأطفال الرضّع.

ردّ "جدعون"، وهو أكثرهم بياضا لولا بعض النمش والبرص في جبينه وعلى وجنتيه؛ الأصول الغربية تخبرك من محيّاه، يداه تتحرّك أكثر من لسانه، يحاول ضبط انفعالاته الداخلية دون أن يفلح:

- أنا أكثر منك براعة حبيبي، كنت أبحث عن الحوامل فأقتلهن ليموت من في بطنها قبل أن ينزل أرضنا المقدّسة ويسرق قبسا من هوائها.

- أوه أوه سبقت بيني سيّد جدعون، يا لك من بطل بارع، تعرف من أين تؤكل الكتف وتعرف كيف تنتقم شرّ الانتقام، ولكنكم الاثنين لم تبلغا معشار ما فعلت.. هتفت المجندة "سارة" ووجهها المنكمش يحاول أن يخرج منه الوجه الأنثوي دون أن تفلح.

- هات ما عندكِ لننظر ونرى.

- أنا كنت أتلذّذ وأنا أعذّبهم بأحبابهم قبل أن أنهي أمرهم فيموتوا مرّتين.

- كأنّك تنسجمين مع تصريحات وزيرنا، وزير التراث العظيم "عميحاي إلياهو"، بأنه يجب البحث عن طرق أكثر إيلاما من الموت للفلسطينيين.

- وهل تراني أنتظر حتى يصرح عميحاي! محسوبتكم قارئة لكل المراجع التي يستند إليها هذا الوزير وبن غفير وسموتريتش وكلّ الشلّة المحافظة على العهد.

- وماذا فعلتِ في غزّة؟

- هذه فرصة ذهبية لتطبيق كل التعاليم النورانية في كتبنا المقدّسة.

- خلّصينا عاد.. ماذا فعلتِ أفظع مما فعلنا؟

- فقط أريد أن أضرب لكم مثالا: دخلنا بيتا مكتّظا بالنساء والأطفال والرجال، حشرناهم في حوش الدار، أحطنا بهم إحاطة السوار بالمعصم وفوّهات رشاشاتنا فوق رؤوسهم، رأيتهم يدفعون مسنّا على عربة تقرأ في وجهه خارطة العالم العربي الكئيبة، يهتمّون به كثيرا ويحيطونه بحفاوة بالغة، قلت في نفسي: قتل هذا وهم ينظرون سيكون الأكثر إيلاما، طلبت منهم أن يقدّموه موهمة إياهم بأنه لكبر سنّه ولأنه مقعد سيحظى باستثناء من التنكيل. توسّط الجمع فسألت من هذا؟

- قال أحدهم: هذا شيخنا، إنّه مريض ومقعد كما ترى.

- قلت للمجيب: من طلب منك الإجابة، ولماذا تشرح، فقط الإجابة على قدر السؤال وبعد أن آذن لك، ثم رشقته رصاصة في رأسه فخرّ على وجهه.. ولولت النساء فصرخت بهن: كلّ من أسمع صوتها ستلحق بهذا.

- ثم التفتُّ إلى المُقعد المسنّ وأنا أنظر في عيون الجمهور الكريم! أقرأ رجاءهم وتوسّلهم المخنوق الصامت أن أترك شيخهم المقعد، استمتعت كثيرا بهذه النظرات وانتشيت أكثر وأكثر عندما رشقته بعدة رصاصات، فقرأت عيونهم وهي تتحوّل من حالة الرجاء والتوسّل إلى حالة الحزن والهلع.. ما أعظم هذا المشهد.

- ثم ماذا فعلتِ؟

- قتلنا الباقي وانسحبنا من المكان لنبحث عن فريسة ثانية.

- هتف الثلاثة: يحيا شعب إسرائيل.. يحيا شعب إسرائيل، الموت للعرب.. الموت للعرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل إسرائيل غزة الاحتلال جرائم مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لماذا تتكرر بعض أحلامنا كثيرا في المنام؟.. «رسائل غامضة وعوامل نفسية»

إذا كُنت تحلم مرارا وتكرارا بأنك تفقد أسنانك، أو تنسى الذهاب إلى الفصل، أو لا تستطع الفرار من مُلاحقة شخصٍ، فلا تقلق؛ فأنت لست وحدك، فهذه الأحلام وغيرها من المواضيع، ستتكرر عدة مرات، وتُشعرك أحيانًا بالانزعاج، ونحتاج إلى بذل جهود للتغلب على آثارها.

