عربي21:
2025-01-30@14:14:54 GMT

سباق النذالة! (قصة من وحي المعركة)

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

بعد المشاركة لمدة ثلاثة أسابع في حمام الدم في قطاع غزّة أو قل حرب الإبادة، التقى ثلاثة جنود (جنديان ومجنّدة) في مقهى على شاطئ يافا، مكان دافئ وهادئ علّه يخفّف قليلا من حمأة الأهوال التي نجوا منها وقد كُتبت لهم حياة جديدة، وها هم يتسامرون على أمل أن لا يعودوا إلى ذاك الجحيم البتّة. وكان كلّ منهم يحمل في جعبته كثيرا من القصص المثيرة، ثرثروا كثيرا وكلّ منهم ذكر كثيرا من بطولاته وكأنه الناجي من فم الأسد بعد أن فعل الأعاجيب في القتل والتدمير.



عدّل "بيني"، صاحب البشرة التي تقول لك أنه من أصول عربيّة، جلسته بميوعة، وتباهي لئيم هتف:

- أنا من ناحيتي كنت أسعى لإيقاع أسوأ ألم يمكن أن يتصوّره إنسان على وجه الأرض، إنّهم أحفاد العماليق، لا بدّ وأن نقطع نسلهم دون أية رحمة.

- وماذا فعلت لهذا يا قاهر العماليق؟

- كنت أبحث عن الأطفال الرضّع، دون السنتين، الذين لم يبلغوا سنّ الفطام، فأفطمهم بالرصاص.

- وأكبر من هذا السنّ؟

- قتلت من كلّ الأعمار، لكن متعتي المميّزة كانت تنتابني عندما تكون رصاصاتي حليفة الأطفال الرضّع.

ردّ "جدعون"، وهو أكثرهم بياضا لولا بعض النمش والبرص في جبينه وعلى وجنتيه؛ الأصول الغربية تخبرك من محيّاه، يداه تتحرّك أكثر من لسانه، يحاول ضبط انفعالاته الداخلية دون أن يفلح:

- أنا أكثر منك براعة حبيبي، كنت أبحث عن الحوامل فأقتلهن ليموت من في بطنها قبل أن ينزل أرضنا المقدّسة ويسرق قبسا من هوائها.

- أوه أوه سبقت بيني سيّد جدعون، يا لك من بطل بارع، تعرف من أين تؤكل الكتف وتعرف كيف تنتقم شرّ الانتقام، ولكنكم الاثنين لم تبلغا معشار ما فعلت.. هتفت المجندة "سارة" ووجهها المنكمش يحاول أن يخرج منه الوجه الأنثوي دون أن تفلح.

- هات ما عندكِ لننظر ونرى.

- أنا كنت أتلذّذ وأنا أعذّبهم بأحبابهم قبل أن أنهي أمرهم فيموتوا مرّتين.

- كأنّك تنسجمين مع تصريحات وزيرنا، وزير التراث العظيم "عميحاي إلياهو"، بأنه يجب البحث عن طرق أكثر إيلاما من الموت للفلسطينيين.

- وهل تراني أنتظر حتى يصرح عميحاي! محسوبتكم قارئة لكل المراجع التي يستند إليها هذا الوزير وبن غفير وسموتريتش وكلّ الشلّة المحافظة على العهد.

- وماذا فعلتِ في غزّة؟

- هذه فرصة ذهبية لتطبيق كل التعاليم النورانية في كتبنا المقدّسة.

- خلّصينا عاد.. ماذا فعلتِ أفظع مما فعلنا؟

- فقط أريد أن أضرب لكم مثالا: دخلنا بيتا مكتّظا بالنساء والأطفال والرجال، حشرناهم في حوش الدار، أحطنا بهم إحاطة السوار بالمعصم وفوّهات رشاشاتنا فوق رؤوسهم، رأيتهم يدفعون مسنّا على عربة تقرأ في وجهه خارطة العالم العربي الكئيبة، يهتمّون به كثيرا ويحيطونه بحفاوة بالغة، قلت في نفسي: قتل هذا وهم ينظرون سيكون الأكثر إيلاما، طلبت منهم أن يقدّموه موهمة إياهم بأنه لكبر سنّه ولأنه مقعد سيحظى باستثناء من التنكيل. توسّط الجمع فسألت من هذا؟

- قال أحدهم: هذا شيخنا، إنّه مريض ومقعد كما ترى.

