صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-30@21:07:57 GMT

البحث عن ضمانات!!

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

البحث عن ضمانات!!

صباح محمد الحسن تواصل الخارجية السودانية عبثها وتلاعبها بالقرار السوداني وتدفع بالفريق الجنرال الي هاوية أعمق وتظن الخارجية أن عنادها وإصرارها يمكن أن يعطل ويعرقل عملية السلام. وعبر بيان لها قالت أمس أن حكومة السودان قررت تجميد عضوية البلاد بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) وعزت ذلك إلى أن السودان نقل إليها رسميا من قبل وقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخصه وهو ما لم يحدث في قمة إيغاد الأخيرة، والغريب أن حكومة السودان هي أول من طالبت بتدخل الإيغاد والإتحاد الأفريقي وقالت انها تريد حلا إفريقياً للأزمة السودانية، ولكن يبدو أن الحكومة السودانية كانت تعتقد أن الوجه الأفريقي مازال يحتفظ بملامحه القديمة وأنها يمكن أن تعيد سيناريو المخلوع مع المحكمة الجنائية، فالمحيط الإقليمي والدولي هذه المرة وصل إلى قرار واحد هو تلبية رغبة الشعب وإسقاط رغبة الحكومة حتى تتوقف الحرب وتتم إستعادة الديمقراطية عبر حكومة مدنية وتجميد عضوية السودان لن يؤثر على الحضور الأفريقي على طاولة الحل، فإيغاد منظمة مهمتها الأساسية العمل على إنهاء الصراع ونشر السلام والتنمية في البلدان الأفريقية.

كما أن الخارجية درجت على إصدار بيانات تخاطب فيها إيغاد وكأن السودان تعيش في استقرار و رفاهية في الوقت الذي تنظر اليه إيغاد كدولة تعيش حرباً مأساوية يهدد خطرها القارة الأفريقية ولاينحصر على السودان فمن واجبها وصميم عملها ان تعمل على وقف الحرب وإنهاء الصراع برغبة الحكومات أو بدونها. ولطالما أن إيغاد تجاهلت طلب الخارجية بعدم التدخل في أمورها الخاصة واجتمعت وناقشت الأزمة في قمتها وخرجت بقرارها، وحددت سقف زمني لحل الأزمة وطالبت بتشكيل حكومة مدنية وإستعادة الديمقراطية، إذن هي لاتري حكومة في السودان حتى تنظر في قراراتها. فبدلا من أن تبحث الخارجية لكل مايجلب للسودان الدعم والسند الإقليمي والدولي تقطع حبال الوصل لتؤكد عدم حرصها على مصلحة البلاد، فالإيغاد عملها الأساسي يقوم على التنمية في الدول المتأثرة بالحرب والسودان عاشت حربا دمرت البنية التحتيه ودمرت إقتصادها لذلك أن قرار تجميد العضوية هو قرار جهة لاتريد للسودان سوى الدمار. والحكومة بهذه الخطوة تنسف جهود الدول الحليفة التي سوقت من قبل إنقلاب البرهان على أنه تصحيح مسار حتى تقبل به المنابر الدولية، الآن تعيده الي عزلته بصفته قائدا إنقلابيا خسر شعبه وخسر معه جميع المنابر . لكن يبقى المحيط الإقليمي والدولي هو الذي سبق الحكومة بخطوة (نفض اليد) عندما شخص الأزمة السودانية منذ البداية وكتب لها العلاج المناسب فبعض الأدوية يجب على المريض تناولها بالرغم من عدم رغبته فيها شخص الأزمة عندما سمى قادة الحرب بطرفي النزاع حتي يتسنى له التدخل بينهما بعيدا عن الحكومة التي وصفها بغير الشرعية. وشخصها عندما نادى على البرهان للحل بصفته قائدا للجيش وليس رئيسا لمجلس السيادة وعندما رفض تمثيل الحكومة الكيزانية في المفاوضات، و عندما قال يجب على (القوتين) وقف الصراع فمتى خاطبت المنابر الدولية حكومة السودان!! حتى يكون لها حق الرفض والقبول؟! ولكن السؤال الأهم هل تبحث حكومة البرهان على ضمانات للخروج الأمر الذي يجعلها لاتتوقف عن لفت نظر العالم بهذه القرارات العشوائية!! طيف أخير: سيأتي سلاما حتى ينسى هذا الشعب أنه عاش وجعاً من قبل. نقلا عن صحيفة الجريدة الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن حکومة السودان

إقرأ أيضاً:

بين الوحدة والانقسام: موقف بعض قيادات “تقدم” من حكومة سلام ووحدة مقرها الخرطوم

د. أحمد التيجاني سيد أحمد

تناقلت الأسافير تهديدًا نُسب إلى بعض قيادات “تقدم”، مفاده أنهم يعتزمون فك الارتباط عن المجموعة التي قررت تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع. إلا أن الخبر لم يحمل تفاصيل كافية، بل اكتفى بنشر صور بعض القيادات المعروفة للحركة مع النبأ المقتضب.

