تشهد القارة الأفريقية صراعات مستمرة، وأزمات كبرى تتجدد كل فترة تعطل عملية الاستقرار السياسي لدول القارة، ومن أكبر المشكلات والتحديات التي تواجهها مشكلة الاندماج الوطني التي يراها الخبراء أنها أثرت بالسلب على عملية التنمية داخل القارة، لأن نجاح عملية التنمية تتطلب درجة معقولة من الاستقرار السياسي الذي لا يأتي إلا في دولة مندمجة ومنصهرة مع بعضها البعض؛ وفي هذه السلسلة نلقى الضوء على مشكلة الاندماج الوطني بالقارة وأزمة الامازيغ.

تنوع المجتمعات 

 مشكلة الاندماج الوطني في بعض دول أفريقيا تعتبر على درجة كبيرة من التشابك والتعقيد سواء كانت في دول شرق افريقيا "كأوغندا" أو في دول الشمال الأفريقي العربي.
ورغم أن مجتمعنا العربي يتسم بالتجانس وفقا لعناصر الدين واللغة والتاريخ إلا أن سمة التجانس هذه لا تنفي وجود التنوع الذي يظهر في المجتمع في شكل جماعات تصنف إما عرقيا أو طائفيا أو مذهبيا وهو ما يؤدي في كثير من الاحيان إلى كثير من الاشكاليات ومن ضمن هذه الجماعات التي يضمها المجتمع المجتمع العربي «الامازيغ» الذين ينتشرون في دول الشمال الافريقي ويمثلون جزءا من سكانها بدءا من ليبيا وانتهاء بالمغرب.

 مشكلة الاندماج الوطني في بعض دول أفريقيا تعتبر على درجة كبيرة من التشابك

قضية الأمازيغ 

تعود قضية الأمازيغ ألي سنوات طويلة خلت؛ وعلى الرغم من نجاح الامازيغ فى طرح قضيتهم على الساحة المجتمعية في الجزائر والمغرب إلا أنهم في ليبيا لم يستطيعوا تحقيق ذلك فى فترات كثيره من التاريخ الليبي خاصة في حكم الرئيس السابق «معمر القذافي» وكان الامازيغ ومشاكلهم من أهم إشكاليات عدم تحقيق الاندماج الوطني الليبي.
فعلى الرغم من أن الامازيغ في ليبيا لا يشكلون سوى من 10% إلى 15% من سكان ليبيا وهم بذلك يمثلون أقلية عددية إلا أن  لهم دورا مؤثرا في حدوث عملية الاندماج داخل المجتمع الليبي من عدم حدوثها. 
يتركز الأمازيغ  في دول الشمال الافريقي "كالمغرب والجزائر وتونس وليبيا" ويقدر عددهم حوالي ما بين 20 إلي 50 مليون نسمة ويتحدثون بلهجة أمازيغية تسمى "تمازيغت" ولها العديد من اللهجات الأمازيغية ولقد ناضلوا من أجل الحصول على حقوقهم والحفاظ على هويتهم وثقافتهم ولغتهم ونجحوا في ذلك فعلا في الجزائر والمغرب وتونس إلا ان ذلك لم ينجح في ليبيا.

اختلطت الثقافة الأمازيغية بالثقافة  العربية 

دخل الأمازيغ الإسلام في الفتح الإسلامي لليبيا، فوجودهم يعود لآلاف السنين، وسرعان ما اختلطت الثقافة الأمازيغية بالثقافة  العربية وهو الامر الذي نتج عنه تنوع ثقافي ولغوي ولم يحدث أي صراع بين الأمازيغ والعرب في فترة المملكة الليبية أو في فترة التخلص من الاستعمار ويشكل الأمازيغ مكونات أساسية من مكونات المجتمع الليبي و يعيشون في الجبال الواقعة في طرابلس أو في الصحراء جنوبا ويفضل الأمازيغ في ليبيا إطلاق مسمى الجبالية عليهم نظرا لأن سكان الجبال يتسمون بالقوة. 
 الثقافة الأمازيغية 
تتميز قبائل الأمازيغ بالصبر، بعد احتلال الرومان لهم في شمال أفريقيا لمدة وصلت ستة قرون، ازدهرت الحياة الثقافية فشهدت تأسيس مسارح وجامعات مثل مسرح تبسة، وجامعة مداوروش ثاني أكبر الجامعات بعد جامعة روما، وقاوم وقتها الأمازيغ محاولات اندماجهم واحتفظوا بلغتهم وثقافتهم، وواجهوا التدخل الروماني بشراسة،  فأصبح وجود الاحتلال الروماني كعدمه،  حافظت الثقافة الأمازيغية القديمة على هويتها لأكثر من ٥٠٠٠ سنة قبل الميلاد، لتؤثر في الثقافات الأخرى من خلال العلاقات التجارية أو الاحتكاك كما قال
المفكر الجزائري الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم  "هي أمة عظيمة قدمت لغيرها أكثر من ما قدمت لنفسها،وأن كل ما نالته من تمجيد وما قيل عنها قاله أعداؤها والعدو غالبا ما يحاول التصغير من شأن من قام بمواجهته" ويعود الفضل الكبير في تدوين تاريخ الأمازيغ الى العلامة ابن خلدون في كتابه “ العبر وديوان المبتدأ والخبر”. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القارة الأفريقية الاستقرار السياسي الأمازيغ ليبيا بالمغرب الثقافة الأمازیغیة فی لیبیا فی دول