- قلت للمجيب: من طلب منك الإجابة، ولماذا تشرح، فقط الإجابة على قدر السؤال وبعد أن آذن لك، ثم رشقته رصاصة في رأسه فخرّ على وجهه.. ولولت النساء فصرخت بهن: كلّ من أسمع صوتها ستلحق بهذا.

- ثم التفتُّ إلى المُقعد المسنّ وأنا أنظر في عيون الجمهور الكريم! أقرأ رجاءهم وتوسّلهم المخنوق الصامت أن أترك شيخهم المقعد، استمتعت كثيرا بهذه النظرات وانتشيت أكثر وأكثر عندما رشقته بعدة رصاصات، فقرأت عيونهم وهي تتحوّل من حالة الرجاء والتوسّل إلى حالة الحزن والهلع.. ما أعظم هذا المشهد.

- ثم ماذا فعلتِ؟

- قتلنا الباقي وانسحبنا من المكان لنبحث عن فريسة ثانية.

- هتف الثلاثة: يحيا شعب إسرائيل.. يحيا شعب إسرائيل، الموت للعرب.. الموت للعرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل إسرائيل غزة الاحتلال جرائم مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ما صحة التحركات المُرتقبة بوجه النواب المسيحيين في زحلة؟

نفت جمعية تجار زحلة في بيان، ما "أورده احد المواقع الإلكترونية حول تحركات مرتقبة لتجار زحلة بوجه النواب المسيحيين في زحلة، وذلك في خبر نشر في 25 الحالي، تحت عنوان "التحضير لتحركات في وجه هؤلاء النواب".

وأكدت الجمعية أنها "على تواصل دائم مع كافة المرجعيات والفاعليات في المدينة، وبخاصة النواب منهم، الذين نكن لهم كل احترام وتقدير".

ولفتت الى ان "البحث مع نواب المنطقة مستمر في العديد من مشاريع القوانين التحفيزية والخطط الاقتصادية الإصلاحية، بالإضافة الى متابعتهم لهموم الزحليين اليومية عموما والتجار خصوصا"، مؤكدة أنها "تلتمس منهم دوما حسن التعاون والتجاوب، وهم بدورهم لا يتوانون عن معالجة ونقل معاناة تجار مدينة زحلة إلى السلطات التشريعية والتنفيذية".

وإذ شددت على ان "الجو التفاؤلي الذي نتج عن انتخاب فخامة الرئيس العماد جوزاف عون والعمل على تشكيل حكومة برئاسة القاضي نواف سلام أعطى دفعا وزخما للاقتصاد"، أعلنت الجمعية "رئيسا واعضاء، ثقتها المطلقة بحكمة وارادة الرئيس جوزاف عون بالنهوض بالوطن وبالقطاعات الإنتاجية والسياحية، وما خطاب القسم إلا خارطة طريق إنقاذية توصل لبنان إلى بر الأمان والازدهار".

مقالات مشابهة

  • 3 محتجزات إسرائيليات أمام منزل «السنوار» في غزة.. ماذا فعلت الفصائل الفلسطينية؟ | عاجل
  • رئيس حماس في غزة: المعركة لم تنتهِ بعد وسنواصل الطريق حتى تحرير الأرض والمقدسات
  • ضباط أمريكيون: المعركة البحرية مع اليمن أكثر كثافة وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية
  • ما صحة التحركات المُرتقبة بوجه النواب المسيحيين في زحلة؟
  • ثقافة المنيا تحتفل بذكرى عيد الشرطة المصرية
  • الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة.. كلب روبوتي يقاتل طائرة مسيّرة
  • بن شرقي في قلب المعركة .. أزمة تريزيجيه تعقّد انتقاله للأهلي.. والزمالك يتربّص
  • كيال: النصر سيخسر كثيرا بخروج تاليسكا .. فيديو
  • الفن في المعركة.. لمحمد سيد ريان جديد هيئة الكتاب
  • شهادة خالصة لله في بيان فضل الشيخ عبدالحي يوسف في هذه المعركة