الاستعداد للمرض X.. كيف يستعد العلماء للوباء القادم
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
في عالم الطوارئ الصحية العالمية، يلوح في الأفق شبح "المرض X". يمثل هذا العدو غير المرئي، الذي صاغته منظمة الصحة العالمية، عاملًا ممرضًا غير معروف يمكن أن يؤدي إلى حدوث جائحة في المستقبل. وعلى الرغم من وضعه الافتراضي، فإن المجتمع العلمي العالمي يستعد بنشاط لهذا التهديد المحتمل، وتعزيز أنظمة المراقبة، والاستثمار في البحث والتطوير، وتحسين التنسيق العالمي واستراتيجيات الاستجابة.
ومن بين التدابير الرئيسية للاستعداد لمواجهة المرض X هو تحديد ومراقبة الأمراض الحيوانية المنشأ المحتملة التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر. ويعترف هذا النهج بحقيقة أن معظم الأمراض المعدية الناشئة لها أصول حيوانية، بما في ذلك فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). ومن الممكن أن يؤدي تعزيز مراقبة هذه الأمراض لدى الحيوانات إلى توفير علامات إنذار مبكر وربما منع انتقالها إلى البشر.
منصات اللقاحات المرنة
ومن المهم بنفس القدر تطوير منصات لقاحات مرنة يمكن تكييفها بسرعة مع مسببات الأمراض الجديدة. في حالة ظهور المرض X، فإن القدرة على إنتاج لقاح فعال بسرعة ستكون أمرًا محوريًا في الحد من انتشاره وتخفيف تأثيره. إن السرعة التي تم بها تطوير وتوزيع لقاحات كوفيد-19 تشكل سابقة واعدة.
علاوة على ذلك، فإن الاستعدادات للمرض X تفرض على أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم أن تكون مجهزة للتعامل مع تفشي المرض بشكل فعال. ولا يقتصر ذلك على البنية التحتية القوية للرعاية الصحية والموظفين المدربين فحسب، بل يشمل أيضًا سلاسل التوريد الفعالة للأدوية ومعدات الحماية. وبالترادف مع هذا، فإن بناء بنية تحتية أقوى للصحة العامة، وخاصة في المناطق حيث الموارد محدودة، أمر بالغ الأهمية لزيادة القدرة على الصمود في مواجهة الأمراض المعدية الناشئة. ومن الممكن أن تعمل معاهدة عالمية لمكافحة الأوبئة، كما اقترحها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، على تعزيز هذا التعاون الدولي، وتحسين أنظمة الإنذار، وتبادل البيانات، والبحث، وإنتاج التدابير الطبية المضادة.
وفي الختام، فإن مصطلح "المرض X" بمثابة تذكير بالتهديد المستمر للأمراض المعدية الناشئة والحاجة إلى الاستعداد اليقظ. ويؤكد مخطط البحث والتطوير لمنظمة الصحة العالمية، والذي يهدف إلى إعطاء الأولوية للأمراض المعدية الأكثر خطورة التي تفتقر إلى العلاجات أو اللقاحات الفعالة، على هذه الحاجة. وفي حين أن المرض X عبارة عن بناء افتراضي، فإن الاستراتيجيات التي يتم وضعها لمكافحته حقيقية للغاية، بل إنها في الواقع حيوية للأمن الصحي العالمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية جائحة كوفيد فيروس كورونا لقاحات الصحة العالمیة المرض X
إقرأ أيضاً:
“دائرة الصحة تعزز التعاون الدولي في الرعاية الصحية بزيارة ناجحة إلى روسيا”
اختتمت دائرة الصحة – أبوظبي بنجاح زيارة رسمية إلى روسيا حيث تم تعزيز التعاون في مجالات الابتكار الصحي والطب الدقيق وعلم الجينوم وأبحاث الصحة المديدة.
وشهدت الزيارة عقد اجتماعات مكثفة مع كبار المسؤولين ومراكز الأبحاث الرائدة ورواد الصناعة وذلك في إطار رؤية أبوظبي لتطوير أحد أكثر أنظمة الرعاية الصحية تكاملًا وذكاءً على مستوى العالم وترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار الطبي وعلوم الحياة.
ترأس الوفد سعادة الدكتورة نورة الغيثي وكيل دائرة الصحة – أبوظبي حيث التقى الوفد مع سعادة ميخائيل موراشكو وزير الصحة الروسي وناقش الجانبان سبل التعاون في مجالات تطوير اللقاحات والتعليم الطبي وعلم الجينوم والبحث العلمي.
كما قام الوفد بزيارة عدد من المؤسسات الروسية البارزة مثل جامعة سيشينوف ومعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا (MIPT) ومركز دميتري روغاتشيف الوطني للبحوث ومركز غماليا الوطني للبحوث.
وركزت الزيارة على استكشاف فرص تبادل الخبرات الأكاديمية وإطلاق مبادرات بحثية مشتركة وتعزيز برامج التعليم الطبي. كما تم تناول إمكانية إجراء تجارب سريرية للقاح السرطان الجديد وتعزيز التعاون في مجالات علم الجينوم والطب الدقيق وعلاج الأورام وبناء القدرات في إدارة الأمراض المعدية.
وخلال الزيارة التقى الوفد بعدد من طلبة الطب الإماراتيين الملتحقين بكبرى الجامعات الروسية ما يعكس اهتمام أبوظبي بتعزيز التعليم الطبي الدولي ودعم خريجيها.
كما بحث الوفد شراكات استراتيجية مع كبرى المرافق الصحية الروسية بما في ذلك مجموعة “مدسي” والمركز الوطني الطبي لعلاج الأورام (مركز بلوخين للسرطان) وعيادة “مارشاك”.
وتمحورت المناقشات حول أحدث بروتوكولات العلاج وخدمات إعادة التأهيل وعلاج الإدمان والصحة النفسية إلى جانب الفرص المتاحة لتعزيز رعاية المرضى وتحسين نتائج العلاج.
وبالإيمان بالدور المحوري للابتكار في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية التقى الوفد بمركز “سكولكوفو” للابتكار الذي يُعدّ من أبرز مراكز التكنولوجيا في روسيا وبشركة “بيوكاد” المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية والصناعات الدوائية. وتمت مناقشة فرص التعاون في مبادرات التكنولوجيا الحيوية والطب الحيوي في أبوظبي وكذلك تعزيز توافر الأدوية في مجالات العلاج الجيني والعلاجات المتقدمة إضافة إلى دعم الابتكار في الصحة الرقمية والطب الدقيق.
وقالت الدكتورة نورة الغيثي “تعد هذه الزيارة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدولي في القطاع الصحي حيث أتاح لنا التفاعل المباشر مع المؤسسات الروسية الرائدة فرصة لاستكشاف مجالات جديدة للبحث المشترك وتبادل المعرفة مما سيمهد الطريق لشراكات طويلة الأمد تسهم في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية على المستوى العالمي.”
كما وجه الوفد دعوة رسمية إلى القادة الصحيين في روسيا للمشاركة في أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025 والذي سيمثل منصة عالمية تجمع الخبراء وصناع القرار لمناقشة أحدث التطورات في مجالات علوم الحياة والبحوث الطبية وسيتيح الحدث فرصًا واسعة للتعاون الاستراتيجي وبناء شراكات جديدة تسهم في تعزيز الابتكار في القطاع الصحي.وام