بطبيعة الحال، يمكن للأسافير أيضًا أن تنشر أخبارًا وصورًا لمختلف القيادات المكونة لـ”تقدم”، خاصة أولئك الذين ينادون بوقف الحرب وتأسيس حكومة سلام ووحدة، تسعى لنزع الشرعية عن سلطة الأمر الواقع القابعة في بورتسودان. كما يمكن لهذه المنصات أن تجري مقارنات عددية وديموغرافية بين الفصيلين داخل “تقدم”، متناسية النقاشات والقرارات التي تمخض عنها الاجتماع التأسيسي الثاني للحركة، الذي عُقد في عنتيبي، أوغندا، في ديسمبر ٢٠٢٤، حيث تم الاتفاق على أن تُحسم مثل هذه القضايا الأساسية بالتوافق.

لم يكن لهذا الاجتماع التأسيسي الثاني أن يُقر مبدأ التوافق إلا لضمان وحدة “تقدم” ومنع أي محاولات للانقسام، ناهيك عن منح أي طرف حق إصدار “ورقة انفصال” أو “طلاق سياسي” للأطراف الأخرى.

**تقدم: التعددية والوحدة رغم الاختلاف**

عند التأمل في المشهد العام لـ”تقدم”، نجد أنها تمثل طيفًا سودانيًا متنوعًا، يسعى أصحابه إلى وحدة المصير رغم الاختلافات، ويتبنون نهجًا سلميًا لمعالجة التباينات في الرأي والمنهج.

كذلك، لا يغيب إلا على مغرض أو من هم في غيبوبة سياسية، أن دعاة الحكومة الشرعية يسعون إلى طرح بديل حقيقي لحكومة الانقلاب الكيزانية، التي ارتكبت الفظائع ضد المدنيين، من قتل الأطفال واغتصاب النساء إلى بقر بطون الحوامل، وحمل الرؤوس المقطوعة على فوهات البنادق. ولا يغيب على عاقل أو حادب أن دعاة حكومة السلام يرون أن الحل الوحيد للحفاظ على وحدة السودان يكمن في إعلان حكومة شرعية في المناطق التي يمكن لثمانية عشر مليون لاجئ ونازح العودة إليها، تحت حماية إقليمية ودولية.
• *إن حكومة كهذه لن تُقدِم على تغيير العملة لإرهاق سكان ١٢ أو ١٣ ولاية سودانيةودفعهم إلى الهجرة القسرية.
• *ولن تمنع طلاب السودان من أداء امتحانات الشهادة الثانوية.
• *ولن تلغي جوازات سفر الغالبية العظمى من المواطنين.

بل سيكون هدفها إعادة بناء البنية الاقتصادية والصناعية التي دمّرها سلاح الجو التابع للفلول، مستعينًا بسلاح الجو المصري. كما ستركز على إعادة إعمار الجسور والمستشفيات والجامعات التي استهدفتها الغارات الجوية، في محاولة لتحقيق حلم **دولة البحر والنهر**الانفصالية، أو إعادة إحياء مشروع **دولة وادي النيل**الاستعمارية، التي تسعى إلى ضم السودان تحت النفوذ الاستعماري المصري من جديد.

ولكن، هل يمكن تحقيق هذا المشروع دون إرادة السودانيين؟ وهل يمكن فرض واقع سياسي جديد دون توافق القوى الفاعلة في البلاد؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي تتجاهله بعض الأطراف المتحمسة لحلول غير واقعية، تتجاهل تعقيدات المشهد السوداني.

**بين التوافق والانقسام: المسار المستقبلي لـ”تقدم”**

إن جوهر الصراع داخل “تقدم” ليس مجرد انقسام بين تيارين، بل هو صراع بين رؤيتين:
• *رؤية تدعو إلى الحل السياسي السلمي، عبر إعادة بناء السودان وفق مشروع وطنيشامل يستند إلى التعددية والعدالة والتوزيع العادل للسلطة والثروة.
• *ورؤية أخرى تميل إلى الاصطفاف مع الأمر الواقع، إما بالانخراط في مشاريعسلطوية لا تعكس الإرادة الشعبية، أو بالانسياق وراء خطابات العنف والتقسيم، أوعبر تحقيق الرؤية الكيزانية التمكينية التي ترى السودان ليس وطناً لكلالسودانيين، بل ملكية خاصة للإسلاميين، حيثما كانوا.