ما سبب تكرار الأحلام في منامنا؟

وفقا لمؤسسة «Sleep Foundation»، يٌعاني نحو 60 إلى 75% من البالغين الأمريكيين من أحلام مُزعجة مُتكررة، وتُعاني النساء منها أكثر من الرجال، فالأحلام المتكررة، هي جزء طبيعي من النوم، لكن 77% من هذه الأحلام يمكن أن تصبح أكثر إزعاجًا للبعض، فمن الصعب حساب مدى تكرار الأحلام، فهو ليس شيئًا يحدث بانتظام لجميع الناس، فقد تتكرر في كل مرة، أو قد تعيد تدوير نفس الأحداث والمخاوف في عدة اختلافات.

لكن إذا كان الأمر كذلك، ثم تكرر الحلم مرارا وتكرارا، فإن الأمر يستحق التحقيق في أسبابه، إذ يقول ديردري باريت، المحاضر في علم النفس بقسم الطب النفسي في جامعة هارفارد الأمريكية: «غالبا ما تدور الأحلام المتكررة حول قضايا شخصية يمكن أن تؤثر بعمق على تجارب حياتنا، أو تزعجنا في حالة من اليقظة لكوننا جزءًا منا، فهذا يعني أنها ليست حالة لمرة فقط».

الأحلام المتكررة ليست مجرد صور عابرة

ووفقًا لمجلة «L'actualité» الكندية، فإن الأحلام المتكررة ليست مجرد صور عابرة، بل هي رسائل من العقل الباطن تعكس صراعاتنا الداخلية، هذه الأحلام غالبًا ما تتكرر في أوقات التوتر أو خلال فترات طويلة من الزمن، ما يشير إلى أهميتها في فهم حالتنا النفسية.

الأشخاص المعرضون لتكرار الأحلام

أما المكتبة الوطنية الأمريكية للطب «NIH»، ذكرت أن الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات نفسية، مثل القلق العام، واضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، غالبًا ما يٌعانون من أحلام متكررة مزعجة، فهذه الأحلام، التي تبدو واقعية للغاية، هي في الواقع مُحاولة من العقل الباطن للتعامل مع الصدمات، والمشاعر السلبية التي يُعاني منها الشخص، ففي هذه الأحلام، يُعيد الشخص تجربة الأحداث المُؤلمة، ما يزيد من شعوره بالقلق والتوتر.

ولا تقتصر أسباب تكرار الحلم على العوامل النفسية فحسب، بل تمتد لتشمل عوامل بيولوجية، فالأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي، على سبيل المثال، قد يعانون من أحلام مُتكررة مرتبطة بالاختناق أو الغرق، كما أن مرضى الصرع غالبًا ما يعانون من أحلام حية ومزعجة بشكل مُتكرر، خاصة بعد نوبات الصرع، علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي بعض المحفزات البيئية، مثل الأصوات أو الضوضاء، إلى تكرار أحلام معينة. 

مقالات مشابهة

  • شعبة الذهب: الوقت مناسب الآن للشراء.. وعيار 21 لن يستمر في التراجع كثيرا
  • ربيع ياسين يوجه رسالة قوية لـ كهربا: سيخسر كثيرا في هذه الحالة
  • روسيا تصعد هجماتها على أوكرانيا عقب دخول أسلحة جديدة لميدان المعركة
  • مصر.. غرق مركب سياحي يقل 45 شخصاً والعثور على 16 منهم
  • أكثر من 6 آلاف و600 عائلة لبنانية مستقرة في العراق: دعم متواصل
  • لماذا تتكرر بعض أحلامنا كثيرا في المنام؟.. «رسائل غامضة وعوامل نفسية»
  • الآتاكمز.. هل تغير قواعد المعركة؟
  • شاهد | التوتر المتصاعد بين روسيا والغرب.. الصواريخ الأحدث تدخل المعركة
  • واتساب يطلق خاصية انتظرها المدونون والصحفيون كثيراً
  • الجماز: أتمنى ألا يتوقف الهلاليين كثيراً عند الأخطاء التحكيمية الفاضحة .. فيديو