إقرأ أيضاً:

«الحوار الوطني»: الموقف العربي المشترك يؤكد رفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية

قال أشرف الشبراوي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إن البيان العربي المشترك الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة يمثل نقطة تحول مهمة في دعم الحقوق الفلسطينية، ويؤكد تماسك الموقف العربي في مواجهة أي محاولات لتصفية القضية أو فرض حلول مجتزأة لا تستند إلى الشرعية الدولية.

فرض مسار يخفف من معاناة الفلسطينيين ويفتح الباب أمام حلول أكثر شمولية

وأوضح الشبراوي، في تصريح لـ«الوطن»، إن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين يعكس نجاح الدبلوماسية العربية، التي قادتها مصر وقطر، في فرض مسار يخفف من معاناة الفلسطينيين ويفتح الباب أمام حلول أكثر شمولية، مشدداً على أن القاهرة أثبتت مجدداً أنها الفاعل الرئيسي في القضايا الإقليمية، وأنها لن تتخلى عن مسؤوليتها التاريخية في حماية الحقوق الفلسطينية.

وشدد على أن أي محاولة لإعادة هندسة الوضع في قطاع غزة، سواء عبر فصله عن الضفة الغربية أو المساس بوحدة الأراضي الفلسطينية، ستواجه برفض قاطع، مؤكداً أن تمكين السلطة الفلسطينية من ممارسة دورها الكامل في القطاع يمثل حجر الزاوية في أي حل مستدام، وهو ما يتسق مع الموقف المصري الداعم لحل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة.

إقامة الدولة الفلسطينية المستقل

وأشار إلى أن المبادرة المصرية الخاصة بجهود إعادة الإعمار، لاستضافة مؤتمر دولي لهذا الغرض تعكس إدراكاً عميقاً لحجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون، مؤكداً أن التحرك العربي والدولي يجب أن يركز على توفير الضمانات اللازمة لمنع تكرار العدوان الإسرائيلي وتأمين حياة كريمة لسكان القطاع.

وناشد القوى الدولية باتخاذ خطوات عملية وملموسة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن استمرار السياسات العدوانية والاستيطانية لن يجلب إلا مزيداً من عدم الاستقرار في المنطقة، وأن مصر، بمواقفها الثابتة، ستواصل قيادة الجهود لضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإكواتوري تعزيز السلم والأمن في القارة الأفريقية
  • هاتفيا.. وزير الخارجية والهجرة يبحث مع نظيره الإكواتوري تعزيز السلم والأمن في القارة الأفريقية
  • محفوظ: زيادة الإنفاق والانقسام الحكومي يهددان استقرار المالية العامة في ليبيا
  • ليبيا: نُدعم استقرار السودان وملتزمون بالحفاظ على علاقاتنا التاريخية
  • «الحوار الوطني»: الموقف العربي المشترك يؤكد رفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • استمرار أزمة المياه في زليتن والبلدية تبحث عن حلول عاجلة مع فريق إنجليزي
  • العبادي يدعو إلى تعزيز استقرار العراق ودعم جهود التنمية
  • المشاط تبحث مع وكيل خطة النواب جهود تنفيذ خطط التنمية المستدامة
  • “بتروغاز ليبيا”: خطط لزيادة الابتكار وتحقيق نمو مستدام في قطاع النفط
  • ليبيا – باشاآغا: تصاعد السلوكيات المنحرفة يهدد النسيج الاجتماعي ويتطلب حلولًا جذرية