لقد أكّد الاجتماع التأسيسي الثاني في عنتيبي أن “تقدم” ليست مجرد تحالف عابر، بل مشروع وطني يسعى إلى توحيد القوى الديمقراطية والمدنية خلف رؤية واضحة لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة. ومن هنا، فإن أي محاولات لإحداث انقسام داخلي أو فرض خيارات غير توافقية لن تؤدي إلا إلى إضعاف المشروع الوطني برمته.

**تحديات المرحلة المقبلة**

إن المشهد السوداني اليوم يواجه تحديات كبرى، تتطلب رؤية واضحة لمواجهتها، وأبرز هذه التحديات:

١- استمرار الحرب وآثارها المدمرة، حيث تسببت الصراعات المسلحة في تهجير الملايين وتدمير المدن والبنية التحتية.
٢- غياب سلطة مركزية شرعية، مما يفتح المجال أمام التدخلات الخارجية والمشاريع التي تسعى إلى إعادة رسم خريطة السودان وفق مصالح إقليمية ودولية.
٣- الانقسامات داخل القوى المدنية والمقاومة، مما يُضعف قدرتها على تشكيل بديل حقيقي يحظى بقبول محلي ودولي.
٤- التدخلات الأجنبية، التي تسعى إلى فرض حلول قد لا تتناسب مع طبيعة المجتمع السوداني وطموحات شعبه.

**ما العمل؟**

لمواجهة هذه التحديات، تحتاج القوى المدنية الديمقراطية داخل “تقدم” وخارجها إلى:
• *التمسك بوحدة الصف، وعدم السماح بأي محاولات لتمزيق الصفوف لصالحأجندات خارجية أو شخصية.
• *العمل على مشروع “الجمهورية الثانية”، كبديل لدولة ١٩٥٦، وهو مشروع وطنيشامل يعكس تطلعات السودانيين في إقامة دولة ديمقراطية عادلة، دون استثناءأو إقصاء؛ دولة قادرة على معالجة جراح التهميش والصراعات التي طغت علىسياسات البلاد منذ الاستقلال.
• *التواصل مع القوى الإقليمية والدولية، لتوضيح أن أي حل لا يأخذ في الاعتبارمصالح الشعب السوداني الحقيقية لن يكون قابلًا للاستمرار.
• *رفض أي تدخلات تهدف إلى فرض وصاية خارجية، سواء عبر دعم طرف معين فيالصراع، أو عبر مشاريع سياسية واستعمارية لا تحترم إرادة الشعوب السودانية.

**الخاتمة**

إن “تقدم”، بمختلف أطيافها، أمام مفترق طرق حاسم: إما أن تكون قوة موحدة تسعى إلى إعادة بناء السودان على أسس سليمة، أو أن تنجرّ إلى صراعات داخلية تُضعف موقفها وتمنح الفرصة لقوى الثورة المضادة لترسيخ سيطرتها.

المعركة اليوم ليست فقط حول تشكيل حكومة هنا أو هناك، بل هي معركة من أجل مستقبل السودان كدولة موحدة، ديمقراطية، ومستقلة عن أي نفوذ خارجي.

التاريخ لن يرحم أولئك الذين يضعون المصالح الضيقة فوق المصالح الوطنية، ولن يغفر لأولئك الذين يسعون إلى تقسيم السودان أو رهن قراره للخارج. الخيار الآن في يد السودانيين: إما السير في طريق الوحدة والسلام، أو الاستمرار في دوامة الانقسام والصراع.

نواصل

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
٢٩ يناير ٢٠٢٥ - روما، إيطاليا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بين الوحدة والانقسام: موقف بعض قيادات “تقدم” من حكومة سلام ووحدة مقرها الخرطوم
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر حريصة منذ بداية الأزمة على منع تهجير الفلسطينيين
  • حكومة الاحتلال الإسرائيلي على صفيح ساخن.. شاس يتراجع وسموتريتش يهدد بحل الكنيست
  • نائب: حكومة البارزاني تتربع على مليارات تهريب النفط مقابل صمت حكومة السوداني
  • مقتل 18 شخصاً جرَّاء تحطم طائرة في جنوب السودان
  • حمدان: الثنائي الوطني مع الإسراع في تأليف الحكومة
  • السودان: ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا إلى 1407 حالات وفاة منذ أغسطس الماضي، وفق بيان لوزارة الصحة السودانية
  • السلطات السودانية تدق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا.. ماذا يحصل؟
  • السلمية: قوة المستقبل.. ثورة ديسمبر السودانية نموذجاً
  • بعد اعتراف المتحدث بإسم القوات الجوية… سفير أوكرانيا ينفي تدخل بلاده في الحرب السودانية